حوار

المرأة العمانية أدوار بناءة و إنجازات حافلة

 صاحبة السمو السيدة وسام بنت جيفر بن سالم آل سعيد

IMG_6641

صاحبة السمو السيدة وسام بنت جيفر آل سعيد، رئيسة قسم الاتصال المؤسسي والتسويق ببنك نزوى، حاصلة على شهادة البكالوريوس في الاتصالات المؤسسية من الجامعة الأمريكية في باريس و شهادة الماجستير في التسويق الاستراتيجي من جامعة كارديف بالمملكة المتحدة.

شكل السفر والتنقل جزءا كبيرا من حياتها، فيما كان يعمل والدها في السلك الدبلوماسي، ولذا فقد شهدت معظم مراحل طفولتها السفر المستمر من دولة إلى أخرى ومن قارة إلى قارة حتى بلغت العشرين من عمرها، تُرجع الفضل إلى والدها في حب التعلم والحرص على البقاء على ارتباط وثيق مع التراث والثقافة العمانية الأصيلة . شرعت خلال مسيرتها المهنية للانضمام إلى فريق الاتصالات المؤسسية في شركة النفط العمانية للتسويق، وفي عام 2012 سنحت لها الفرصة للعمل في أول بنك إسلامي في السلطنة، وهي فخورة بالانضمام إلى قسم الاتصالات المؤسسية في بنك نزوى خلال مراحل التأسيس والعمل ضمن فريقة الذي تعتبره عائلتها الثانية.

في سؤالنا لها عن واقع المرأة العمانية في السلطنة؟ وهل حظيت بما تستحقه من اهتمام ورعاية أجابتنا صاحبة السمو: تتبوأ المرأة العمانية مكانة مرموقة في السلطنة وتحظى بالدعم المستمر وتساوي الفرص في جميع القطاعات، حيث حرص المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد على بناء أساس راسخ عبر الأعوام الماضية يضمن للمرأة حقوقها وأهميتها الجوهرية في نسيج المجتمع كونها شريكة التقدم في بناء الوطن. وأتذكر في طفولتي عندما كنت أتطلع إلى جدتي صاحبة السمو السيدة عينة بنت سعيد آل سعيد التي تولت في مطلع التسعينيات رئاسة جمعية المرأة العمانية في مسقط، وأنشأت لاحقا أعمالها التجارية الخاصة، وأعتقد اليوم أن جيلنا عاشر نماذج نسائية مشرفة ويحتذى بها في مختلف القطاعات الأمر الذي مهد الطريق نحو تحقيق الأهداف المنشودة للمرأة العمانية. وفي هذا الصدد أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق على مواصلة المسيرة وأيضا الشكر موصول إلى السيدة الجليلة على إلهامها الدائم لنا ودعمها للجيل القادم من شابات المجتمع، ولله الحمد فقد أنعم الله علي بإبنة أفتخر بها وأرى أنها ستشق طريقها نحو العلالي و ستحظى بفرص واعدة.

أما عن إسهامات المرأة العمانية في دعم حركة التنمية طوال الخمسين عاماً الماضية تقول السيدة وسام: لعبت المرأة دورا محوريا في مسيرة التنمية التي تشهدها السلطنة على مختلف الأصعدة، حيث شغلت مناصب مرموقة في قطاعات مختلفة بهدف خدمة الوطن ودفع عجلة التنمية والازدهار إذ شملت القطاع الصحي والمالي والتعليمي وأيضا الدبلوماسي والقانوني والهندسي. وغيرها من القطاعات. وهذا الأمر يأتي تجسيدا لرؤية المغفور له صاحب الجلالة السلطان قابوس، والتي كانت حاضرة من أول يوم حكم فيه البلاد حيث جاء ذلك واضحا في العديد من خطاباته وحواراته الصحفية. كما أتيحت لها الفرص للمساهمة في التنمية المستدامة في كافة القطاعات لتكون شريكا فاعلا ومهما في مسيرة نمو هذا الوطن.

وحول مدى الرضى عن ما حققته المرأة العمانية على مختلف الأصعدة وما إذا كان يمكن أن تحقق أفضل مما حققته تقول السيدة وسام: أرى أن الإنجازات التي حققتها المرأة حتى اليوم هي مرضية للغاية حيث أسهمت بشكل كبير في نمو الوطن، وقد غمرني الفخر بالنساء اللاتي حصلن على تقدير من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق في يوم المرأة العمانية لعام 2020، وسُعدت برؤية تكريم السيدة الجليلة لهن الأمر الذي يعكس اسهاماتهم البارزة في صعيد الارتقاء بمكانة المرأة في السلطنة.  وفي الجانب الآخر، يكاد لا نرى قطاعا مساهما في التنمية الوطنية إلا ونرى المرأة حاضرة بشكل فاعل، بما مجلس عمان بشقيه مجلس الدولة ومجلس الشورى.

أما عن أبرز التحديات التي تواجهها المرأة العمانية وماذا تحتاج لتمكينها ترى صاحبة السمو السيدة وسام أن المرأة وعبر الأعوام الماضية سعت نحو تغيير الصور النمطية السائدة في المجتمع وذلك عبر اثبات نفسها وقدراتها، وهي تؤكد أن البيئة الداعمة للمرأة التي نشهدها اليوم يرجع فضلها إلى أسلافنا الذين مهدوا الطريق لنا عبر مواجهة الصور النمطية التي قد تنتج بسبب العمل والانجازات.

وفي حديثها عن مشاركة المرأة العمانية في رؤية الجديدة عمان 2040 تقول صاحبة السمو: ساهمت المرأة بشكل جوهري في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد حيث عملت جنبا إلى جنب مع الرجل في مختلف القطاعات بهدف خدمة السلطنة والمجتمع وبالتالي المشاركة في الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق رؤية عمان 2040. ومساهمتها في الرؤية ابتدأت منذ مرحلة الإعداد وصياغة الرؤية حيث كانت شريكا فاعلا فيها، فقد بلغت نسبة المشاركات في صياغة الرؤية 35%. ولا شك أن إدراجها ضمن المساهمين في صياغة الرؤية دليل واضح لايمان قائدنا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه في دور المرأة في تحقيق هذه الرؤية.

وعن أهمية النجاح في حياة المرأة تقول: تتنوع أوجه النجاح ولا تقتصر فقط على النجاح المهني، فالنجاح هو رحلة تشمل النمو والمشاركة والاستمتاع، والنمو يتعلق بالتعلم وتطوير الذات والمسيرة المهنية وإحداث فارق إيجابي، والمشاركة ترتبط بتقاسم ثمار نجاحك أو معارفك مع فريقك وعائلتك وأكثر من ذلك، والاستمتاع هو ببساطة القدرة على حب ما تفعله، وفي ضوء ذلك أرى بأن النجاح هو أمر مهم ويجب علينا أن نسعى لتحقيقه، فإن الشعور بالرضا يكمن في امكانية النظر إلى الانجازات التي حققتها والحياة التي خضت في تفاصيلها وتعلمت بفضلها وشاركت معارفك وأخيرا استمتعت بها.

كلمة أخيرة لمجلة المرأة بمناسبة الذكرى 18

أتمنى كل التوفيق لمجلة المرأة عبر تحقيق المزيد من الإنجازات وأود أن أعرب عن شكري لهم على المحتوى المثري الذي يقدموه على مدى 18 عاما.

Categories: حوار

Tagged as:

أضف تعليقاً