Home Slider

النساء الملهمات في قطر يمنحن البلاد ميزة كبيرة

النساء الملهمات في قطر يمنحن البلاد ميزة كبيرة

فيرونيكا برموديز، مدير أبحاث أول في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، تتحدث عن الدور المهم للنساء في العلوم

 

IMAGE3

منذ انتقالي إلى قطر قبل عام فقط، تَمَلَكَني دائمًا شعور بالإعجاب والانبهار بطريقة احترام البلاد لنسائها وتمكينهن. إن التأثير الذي تحققه النساء في قطر مذهلٌ، وأعتقد أن القيادة الرائعة الظاهرة للعيان هنا تمنح البلاد ميزة كبيرة. 

وأنا معجبة على وجه الخصوص بالقيادة النسائية في مؤسسة قطر وجامعة حمد بن خليفة حيث أعمل. فأنا أترأس مركز الطاقة في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع للجامعة، والتي هي بدورها عضو في مؤسسة قطر. كما أن القيادة في مؤسسة قطر محفزة وداعمة للغاية. 

وتؤدي صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، وسعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر ورئيس مجلس أمناء جامعة حمد بن خليفة، عملًا رائعًا لقطر، وهما نموذجان ملهمان حقًا للمرأة في قطر. 

وتوفر هذه القيادة قوةً كبيرةً للنساء اللائي يعشن هنا، وتؤدي تلك الشخصيات المؤثرة والرائدة دورًا حيويًا لضمان حصول النساء على فرصة لتعزيز مؤهلاتهن العلمية ومشاركتهن وإنتاجيتهن في المجتمع.

وبصفتي سفيرةً للعلوم، فقد شاركت في توجيه النساء ومحاولة تحفيزهن لبلوغ أقصى إمكاناتهن. وقد فعلت ذلك في كل دولة عشت فيها، بما ذلك وطني أسبانيا، وبعدها في فرنسا، واليابان، والآن في قطر.

وبطريقتي الخاصة البسيطة، فإنني أسعى إلى تمكين النساء، وقد كنت فخورة بتمثيل معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة في المؤتمر، الذي نظمه معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات بمدينة أوستين في ولاية تكساس الأمريكية، مؤخرًا. وكان هذا المؤتمر قد عُقد تحت شعار “ما وراء القيادة: تحفيز النساء المبتكرات القادرات على تغيير العالم”، وقد سَعُدت وشرُفت حقًا بدعوتي لحضور هذا المؤتمر.

IMAGE1

وقد ساهمت مشاركتي في المؤتمر في تعزيز حضور معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة على الساحة الدولية، ومكنتني من مقابلة صانعات التغيير من جميع أنحاء العالم والتفاعل معهن، وهو ما قد يؤدي إلى بناء علاقات تعاون إيجابية لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة. ولهذا السبب، فإنني أشعر بالسعادة بصفتي ممثلة للمعهد وامرأة في الوقت نفسه.

وقد نبعت مشاركتي من مقال بعنوان “الخيال يدعم الابتكار والتغيير في قطاع الطاقة” قدمته للمشاركة في مسابقة للمقال نظمها قسم النساء العاملات في مجال الهندسة بمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات في اليابان. وفاز مقالي بالمركز الثاني، ونتيجةً لذلك، وُجِهت إليَّ الدعوة لحضور المؤتمر في مدينة أوستين بولاية تكساس الأمريكية.

وتشرفت بإدارة حلقة نقاش حول كيف يمكن أن يساعد الابتكار، والتغيرات الثقافية، والتنوع في تعزيز التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة.

وكان شعار المؤتمر يتناول موضوعًا أهتم به بقوة، وهو إمكانية العيش في عالم لا تشيع فيه الأفكار النمطية مثل أفضلية نوع اجتماعي معين أو عرق على غيره، بحيث يمتلك كل فرد فرصًا متساويةً. وإذا ما كان بمقدورك تخيل هذا العالم، فأنت تعيش في عالمي. وأنا أحلم بالمساهمة في بناء عالم أفضل وأكثر تنوعًا. ورغم أن مساهمتي قد تكون مجرد قطرة بسيطة في المحيط، إلا إنني فخورة جدًا بالدور الذي أؤديه.

وهناك العديد من النساء الموهوبات الأخريات القادرات على إحداث تأثير كبير في العلوم، ولكن إذا لم تتوافر للنساء نفس الفرص المتوافرة للرجال، فسوف نخسر نصف القوى العاملة المحتملة. 

وسوف نخسر عقولًا نيِّرة يمكن أن تساعد في حل المشكلات إذا ما قيدنا من دور المرأة، وإذا ما تعاملنا فقط مع جزءٍ محدودٍ من السكان إلى حدٍ كبيرٍ. ولا يتعلق الأمر بالمساواة بين الجنسين فحسب، ولكن السؤال الحقيقي الذي يطرح نفسه هو: لماذا لا نحترم جزءًا من مجتمعنا يمكن أن يساهم حقًا في تحسين الأمور وإحداث تغيير؟  

وفي ظل جميع التهديدات التي نواجهها ولا سيَّما قضية تغير المناخ والاستدامة، يحزنني استبعاد العديد من النساء الموهوبات اللائي لا يمكنهن المساهمة في التصدي لهذه القضايا فقط بسبب عدم إتاحة الفرصة لهن.   

وعندما التحقت بالعمل في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، أنشأت مجموعة تعرف باسم “النساء العاملات في مجال العلوم بالمعهد”، ولم تقتصر العضوية في المجموعة على العالمات المتخصصات في مجال العلوم، ولكنها ضمت كذلك الموظفات الإداريات اللائي يدعمن هؤلاء العالمات في عملهن. ونحن نجتمع بشكلٍ دوريٍ لتبادل الأفكار والحوار بشأن الموضوعات العلمية وغير العلمية المختلفة ذات الصلة. وتتمثل الفكرة من وراء إنشاء هذه المجموعة فقط في فهم المشاكل التي تواجهنا ومناقشتها لمساعدتنا في مواصلة تحقيق التقدم المرجو، وبالتالي مساعدة بعضنا البعض على المضي قدمًا في مسيرتنا المهنية.

وأحيانًا ندرك أن المشكلة الأساسية تكمن في أنفسنا لأننا لا نؤمن بأنفسنا بما يكفي لتحقيق أهدافنا. ولهذا السبب، فإنني أحاول العمل مع عضوات الفريق لتمكين الجميع.

إن النساء العاملات في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة هن أقوى النساء اللائي التقيت بهن على الإطلاق. فهن متحمسات وعازمات على تحقيق إنجاز ما. وقد عرفت عددًا قليلًا من النساء ممن كان لديهن القدرة على تولي مناصب إدارية، ولكنهن خِفْنَ من قبول التحدي. بيد أنه بعد الدخول في مناقشات صريحة حول ما يمكن لهن فعله، وفي أعقاب حصولهن على الفرصة، فإنهن يؤدين الآن أدوارًا وظيفية على مستوى رفيع جدًا. ويمكن لقدر بسيط من التحفيز والإيمان إحداث فارقٍ هائل.

وهناك العديد من الدراسات التي تشير إلى أن النساء لا يساهمن في تحسين الأمور فحسب، بل إنهن يساهمن في إحداث الفارق، وهذا “النهج المختلف” مفيد. فإذا كان لديك عقليات مختلفة، وطرقًا مغايرةً للتعامل مع المشاكل المختلفة، فستكون قادرًا على إيجاد الحل المناسب. 

وإذا كنا جميعًا متشابهين، وكل منا يؤدي نفس العمل ويفكر بنفس الطريقة، لزادت احتمالية عدم توصلنا إلى الحل الصحيح.  

والرسالة التي أوجهها إلى العديد من النساء المُبتكرات اللائي يحلمن بإحداث تأثير في هذا العالم هي: اعثُرْنَ على ما تحبونه، وافعَلنَ ما تحبونه، وخاطِرنَ، ولا تخفنَ، وتغلبنَ على العقبات التي تعترض طريقكن، ولا تستسلمنَ إذا ما فرضت تلك العقبات تهديدات لا يمكنكن التغلب عليها. ونصيحتي الأخيرة لهن: تعلمنَ، وساهمن في إحداث التغيير، وتكيفنَ مع التغيير، واحرصنَ على التطور، وتذكرنَ أن المثابرة هي أساس النجاح.  

أضف تعليقاً