حوار

مها البلوشي، أول فتاة “طيار ضابط أول” في الطيران العماني

أول فتاة “طيار ضابط أول” في الطيران العماني

مها البلوشية: جعلتُ من الإحباطات سلماً لتحقيق حلمي في الطيران

 

حين يؤمن الانسان بالحلم بكل ما يمتلك من طاقة، لا توجد أي عقبة تقف في طريقه، بل يحوّل تلك العقبات الى سلم يرتقي به الى النجاح لتحقيق حلمه ومبتغاه رغماً عن كل محبط، فطريق النجاح متاح للجميع، والزاد الذي يحتاج اليه الجد والاجتهاد والمثابرة والكفاح والعزيمة للوصول الى الهدف النهائي
وقد جسدت مها البلوشية كل ذلك الى أن أصبحت اليوم أول فتاة تتولى منصب “طيار ضابط أول” في الطيران العماني وتسعى لأن تكون كابتن طيار في المستقبل.
المرأة التقت بها وحاورتها على خلفية الحلم من بدايته لحين تحققه في الحوار التالي،

 

  • نبذة مبسطة عنكِ

مها البلوشية، أبلغ من العمر 29 سنة، بدأت بدراسة الطيران بعد تخرجي من جامعة السلطان قابوس من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكنت أبلغ من العمر 23 سنة.

  • متى بدأ حلم الطيران لديكِ

بدأ معي حلم الطيران منذ نعومة أظفاري ومذ بلغت سن الرابعة أو الخامسة، حيث كنتُ أعجب دائما بالطائرات وأصوات المحرك وأعجب بطاقم الطائرة، وكنت أردد دائما انني أريد أن اكون معهم بهذا المكان، وكان أبي يؤكد على فكرتي باستمرار ويحفزني ويقول “ستكوني يوماً ما كابتن طيار”

  • كيف سعيتِ للحلم رغم الصعوبات التي تحفه ؟

لم تكن هناك صعوبات حقيقية، الا خلال تحقيق الحلم كان حولي أناس محبطين، فحين يسألني أحدهم ما الذي تفكرين فيه بعد الانتهاء من الجامعة أو المدرسة؟ وأجيب الطيران، يأتي الرد سريعاً “مستحيل تصيري طيار”، حتى معلمات المدرسة كانوا يقولون لي أن أدخل مجال الطب أو الهندسة أو التربية وأترك حلمي في مجال الطيران بعيداً لأنه غير متاح للنساء في بلدنا. بالنسبة لي اعتبرت كل ذاك حافز حقيقي لأصل لطموحي وحلمي، فكلما جاءني شخص وقال لي لا توجد لدينا طيارات من النساء، كنت أتساءل، لماذا؟ فشكّل لدي تحدي كبير لأثبت لهم بأنني سأحارب من أجله ولن أغير نظرتي عنه كما توقعوا بعد أن أكبر.

  • ما هي التحديات التي مررتِ بها؟
    أكبر التحديات التي واجهتها “الغربة” حين اتجهت الى استراليا لدراسة الطيران، وذلك لأنها المرة الأولى التي أبتعد فيه عن عائلتي لفترة طويلة فكان من الصعب علي أن أكون بمفردي، ولكن مع الوقت تكيفت مع الأمر ورضيت به.
  • ما هي المهارات والصفات الشخصية التي يجب توافرها في كابتن الطائرة؟
    يجب ان يمتلك مهارة اتخاذ القرارات الصحيحة في الأوقات الصحيحة، سريع البديهة، ناضج، مسؤول، ملتزم بالوقت والقواعد، ويستطيع العمل على أكثر من شيء في الوقت ذاته.
  • صفي لنا شعوركِ بأول رحلة طيران لكِ؟
    أول رحلة طيران لي كانت في استراليا في2010، وكان ذلك في اليوم التالي لوصولنا الى استراليا، حيث كانت الدراسة نظرية في اليوم الأول، وتلته الدراسة العملية، أما شعوري فكنت أضحك كثيراً فرحاً بأنني وأخيراً بدأت أحقق حلمي، والمدرب لاحظ ذلك وسألني عن سبب ضحكي فأجبته بأنني فرحة لبدء تحقق الحلم الذي لطالما حلمت فيه منذ طفولتي.
  • كيف وجدتِ حلمكِ بعد تحققه وبعدما أصبحتِ أول كابتن طائرة في الطيران العماني؟
    أرى نفسي اتخذت القرار الصحيح وأنني بالمكان المناسب حقاً، ولا أستطيع تخيل نفسي أعمل بأي وظيفة سوى الطيران، فالحمدلله أنني كنت على الطريق الصحيح وحققت ما أتمناه وأصبو اليه.

  • ما هي المواقف التي لا تُنسى في ذاكرتكِ في مجال عملكِ؟
    لا أنسى أبداً الرحلات التي تحدث فيها أمور خارجة عن العادة، على سبيل المثال إحدى الرحلات حدثت فيها حالة وفاة لشخص من الركاب كان يعاني من مرضٍ ما، واضطررنا للهبوط بأسرع وقت لأقرب مطار، فمثل هذه الرحلات تترسخ في ذاكرتي ولا أستطيع ان انساها أبداً.

  • ما هي أهم نصائحكِ لمن يريد أن يصبح كابتن طائرة؟
    نصيحتي للأشخاص الذين يريدون أن يكونوا طيارين أو أي شيء، أن يسعوا لطموحهم، فتحقيق النجاحات لا يأتي بالحظ بل يأتي بالعمل الجاد والمستمر، لذلك أنصحهم بالاجتهاد فيما بين أيديهم الآن سواء دراسة أو عمل، ويسعوا لطموحهم مهما كان كبيراً ، وبالطبع دائماً وفي كل مكان ستواجه أشخاص أو أمور محبطة ولكن يجب أن تكون هذه الاحباطات حافز كبير وتحدي يشقون منه طريق النجاح وتحقيق الحلم المنشود.

  • أحلامكِ وآمالكِ المستقبلية

من خططي المستقبلية، دراسة الماجستير في مجال الطيران باذن الله، والآن أنا طيار ضابط أول وأطمح أن أصبح كابتن وأتعمق أكثر في الطيران.

  • ما سبب قلة دخول النساء لمجال الطيران؟

قد يكون السبب الأكبر “المجتمع” ونظرته الى الفتاة بأنها لا تملك الكفاءة التي تجعلها تشارك الرجل في جميع المجالات وتقف الى جانبه، فأصبح الواقع أن النساء الذين يدخلون مجال الطيران يُعدّون على الاصابع، لكن الحمدلله هناك فئة لا تتأثر بالمجتمع ومنهم أنا، لذلك حققت حلمي في مجال ليس مستحسناً من قِبل الجميع.
ولكن يبدو لي بأن المجتمع الآن اكثر تقبلاً لعمل المرأة في مختلف المجالات مثل الجيش، الشرطة وأيضاً الطيران.
وأتمنى ان أرى في المستقبل القريب عدداً أكبر من الطيارات العمانيات.

  • ما هو شعوركِ وانتِ تقضين معظم وقتكِ في السماء بدلا من الأرض؟
    في الحقيقة هو شعور جميل جداً وأنا أستمتع به، لذلك حين أحصل على يومين اجازة احن واشتاق للطيران، وأشعر بأن اليومين مسافة كبيرة واجازة طويلة بالنسبة لي وأفتقد فيها مقصورة القيادة في الطائرة.

 

Categories: حوار

أضف تعليقاً