المجتمع

ذئاب في مجتمعنا والضحية أطفال

يتعرض بعض الاطفال لإعتداءات جنسية من قبل ذئاب بشرية مريضة ، دون أن يكونوا قادرين على استيعاب الوضع ، والدفاع عن انفسهم، مما يصيب الطفل بحالة من الرعب والفزع، كما يصاب بالخجل من التعبير والإفصاح لوالديه عما جرى خوفاً من إلقاء اللوم عليه وتأنيبه مما يزيد المشكلة تعقيداً.

وجميع الاديان اقرت بحرمة جسد الإنسان رغم اختلافاتها، فما بالك بجسد الطفل الضعيف ، وتنص المادة السابعة من قانون الطفل في السلطنة على أن «للطفل الحق في الحماية من العنف، والاستغلال، والإساءة، وفي معاملة إنسانية كريمة تحفظ له كرامته وسمعته وشرفه، وتكفل له الدولة والتمتع بهذا الحق بكل السبل المتاحة».

وبهذا، يتمتع الطفل بدعم شرعي وقانوني لحمايته من كل ما يسيء له جسدياً ونفسياً، إلا أن المجتمع بعاداته وتقاليده لا يزال يقف متفرجا بحجة العيب أو الخجل من الإفصاح عن مثل هذه الإعتداءات.

لذلك يحاول هذا التحقيق تسليط الضوء على أسباب وأعراض هذه الظاهرة التي غزت مجتمعنا، والذي لابد أن تساهم مؤسساته ابتداء بالأسرة في القضاء على هذه الآفة نهائياً.

تحقيق ـ علياء الجردانية

كانت أم جمانة تأخذ ابنها وهو يبلغ من العمر ثمان سنوات للتدرب على السباحة، وكانت تحرص على مراقبته وهو يتلقى التدريب من قبل المدرب المختص في أحد الفنادق، وفي إحدى المرات غفلت عنه بأمر ما لمدة عشر دقائق، بعد ذلك تفاجأت بابنها مفزوعاً ومرعوباً وهو يخبرها بأن المدرب استدرجه إلى دورات المياه، وطلب منه أن يفعل ما يشبع شهوته المريضة، فأصر الطفل على الرفض، فهدده المدرب حتى لا يخبر أحداً بما حدث، ولكن فور ما علمت الأم بما تعرض له ابنها ذهبت مباشرة إلى إدارة الفندق حتى يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة ضده، ولكنها لم تجد التعاون والتفهم الذي تحتاجه، فلم تسكت واتجهت إلى مركز الشرطة لتقدم بلاغاً رسمياً ضد هذا المدرب، عندها اتخذت الشرطة الإجراءات اللازمة باحضار المدرب والتحقيق معه، ورغم أنه أنكر في بداية الأمر إلا أنه اعترف بالذنب بعد مواجهته مع ما قاله الطفل، والذي يزيد الطين بله أنه عندما شمل التحقيق أهله وأهل القرية التي يعيش فيها، تبين أن له سوابق وقد قام بفعل مماثل مع أطفال في قريته، ولكن تستر عليه الأهالي خوفاً من العيب والخجل من الحديث في مثل هذه الأمور.

كان هذا الطفل محظوظاً لأنه وجد والدته قريبة منه، فلم يتعرض لتحرش جسدي كامل، ولكن لابد أن هذه الحادثة أوجدت وقعاً سيئاً في ذهن ونفسية الطفل، قد تؤثر عليه في المستقبل بشكل ما، لذلك تقول أم جمانة:«حاولت أن أبذل كل جهدي بأن ينسى طفلي ما رآه وما سمعه»، وتوجه كلمة للأولياء الأمور بقولها:«يجب أن لا تغفلوا عن أبنائكم ويجب أن يكونوا قريبين منكم، وتمنحوهم الثقة ليخبروكم عما يحدث معهم». وتناشد الأهالي وتقول:«يجب على أولياء الأمور ابلاغ الشرطة إذا ما حدث ما يشبه هذه الواقعة حتى نتخلص من هذه الآفة نهائياً».

عدم وجود ثقافة جنسية

أم مهند وهي مديرة مدرسة لرياض الأطفال وصاحبة حملة )طفولة بلا تحرش (تقول:« إن الموضوع ليس سهلا بل هو خطير ، فمن خلال دراساتنا وبحثنا واطلاعنا وجدنا أن الثقافة الجنسية أمر لابد منه، ففي الدول الأجنبية يقومون بتوعية الأطفال من عمر مبكر وذلك لحماية أنفسهم ولتكون لديهم خلفية تسعفهم عند التعرض لمثل هذه المواقف، فالأطفال الذين لا توجد لديهم ثقافة جنسية هم الأكثر تعرضاً للتحرش الجنسي، ودورنا في المدرسة هو تخصيص استمارة تسمى بـ(تعديل سلوك) والتي تمنح الطفل صفات حميدة تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وديننا، فنقوم بإرشادهم في الطابور المدرسي وأيضا من خلال الأنشطة، ولدينا وحدة كاملة تحمل (أنا وجسمي)، وكذلك شعارات مثل (لا تلمسني) (لا تؤذيني)، وقد بذلنا مجهوداً كبيراً في المناطق النائية من خلال عمل ندوات ومحاضرات، مع التركيز على دور الأم بحيث يجب أن تكون قريبة من طفلها، مع التحذير من الشغالات لأن معظم الحالات حدثت عبر الشغالات فهن من جنسيات مختلفة ولديهن أنماط وعادات وتقاليد مختلفة، فإن كانت الأم لاهية ومنشغلة عن طفلها سيكون أكثر عرضة للتحرش الجنسي، علماً بأن التحرش الجنسي يحدث من أقرب الناس للطفل، لذلك يجب توعية الطفل بذلك وتنبيهه».

وتتابع :«من المواقف التي حصلت في المدرسة هو أن طفلاً في التمهيدي كان يبكي كثيراً عندما يحين موعد الرجوع للمنزل، فلاحظت المعلمة ذلك وجاءت لتخبرني بذلك، انتابني شعور بضرورة معرفة السبب، وبما أننا نخبر الأطفال في المدرسة بأننا نضع كاميرات في منازلهم لنراقبهم، ونتواصل مع أمهاتهم بهدف تعديل سلوكهم، استدعينا الطفل وأخبرته بأنني سأشغل الكمبيوتر وسأشاهد ماذا يفعل في المنزل إذا لم يخبرني لماذا لا يرغب بالرجوع للمنزل، فرفض الطفل أن أفتح الجهاز وبدأ يبكي ويصرخ، ومن هنا أيقنت أن هناك خطب ما، فاستدرجته حتى أخبرني بالقصة، واكتشفنا بعدها أن عمه هو السبب حيث كان يعتدي عليه جنسياً، يهدده ويخوفه ويضغط عليه حتى لا يخبر أحداً، بعدها أصرت على اخبار والديه بما يحصل لابنهم، وكنت حريصة أن أفعل كل ما من شأنه أن ينقذ هذا الطفل، فاستدعينا والديه إلى المدرسة وكانت لهم صدمة كبيرة عندما علما بالأمر، واضطرا إلى الانفصال عن العائلة والانتقال لمنزل آخر».

حملات توعوية

أم زهرة وهي -أخصائية إجتماعية تقول:«تأتينا شكاوي كثيرة يكون سببها التعرض للتحرش الجنسي، حيث يمكن التعرف على هذه المشكلة من خلال جملة من الأعراض مثل التدني في التحصيل العلمي بشكل مفاجئ، أو النوم أثناء الدرس، أو شرود الذهن، أو من خلال التحرش بطفل آخر».

وتكمل:«عندما ترد لي مثل هذه الحالات كل ما عليّ فعله هو الجلوس مع الطالب عدة جلسات للكشف عن الأسباب، ومن ثم أحاول التعرف على الصحبة التي يمشي معها الطالب ومعرفة سلوكياتهم، وبعد كشف الأسباب أقوم باستدعاء ولي الأمر لإعلامهم بالأمر، ونقوم بتوعية الطلبة حول كيفية حماية أنفسهم وإقامة حملات توعوية لأولياء الأمور ونشر المطويات والنشرات وعرض عروض مرئية للطلبة».

رأي علم النفس

جناب السيدة بسمة آل سعيد وهي استشارية صحة نفسية تقول:« التحرش الجنسي له آثار وأبعاد سلبية بعيدة وليست وقتية، وهي من الأمور التي تتعب الطفل على المستوى النفسي وتجعله منكسراً، ومن أعراض التحرش الجنسي نقص ثقة الطفل بذاته وثقته بالآخرين، وأحيانا يؤثر في ذكائه وفي تقدمه الدراسي، فنلاحظه كثير السرحان واللامبالاة والبعض تصبح لديه عدوانية ويكره الآخرين أو المحيطين به، لأنه لا يفهم ما الذي يحدث في جسمه، هو أمر يحدث في فترة معينة لكن له أبعاد في المستقبل، حيث يصبح انساناً عدوانياً مع أسرته وعمله، وتتدهور ثقته بنفسه، ويصبح شخصاً غير قابل للتطور، وعقله لا ينمو فكرياً، ولكن بالتأكيد كل ذلك يعتمد على الشخص نفسه والموقف الذي مر به، لأن هناك بعض الأشخاص استطاعوا أن يحولوا هذا الغضب إلى أمور منتجة ومفيدة».

وتكمل:« أما عن الأثر السلوكي يصبح الطفل منعزلاً في عالمه الخاص، وبعضهم يتجهون لتناول الطعام بشراهة، وأحيانا يكون الطفل مع أخوانه وأخواته أكثر عدوانية وأحيانا العكس، وآخر يخاف من الناس الغرباء، وقد يكون العكس أيضا».

وتضيف:« مما لاشك فيه أن أثر التحرش الجنسي سلبي بشكل كبير، حيث أنه يدمر الشخص داخليا ويكسره من داخل، ويجعله يشعر بأن ليس له قيمة، وقديما كانت الفكرة السائدة أن الكبار هم من يتحرشون بالأطفال ولكن حاليا وفي هذا العصر هناك أطفال يتحرشون بالأطفال الأصغر منهم بسنة أو سنتين، وهذه الظاهرة موجودة في الكثير من المدارس، مما يجعل الأمرمخيفاً جدا لأننا لم نتخيل يوماً أن من يتحرش بالأطفال هم الأطفال أنفسهم، وهذا يدل على أن المتحرش الأول كان المقربين للطفل، فلا يمكن أن يمارس الطفل هذا الفعل إلا إذا قد تحرش به أحدهم في السابق ويقوم الآن بتطبيقه على غيره من الأطفال».

وتضيف:«تكثر هذه الظاهرة في أيام الإحتفالات والأعياد والأعراس، لأن الجميع يكون منشغلاً، فهي للأسف سلسلة طويلة من التحرشات والفعل المسيء للطفل، وفي معظم الحالات تكون الأمهات بعيدات عن أطفالهن».

وتضيف بقولها:«من وجهة نظري لابد من تعليم الأطفال في المدرسة، ومن سن مبكر لأن الأطفال من عمر 4 سنوات يفهمون كل شيء، فأنا ضد من يقول لما نفتح عيون الأطفال لمثل هذه المواضيع، لأني أرى أنه من المفضل أن نخبر الطفل عن مثل هذه الأمور بدلا من أن يتعلمها من متحرش مريض نفسياً، ففي هذا السن ننصحهم ونخبرهم عن أجزاء معينة في جسمهم لا يمكن لأحد لمسها، حتى من قبل الأهل، فنعلّم الأطفال مثلا لا تدع أحد يلمس جسمك بطريقة معينة، ولا تستمع لكلام غريب عندما يطلب منك الذهاب معه، وأخبر والداك بأي شيء يحصل لك».

وتكمل:« للأهل دور بأن يكونوا قريبين من أطفالهم حتى لا يشعرون بالخوف من الإفصاح عما جرى لهم، وما نلاحظه أن بعض الأهالي عندما يعلمون بأمر طفلهم يصبحون أكثر عداوة له بدلا من أن يقتربوا منه، فهذه ظاهرة محزنة كثيرة في العالم العربي، ولابد من الأهل أن يفهموا أطفالهم بأنهم ضحايا، وهناك بعض القضايا يتم الكشف عن المتحرش بالطفل ورغم ذلك لا يريدون الأهالي الإبلاغ عنه لأن هذا الأمر عيب بحكم العادات والتقاليد، وهذا أكبر خطأ بحق الطفل لأنه سيشعر أن أهله لا يدعمونه ولا يحاولون انقاذه، وبالتالي يكبر الطفل وهو يشعر بالقسوة على نفسه وعلى غيره».

وتختم:«نحن نحمي أطفالنا بالتوعية ونفهمهم لما يعتبر هذا الأمر خطأ وليس فقط أن نحذرهم لا تفعلوا ذلك فحسب، نفهمهم لما ديننا الإسلامي حذرنا من ذلك، ونستمع لهم أيضا، كذلك نحاول أن نشاهد حلقات تلفزيونية أو الكتب أو تجمعات لتثقيف الأطفال، لأنه أمر مهم جدا، فلدينا حالات من هذا القبيل وليس لدينا احصائيات دقيقة لأن الكثير من الناس لا يتقدمون بإلإبلاغات والشكاوي، فهو أمر متواجد مثل ما هو متواجد في كافة دول العالم ومنذ العصور القديمة أيضا، فكل ما ينقصنا هو التوعية».

رأي الإعلام

رباب أحمد عبيد –وهي اعلامية وصحافية ومعدة برامج أطفال وناشطة حقوقية في مجال المرأة والطفل- تقول:«يتعرض الطفل إلى انتهاك جنسي على المستوى الجسدي والمعنوي على حد سواء، فعلى المستوى المعنوي يتعرض الطفل لمشاهد اباحية بأسلوب مؤطر ومبطن، ولا يتناسب مع ثقافتنا العربية والإسلامية، كذلك قد يتعرض لبعض الألفاظ من خلال بعض المواقف في المجتمع من قبل الذي لا يتمتعون باللياقة الأدبية مما يرسخ في عقل الطفل هذه الأمور السلبية، وخاصة إذا لم تكن هناك بيئة سليمة وصحيحة محيطة به، أما على المستوى الجسدي فقد يتعرض الكثير من الأطفال إلى مثل هذه الجرائم، وللأسف هناك حالات كثيرة تم الكشف عنها في المدارس حيث يتحرش الطفل بطفل آخر، والسبب يعود إلى أسلوب التربية الخاطئ، وعدم الاحتواء العاطفي للطفل داخل المنزل، وضعف الرقابة من قبل الأم والأب مما يؤدي إلى أن يخرج للمجتمع وهو حامل في ذهنه أن هذا شيء طبيعي ما دام أنه غير مراقب من قبل الأبوين ».

وتكمل:« والسؤال هنا: هل هو منتهك؟ هو منتهك ويجب علينا أن نكرّس وقتنا لمعالجة وتغيير هذه الثقافة السائدة في المجتمع، واذا قلنا أسبابها فأسبابها الرئيسية هي عدم الإحتواء العاطفي وسوء التربية».

وتختم: «لابد من تنظيم حملات ارشادية للأسرة والمراكز التعليمية والمدارس، بل للمجتمع بأكمله، كذلك يجب توعية الطفل بحقوقه وكيفية المحافظة على جسده، وإذا كان متواجداً في أماكن فيها غرباء وحتى لو تواجد في أماكن فيها أقرباء عليه أن يتعلم كيف يحمي نفسه، كما يجب أن تكون هناك حملة تثقيفية مجتمعية يكرس فيها جميع المختصين مثل التربويين والأخصائين ودور الرعاية والأسر جهودهم وعلى نطاق شامل للقضاء على هذه الآفة قبل أن تعتبر ظاهرة في مجتمعنا إذا لم يتم تداركها في وقت مبكر».

احتضان الطفل

أم تركي وهي معلمة في المرحلة الابتدائية-تقول :« الأسباب التي تؤدي إلى التحرش هي أسباب عديدة مثل مشاهدة الأفلام الخليعة والألعاب الإلكترونية التي تحوي على مشاهد تسيء للطفل، ومما يترك مجالا له للتجربة مع غيره».

وتضيف:«هناك أعراض من الممكن ملاحظتها على الطالب المتعرض للتحرش وهي الإنطوائية والهدوء وعدم الرغبة في الذهاب للمدرسة خوفا من تلك المواقف المسيئة، فقد شاهدت هذا الأمر بشكل مبدئي وغير مباشر وهذا يعتبر كبداية للإنخراط في هذه الدائرة».

وتقول:«لدّي طالب كان يتعرض لهذه الظاهرة خارج المدرسة وبدأ بمحاولة تطبيقها على احدى الطالبات في الفصل الدراسي ولكن نتيجة لوعي تلك الطالبة قامت بابلاغ أمها وتواصلت الأم معي بشكل مباشر لحل هذه المشكلة».

وتكمل:« كان دوري كمعلمة هو احتضان هذا الطفل سريعا ومعرفة الأسباب وحل المشكلة مع ولي الأمر وتنبيهه اذا لم يكن لديه العلم بهذا السلوك المريض، وذلك بمساعدة الأخصائية الاجتماعية في المدرسة».

وتختم:« يجب على المدارس وضع كاميرات مراقبة في كل مكان وتنبيه الطلاب بهذا الأمر حتى لا تسنح لهم الفرصة في ممارسة مثل هذه الأفعال، لذلك يجب على أولياء الأمور تثقيف أبنائهم بالسلوكيات غير المرغوب فيها والإقتراب منهم حتى لا يترك فرصة لابنه بالإبتعاد والتأثر بالغير«.

ضعف الرقابة المنزلية

فلاح الهنائي-وهو معلم- يقول:« للتحرش أسباب كثيرة جدا ولكن نأتي إلى السبب الرئيسي الذي يصنع التحرش وهو ضعف الرقابة المنزلية على بعض القنوات التلفازية والألعاب ذات البعد الثلاثي، والتي انتشر صيتها وما تحتويه من مشاهد تجعل الطفل تواق للتجربة من باب الفضول أو الإكتشاف، فيبدأ أول المشوار بالتحرش بإخوته الصغار في المنزل، كما أن وجود أصدقاء السوء يساعد على اكتساب سلوكيات سلبية ومشينة».

وعن الأعراض يقول:« أهم الأعراض هي الإنطواء والخوف وأحيانا البكاء، فعندما ألاحظ مثل هذه الأعراض أقوم بدراسة الحالة من حيث البحث عن المشكلة والسبب، ومن بعدها أقوم ببعض البرامج مثل النصح والإرشاد وإخبار الأخصائي بعمل ورشة معا».

ويكمل:«لابد من المدارس أن تفعّل الجانب السلوكي من حيث وجود برامج نصح وارشاد ومتابعة الحالات التي تعرضت للتحرش لتقوية ذاتها وحثهم على عدم الجلوس مع قرناء السوء والإبتعاد عن المواقف الداعية لذلك، وأيضا تفعيل دور مجالس الآباء والأمهات حول هذا الموضوع لمتابعة أبنائهم».

ويضيف:«هناك مواقف كثيرة ولكن ولله الحمد تم علاج بعضها من خلال الأسر، وبدوري سأتصرف كمربي في علاج مثل هذه الحالات وتقديم النصح والإرشاد لمنع وجود حالات أخرى من خلال تفعيل القيم والسلوك الصحيح بين الطلبة».

ويضيف بقوله:«بعض أولياء الأمور ليس لديهم دراية في عملية المتابعة والرقابة داخل الأسرة ولكن لابد أن يربون أبنائهم على السلوكيات التي تقوّم شخصيات أبنائهم وحثهم على الإبتعاد عن قرناء السوء، واذا حدث مالم يحمد عقباه عليهم الجلوس مع أبنائهم وارشادهم ونصحهم ومساندتهم في تخطي مثل هذا السلوك وعليهم تفعيل عنصر الرقابة الأسرية للطفل».

ويختم:« إن التحرش الجنسي سلوك خاطئ يأتي نتيجة انشغال الآباء والأمهات عن متابعة أبنائهم وضعف الرقابة بينهم فيجد الطفل متنفسا آخر فيلجأ إلى مثل هذا السلوك كبداية فضول ثم ممارسة، لهذا على الأسر متابعة أبنائهم وغرس القيم والأخلاق الفاضلة وارشادهم في اتباع السلوكيات التي تبعدهم عن مثل هذا».

ظاهرة هامة

عبدالعزيز بن جمعه أمبوسعيدي وهو ولي أمر- يقول:«أطفالنا فلذات أكبادنا يجب عمل كل شيء لحمايتهم من أي موقف أو أمر يعرض حياتهم النفسية والصحية للخطر، فالتحرش بالأطفال ظاهرة هامة قد يتجاهلها الكثير من الآباء نظرا لإعتقادهم بعدم أو ندرة وجودها في مجتمعنا المحافظ».

ويضيف: « نحمي أطفالنا بمراقبة أي سلوك غريب يصدر عنهم في المنزل، فالطفل المتحرش به جنسيا تظهر عليه سلوكيات غريبة قد لا ينتبه إليها أولياء الأمور كالخوف والخجل والإنطواء، كما يجب على أولياء الأمور تعليمهم بالإبتعاد عن الغرباء واخطارهم اذا ما قام أي شخص بلمس أعضائهم التناسلية».

ويختم:«يجب على أولياء الأمور متابعة أبنائهم أولا بأول والإنتباه لأية سلوكيات غريبة يقومون بها كما يجب عليهم إخبارهم بالسلوكيات التي يجب أن يتبعوها في مثل هذه المواقف».

حملة (طفولة بلا تحرش)

بدأت العام الماضي بسبب عدم وجود ثقافة جنسية لدى الطفل وكذلك أولياء الأمور، لذلك تستهدف فئة الأطفال من هم في المستوى الأول من الروضة وما فوق، كذلك تستهدف الأمهات على وجه الخصوص وأولياء الأمور بشكل عام، انطلاقاً من حقيقة مفادها كلما وجدت ثقافة جنسية كلما أنقذ الطفل نفسه.

Categories: المجتمع, تحقيقات

Tagged as:

أضف تعليقاً