استشارة أسرية

مبروك

shutterstock_303034598
المستشارة الدولية: مروى الهواري

جميلةٌ انتِ … أجمل من كل يوم … ملكة  تلتحف القمر، ونجمة على عرش النجوم

جميلةٌ انتِ … تتوهجين لهفة وخجل .. ويدق قلبك راقصاً بين الدفوف وقرع الطبول

جميلةٌ انتِ … جمال خلق الله  وجمال عصمة الدين، تحتفي بكِ الدنيا فرحاً وسرور

جميلةٌ انتِ …ومقبلة بأمل واجتهاد على حياة جديدة بنية طيبة صادقة وقلب حساس خفوق، مثل كل عروس فبارك الله لكما، وبارك فيكما، وبارك عليكما. واسمحي لي أن أهديكِ نصيحتي علّها تكون لكما إن شاء الله قبس نور يهديكما بها الله إلى أسباب السعادة في الحياة إن شاء الله .

أختي الحبيبة في الله، تذكري دائما أنكما لبعضكما زوج ألتحم في عقدة مباركة، فحافظي على حدود الله، وانصفي زوجك من نفسك. ولا تلاحقيه على الصغائر، التمسي له عذر فكلاكما من بيئة أسرية مختلفة حتى لو كنتما من نفس العائلة، وكلاكما مازال حديث العهد بالزواج وحديث العهد بالآخر على مستوى المتطلبات النفسية والحاجات وفهم الزواج، لذلك عليكِ أن تلتمسي له العذر وفي نفس الوقت لأن تدركِ واجباتك وحقوقك والآلية المناسبة للتعبير عنهما والمطالبة بهما في الظروف المختلفة بشكل لا يخدش الإحترام بينكما ولا يكسر خاطر أين منكما ولا يكدر الود بينكما .

إلتمسي له عذراً فهو مثلك لا يعي تماما معنى الحياة الزوجية كمنظومة إجتماعية ومسؤولية وإلتزام غالبا، ولا يعرف إحتياجاتك أنت بالتحديد إنما يتصورها لأن لكل انسان خصوصيته، وعليه قد يكون تصوره لكي صحيح بنسبة لكن سيبقى خاطئ بنسبة أيضا والعكس بالعكس .

إلتمسي له عذرا فخجلكما من الإفصاح الكامل على رغباتكما ومخاوفكما تجاه بعض الأمور في المرحلة الأولى من حياتكما الزوجية يعد طبيعياً بنسبة، لكن من غير المقبول أن يمر دون محاولة لجمع الفهم المناسب الذي يبنى عليه ردة فعل محسنة من كلاكما مستقبلا تجاه نفس الأمور.

إلتمسي له عذرا فتكدس الإلتزامات والمسؤوليات التنظيمية والإقتصادية والإجتماعية فعليا عليه يربكه، وهو يتجنب اشعارك بهذا، راهني على التحسين المستمر لا تتركي نفسك للغفلة كوني منتبهه وحريصة على استثمار كل تطور في معرفتك لزوجك، ومتطورة مع الوقت في فهمك واقبالك وأساليب استجابتك له .

أختي الحبيبة احترمي أهله كما تحترمين أهلك، وتغاضي عن سوء التفاهمات معهم، صغري المشاكل لا تجعليها تنغص عليكما العيش، فما هي سوى هفوات الإختلافات العمرية والبيئة بينك وبين أسرته وهي طبيعية فخذي الأمر ببساطة، ولا تنسي أن أهلك أيضا بهم عيوب ومع ذلك تحبينهم وتحرصين على ودهم ولا تنظري لكل الجوانب السلبية فيهم بل تعتبرينها أشياء تميزهم ! حبي أهله لأنكِ تحبيه وهو يحبهم وتعايشي معهم لأنك حريصة على رضى الله فعرش الرحمن مربوط بصلة الرحم يوم لا ظل إلا ظله سبحانه وتعالى، ادفعي السيئة بالحسنة كما علمنا ديننا الحنيف.

لا تكسري خصوصيتكما أمام أسرتيكما فلا تشتكي منه لأسرتك ولا لأسرته، صحيح لأنكِ في بداية حياتك الزوجية ستحتاجين لكثير من الإستشارات وأكيد ستلجئين لأمك أو أختك أو صديقتك التي تثقين برأيها، لا بأس ولكنني أنصحك لأن تشاركيهم مستشيرة وليس شاكية، الأمران يختلفان كثيرا، كما أنه لابد أن توازني بين الإستماع للنصيحة وصلاحية الإستجابة لها، فليس كل نصيحة تسمعينها مناسبة لظروفك انتِ بالتحديد ، حتى لو ناسبت ظروف غيرك . وليست كل نصيحة من أمك ناسبتها في عصرها تكون مناسب لنفس المشكلة في عصرك أنتِ ،كما أنه ليس بالضرورة أن يكون هذا الإختلاف بين زمنيكما يعني خطأ النصيحة فليس كل نصيحة يلغيها التقادم الزمني . وازني الكلام ، وناقشي الأمور بشفافية مع زوجك، واستعرضوا النصائح، وانتخبوا الحلول التي تناسب سياساتكم العائلية، ولا ضرر من التجربة والتعديل مع الإحتفاظ بالإحترام والتقدير للناصحين والإحتفاظ بحق قبول النصيحة وتفعيلها أو التغاضي عنها مع شكر الناصحين .

انتبهي للحمل الأول الذي غالبا ما يحدث من الشهر الأول فيكثر من عصبيتك وهو لا يعرفك معرفة جيدة بعد، فتبدين منفرة لزوجك . أيضا الحمل سيكثر من نومك القهري وهذا طبيعي فستبدين مزعجة ولا مبالية وبليدة أمامه، وقد يصيبك الحمل أيضا بكره زوجك بسبب ما يسمى بالدارج ( وحم ) فكوني واعية لتغيراتك الهرمونية وشاركيه معلوماتك عن الحمل، وانتبهي لحقوقه وواجباتك تجاهه ما استطاعتي فإن تحملك مرة أو مرات لا يعني هذا أن تتركي لنفسك الإستسلام لهذه الأعراض والتغيرات بالمجمل .

أشعريه بحبك فكل انسان مثلك بحاجة للإهتمام والحب، فالحب جميل جدا لا تحرميه ولا تحرمي نفسك من هذه الروعة ونعمة الحلال ، واحتفظي بمساحة من الثقة وعدم الغيرة والشك . لا تكبري المشكلات الصغيرة ولا تؤجليها فتتراكم، تحاوروا حولها بهدوء ولا تكرري طرحها فمعظم النساء مملات بسبب الإلحاح وتكرار المنغصات.

تذكري أنكما لبعضكما سكن، فكوني له كما تحبيه أن يكون، وإنكما لبعضكما مودة، فكوني لصدره ملجأ ولقلبه وطن يحتوي ويهب ويصون ، لا تنسي أن كل السحر حرام ولعنة إلا سحر الإبتسامة، فتبسمي له في حب كلما مرت عيونك بعيناه، وتبسمي له مؤازرة كلما خذله الأهل اأو الأصدقاء، وتبسمي مساندة كلما ضاقت عليه أسباب الحياة، وتبسمي مشجعة كلما ثارت فيه الهمم وغليت في عروقه العزائم على أمر ما ، وتبسمي داعية كلما رفع يده لله في رجاء ، وتبسمي سعيدة مباركة كلما حقق من الطموح ما تمناه، وتبسمي شاكرة لكل كلمة طيبة أو هدية أو حاجة للبيت ادخلها من طعام أو متاع أو كساء، وتبسمي مشتاقة مقبلة عليه  كلما أقبل عليكِ في اشتياق، وتبسمي لنفسك شاكره أن الحمد لله .   حبي ومودتي … أختك مروى

ترحب بإستشاراتكم على البريد الإلكتروني:
Facebook: Marwa Alhwary

أضف تعليقاً