صحة

خط الدفاع الأول ((العاملون في القطاع الصحي في مواجهة كورونا))

استطلاع: رضية الهاشمية

لا يخفى على الجميع ذلك الجهد الكبير الذي يبذله العاملون في القطاع الصحي منذ بدء جائحة كورونا ( كوفيد 19)، إذ أنهم يخوضون حربا شرسة للتصدي لجائحة كورونا ويبذلون جهدا كبيرا لتوفير الرعاية والعناية لجميع المصابين.

ﺗﺘﺎﺷﺒﻪ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻣﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ، ﺇﺫ ﻳﺮﻭﻱ ﺍﻷﻃﺒﺎء ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺒﺪﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﻪ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻧﻘﺺ ﻣﻌﺪﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣما ﻳﺠﻌﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ.

 في هذا الإستطلاع نكشف لكم جهود خط الدفاع الأول في مواجهة الأوبئة والجوائح مثل «كورونا المستجد».. وما يواجهونه من ضغوط عمل وعن أبرز معايير الوقاية التي يتخذونها، و قصص يرونها من داخل غرفة مرضى كوفيد. حيث نقابل مجموعة من الأطباء والممرضين والعاملين في مختلف المجالات في القطاع الصحي.

fbt

fbt

” لكنه الواجب “

سماح العريمية ممرضة تتجاوز خبرتها 15 عاماً ما بين عمان و الامارات. حاصلة على دبلوم تخصصي في العناية المركزة للكبار. وهي مدربة معتمدة من الجمعية العمانية للقلب للإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي. و تعمل حاليا بوحدة أمراض القلب بالمركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني.

تصف لنا ضغوطات العمل اليومية التي تخوضها مع مرضى كوفيد حيث تقول: في عملنا اعتدنا التعامل مع كل مريض على أنه مصاب بكوفيد-19 و هذا يعني اننا يجب علينا أن نلتزم والاحترازات الوقائية كالكمامات و غيرها بشكل دائم. و أن قضاء فترة طويلة و ارتفاع حالات الوفيات  في أقسام العناية المركزة لمصابي كوفيد 19 يشكل عبئا جسديا ونفسيا على الطاقم. كذلك الملابس التي نرتديها و المخصصة للتعامل مع هذه الحالات تضع الطاقم في وضع خانق لساعات طويلة، لكنه الواجب

وتروي لنا سماح عن موقف تعرضت له من مصاب أثر بها شخصياً وتقول:  كان هناك مريضاً لم نتأكد اصابته لكن المؤشرات تقول انه مصاب. و أثناء انتظار نتائج الفحوصات توقف قلبه و عملنا على انعاشه لمدة 30 دقيقة و لله الحمد عاد النبض. كان ابنه خارج الغرفة، لم أستطع أن أخبره بالتطورات و لم أستطع أن أترك الغرفة. وهو ينظر إلينا باستغراب: والدي كان بخير، لم لا تسمحون لي برؤيته. لم نستطع مصارحته قبل النتيجة النهائية. المضحك المبكي أنني بعد حوالي أسبوع فقدت حاسة الشم تماماً، و لكم أن تخمنوا السبب!

وعن أبرز معايير و إجراءات الوقاية في غرفة المصابين تخبرنا أنه على جميع المرضى سواء كانوا مصابين أم لا، عليهم ارتداء الكمامة طوال الوقت. و في غرف العزل، يجب أن يتم تعقيم الغرفة وتوفير الأدوات بكميات كافية فقط لاحتياجه دون إسراف. كما أنهم يسمحون للمستقرين منهم بالاحتفاظ ببعض أغراضهم الشخصية كما ويوفرون لهم أدوات قابلة للرمي مباشرة بعد الاستخدام.

وفيما يخص مخاوف العاملين في القطاع الصحي تقول سماح: قد تعتقد أن الإصابة بالفيروس هي الهاجس و لكن الحقيقة أن الطاقم الصحي يخاف أن يتسبب بقصد أو دون قصد في نقل الفيروس لأهاليهم أو اصدقائهم، حيث انه من الممكن أن يصابوا دون ظهور أعراض. بالإضافة إلى الشعور بحالة من الانهيار النفسي من طول فترات العناية بهؤلاء المرضى.

وحول سؤالنا عن ما إذا كانت  تعتقد أنهم بحاجة إلى إجراءات إضافية لحماية الطاقم الصحي من تفشي العدوى تقول: من ناحية توفير الادوات الوقائية فاستطيع القول بأننا و لله الحمد لدينا ما يحمينا جسديا و لكن ما نحتاجه أكثر هو المساندة النفسية و المعنوية. نحتاج لتوزيع فترات العمل مع هؤلاء المرضى بشكل أكبر. ومنحنا إجازات قصيرة متفرقة قد يساهم في إعادة الاستقرار النفسي و شحن الطاقة من جديد لإكمال العمل بإنتاجية أكبر.

نصيحتها للمجتمع للوقاية والحماية من هذا الوباء: لا أعتقد أن هناك تقصيرا من أي جهة معنية بالتوعية ضد هذا الوباء و ليس يمكننا الحكم أن جميع أفراد المجتمع مستهترين. و لكن هناك فئة تمادت في الإهمال و عرضت غيرها للضرر و الوفاة أحيانا. أتفق مع أن عمليات الإغلاق و الحظر قد أثرت بشكل كبير و عميق اقتصاديا و نفسيا و اجتماعيا و أسريا، لكن الصحة أيضا تستدعي أن نهتم و نعطيها أولوية.

خُذ المعلومات  من مصدرها، استخدم عقلك و راقب ما حولك، خذ زمام مسؤولية نفسك و أهلك و مجتمعك وبلدك . إن كنت من الفئات المستحقة، فـ اللقاح من مصلحتك. و ان لم تكن (ستكون قريبا)، فشجع الآخرين عليه.

IMG-7050

“ساعات عمل طويلة “

الدكتورة انتصار بنت ناصر الشكرية، دكتور اختصاصي في علم الفيروسات، تعمل في مختبر الصحة العامة بدارسيت في المختبر الفيروسي والذي يغطي السلطنة كاملاً، من ناحية التشخيص ومتابعة الأمراض الفيروسية المختلفة مثل” التهابات الكبد الوبائية بأنواعها و أمراض التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية بأنواعها والتي من ضمنها كوفيد .

 في بداية الجائحة، كان المختبر هو الوحيد الذي يقوم بالفحص، حيث تتلخص مهامها الوظيفية في اعتماد النتائج وتقديم النصائح للدكتور المسؤول عن المريض من ناحية أهمية النتيجة وما إذا كان يتطلب عمل فحوصات أخرى بالإضافة إلى متابعة فحوصات المريض أثناء العلاج.

تصف لنا ضغوطات العمل اليومية التي تخوضونها خلال هذه الأزمةأنا أعمل في المختبر الفيروسي والذي ليس له علاقة مباشرة مع مرضى كوفيد، ولكن أماكن الضغوطات بالنسبة لنا تمثلت في بداية الأمر باعتبار أن المختبر الذي أعمل فيه المختبر الوحيد الذي يقوم بالفحص ومع ازدياد أعداد العينات زاد ضغط العمل والذي تطلب منا ساعات عمل طويلة حتى أثناء عطلات نهاية الأسبوع، كما يتطلب الأمر الاستعانة بموظفين من خارج المختبر لتغطية النقص والحاجة الملحة لزيادة ساعات العمل.

بالإضافة إلى فتح مختبر مؤقت في بنك الدم المركزي والذي تطلب منا العمل في الجهتين. والعمل أيضا بنظام المناوبات، و أحيانا ونتيجة لضغوطات العمل كنا نعود للمنزل في ساعات متأخرة من الليل عند 11 ليلاً.

وفيما يخص معايير و إجراءات الوقاية في المختبر تقول الدكتورة انتصار: نحن في المختبر ونتيجة للتعامل المباشر مع العينات فإن هذا يتطلب منا اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية والوقائية والتي تتضمن ارتداء لبس معين مع تغطية الفم والأنف بقناع خاص وارتداء القفازات عند التعامل مع العينات في مكان معين ومحدد لهذا النوع من العينات.

أما عن أبرز مخاوف العاملين في القطاع الصحي تقول: تتمثل أبرز مخاوف القطاع الصحي خلال هذه الجائحة في الخوف في نقل العدوى لأحبائهم واقربائهم، أيضا التقصير في هذا الواجب الوطني تحت ظروف ضغط العمل.

وحول سؤالنا عن ما إذا كانت  تعتقد أنهم بحاجة إلى إجراءات إضافية لحماية الطاقم الصحي من تفشي العدوى تقول الدكتورة انتصار: في هذه النقطة سأتحدث عن المختبر، نعم نحن بحاجة إلى مختبر مؤهل ومهيأ لاستقبال هذا الكم الهائل من العينات و أيضا هذا النوع من العينات.أيضا نحتاج إلى توفير العدد المناسب من العاملين في هذا القطاع لتخفيف العبء على الموظفين في مثل هذه الظروف لتجنب انهاك الطاقم الطبي.

 نصيحتها للمجتمع للوقاية والحماية من هذا الوباء: لا ضير أن نذكر الجميع بضرورة الالتزام بارتداء الكمامات الواقية و بضرورة التباعد الاجتماعي والالتزام والاحترازات الوقائية وتجنب التجمعات تحت أي ظرف من الظروف، و أيضا بالتحصين.

 “ضغط نفسي شديد “

أما غنيمه الزعابية وهي ممرضة أولى في قسم العناية المركزة في مستشفى جامعة السلطان قابوس، تخرجت من كلية التمريض 2009 تعمل في قسم العناية المركزة وهي أم لـ 3 فتيات .

تصف لنا ضغوطات العمل اليومية التي تخوضها مع مرضى كوفيد حيث تقول:  في الحقيقة ومنذ بداية الجائحة و القلق يساورني شخصيا منها . لم أتوقع في يوم من الأيام أن يؤثر بنا مرض واحد بهذه الطريقة. كانت هناك أوبئة سابقة تنتشر وتأخذ حيزها من العالم لكن تأثيرها معنا يكون باستقبال حاله أو اثنتان على أكثر تقدير. ولكن مع ازدياد عدد الحالات المصابة وتفعيل خطط الطوارىْ التي لطالما حفظناها كجزء من التدابير الوقائية لا أكثر وبعد ذلك انقسام قسم العناية المركزة أدركنا حجم العدو الذي نتعامل معه.

ضغط نفسي شديد يثقل كاهله علينا في تعاملنا مع المرض من جهة وكيفية التعامل مع محيطنا الاجتماعي بعد ساعات العمل الرسمي من جهة أخرى . فبمجرد وضع معدات الحماية الشخصية  الثقيلة و وقوفنا لثواني للتأكد من اكتمالها قبل دخول الغرفة فهذا بحد ذاته جهد نفسي ثقيل يجب تحمله من أجلنا وأجل عائلاتنا ومجتمعنا.

تروي لنا غنيمة عن موقف تعرضت له من مصاب أثر بها شخصياً وتقول: من المواقف التي أثرت بي شخصيا مع منومي قسم العناية المركزة كانت للأمانة مع عوائل المرضى، الذين فجعوا بوفاة أ وإصابة أحبائهم بعاهة دائمة، ولكن مرض كوفيد 19 بوجه خاص يحرم الأهل من لحظة غاليه يودعون فيها أبا عطوفا أو أماً رحيما أو ابنا بارا، للذكر وليس للحصر كان يوجد لدينا في وحدة العناية المركزة شابا منوما لم يكمل عقده الخامس وقد احتفل مع عائلته قريبا بترقيته في مجال عمله، و مع إعلان وفاته وصراع أهله في لحظتها سابقتنا ابنته الكبرى التي تدرس في الجامعة عبر ممرات قسم العناية المركزة والتي يمنع دخولها كليا من قبل الأهل والأقارب غير ابهة بما تعرض له نفسها من خطر جسيم وفتحت باب غرفته على مصراعيه ولكن سرعان ما لحق الكادر الطبي واخرجها. أحسست بقلبي يقتلع من مكانه لان ما جرى في كنف تلك الشابة و أعمى بصيرتها في تلك اللحظة هو حب جم لأب اختطفه مرض خبيث في حين غرة كانت تراه سندا وحبيبا فقدته للأبد ارادت اختطاف نظرة له فقط قبل الوداع الأخير.

وفيما يخص معايير و إجراءات الوقاية في قسم العناية المركزة تقول الزعابية: ان المعايير الوقائية في قسم العناية المركزة تتمثل في التحكم في دخول الأقارب للوحدة وتنظيم دخول الأطقم الطبية للوحده، أما عند دخول الهيئه الطبيه للوحدة فيجب ارتداء المعدات الطبية والتي تتمثل في في لبس غطاء الحذاء، الكمام الخاص بالأوبئة التنفسيه، حامي الوجه، غطاء الرأس، الرداء الواقي مع القفازات.

أما عن أبرز مخاوف العاملين في القطاع الصحي تقول : إن من أبرز مخاوف العاملين في القطاع الصحي بالإضافة حماية النفس والأهل من هذا المرض هو لي أنا شخصيا انهيار المؤسسة الصحية بهذه الأعداد المتلاحقة و المخيفه، الحمد لله رب العالمين إلى الأن لم نرى أي إشارة لذلك ولكن دائما لا نتمنى أن يحدث معنا ما حدث لغيرنا.

أشكر وزارة الصحة على ما تقدمه من جهود حثيثة لحماية الطواقم الصحية في السلطنة من معدات حماية شخصية أو إجراءات احترازية وانظمة وقائية تقي الفرد المجتمع.

نصيحتها للمجتمع للوقاية والحماية من هذا الوباء: نصيحتي لمجتمعي الغالي لا نريد لأحد أن يمر بما يمر به مرضى العناية المركزة وعوائلهم. تقيدوا بـ الإجراءات الاحترازية  ( الإلتزام بارتداء الكمام، تعقيم اليدين وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة )، والتزام الفئات المستهدفة بأخذ لقاح كورونا حتى لا يذهب تعب غيركم وعنائهم هباءا منثورا حفظكم الله ورعاكم.

 5f95601b-4606-466d-8fa0-0695e6da50c0

” معركة شرسة “

يصف لنا وليد ناصر سليمان الكندي خريج كلية التمريض من جامعة السلطان قابوس سنة 2010. يعمل في قسم العناية المركزة منذ عشر سنوات. أنهى دراسة الماجستير من جامعة سالفورد في المملكة المتحدة. شارك في العديد من الأحداث المهمة كرعاية أول مريض يخضع لعملية القلب الصناعي في السلطنة. كما شارك في رعاية اول مريض يخضع لعملية القلب المفتوح في قسم عناية جراحة القلب في مستشفى السلطان قابوس بصلالة. يصف لنا ضغوطات العمل اليومية التي يخوضونها مع مرضى كوفيد ويقول: هناك العديد من الضغوطات الجسدية والنفسية التي نخوضها في خضم هذه الجائحة. بسبب الجائحة والنقص في الكوادر الطبية، تم تغيير ساعات العمل والذي أدى بدوره إلى إعياء وإرهاق شديدين. أضف إلى ذلك ان الوطأة النفسية الناتجة من تفشي هذا الوباء تؤرق مضجع جميع الطواقم الطبية وتثير قلقا شديدا. نواجه كل يوم بيومه!  فمن الصعب أن نحافظ على هدوئنا ونتجاوز هذا القلق والخوف، ولكن وجب علينا أن نتجاوز ذلك ونسعى للأفضل! وأرى من الضروري أن نبذل قصار جهدنا لنبقى صامدين. فنحن الركيزة التي يتكئ عليها المجتمع الأن.

يروي لنا وليد عن موقف تعرض له من مصاب أثر بها شخصياً ويقول:  أحد المرضى تم نقله إلى العناية المركزة وكان على جهاز دعم للتنفس ولكن المريض في حالة نفسية عالية و كان يقول انه بخير وانه سينجو. للأسف، عندما عدت اليوم التالي كان المريض على جهاز دعم صناعي للتنفس و وافته المنية في نفس اليوم. 

وحول أبرز معايير و إجراءات الوقاية في غرفة المصابين يقول الكندي: إن توفر اللوازم الوقائية في المستشفى مثل الكمامات وسترات الوقاية وغيرها تقلل من الضغط النفسي من عدم توفرها او نقصها. فلا يمكن أن تفوز بالمعركة بدون أسلحة! 

فنحن نتبع الإجراءات الوقائية العالمية المتبعة عند التعامل مع المصابين بمرض كوفيد والتي تتضمن ارتداء الكمامات الخاصة لمرض كوفيد (مثال عليها قناع N95) والسترات الواقية اللازمة والقفازات الطبية التي تستخدم لمرة واحدة وحماية للعينين (واقي الوجه أو النظارات الوقائية).التي تضمن سلامة الطاقم الطبي للمواصلة في هذه المعركة الشرسة

وعن أبرز مخاوف العاملين في القطاع الصحي يقول وليد: العاملون الصحيون هم أبطال هذه الحرب ضد الوباء، ولكن من بين أحد العناوين التي كان لها وقعًا على قلبي هو إصابة  أحد أفراد الجيش الأبيض. إن الشعور بالقلق، والأرق الذي يتبعه والخوف من القادم ينتابني وينتاب العاملين في القطاع الصحي في  كثير من الأحيان. و بما انه فيروس خطير ومتحور ويمكن الإصابة به لا سمح الله ونقله للأخرين ، و أيضا بعد سماعنا للأخبار عن تفشيه السريع وما ينجم عنه من حالات حرجه لبعض المصابين نعم شعرت بالخوف لأني كنت أفكر في عائلتي بعد عودتي للمنزل خوفا على سلامتهم وصحتهم .

“لا يمكن أن تمرض الطواقم الطبية لأن ذلك لن يكون عادلا” هذا ما يتردد في ذهني غالبا، فالخطر يداهم الجميع، وفي هذه المعركة لا يمكن أن يخسر هذا الطاقم !  وما زلت أرى ان الطاقم الطبي يقومون بعمل جبار بدون تردد. ولسان حالهم يردد ” متى سينتهي كل هذا”! 

وحول سؤالنا عن ما إذا كان يعتقد أنهم بحاجة إلى إجراءات إضافية لحماية الطاقم الصحي من تفشي العدوى يقول وليد: نعم، وذلك بتوفير أماكن خاصة للطاقم الطبي عند تناولهم وجباتهم الغذائية وتكون منفردة عن باقي زوار المستشفى . أيضا توفير أماكن للراحة تكون هادئة وبعيده عن الضجيج لكي يسترجع أفراد الطاقم الطبي قواهم ويكونون بكامل تركيزهم . نحن بحاجة إلى الدعم النفسي للطاقم الطبي وفتح باب الاستشارة الطبية في حالة الحاجة إليها ومتابعة الأشخاص الذين يعانون من ضغط نفسي شديد.

 نصيحته للمجتمع للوقاية والحماية من هذا الوباء: في ظل هذه الأوضاع أرى أننا جميعنا على خط النار سواسية، جميعنا نحارب مجهولا لا يرى بالعين. وإن من أسوا الحروب أن يكون عدوك لا يُرى.  وإن أسوأ ما قد يواجهه الطاقم الطبي اليوم هو إغلاق الأغطية على جثمان مريض لفظ آخر أنفاسه! وتوديع عائلته له من وراء الأقنعة الواقية ! نحن نعيش في عالم واحد تحت سماء واحدة، فكل فرد في هذا المجتمع عليه أن يكون بطلا في هذه المعركة. لن ننتصر بيد أو جهد فئه محددة فقط. فـ النجاة لن تكون محصورة على جهود الفرق الطبية وجهود الحكومة فقط، بل هي مسؤولية مشتركة! ” فكن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم” وجب علينا كأفراد أن نسعى لـ :  اخذ اللقاح للفئات المستهدفه اولا من قبل اللجنة العليا لمكافحة كوفيد 19، أتباع جميع الإرشادات والمعلومات التي تصدر من اللجنة العليا لمكافحة وباء كوفيد ١٩،البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا لوقت العمل والضرورة القصوى وعدم الاختلاط مع عامة الناس وذلك بعدم المصافحة وترك مسافة الامان المقدرة ب ٢ متر ، الالتزام بغسل اليدين بالماء والصابون والمعقمات الكحولية الموصى بها لمدة لا تقل عن ٢٠ ثانية وأن نتعود على ذلك وتجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم، وعلى الجميع التعاون وعدم الخروج للتجمعات والمناسبات التي تؤدي إلى اختلاط مباشر و تفاقم أعداد المصابين لسرعة انتشار هذا الفيروس حفظ الله الجميع وحفظ عمان وسائر بلاد المسلمين من كل شر ومكروه. نبقى متحدين، ولتبقوا في منازلكم، ولنبتعد اليوم لنقترب بالغد !

StarCare Seeb 0343-Edit

الدكتورة بلسم القزاز، عراقيه الجنسية خريجة جامعة الطب في بغداد سنة ١٩٩٧ حاصلة على تخصص في طب المناعة، زاولت المهنة في هذا المجال لمدة خمس سنوات من ثم أتت إلى مسقط وعملت كطبيبة عامة في عيادة فيري الطبية لمدة حوالي سنه، ثم التحقت للعمل في مستشفى ستار كير الفرع الرئيسي، فرع الموالح. عملت في قسم الطوارئ لمدة ثمان أعوام ومن ضمنها شغلت منصب رئاسه قسم الطوارئ .

تصف لنا الدكتورة بلسم ضغوطات العمل اليومية التي يخوضونها مع مرضى كوفيد حيث تقول: في مستشفى ستار كير يوجد عيادة خاصة لمرضى الـ COVID -1وفي هذه العيادة يتم فحص ومعالجة مرضى الكوفيد وجميع الإجراءات المتعلقة بهذا المجال من صرف الإجازات والتقارير الطبية و التصاريح للسفر، بالإضافة إلى كون هذه العيادة مجهزة بغرف وأجهزة تؤهل علاج المرضى للحالات المستعجلة ومن ثم تحويلهم إلى مستشفى تخصصي فرع ستار كير في بركاء إن استدعى الأمر إلى تنويم المرضى سريريا حيث ان هذا الأخير مجهز بكادر متخصص وأجهزة كافية لهذا الغرض .

تفتتح عند الساعة التاسعة صباحا وحتى التاسعة ليلا، ويكون لمتابعة مرضى الكوفيد معزولين نهائيا عن مرضى المستشفى العاديين حتى لا يتم نقل العدوى للأشخاص السليمين، وذلك حسب توصيات وزارة الصحة.

ويتبع في هذه العيادة كل البروتوكولات والإرشادات الصادرة عن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية بالدقة.

هناك بعض الإشكالية التي يواجهها الكادر الطبي خلال العمل في هذا المجال، مثلا عدم تفهم المرضى للارشادات الصحية أو عدم الالتزام التام مما يعرضهم والآخرين وخاصة الكادر الطبي للإصابة بهذا المرض الفتاك، بالإضافة إلى عدم مراعاة القوانين في العزل المنزلي أثناء فترة الإصابة أو القدوم من السفر، أو الالتزام بطريقة العلاج للتقليل من الأعراض  مما يجبرهم للزيارات المتكررة للمستشفى.

وحسب تخصصي في مجال المناعه، للتغلب على هذا المرض يحتاج إلى تقوية الجهاز المناعي للتغلب  عليه ذاتيا، ولا يوجد حتى الآن علاج موثق رسمياً من قبل منظمة الصحة العالمية للقضاء عليه.

فكما يذكر  ويركز دائما الدكتور الفاضل وزير الصحة في لقاءاته، العامل الأول لتقليل المرض وانتشاره هو الوقايه، ومن ثم المناعه، لذلك تعمل وزارة الصحة جاهدة على فرض قوانين صارمة للحد من انتقال المرض  وتوفير اللقاح للكادر الطبي لأنهم يمثلون الخط الأول للتصدي لهذا المرض.

بالطبع مع الكوادر الاخرى المهمه هنا أيضا الشرطه والجيش و أخرى حددتها وزارة الصحه، والذي سوف يشمل الكوادر الصحية في القطاع الخاص في الخطة القريبة لوزارة الصحة ان شاء الله .

نصيحة تقدمها الدكتورة بلسم للمجتمع للوقاية من هذا الوباء حيث تقول:  أنصح جميع الأشخاص الذين يظهر عليهم أي من الأعراض التي قد يظن أنها مصاحبة للمرض من إجراء الفحص(المسحه)  ،للتأكد من كونه مصاب ام لا، وذلك لحماية عائلته والمجتمع والمساعد على القضاء من هذا المرض، والالتزام بالإرشادات الصحية وتجنب التجمعات قدر الإمكان. مع الالتزام بالتغذية الصحية والنوم الصحي وتناول السوائل و ما الى ذلك من تقوية الجهاز المناعي الذي يعتبر السلاح الوحيد للقضاء على الفيروس.

 

Categories: صحة

أضف تعليقاً