حوار

المرأة في وزارة العمل

ولاء الوهيبية مديرة التخطيط  : الوزارة تضع المرأة نصب أعينها كجناح ثانٍ يوازي الرجل في إدارة مرافق الدولة

 

حوار: رضية الهاشمية

حظت المرأة في وزارة العمل كـ غيرها من الوزارات و الهيئات في الدولة باهتمام ملفت في ظل سعي السلطنة لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في مختلف القطاعات في الدولة، إذ أن وزارة العمل و منذ نشأتها في سبعينيات القرن الماضي لم تفرق بين وظائف الرجل والمرأة فيها، بل تركت الباب مفتوحاً مشرعا أمام الجميع، ليتقلد كل منهما المناصب بناءً على خبرته وكفاءته.

نلتقي في هذا الحوار مع نموذجاً ملهماً من نماذج نساء عمان الملهمات، والتي تعمل كمديرة التخطيط في وزارة العمل، ولاء بنت ناصر الوهيبية، أم لولدين، حصلت على شهادة البكالوريوس في علوم الحاسب الآلي وتقنية المعلومات ومن ثم أكملت دراسة الماجستير في إدارة الأعمال بـ (المملكة المتحدة) .

وخلال فترة عملها حصلت على العديد من الشهادات في التخطيط والقيادة والتحول الرقمي علاوة على تنمية مهاراتها العملية والمهنية . وهي مدربة دولية معتمدة و صاحبة مبادرة العهد الزاهر والتي تساهم في تمكين وبناء القدرات التقنية وتطوير الذات، كما أنها عضوة في الأكاديمية العلمية للملكية الفكرية 2016. وقد تم اختيارها كواحدة من حكام جائزة النساء العربيات في التكنولوجيا في 2018 ، هي عضوة ومتحدثة في منتدى سفيرات المرأة ( الولايات المتحدة) و عضوة في نادي المستثمرين بيركلي.

تتمثل مهامها الوظيفية في الوزارة في وضع الخطط للوضع الحالي والتنبؤ بالمستقبل مع الإستعداد له على ضوء الخطط السابقة وتحديث هذه الخطط حسب ما يستدعي ذلك من ظهور أي عوائق أو نقاط ضعف بالخطة لرفع كفاءة العمل وبالتالي زيادة الإنتاجية. فـقد فرضت التغييرات المحيطة بعمل أي منظمة أو نشاط تجاري أو صناعي أو خدمي – البحث عن مخرج لحل مشكلاتها وآلية صناعة القرار لديها بداية من تحليل الموقف وصولا لأهداف تنبؤية ترتكز على نتائج ذلك التحليل بمستوياته الثلاثة من جهة، ومن ثم تنظيم وتحديد البرامج التنفيذية الكفيلة بتنفيذها بشكل مناسب مع الأخذ بعين الاعتبار متغيرات البيئة الخارجية والتنافسية والداخلية من جهة ثانية بعد توفير مستلزمات تطبيقها عبر خطوات واضحة ودقيقة وصحيحة ومرنة، ومن ثم مراقبة وتقييم نتائج ذلك التنفيذ مقارنة مع ما تم التخطيط له وتقويم أي انحراف فيه من جهة ثالثة، بالاعتماد على مؤشرات أداء رئيسية KPI’s والمؤشرات لجميع أهدافها الاستراتيجية والتشغيلية.

 

و في حوارنا معها  تجيب ولاء الوهيبية عن الأسئلة التالية:  

 كيف استطعتِ الموازنة بين العمل والتزاماتك الكثيرة والكبيرة وبين الأسرة والبيت والأبناء؟

التوازن بين العمل والحياة هو مفهوم واسع بما في ذلك تحديد الأولويات بين ” كون العمل” مهنة وطموح من جهة والحياة:  تعني الصحة،  الترفيه، الأسرة والتنمية الروحية  من جهة أخرى ذات الصلة.  ولكن في النهاية فهي عبارة عن مجموعة من المسؤوليات والترتيبات المختلفة والتي يجب على المرأة إيجاد التوازن الأمثل فيها بين الحياة المهنية والحياة الشخصية، مع الإسهام في زيادة الكفاءة التنظيمية.

ولا ننسى أن تأثير التكنولوجيا واضح جدا في تغيير طبيعة العمل والحياة العائلية، حيث كان هناك تحول في مكان العمل نتيجة للتقدم التكنولوجي. فأصبح لدى الموظفين العديد من الطرق، مثل رسائل البريد الإلكتروني وأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، والتي مكنت الجميع من إنجاز أعمالهم خارج الحدود غرفة مكتبهم. فقد يستجيب الموظفون لبريد إلكتروني أو بريد صوتي بعد ساعات العمل أو خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ما هي التحديات التي واجهتها وكيف استطعتِ التغلب عليها؟

تعمل حكومتنا الرشيدة على تهيئة كافة الظروف للمرأة العاملة لتحقيق التوازن بين العمل ومتطلبات الحياة الأسرية وذلك إيمانا منهم أن المرأة العمانية لها دور حيوي وبارز يمثل نصف المجتمع في عملية التنمية الوطنية ليس فقط من خلال المشاركة بالعمل والجهد في هذا المجال أو ذاك، ولكن أيضا من خلال الدور الاجتماعي الحيوي الذي تقوم به كأم وربة منزل في إعداد الأجيال العمانية.

وأدّت المرأة العُمانية دورها في تلبية وتحقيق ما دعا إليه السلطان قابوس في خطاباته التي أكدت على دورها ومكانتها، وقال “لقد أولينا منذ بداية هذا العهد اهتمامنا الكامل لمشاركة المرأة في مسيرة النهضة، فوفرنا لها فرص التعليم والتدريب والتوظيف، ودعمنا دورها ومكانتها في المجتمع، وأكدنا على ضرورة إسهامها في شتى مجالات التنمية، ويسرنا ذلك من خلال النظم والقوانين التي تضمن حقوقها وتبين واجباتها”.

كيف تسعى مؤسستكم إلى تمكين المرأة العمانية؟ وما هي المناصب التي تشغلها والتي هي متاحة للعمل فيها؟

 

أن وزارة العمل تضع نصب عينيها المرأة كجناح ثانٍ يوازي الرجل في إدارة مرافق الدولة منذ ٥٠ عاماً التي مضت، ترجمة لدعم السلطان الراحل طيب الله ثراه في وجودها إلى جانب أخيها الرجل، ولا يغيب عن جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله هذا الاهتمام أيضا إيمانا منه أن المرأة صانعة الأجيال قادرة على الإبداع في كل ميدان. كما أن الوزارة تتيح فرص التدريب والتأهيل والإعداد للمرأة لتولي هذه المهام التي تساهم من خلالها في نهضة عمان المستمرة بالتساوي بين الجنسين دون أي تفريق بينهما .

ومن هذه الرؤية المبكرة نحو المرأة وتعزيزاً لمكانتها بين دول المنطقة استطاعت الوزارة أن تأخذ بيد المرأة إيمانا منها في تعزيز دورها فأتاحت لها كل المناصب والمسؤوليات فتقلدت أعلى المناصب.

كما أن وزارة العمل منذ إنشائها في سبعينيات القرن الماضي لم تفرق بين وظائف الرجل والمرأة وتركت الباب مفتوحاً مشرعاً أمام الجميع .

إن السلطنة تحظى باهتمام دولي ملفت في دعمها للمساواة بين المرأة والرجل من خلال وجودها ك

وزيرة وسفيرة و وكيلة وعضوة في مجلسي الشورى والدولة و رئيسة لعدد من الهيئات حيث أبدعن بشكل ملفت مما قدم وجه المرأة العمانية للعالم بصورة مشرفة، وهذا ليس غريبا، فعمان في أحلك ظروفها التاريخية كانت المرأة بارزة في أحداثها ولك أن تجد أسماء خلدها التاريخ تشعرنا بالفخر والإعتزاز .

 

من وجهة نظرك .. كيف أثرت أزمة كورونا على التعليم ؟ وماهي إيجابيات وسلبيات التعليم عن بعد ؟

بعد أزمة كورونا كان من الضروري اعتماد نظام التعليم عن بعد للحد من انتشار الفيروس والحفاظ على سلامة الأطفال والأبناء كخطوة هامة للغاية في القرار:

  • إيجابيات التعليم عن بعد : 

أولا : تحقيق سلامة الأبناء: لأن بقاء الأبناء صغار وكبار في المنازل والعمل بنظام التعليم عن بعد سيحقق سلامتهم وهو أمر هام.

ثانيا : استكمال الدراسة دون الحاجة إلى الخروج من المنزل: وهنا تتحقق وقاية الأبناء من التعرض لفيروس كورونا، وفي نفس الوقت فن التعلم وعدم ضياع السنة التعليمية عليهم.

ثالثا: شعور الأمهات والآباء بالاطمئنان على أبنائهم : حقق التعليم عن بعد شعور الاطمئنان عليهم . 

رابعا: إثبات قدرات الجميع فيما يتعلق بالتكيف مع أي أزمة : من دوافع الاستمرارية والنجاح هو القدرة على التأقلم مع جميع الأزمات وهو ما أظهره التعليم عن بعد.

سلبيات التعليم عن بعد وطرق التغلب عليها : 

  • عدم وجود تنسيق كاف بين هيئة التدريس وأولياء الأمور، فالأمور بحاجة إلى بذل جهد أكبر من الجهتين لتحقيق التنسيق المطلوب.
  • ضياع كثير من الوقت أثناء الدرس في مشاكل تقنية كعدم وضوح الصوت مع حدوث تقطيع، الأمر الذي يؤثر على مستوى استيعاب الطالب.
  • عدم السيطرة على الطلاب والتلاميذ أثناء البث المباشر للدرس، لذا يجب التحكم فيهم وإيجاد طرق لتنظيم تفاعلهم حتى يتم التأكد من تحقيق النظام ومشاركة الجميع في التفاعل مع المعلم أو المعلمة .
  • عدم دراية بعض أولياء الأمور أو الطلبة بالتقنيات الحديثة وبالتالي حدوث صعوبات في متابعة الدرس، وأيضا حدوث بعض المواقف المحرجة أثناء البث والتي تدور حول كشف أسرار المنازل. لذلك لابد من شرح كيفية استخدام البث قبل البدء وتخصيص مكان وأجواء مناسبة للدرس.

 

Categories: حوار

أضف تعليقاً