مناسبات وفعاليات

دلال بنت محمد بن حسن بن حيدر درويش مستشارة تنمية اجتماعية ومتطوعة

دلال بنت محمد بن حسن بن حيدر درويش مستشارة تنمية اجتماعية تعمل لحسابها الخاص ومديرة تواصل مع أصحاب المصلحة. بعد تخرجها من مدرسة السلطان، حصلت على درجة بكالوريوس العلوم في علم الأحياء من الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت. وعند عودتها إلى السلطنة، بدأت على الفور في العمل كممثل طبي لشركة أدوية دولية. عملت في هذه الوظيفة لمدة عام قبل أن تنتقل إلى مجال آخر حيث بدأت في تطوير خبرتها في الاستشارات الاجتماعية والبيئية. كما عملت في شركة استشارية محلية لمدة 4 سنوات وانتقلت للعمل في شركة استشارية دولية لمدة 8 سنوات أخرى. فهي و بالإضافة إلى وظيفتها و بدوام كامل، عملت و لمدة عام بدوام جزئي مع وزارة الإعلام كمذيعة لبرنامج إذاعي على إذاعة راديو سلطنة عمان باللغة الإنجليزية على تردد إف إم.

كرست دلال عام 2016 للعمل الإنساني حيث عملت على مساعدة اللاجئين (معظمهم من السوريين والأفغان) المتجهين إلى أجزاء من أوروبا، بدءًا من اليونان. وخلال ذلك العام، كانت أيضًا جزءًا من فريق إنتاج فيلم وثائقي بعنوان “Citizen Xenos” تم تصويره في اليونان وتم عرضه في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية. كانت هذه نقطة تحول رئيسية في حياتها حيث كان لهذا الفيلم الدور الكبير في تطوير شخصيتها، حتى دفعتها هذه التجربة إلى ترك وظيفتها وعائلتها لتكريس وقتها كله في خدمة الآخرين الذين كانوا يكافحون لأنهم فقدوا كل ذلك وأكثر بعد اندلاع الحروب وأعمال الاضطهاد.

ثم عادت إلى سلطنة عمان في عام 2017 وقررت العمل بشكل مستقل لتقديم خدمات استشارية لمختلف العملاء. بالإضافة إلى الاستشارات، كما عملت أيضًا مع شركات الإنتاج الإعلامي وقدمت خدمات التعليق الصوتي.

و بصفتها مستشارًا للتنمية الاجتماعية، فإن مهامها الوظيفية تستلزم الكثير من العمل على البحث في الظروف الحالية، وتحديد الأساس الاجتماعي، وتقييم الآثار الإيجابية والسلبية، وتطوير خطط إدارة التأثير وخطط الاستثمار والتنمية المجتمعية، وتحديد مجالات التركيز للمسؤولية الاجتماعية للشركات لمجموعة متنوعة من العملاء. حيث عملت دلال على قائمة أكبر المشاريع المعروفة في السلطنة‘ كـ مشروع الاستراتيجية العمرانية، وخطة إعادة تطوير ميناء السلطان قابوس، والمخطط العمراني الرئيسي في صحار وغيرها الكثير.

 بالإضافة إلى ذلك، فهي تعد مشاركة ( الأعمال التطوعية ) أصحاب المصلحة مهمة رئيسية و كجزء من مهامها الوظيفية حيث تتطلب المشاريع في بعض الأحيان الحاجة إلى إجراء دراسات استقصائية مع المجتمعات والمجموعات المختلفة.

إنجازات

ترى دلال أنه و بخلاف خبرتها في مجال التنمية الاجتماعية والقدرة على تدريب الآخرين في هذا المجال، سعدت جدا بتجربتها في العمل التطوعي وشعرت بقدر كبير من السعادة وهي تساهم ولو بدور محدود في تخفيف المعاناة من خلال دعم اللاجئين في أوروبا. إذ أنها تعتبر هذه المشاركة أحد أهم الإنجازات بالنسبة لها لأنها لم تغيرها للأفضل فحسب، بل ألهمت الآخرين أيضاً .

وفي يلي أهم الإنجازات التي حققتها:

  • تم اختيارها كواحدة من 23 مشاركًا من الدول العربية لتمثيل سلطنة عمان كجزء من برنامج زمالة القادة من أجل الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية
  • ألقت العديد من الخطب والمحادثات للمدارس والجامعات حول تجربتها الرائدة.
  • متحدثة في مؤتمر تيدكس مسقط للنساء TEDxMuscat Women (2017)
  • مُنحت جائزة المرأة العمانية لعام 2018 ” التقدير على المستوى الدولي ” تقديراً لجهودها في مساعدة اللاجئين في الخارج لمدة عام
  • نظمت مؤتمر ومعرض تقويم العظام الدولي في عمان (2019)

إلهام وفخر

ألهمت تجربة دلال في العمل التطوعي و لمدة عام،  العديد من النساء العمانيات و بطرق مختلفة، فقد ألهمت بعضهن السفر لمساعدة المحتاجين في بلدان مختلفة وتم نقل أخريات للمشاركة في فرص ومشاريع التطوع هنا في السلطنة. وتؤكد دلال أن هناك الكثير من النساء العمانيات اللواتي لديهن الرغبة في مساعدة الآخرين وتخصيص وقتهن لذلك، ولكنهن يعانين و بسبب القيود الثقافية، والشعور بالحاجة إلى الأمن، والخوف في النهاية من المجهول وضعف القدرة على تحمل مشاهدة معاناة أشخاص يتعرضون للمآسي وظروف صعبة. وهي تؤمن أن المرأة العمانية يمكنها المخاطرة وتكريس نفسها لمشروع أو قضية معينة وهي خير مثال على ذلك، فقدت تركت عائلتها ورفاهية الحياة وكرست جزءاً من وقتها من أجل قضية معنية ورغم أن هذا الأمر كان فيه تحدي كبير بالنسبة لها إلا أنه علمها كيف من الممكن أن تكون قادرة على التكيف وتحمل المواقف الصعبة بعيدًا عن شبكة الدعم.  فهي وعندما تركت وظيفتها و بدوام كامل كانت لا تعرف ما يخبئه المستقبل لمسيرتها المهنية وقد كان ذلك أيضًا عاملا خطرًا لفقد إحساسها بالأمان. وهي تؤكد أن المرأة العمانية قوية وشجاعة و تأمل أن تكون تجربتها مصدر إلهام للأخريات، وهي تهمس في أذن كل امرأة ” لن تعرفي أبدًا مدى قوتك إلا إذا أخرجت نفسك من منطقة راحتك وغامرتي، فـ الفوز دائما للمغامرين الذين لديهم الإصرار والحماس”.

التحديات

ذكرت دلال أن من بين التحديات التي واجهتها في مجال الاستشارات تمثلت في التأكد من أن المطور يدرك أهمية تضمين نطاق للتنمية الاجتماعية ومشاركة أصحاب المصلحة بما يتناسب مع حجم المشروع ولذلك فإن زيادة هذا الوعي أمر أساسي لرؤية مستقبل أفضل للمشروع أو الخطة ولضمان الأفضل للشعب العماني.

أما في مجال العمل التطوعي، و بعد تجربة التطوع، كان أحد أكبر التحديات هو العودة إلى الأمان والراحة في منزلها وعائلتها والحاجة إلى التعافي من الأعباء العاطفية والنتائج التي خرجت بها من تجربة التطوع القاسية. شعرت خلالها دلال أنها  بحاجة إلى إعادة ضبط تعريفي لـ  “الحياة الطبيعية” و ذلك بعد انتقالها من مشاهدة ومعايشة الجوع والألم والمعاناة إلى رؤية السلام والأمن وحتى الرفاهية في السلطنة . ولكن وبفضل من حولها تمكنت من التعافي والعودة للحياة الطبيعية مجدداً.

تطلعات

تطمح دلال درويش إلى تحقيق النمو في مجال عملها وأن يكون لديها كيان يُنظر إليه على أنه كيان رائد في دراسات التأثير الاجتماعي ومشاركة الأعمال التطوعية، لضمان المشاركة الفعالة للآخرين في صنع القرار وحماية حقوق وحياة الأشخاص الذين يعيشون داخل وحول مشاريع التنمية التي تدور رحاها في مختلف أنحاء السلطنة.

أضف تعليقاً