حوار

بنك عمان العربي ينجح في تمكينهن

أسماء الزدجالية: فخورة بما تحققه المرأة

 

حوار : رضية الهاشمية

بهمةٍ عالية، وبروح قيادية فاعلة، تترأس أسماء الزدجالية اليوم مجموعة العمليات المصرفية في بنك عمان العربي، ضاربةً بذلك مثالاً رائعاً للمرأة العمانية الطموحة، التي أثبتت جدارتها في تولي مثل هذه المناصب القيادية، وهي تؤمن بأن الخبرة والتعلم هي أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل من يرغب أن يرتقي في سلمه الوظيفي، وأن تحقيق التوازن بين العائلة والعمل هو أساس النجاح.

 

تمتاز أسماء بنت علي الزدجالية بحماسها الكبير في التعلم والعمل، فهي تحمل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستراثكلايد، و قد أكملت عقدين من العمل لدى بنوك كبرى في المنطقة، كما أنها تخرجت في عام 2018 من البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين في السلطنة…مجلة المرأة تلتقي بـ أسماء الزدجالية وكان لنا هذا الحوار معها :

                 ما هي طبيعة عملك الحالي؟ وما هي المهام الموكلة لك بصورة عامة؟

عملي كرئيسة لمجموعة العمليات المصرفية يستهدف تعزيز مركزية الإدارة لوحدة خدمات التجزئة المصرفية، و وحدة الخدمات المصرفية للشركات، إلى جانب المساهمة في تعزيز جودة الأصول وإحداث التغييرات اللازمة لتعزيز مستويات التحكم الإداري وإنجاز المعاملات بشكل أسرع لتعزيز رضا العملاء. فضلاً عن قيادة مجموعة متنوعة من وحدات الدعم للعمليات المركزية، وخدمات دعم الشركات، وإدارة الائتمان، والتحصيل، والشؤون القانونية، ومراقبة العمليات، والتحول الشامل.

تجربة العملاء هي الهدف الرئيسي من إعادة هندسة العمليات وتنفيذ الإستراتيجية المتعلقة بالمركزية، وتحسين الخدمات، والرقمنة، وأنا أقود هذه الجهود بدعم من فريق يصل تعداده اليوم 300 موظف.

 

                 أنت الآن رئيسة لمجموعة العمليات المصرفية في بنك عمان العربي. ما هي السمات التي مكنتك من الوصول إلى هذه المكانة؟

الخبرة والتعليم المستمر تعتبر برأيي أهم الصفات التي تمكنك من ارتقاء السلم الوظيفي بالسرعة المطلوبة، وتحديداً في الوقت الحالي الذي يشهد تسارعاً هائلاً في طبيعة العمل المصرفي مع دخول التقنيات الحديثة إلى أدق مفاصل هذا القطاع، الأمر الذي فرض على الجميع ضرورة المواءمة وتفعيل توظيف التقنيات بالطريقة التي تلبي احتياجات العملاء. فضلاً عن أن العمل مع الفرق المختلفة عن كثب والتطوير المستمر لمهارات الفريق في التكيف مع التغيير كان عاملاً حاسماً أيضًا.

                 خلال السنوات القليلة الماضية شهد البنك تحولات كبيرة، تمثلت في إعادة هيكلة بعض الإدارات، كيف كان لهذه التحولات الأثر الأكبر في جعل البنك أحد أكثر البنوك المتقدمة تقنياً والرائدة في مجال العمليات المصرفية للأفراد والمؤسسات؟

أطلق بنك عُمان العربي في العام 2014م استراتيجيته المستقبلية للتحول الشامل، والتي تضمنت أربعة ركائز أساسية تمهد الطريق نحو المستقبل وهي:

∙                 تعزيز التجربة الشاملة والمتكاملة للعميل سواء في المعاملات الشخصية داخل الفروع المحدثة أو من خلال خدمة العملاء عن طريق القنوات الرقمية التي شهدت إضافة العديد من الخدمات الجديدة والمتطورة.

∙                 تعزيز النهج الابتكاري في العمل، وتوظيف أحدث التقنيات لتطوير حلول تلبي احتياجات الأجيال الجديدة من عملاء البنوك. وقد تجسد هذا المحور في إنشاء أول مختبر للابتكار في القطاع المصرفي المحلي في الربع الأول من العام 2020.

∙                 بناء شراكات استراتيجية تساعد البنك على تقديم خدمات ومنتجات متكاملة ذات قيمة مضافة للعميل.

∙                 بناء المواهب والكفاءات داخل البنك، بحيث تشمل خطة عمل واضحة للارتقاء الوظيفي بالاعتماد على الكفاءة وقياس الأداء.

التطبيق الصارم لهذه الاستراتيجية الرائدة خلال السنوات الماضية، والاستثمارات الكبيرة التي تم توظيفها في البنية الأساسية الرقمية، والسعي المتواصل لتعزيز مبادئ المرونة في تنفيذ الأعمال والتأقلم مع المتغيرات، وتطوير التجربة الشاملة للعميل، كل ذلك ساهم في تعزيز حضور بنك عُمان العربي في ريادة القطاع المصرفي المحلي.

                 حدثينا كيف يسعى البنك إلى تمكين المرأة للحصول على فرص متساوية لتولي المناصب القيادية في البنك؟

تؤمن إدارة بنك عُمان العربي بإتاحة فرصة متساوية للجنسين فيما يتعلق بالترقي الوظيفي، حيث تعتمد مبدأ الكفاءة في إحلال الموظفين في المناصب المختلفة، كما تعمل إدارة الموارد البشرية على تصميم برامج تطويرية وتأهيلية لتعزيز معارف ومهارات الموظفين والموظفات ضمن خطة شاملة للتعاقب والترقي الوظيفي. فعلى سبيل المثال لا الحصر، أطلق البنك في العام الماضي 2019م، برنامج التوجيه والإرشاد النسائي الذي يمتد لستة أشهر ويعمل على مساعدة الموظفات في البنك على اكتشاف مواطن القوة في شخصياتهن لتوظيفها بالشكل المناسب وتجاوز التحديات التي يواجهنها في حياتهن وعملهن.

هذا النهج المتبع منذ سنوات في بنك عُمان العربي جعل من المؤسسة واحدة من أكثر المؤسسات المالية المحلية جذباً للكفاءات على مستوى القطاع بشكل متساو للنساء والرجال، ونحن فخورون بكون ما يقارب 39% من فريق البنك هن من النساء الذين أثبتن كفاءتهن بمرور السنين.

                 العالم يمر بأزمة كوفيد 19، ما هي التحديات التي تواجهكم في ظل هذه الأزمة وتداعياتها؟

التأثيرات الحالية لأزمة كوفيد 19 شملت كافة نواحي الاقتصاد الوطني، حيث تسببت في تراجع حركة التجارة عموماً نتيجة تباطئ سلاسل التوريد والشحن، فضلاً عن إغلاق غالبية الأنشطة التجارية لفترات مختلفة مما تسبب في تراجع أدائها بشكل عام، فضلاً عن الصعوبات المالية التي واجهها الأفراد فيما يتعلق بالتزاماتهم للبنوك المحلية. هذه العوامل مشتركة تركت المصارف المحلية أمام تحديات هائلة وجديدة من نوعها، الأمر الذي حدا بنا في بنك عُمان العربي إلى تكثيف الدراسات والبحوث لتطوير أفضل الحلول الممكنة للتعامل مع هذه التأثيرات وتجنيب عملائنا نتائجها السلبية قدر الإمكان، فضلاً عن تحديد النواحي التي من الممكن أن تصبح إيجابية من جراء هذه الأزمة، مثل تسريع وتيرة التحول الرقمي التي شهدت قفزات نوعية في أعداد المستخدمين خلال الأشهر القليلة الماضية.

من الجانب الآخر، فعَّل البنك نظام العمل من المنزل للتكيف مع الظروف الحالية، وتخفيض عدد الموظفين في المكاتب والفروع للمستوى الأدنى مع الحفاظ على أعلى معايير الصحة والسلامة، الأمر الذي ساعد البنك كثيراً في إدارة إنتاجية الموظفين وتقديم خدمات فعالة للعملاء.

                 كيف استطعتِ التوفيق بين عملك وبين كونك أم و زوجة؟

كل إنسان سواء كان رجلاً أو امرأة لديه مسؤوليتين متوازيتين في الحياة، الأولى تجاه عائلته والثانية اتجاه عمله، ولابد من التوفيق بحكمة بالغة بين هذين المسعيين دون أن يطغى أحدهما على الآخر، وأنا فخورة بنجاحي في تحقيق هذا التوازن في الحياة، وهنا لابد أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى عائلتي وإلى إدارة البنك الذين دعموني من أجل تحقيق هذا التوازن كلٌ من جهته، حيث أن التوازن الصحيح بين العمل والحياة أمر بالغ الأهمية لنجاح أي شخص.

  1. السلطنة تحتفل بالعيد الوطني الـ50، كلمة تقولينها للمرأة العمانية بمناسبة هذا اليوم؟

كل عام وعُمان فخورة بنسائها ورجالها على حد سواء، فكلاهما جناح للنسر العُماني المحلق في الأعالي، ومعاً نستطيع أن نتجاوز المستحيل وأن نصل بعمان إلى حيث يجب أن تكون، وعلينا جميعاً الالتزام بالتميز كل في مجاله لخدمة هذا الوطن الغالي.

Categories: حوار

أضف تعليقاً