المجتمع

في العالم الرقمي الحديث..التربية الإعلامية ضرورة لا رفاهية

اعداد: علياء الجرداانية

في اليوم الثامن من شهر سبتمبر من كل عام، يتم الإحتفال باليوم العالمي لمحو أمية القراءة والكتابة، وذلك ضمن المساعي الحثيثة لتقليص نسبة الأمية في الدول العربية، ومع التطور التكنولوجي الذي اتسم به عصرنا أُستُحدِثَ مصطلح جديد وهو محو الأمية الإعلامية والرقمية، والذي يُعنى بكيفية تلقي الرسائل الإعلامية وتحليلها وتفسيرها ونقدها دون التأثر بها، فبات علماً له مفاهيمه وقوانينه وآلياته، ويشمل أفراد المجتمع من مختلف الفئات، ويركز على أهمية التفكير النقدي، وتمكين المواطن رقمياً.

من جهة أخرى، تعالت الأصوات إلى استحداث ما يسمى بـ«التربية الإعلامية» كحل لمواجهة التحديات التي يواجهها الأفراد في العالم الرقمي الحديث، من خلال نشر مبادئ وضوابط تساعد على التصدي لما تبثه وسائل الإعلام من رسائل سلبية تهدم لا تبني، وتخل بالبنية الإجتماعية والنفسية والروحانية للمجتمع. حول أهمية هذا الموضوع استطلعت مجلة «المرأة» بعض الآراء حول أهمية التربية الإعلامية في العالم العربي:

الأسرة العربية بحاجة للإنفتاح

د. فاضل محمد البدراني وهو أستاذ الإعلام الدولي بكلية الإعلام بالجامعة العراقية يقول: «توجد محو أمية إعلامية في العالم العربي بدرجة كبيرة والدليل على ذلك أن كل أفراد الأسرة العربية يتعرضون للمشاهدة التلفزيونية والقراءة والإذاعة، ولكن مخرجات ذلك تأتي سلبية لأن التفسير والتحليل يكون بعيداً عن الواقع ويكثر لديهم التأويل».

ويواصل حديثه: « وبالنسبة لدورها في المجتمع العربي إلى الآن تحتاج الأسرة العربية للإطلاع والإنفتاح على هذه التربية الإعلامية لخلق المزيد من الوعي والنقد الموضوعي وفهم الرسالة الإعلامية وبما يخدم ويحقق رجع الصدى».

ويضيف: «التربية الإعلامية لا تزال مفهوماً جديداً في المنطقة العربية وتكاد تكون ضعيفة الإستيعاب حتى لدى الدارسين في كليات وأقسام الإعلام لأنهم بحاجة إلى استلهام الفكر الإعلامي بالصيغ الجديدة وتحليل الصورة والنص، ولذلك يحتاج أن يدخل في المدارس والكليات من غير الإختصاص الإعلامي للتخلص من محو الأمية الإعلامية».

ويكمل بقوله: «ومن القضايا التي لابد للتربية الإعلامية حلّها هي تنويع المؤسسات الإعلامية واقترابها من المواطنين، فقد أصبح من الضروري أن يفهم كل واحد منا مفهوم التربية الإعلامية لأنها تعالج خللاً كبيراً يعاني منه الغالبية من الناس».

ويشير إلى: « أن التربية الرقمية تشكل ركناً أساسياً في حياة أفراد المجتمع الذي أتيحت له بشكل مفاجيء مختلف المواقع الإلكترونية وغرف الدردشة والصور والنقاشات الشخصية، والتي معها أجبرت الحكومات في مواجهتها بطرق بوليسية تقليدية سلبية، بينما ينبغي أن تكون الحلول الحقيقية بالوعي لمفهوم التربية الإعلامية والرقمية من قبل المواطنين، ومعرفة ما هو المفيد وما هو المضر، وهذا هو أصل المشكلة والحلول المنطقية».

ويختم: «من المنطقي أن يكون هناك يوم مخصص للتربية الاعلامية وتحديد هذا التوقيت كدلالة وكمسؤولية يتحملها القائمين في هذا المجال، وذلك من خلال الشروع وبذل المزيد من الجهود للخلاص من الأمية الإعلامية وإيجاد مجتمع إعلامي متنور».

القراءة النقدية لدى الأطفال

مختار الإبراهيم حاصل على شهادة ماجستير في الإعلام من جامعة دمشق ويشغل مدير تحرير لموقع إقتصادي يعلّق قائلا: «يرى المنظرون أن التربية الإعلامية ستسهم في زيادة قدرة الجمهور على تحليل الرسالة الإعلامية وفهمها، وهذا سيؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة نشاطهم تجاه الرسالة الإتصالية، سواء كان هذا المساق في الحياة السياسية أو الإقتصادية أو الإجتماعية، وبدورها تؤكد «سوزان مولر» من جامعة ميريلاند عن قوة العلاقة بين وسائل الإعلام وبين جمهورها، بقولها «نحن نعيش في عالم نتصرف به من خلال القصص التي تخبرنا بها وسائل الإعلام».

منهج دراسي أساسي

د. صباح الخيشني وهي أستاذة الصحافة بجامعة صنعاء باليمن تقول: «التربية الإعلامية كمفهوم يهتم بجانب تنمية الفرد في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام وكيفية صياغة رسالة إعلامية مؤثرة وكيفية الوصول إلى المصادر الحقيقية، أي بإختصار تقدم للفرد الآلية الأفضل لتلقي الإعلام وبالذات الإعلام الإلكتروني الذي يتدفق ليل ونهار، فهذا المفهوم يجب أن يكون واحدا من مفردات المواد الدراسية أو منهجاً يضاف لمناهج الدراسة الأساسية، فقد أصبحت وسائل الإعلام هي البيئة المغذية لحياة الأفراد والمؤثرة فيها حتى أكثر من العائلة نفسها».

وتكمل: «وفي اعتقادي الشخصي أنه لو تم التعامل مع هذا المفهوم كمنهج يدّرس، سوف يكون له الأثر الكبير في تعامل الأفراد الصحيح مع وسائل الإعلام والتفريق بين الحقيقة والإفتراض والحقيقة والكذب، بل ويمكنهم من صنع الرسائل الإعلامية المختلفة وتقديم حضارتهم وأفكارهم بشكل جيد».

ثم تتابع معقبة: «لذلك يجب الإهتمام بها في الوطن العربي واعتبارها واحدة من أهم العوامل التي ستساعد في تربية النشىء على الإستغلال الصحيح لوسائل الإعلام والتعامل الجيد مع رسائلها المختلفة».

وتشير إلى: «أن التربية الإعلامية سيكون لها أثر كبير في الحد من الصراعات الحالية، فلو عرف الفرد كيفية الوصول إلى مصادر الخبر ليتأكد إن كان خبرا أو شائعة، هذا في حد ذاته سيسهم في تخفيف حدة التوتر التي تفضي إلى ما هو أكبر منها، أيضا لو تمكن الفرد من فهم آلية العمل في هذه الوسائل وأنها ذات طابع تجاري سيفهم أنه مجرد سوق للأفكار التي تقدمها وتكررها، كذلك لو أجاد التعامل معها وأجاد صناعة رسائل إيجابية يقدمها لبيئته المحيطة فهذا سيساعد في الإسراع من عملية التنمية المجتمعية، ولابد من التركيز على قضايا التنمية الثقافية والقضايا الإجتماعية وبالذات المرتبطة بالشباب، وهي من أهم القضايا التي يجب أن تهتم بها التربية الإعلامية».

وتوضح قائلة: «في وقتنا الحالي أصبحت قضية منع المواقع أو المشاهد غير الجيدة من الأمور الخلافية، هل تصب في صالح النشىء أم ضده بإعتبار أن كل ممنوع مرغوب، وأنا أرى أن تربية الفرد على النقد والتحليل وإعمال العقل هي الطريقة الفعالة ليكون هناك رقابة ذاتية من الفرد نفسه على نفسه».

وتتحدث: «الآن الشبكة العنكبوتية تتيح كم هائل من المعلومات عبر عشرات الآلاف من المواقع ومحركات البحث وبالتالي فإن المنع كرقابة خارجية سيواجه بعملية بحث أكبر بدليل أن أكثر كلمة بحث على محرك البحث جوجل في العالم العربي هي كلمة ” الجنس” ومرادفاتها، إذا العملية ليست بالمنع بل كيف أربي فكرة الرقابة الذاتية داخل الفرد بناءً على ما ينفعه ويضره».

وتختم بقولها: «الرسائل الإعلامية في الغالب تحمل الطابع التجاري أي مدفوعة الثمن بالتالي لا تحمل كلها أهدافاً نبيلة أو قيماً إيجابياً، وهنا يأتي دور التربية الإعلامية التي تمكن الفرد من فهم طبيعة الرسالة وكيفية التعامل معها، أي أن الإعلام تجارة في حين أن التربية الإعلامية ثقافة» .

التربية الإعلامية غير فعالة

حسين هتيمي وهو أستاذ جامعي وطالب دكتوراه في جامعة بغداد يقول: «هناك محاولات عديدة لتسويق التربية الإعلامية في العالم العربي، إلا أنها لا تزال في مراحلها الأولى وتحتاج إلى وقت لإدراك آثارها، لاسيما في ظل ظروف سياسية واقتصادية غير مستقرة ووجود نسبة غير ضئيلة من المجتمعات العربية التي تعيش تحت خط الفقر».

ويواصل: «التربية الإعلامية هي عملية اكساب الفرد مهارات وخبرات تمكنه من التلقي الإيجابي لوسائل الإعلام، وأجد أن وضع التربية الإعلامية في العالم العربي هامشيا لم يرتقي بعد لمستوى فاعل».

ويكمل حديثه: «العالم العربي يكاد يكون متخماً بالقضايا التي تحتاج إلى الكثير من الإهتمام والتي من الضروري أن تتناولها برامج التربية الإعلامية لكسب الفرد واقناعه بأهميته كقضايا التعايش السلمي وعدم التسليم للأعراف والتقاليد السلبية التي بقت لقرون سائدة تكبح تطور المجتمع لاسيما فيما يتعلق بمكانة المرأة وتربية الطفل والتعامل مع السلطة».

ويتابع: «على قدر متابعتي الطفيفة وجدت أن معظم المذاهب الفكرية تتفق على ضرر الإنحطاط الأخلاقي الذي تعد تلك الأفلام أحد صوره، وبذلك نجد علة عدم مشاهدتها مجدية إلا أني أجد المنع غير كافي لحل هكذا مشكلة فنحن نعيش عصر التكنولوجية الذي بات فيه سلطة المنع (شيء خيالي)، وبذلك لابد من وضع استراتجية تتعاون السلطة بمؤسساتها المختصة والعوائل لتحصين الفرد بأدوات ذاتية تكبحه للعزوف عن مشاهدة تلك القضايا».

محتوى البرامج الإعلامية وآثارها على المجتمع

وفاء البريكية محاضرة بكلية البيان بسلطنة عُمان تقول: «توجد محو أمية إعلامية في عالمنا العربي وهذا يندرج من محتوى البرامج الإعلامية الظاهرة في القنوات لأن أغلبها لا تمثل قناعات المجتمع بل تروّج لمفاهيم خاطئة عن الحياة، من حيث آثارها على المجتمع اليوم وخصوصا على شبابنا، وهذا ينطبق على مفهوم العنف الذي أصبح معتقد بأنه سلاح وحماية، ونرى ترويج هذا الفكر في المسلسلات أيضا».

وتضيف: « إن العملية الفكرية التي يرى فيها الفرد محتوى البرنامج الإعلامي بصورتها الحقيقية، تجعله يعلم كيف يتحكم بثقافته – من ناحيه دورها في مجتمعنا- ، فهناك دول عربية تجتهد في تطبيق التربية الإعلامية ولكن بشكل محدود ، وأما بشكل عام فالدول العربية لم تأخذ إجراءات في تطبيق هذه المادة في المدارس والجامعات، فإن دورها سيعمل في ترويج مفهوم الإعلام بطريقة سليمة ما بين الأطفال والشباب، فإن لم يتم الأخذ بهذا المصطلح فسنجد آثاره السلبية من العنف وغيره، وهذا الأمر قد اتضح في الفترات الأخيرة في مجتمعاتنا العربية، فإن ظهور الفئات الإرهابية أو الإعتداء على المرأة والطفل يندرج تحت الأمية الإعلامية».

وتختم: « أجد أن منع المشاهد أو القنوات يعمل على حماية الشباب من معرفة المعلومات الخاطئة الناتجة عن وسائل الإعلام وهذا سيقلل من الممارسات الغير مستحبة في المجتمع».

التربية الإعلامية تهذب العقل

مالك – صحفي – من فلسطين: « إن محو الأمية الإعلامية في العالم العربي لا زال في بداية الطريق، ويمكن القول إننا في الخطوات الأولى الأساسية وهي الأهم بنظري، فهو لا زال يقتصر على مراكز صغيرة، وعلى دورات وندوات وورش مقتصرة على عدد قليل من المشاركين، وتكون محددة في غالب الأحيان للإعلامين الشباب.

ومن ناحية أخرى، أرى أن التوجه نحو القضاء على الأمية الإعلامية في العالم العربي يسير ببطئ إلا أنه فعّال ومؤثر ولو على أقل تقدير بالمجموعات التي يستهدفها، وأعتقد أن أهم عنصر مؤثر في محو الأمية الإعلامية، هو الشخص المتلقي نفسه، فالمتلقي عليه أن يكون نقدياً في استقاء أية أخبار أو ما يشاهده عبر التلفاز أو في المجلات والجرائد وحتى وسائل التواصل الإجتماعي، فإن كان يأخذ بكل ما يراه على أنه مسلمات، فهنا تكمن المشكلة».

ويعلّق: «وقبل الحديث عن تأثير التربية الإعلامية، علينا أن نعلم مقدار تأثير الإعلام على حياتنا، والذي أصبح يدخل في كل تفصيل من تفاصيل حياتنا، وهنا أقتبس ما قاله الرئيس الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد الشقيري في افتتاح إذاعة صوت فلسطين عام 1965 )دعوني أصارحكم أن الأمة -أية أمة – تقاتل بالكلمة المرسلة كما تقاتل بالقذيفة الموجهة)، ولقد اخترع الإنسان أفتك الأسلحة وأشدها تدميراً على الأرض وفي البحر وفي الفضاء، ولكنه لم يستطع ولن يستطيع أن يجد سلاحاً أمضى من الكلمة، وستظل الكلمة في قداستها وسحرها في أثرها وفي خطرها أقوى ما في الوجود على مر الزمان والأجيال، فالتربية الإعلامية تهذب العقل، وتجعل منه ناقداً لكل ما يراه ويسمعه، لن يكون متلقياً إلى الأبد، ولا قابلاً لكل ما يخالف العقل أن يدخله، ومن هنا تبرز أهمية التربية الإعلامية، والتي تضع الأخلاقيات الواجب التعامل من خلالها مع الإعلام».

ويقول عن فلسفة الحماية القائمة على منع المواقع والمشاهد والافلام المضرة أخلاقياً: « إن سياسة المنع هذه عليها أن تكون ذاتية، أي بناء على ثقافة الردع الذاتية لدى الأفراد والمستخدمين، من خلال تبيان الخطر المترتب من هذه المواقع على الأسرة والفرد والمجتمع».

وقاية مستهلكي وسائل الإعلام من الآثار الخفية

خلف كريم التميمي وهو رئيس قسم الصحافة في كلية الإعلام بجامعة واسط بالعراق يقول: «يجب على القائمين على محو الأميّة الإعلاميّة والرقميّة في مجتمعاتنا العربية أن يركّزوا على كيفيّة القراءة والمشاهدة والإستماع الناقد للرسائل الإعلاميّة، وفك شفرات الأيديولوجيّات الكامنة وراءها، وتقييم النوايا الدعائيّة والسياسيّة والتجاريّة التي تتضمّنها، ووقاية المستهلكين لوسائل الإعلام من بعضٍ من آثارها الخفيّة، والضارّة، والمثيرة للكراهيّة، لكنّ محو الأميّة الرقميّة والإعلاميّة تمنح الأفراد أيضاً القدرة على إدارة عاداتهم الإعلاميّة بذكاء، واستخدام الوسائل الرقميّة بصورةٍ فعّالة للأغراض الشخصيّة، والسياسيّة، والتجاريّة، والمشاركة في النقاشات الوطنيّة والعالميّة، حيث سيتعلّم الأفراد التعبير عن آرائهم بشكلٍ فعّال والدفاع عن معتقداتهم».

ويعقب: «من الحقائق الثابتة أن تأثير التربية الإعلامية تؤثر في الأفراد والمجتمعات، بل إنها تؤثر في مجرى تطور البشر، وأن هناك علاقة سببية بين التعرض لوسائل الإعلام والسلوك البشري، ويختلف تأثير التربية الإعلامية حسب وظائفها، وطريقة استخدامها، والظروف الإجتماعية والثقافية، واختلاف الأفراد أنفسهم، وقد تكون سبباً لإحداث التأثير، أو عاملاً مكملاً ضمن عوامل أخرى، فإن تأثير التربية الإعلامية عديدة ومختلفة، ومتنوعة الشدة وقد يكون تأثيرها سلبياً، وقد يكون إيجابياً، فلابد للتربية الإعلامية معالجة قضايا الأمية الحضارية، التكنولوجية،السياسية والمشكلات الطائفية والنفسية الناشئة عن التعامل مع الآخرين».

ويضيف بقوله: «فمع الفوضى السائدة في المجال الإعلامي الخارجي، ومع التنافس والصراع بين أنماط الثقافة الوطنية والثقافات الأجنبية، ظهر التأثير الواضح للصحف والمجلات وكتب الأطفال وأفلام المغامرات، وبرامج التلفاز ومواقع الإنترنت على السلوك المنحرف، وجرائم العنف والعدوان، ولاسيما لدى الأطفال والمراهقين، والتأثير على كثير من المفاهيم والقيم والعادات، وعلى الهوية الثقافية، وأضحت المؤسسات التعليمية والاعلامية مؤهلة أكثر من غيرها من المؤسسات لتمكين المجتمع من ثقافة إعلامية عقلانية واعية ناقدة».

ويختم قوله: « إن التربية الإعلامية والرقمية هي عملية توظيف وسائل الإتصال الحديثة بطريقة مثلى من أجل تحقيق الأهداف الإجتماعية المرسومة في السياسة التعليمية والسياسة الإعلامية للمجتمع، ولذا لا يقتصر تأثيرها على الشباب فقط، وإنما يتعدى ذلك إلى التأثير في الآباء والأمهات والأخوة والأخوات داخل الأسرة، وإلى التأثير في كافة أفراد المجتمع».

مستقبل التربية الإعلامية في العالم العربي

لبنى معاليقي مديرة أكاديمية التربية الإعلامية والرقيمة بالجامعة الأمريكية في بيروت تقول: «هناك حالة متردية جدا حول وضع التربية الإعلامية والرقمية في الوطن العربي، وإن مستوى التربية الإعلامية متدني لدى شباب الوطن العربي والذي هو أكثر فئة عمرية تتأثر بالإعلام وأكثر فئة عمرية يمكنها إحداث تغير في إعلام الوطن العربي».

وتكمل:«التربية الإعلامّية هي القدرة على النفاذ إلى الرسائل وتحليلها وتقييمها وتأليفها بأشكال متنوعة، وبالنسبة للمجتمع العربي فإن التربية الإعلامية تجعل من الأشخاص أفراد متمكنين من الإنخراط في ثقافة المشاركة والحراك الوطني كونهم مواطنون أكفاء ومتمكنين».

وتضيف:« ولذلك تأسست أكاديمية التربية الإعلامية والرقمية في بيروت للترويج عن التربية الإعلامية في المنطقة وحث المشاركين الذين هم من الطلبة والطالبات وأساتذة جامعيين لنشر الوعي ونشر ثقافة التربية الإعلامية في دولهم ومؤسساتهم العلمية والعملية، حيث تم تأسيسها في عام 2013 وأتت لحدوث تغييرات جذرية في الوطن العربي، كما أن هنالك يوم عالمي للتربية الإعلامية برعاية اليونسكو وقد شاركت به أكاديمية التربية الإعلامية والرقمية في بيروت».

وتواصل حديثها بقول:« هنالك العديد من المشاكل المرتبطة بعدم تطور التربية الإعلامية في الوطن العربي بشكل ضئيل وتلك المشاكل متعلقة بالسياسة والإقتصاد والهويات الإجتماعية، وبالتالي فإن المواضيع التي يجب مناقشتها ترتبط بالدولة ذاتها، وأما بشكل عام فعلى التربية الإعلامية مناقشة مواضيع مثل التأطير الإعلامي والدعايات وتأثيرها على الأطفال والمراهقة والمظهر الخارجي والحراك المدني الإلكتروني وملكية الإعلام العربي وتصوير العرق والهوية في الإعلام وتقنيات البروبغاندا والخصوصية وطرق السلامة».

وتتابع «لابد من دمج كفاءات التربية الإعلامية النقدية من جهة بمهارت التربية الرقمية، ومن جهة أخرى بكفاءات التفكير النقدي، حيث أثبتت أنها من أكثر الوسائل فعالية في عملية تدريس التربية الإعلامية، وإن طلاب وطالبات مادة التربية الإعلامية والرقمية يأخذون منهجاً

عبارة عن مهارت التفكير النقدي والمهارت الرقمية، بالإضافة إلى مهارت الكتابة المكثّفة والتي ترسخ لدى الطلاب والطالبات المفاهيم التي تدرس».

وتختم: « إن مستقبل التربية الإعلامية والرقمية في الوطن العربي إيجابي حيث أن في السنوات الثلاث الأخيرة تمكنت فئة من المؤسسات التعليمية إدخال منهج التربية الإعلامية والرقمية في جامعاتها مثل جامعة دمشق في سوريا، جامعة سيدة اللويزة في لبنان، جامعة رفيق حريري في لبنان، كما أن هنالك جامعات في العراق وفلسطين ومصر أدخلت مفاهيم التربية الإعلامية في بعض من موادها».

.

أضف تعليقاً