حوار

وجدان اللواتية، من الترجمة الى الديكور الداخلي

وجدان اللواتية:  رحلتي من الترجمة الى عالم الديكور.. والخروج عن المألوف

 

وجدان علي اللواتية، بدات أولى خطواتها في مجال العمل كـ مترجمة في القطاع المصرفي، لتنتقل بعده الى عالم آخر مغاير أوسع كان شغف طفولتها، وحُلمها وهو مجال “الديكور الداخلي” فأبحرت بين تفاصيله الدقيقة بمركب التعليم الذاتي، بكل ما تستطيع، لتثبت نفسها وذاتها وتشق طريق النجاح عبره وتصل الى هدفها الذي يتجلى أمامها بكل وضوح.

مجلة المرأة تلتقي بها لمعرفة التفاصيل المتعلقة برحلتها من الترجمة الى الديكور في الحوار التالي:

 

 

  • نبذة مختصرة عن نفسكِ

تخرجت من جامعة كوينزلاند الأسترالية بشهادة البكالوريوس من كلية الآداب تخصص “اللغة الانجليزية” في 2006. و بدأت العمل في القطاع المصرفي كمترجمة. ولكنني بعد ذلك غيّرت الاتجاه لأعمل في قسم المشاريع وأهتم بالديكور الداخلي للمشاريع، فإلتحقت بالعمل بشركة الحبيب (وهي شركة عائلية) في 2007. و تقوم الشركة بتطوير العقارات بأنواعها من فلل، الى بنايات سكنية، و بنايات سكنية- تجارية، للبيع و الإيجار.

وقبل فترة أكملت دراستي العليا وحزت على شهادة ماجستير إدارة أعمال ((MBA، وكان موضوع بحثي” ادارة الجودة الشاملة في قسم تأجير العقارات في شركة الحبيب”

وقد تعلمت مع فريق العمل بالشركة كيفية اختيار مواد البناء، والتي تنقسم الى داخلية/خارجية، وكان تركيزي بشكل أكبر على المواد الداخلية وذلك لان نطاق المواد الخارجية محدود وقد يقتصر في الاصباغ والحجر، أما الداخلية فهناك تفاصيل أكثر وبالتالي الاختيار يكون أوسع ويحتاج الى اتخاذ قرار مناسب. مثل: الأرضيات، الأصباغ، الإضاءة، المطابخ، الأبواب، المواد الصحية، النوافذ.
وأحاول دائماً الاستفادة من المهندسين وخبرتهم في هذا المجال، وإضافة ما قد يحتاج، فأنا لا أكتفي بالخريطة التي أعطاني اياها المهندس، بل أحاول أن أتخيل وضعي حين أسكن الشقة أو الفيلا، ما الذي سوف أحتاج اليه؟ وما هي الأشياء العملية الضرورية التي يجب اضافتها؟ كيف يكون حجم الشباك؟ وأين يكون الباب؟ هناك تفاصيل عديدة يجب أن نضعها في الاعتبار عند العمل على المشاريع وأحيانا نطلب من المهندسيين تغيير طريقة صف الغرف وغيرها من التفاصيل، حسب ما يتناسب مع نمط حياة الأشخاص المستهدفين من المشروع.

وطبيعة عملي فالشركة، لا تقتصر على اختيار الديكور الداخلي فقط، و إنما التنسيق مع الشركات التسويقية وقسم الوساطة العقارية الذي سوف يتبنى بيع بعض المشاريع حسب المتفق عليه.

  • ما هو الأساس الذي تعتمدينه لاختيار الديكور الداخلي و مواد البناء؟

 

تختلف الاحتياجات حسب طبيعة المشروع نفسه، فيختلف اذا كان للإيجار أم للبيع، اذا كانت شقة صغيرة أم فيلا سكنية راقية، وحسب ميزانية المشروع.
أما باقي التفاصيل الاخرى مثل الاصباغ والالوان، فأنا لا أحكّم فيها ذوقي الشخصي، بل أراعي الذوق العام وطبيعة المشروع، حتى وإن كنتُ لا أفضل ذلك، ولدينا نموذج ثابت نسير وفقه.
وكذا الحال فيما يتعلق بالاضاءات –على سبيل المثال- فمع تنوعها، الا أن مكانها هو من يحدد نوعها (غرفة، مكتب، مجلس الضيوف، ممر).
في البداية وجدت صعوبة في الاختيار وذلك لأنه ليس محل دراستي، وكان عليّ أن أتعلم أساسيات المجال، لذلك كنتُ أتصفح بكثرة الكتالوجات و المجلات الخاصة بالديكور، مثل مجلة “فلوريدا ديزاين” علماً بانني أحب تصفحها منذ أيام المدرسة. وتلفتني دائماً البنايات وكذلك الديكور عندما أسافر، حتى و قبل أن أدرس تخصص اللغة الانجليزية، والسبب الكامن وراء عدم اختياري الديكور الداخلي كـتخصص، بأن الوضع في السلطنة كان مغايراً قبل خمسة عشر سنة، فلم يكن هناك اهتمام بالديكور من قبل الأفراد وحتى الشركات ولم يكن يمثل أهمية كبيرة، فوجدت ان اللغة الانجليزية هي خياري الأنسب. ولكن الآن تغير الوضع وأصبح هناك وعي بأهمية الديكور وأصبحت الشركات تتنافس فيه قبل الافراد.

  • كيف تصفين رحلتكِ في العمل بداية من عملكِ كمترجمة ومن ثم تحولكِ للديكور ؟

 

كنتُ أحب كلا التخصصين في سنتي الأخيرة بالمدرسة، ولكن كتخصص اخترت دراسة اللغة الانجليزية بمجالها العام والواسع والذي سوف يساعدني في مجالات متعددة في سوق العمل، ولم أدرس حقيقة الترجمة كـ تخصص بل كانت لدّي المهارة فأصبحت وظيفتي الأولى. بعدها كان هناك احتياج في شركة الحبيب لشخص يتولى مهمة الديكور الداخلي لأنه يشكل عبئاً كبيراً على المهندسين، نظراً لما لديهم من مهام أخرى كبيرة فكان من الضروري وجود شخص آخر يتولى زمام هذا الموضوع بكل المشاريع ولأنني أحب هذا المجال ومستعدة للعطاء فيه والتعلم الذاتي تحملت المسؤولية وتعلمت مهام عملي الجديد.

وكانت مسألة وقت لأجيد هذه المهام عن طريق تصفح الكتالوجات باستمرار وزيارة المحلات والمواقع الالكترونية المتنوعة.

  • ما هي التحديات التي تواجهكِ حين تختارين المواد اللازمة خصوصاً وأنه ليس مجالكِ الدراسي؟

بالفعل كان يشكّل تحدياً لي ولكنه بدأ يقل، نظراً للخبرة العملية المتراكمة من المشاريع التي عملت عليها، وأصبحت أدرك المواد المتوفرة في عمان، واحتياجات كل مشروع، وعملي جنباً الى جنب المهندسين أثر علي بشكل كبير، اذ يلفتون نظري لبعض الأمور وأجلس معهم باستمرار وأستشيرهم.
أيضاً بالنسبة للأمور التقنية، تعلمت القليل عن التخطيط الكهربائي وغيرها، لانه مجال متكامل وعليّ الدخول الى كافة التفاصيل حتى وإن لم أكن أتعمق ببعضها، الا أن الدراية السطحية كانت كافية لاكتمال صورة المشروع فيتم بأحسن حال ولا يقل عن الجودة المطلوبة.
فالجودة استثمار وتوفير على المدى الطويل، وعلى الفرد أن يبدأ بشكل صحيح لكي لا يخسر الوقت، و الجهد، و التكلفة على المدى الطويل نظراً لبدايته الخاطئة.

5) ما مدى الاستفادة من الزيارات الميدانية لمواقع البناء ؟

أقوم بزيارة مواقع البناء ولكن ليس بكثرة زيارة المهندسين لها، فالمهندس عليه أن يكون هناك بشكلٍ شبه يومي، فهو يتابع العمال ومدى سير العمل. أما أنا فأزورها بين فترة وأخرى، بعد انتهاء المراحل الأساسية للبناء. و سبب الزيارة هو رؤية المساحات على حقيقتها بدلاً من الاعتماد على الورق فقط، وهناك أمور يحددها الفرد على الخريطة ولكن يحتاج الى رؤية المكان الحقيقي ليحدد باقي التفاصيل، مثل موقع الباب، و بأي اتجاه يُفتح. و أيضاً حجم النوافذ ومكانها، فاذا لاحظت وجود منظر جميل خلف الشقة أو الفيلا، أستطيع تغيير مكان النافذة ليطل عليها أو أضيف شرفة صغيرة حسب الإمكان. فالخريطة هي الجزء النظري والموقع هو الجزء التطبيقي، وكلاهما يكملان بعضهما البعض.


6)  برأيك.. هل يوجد بالفعل لدينا في السلطنة نقص حاد لاختصاصيين الديكور الذي يساعدون في اختيار الديكور الملائم للمنازل والشقق ؟

لا أستطيع تحديد وجود النقص من عدمه، و لكن ما لاحظته أن التصميم لدينا بالسلطنة في الاماكن المختلفة (الفنادق، واجهات المباني، القاعات، المطاعم، المحلات وغيرها) قد يـُلمس في بعضها الجودة والاناقة والرقي ولكن ينقصه الابداع والخروج عن المألوف، و يتصف بتكرار الأفكار، و كذلك لا توجد جرأة في استخدام الألوان ودمجها، بعكس الدول الأخرى التي زرتها ولاحظتها.

7) هل تستقبلين استشارات في الديكور المنزلي واختيار المواد اللازمة للبناء وتقومين بزيارة المنازل ؟

ليس الآن، بل بعد تكوين الخبرة الكافية وأصل لمرحلة أنني أستطيع لقاء الزبائن وتوصيل أفكاري واقتراحاتي لهم واقناعهم بها، أفكر في أن أعمل كمستشارة في الديكور الداخلي المنزلي (Free Lancer) و لكن في الوقت المناسب.

8) كلمة أخيرة

لا يوجد ما يحد الانسان بشكل عام، و المرأة بشكل خاص، عن اثبات نفسه، والفرد حين يبدأ عمله عليه أن يسخر له كافة جهده وطاقته وأفكاره ليبدع ويعطي نفسه المجال للخروج عن المألوف، فالابداع لا يقتصر على الالوان والتصميم وحسب بل يوجد في كافة المجالات، في التسويق، و ادارة الأعمال، في عمل المجتمع، و العمل الخيري، في التعليم، و التربية … الخ.

Categories: حوار

أضف تعليقاً