استشارة أسرية

ابتسامة وقبلة

shutterstock_186336611
المستشارة الدولية: مروى الهواري

كلما زادت سنوات العشرة بين الزوجين، زاد الإقتراب، وتعمقت العلاقة، وزادت قدرتهما على التحاور غير المنطوق، وتصبح هناك وسائل أخرى غير الكلام للحوار والتواصل والإحساس، فيصبح كل منهما قادراً على قراءة وجه الآخر، بل من متابعة حركة العين ذاتها يستطيع أن يعرف الكثير عما يدور بخلده. تصبح الإبتسامة أكثر تعبيراً وتأثيراً، وكذلك الإيماءة والحركة، وكذلك السلوك التلقائي والسلوك المقصود، إنها درجات راقية من الإقتراب إلى الحد الذي يصبحان فيه كأنهما شخص واحد.

هذا ما يقولونه وهذا ما يفترض به أن يكون بين الزوجين ولكن ..

أغمضي عينيكِ وتذكري بصدق متى كانت آخر مره احتضنتِ فيها وجه زوجك ونظرتي عميقاً ومباشرة في عينيه ؟  متى أخر مرة تبادلتما فيها الإبتسامة للإبتسامة فقط؟ وضممتيه إلى صدرك عطفاً ووداً وإحتواء وامتناناً ؟ متى أخر مره قبلتي أبناءك وبناتك ؟ ………؟

ضغوط الحياة، الإلتزامات، غلاء المعيشة، الإنفجار المستمر للأسعار، صعوبة المجاملات العائلية أمام ضيق الوقت والمال، تدخل الأقارب وتوتر العلاقة بينكما بسببهم، كلها أمور أثرت في حياتك العائلية، فأفرزت عليكِ سلوكك مع أبناءك وأسلوبك مع زوجك، جعلتكِ أكثر عصبية أكثر تشتت، كثيرة النسيان، ولم تنتبهي أنكِ تحولتِ إلى مخلوق عابس ممتعض تلازمك عبارات التأنيب والشجار والغضب، والصراخ لا تكفين غالبا عن الشكوى من الصداع وألم الجسم وكثرة النوم، وطبعا هذا يبرر أهمالك النسبي لشكلك وهندامك ورائحتك في البيت طوال الوقت.

حبيبتي بعدما عكست عليكِ الحياة كل ظروفها وقمتي بكل ردود الفعل الطبيعية والتقليدية هل تغيرت الحياة ؟ لا .  هل تحسنت الحياة ؟ لا . مازالت الحياة هي الحياة ومازالت تتدهور وستتدهور أكثر فأكثر وتنهار أكثر وأكثر. ولن يغنيكِ كل هذا ولن يخرجك من هذه الدوامة . الحل الوحيد بيديكِ؟  توقفي عن الثرثرة حتى لو كانت بناءة وذات عمق لابد أن تفتحي الباب أولاً . ولا يفتح الأبواب المؤصدة مع أبناءك وزوجك وأهلك وأهل زوجك سوى الإبتسامة ولايذيب العراقيل سوى قبلة ودودة حارة من القلب . ولا يهدمك ويهدم أسرتك ويجعلها تتأكل سوى الفراغ وكثرة النوم والهم الذي تحيطين به نفسك.

يقول العلماء عندما يقبِّل الأشخاص بعضهم فإن 29 عضلة تشترك في هذا. وأكثر عضلة تعمل هنا هي العضلة التي تعطي للشفاه وضعية القبلة، ويخفق القلب 150 خفقة في الدقيقة ويرتفع إيقاع التنفس من 13 حتى 60 ويرتفع ضغط الدم، ويتمرن القلب وكأن الإنسان قد ركض 100 متر. في القبلة التي تستمر لفترة ثلاث ثوان يرتفع النبض إلى 130 نبضة بالدقيقة، غير أن غالبية القبل لا تستمر أكثر من ثانية. كما وأنه في أثناء التقبيل يتم طرح الأدرينالين والأنسولين، فينخفض بهذا محتوى الدم من السكر وتحطيم السكريات والدهون والمواد الضارة !!وبهذا يكون علاج للسكر والكوليسترول بنسبه ما وينصح المتخصصون في ازدحام السير بالتقبيل المكثف قبل السفر لمسافات طويلة ومرهقة .فقد أظهرت الأبحاث أن السائقين أو السائقات يقودون عندئذ بهدوء واسترخاء. وحتى في لحظات الغضب والعراك بين الكبار أو الأطفال فإن القبلة تمنح الأقوى أو العصبي مزاجاً أكثر لطافة وتخفف من عدوانيته. ولقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يقبل نساءه، ويقبل ابنته فاطمة رضى الله عنها ويأخذ بيدها ويجلسها مكانه، وعن عائشة رضي الله عنها قالت قدم ناس من الأعراب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا أتقبلون صبيانكم فقال نعم فقالوا لكن والله ما نقبل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): وما أملك إن كان الله نزع منكم الرحمة. وقال بن نمير من قلبك الرحمة وفي موضع آخر للسيرة أن الأقرع بن حابس أبصر النبي (صلى الله عليه وسلم) يقبل الحسن فقال إن لي عشر من الولد ما قبلت واحدا منهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من لا يرحم لا يرحم أي أن القبله رحمة” سبحان الله”،  القبلة تلك الرحمة بين الآباء والأبناء التي لم تستغل ولم توظف التوظيف الأمثل في الوطن العربي، بعد القبلة تلك الرسالة الساحرة التي تؤثر على هرمونات الجسم انيا ” وتربط بينك وبين أبنائك بلا قيد وتغير في مزاجهم وتقبلهم وتقنعهم بتوجيهاتك في الحال

القبله تلك اللحظة التي لا تكلفك ولكنها توفر عليك الكثير من الجهد وسعي أزمان للتربية وللحصول على علاقة حميمة ودافئة في بيتك مع أبنائك وزوجك وصلة رحمك . القبله ما رد جبار نائم في خطة تربيتك لأبنائك وكنز مهمل لا يقدر بثمن لصلة رحم والديك وطاقهة دفع لزوجك عند ذهابه للعمل لتقولي له في أمان الله، ورسالة حب لم تستغل تحافظ على لين الحياة الزوجية أمام جفاف الحياة وصعوبتها إذا” القبلة رحمة فأرجوك… أرجوك …. أرجوك إدرجها في حياتك لتساهم في بناء جيل صحيح قوي نفسيا وقادر على الوقوف في وجه الحياة، والقيام على المسؤوليات المناطة به، ادرجها في حياتك لتسعد زوجتك أو زوجك ولتكن أنت سعيد قبل الآخرين.

تعلمي الإصغاء، ارفعي من كفاءة نفسك بالإطلاع وبادري بالإبتسامة ولازميها وتبني عادة التقبيل، وتبني هدف يتناسب مع أهداف زوجك وقولي مرحباً للسعادة …. مودتي

 

 

ترحب بإستشاراتكم على البريد الإلكتروني:

Email: hw3_9000@yahoo.com

Facebook: Marwa Alhwary

 

 

 

أضف تعليقاً