Home Slider

المرأة تحاور أول عمانية في المجلس الاستشاري الأممي… زينب الصالحية”: ميل فطري قادني لتعلم “علوم الفضاء”

المرأة تحاور أول عمانية في المجلس الاستشاري الأممي

زينب الصالحية”: ميل فطري قادني لتعلم “علوم الفضاء”

PIC_1162

لم يكن ليرضي زينب الإ أن تحلّق خارج السرب وتتطلع إلى الفضاء بحثاُ عن أفق أوسع و أرحب، مدفوعةً بشغفها الكبير نحو حبها اللامنتهي للأرض والفضاء والطيران، شابة عمانية تعتبر نموذجاً مشرفا من نماذج الشباب العماني المتطلع نحو المستقبل، كانت أول عمانية تتولى مهام تمثيل السلطنة في المجلس الإستشاري لجيل الفضاء لدعم برنامج الأمم المتحدة لتطبيقات الفضاء السلمية.

مجلة المرأة كان لهذا هذا الحوار المفعم بالروح المندفعة الشغوفة المتعطشة مع زينب لتحدثنا فيه عن تجربتها مع برنامج الاندماج النووي والبلازما، وحديث عن تفاصيل البرنامج، وكيف تم اختيارها، وما هي الأهداف، وتفاصيل المؤسسات والأشخاص المساهمين في هذه التجربة، وما هي علاقة هذا البرنامج بتخصصها، وما سبب إنجذابها له، ومن ثم حديث عن الصعوبات والتحديات، وغيرها من النقاط المهمة حول تجربتها في هذا البرنامج :

    في البداية حدثينا عن من هي زينب الصالحية ؟

 

زينب الصالحية خريجة الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، بكالوريوس هندسة مدنية مع مرتبة الشرف 2018، عملت في عدة مجلات خلال فترة الدراسة في المقاولات والطاقة وتجارة معدات السلامة، والأنظمة الجغرافية، والتسويق، والتنمية البشرية، كما تلقيت تعليم إضافي خارج البلاد في مجال مراقبة الأرض والأرصاد وإدارة الكوارث والأزمات، والفيزياء النووية، والبلازما والتحكم في الإندماج النووي في المفاعلات وغرف الدفع النفاث للصواريخ، والطائرات النفاثة، والنانو وانتسبت إلى منظمات محلية ودولية في مجال الجيولوجيا، واستكشاف الأرض والفضاء، والطيران. كما كنت أول عماني يتولى مهام تمثيل السلطنة في المجلس الاستشاري لجيل الفضاء لدعم برنامج الأمم المتحدة لتطبيقات الفضاء السلمية، وافتتحت مقر لدعم الشبيبة العمانية في مسقط.

 حدثينا عن تفاصيل برنامج البلازما والتحكم في الإندماج النووي ؟

 

يطرح هذا البرنامج لأول مره في جامعة سانت بطرس الأكبر البولوتكنيك في روسيا الإتحادية، وهو عبارة عن دراسة تفاصيل البلازما ذات درجة الحرارة العالية وتطبيقاتها للتحكم في الإنصهار، ويغطي البرنامج تصادمات كولوم، وحركة الجسيم الواحد في المجال المغناطيسي، والمصائد المغناطيسية، والانجرافات، ومبادئ الانصهار الخاضعة للرقابة، وتسخين البلازما مع الموجات الكهرومغناطيسية وحقن الشعاع المحايد، ومبادئ تشخيصه والقياسات النشطة والغير نشطة ، وبيانات التكامل الخطي وتوسيع نطاق دوبلرمع انشطة أخرى متعلقة بهذا البرنامج وزيارة مختبرات توكماك واختبارات تحريرية. ويغطي البرنامج مواضيع ظواهر البلازما على الأرض وفي الكون، ومجالات البحوث المعاصرة والتطبيقات التكنولوجية للبلازما، ودراسات التحكم بالاندماج النووي.

كيف تم اختيارك في هذا البرنامج؟

جاءت هذه المنحة نتيجة مراجعة جامعة سانت بطرس الأكبر البوليتكنيك لسيرتي الذاتية، وتزامنا مع متطلبات أهدافي الحالية والمستقبلية، وعلى أساسها تم اقتراح دراسة برنامج البلازما والتحكم في الأندماج النووي.

 ما هي الأهداف من دراستك لعلم الفضاء؟

لأني رأيت إن التعليم في غالب الأحيان لا يجاري العصر وتطوراته وأدواته، ولا يمكن أن يكون هذا التعليم تعليما كافيا وحقيقيا ودافعا لجيل يتعامل مع مقتضيات العصر وتطوراته، ولطالما كنت صريحة وصادقة مع نفسي ومع وطني في هذا الجانب، حاولت أن أقدم كل ما استطيع تقديمه كطالبة وكنت حريصة للممارسة الهندسية ولكني أدركت حقيقة أن باتت هذه المؤسسات التعليمية غير متزامنه تماما مع مقتضيات العصر، فبادرت إلى الإنخراط بعلم الفضاء وفروعه لأني وجدت فيه واقع العالم والتطبيق الحقيقي لما هو موجود في الساحة.

في الحقيقة لم تكن نشأتي أكاديمية داخل المؤسسة الأكاديمية فقط بل تفاعلت ضمن نظام ” التلقين” و”التعلم الذاتي” وبصراحة لم يكن الموضوع سهل ، الأمر برمته يعطي المرء ربكه من أن تركز على هذا وذاك في وقت قياسي، لكن عندما بدأت أنساب تماما بشكل أعمق في هذا النشاط وباستمرار وجدت نفسي مع أكاديمين متمرسين، يلقون الكثير من المحاضرات حتى خارج الحدود، ومؤسسات داعمة، وأفاق أوسع وأشمل.

 

بما إنك تدرسين الهندسة المدنية، ما هو رابط هذه الدراسة بتخصصك ؟

 

البنى التحتية أنواع، واكتساب المهارات في مجالات شتى ، يعطي فرصة التعمق في أداء المباني، وحركة الهواء والأداء الحراري، والتحكم في الرطوبة، والطاقة المحيطة، والصوتيات، والضوء، والمناخ، وعلم الأحياء، وقطاع الفضاء وفروعه يعطي طرقا ابداعية لاستغلال هذه الجوانب الاساسية في البيئات الداخلية والخارجية للمنشئات من أجل توفير مستوى أكثر للبيئة، واكثر كفاءة في استخدام الطاقة واستدامه المنشئات ومستوى اداءها.

كما أن هناك مواد وأشكال انشائية جديدة  مثل بيئات المحاكاة، وبناء منشآت التجارب الفيزيائية الضخمة، وفي القطاع العسكري مثلا – وهو من أكثر القطاعات فعالية وكفاءة في البلاد – في هندسة أبراج المدفعية المضادة للطائرات، الترسانات ومستودعات المخازن لتخزين الذخيرة، أنظمة التحصينات وتصميم السراديب وأنظمة إمدادات الحياة ، الهياكل تحت الارض، انظمة السلامة من الانفجارات، منصات الفرز والكبائن الخاصة، وهذه التصاميم تعتمد في هندستها على معايير مواد البناء وطرق اختبار قابليتها للإشتعال، ولتعزيز النموذج المثالي والإجمالي لها، فيجب التعرف على كافة هذه المعايير في الجانب الجيولوجي والفيزيائي وعلم المواد وتقنية النانو وتكنولوجيا مراقبة الارض، ويرجع الفضل الأكبر في نمو تطبيقات هذا المجال إلى انه يحوي على تحديثات في كافة التخصصات. وما دعاني إلى التوجه إلى تلك الوجهة، إنما هو للأسف نقص التنوع التعليمي في مجال البناء والتشييد، فعدد قليل فقط من العاملين في صناعة البناء والتشييد هم من لديهم المعرفة بكيفية تطبيق المبادئ الفيزيائية في الهندسة البنائية، ولا يمتلكون الخبرة المتداخلة بين التخصصات.

ما سبب إنجذابك لدراسة علم الفضاء؟

 

عندما يشعر المرء بلذة كونية علمية تفوق لذة لجسد، استطيع أن أقول انه ميل فطري لا منتهى له، أو ذلك الشغف الذي يحملك على تجاوز مطالب الجسد والروح إلى ذلك العالم. انتابني ذلك الشعور بالضبط عندما بدأت في التفكير في الصحوة الفكرية التي كانت تتمتع بها الحضارة الإسلامية، لطالما تمنيت أن نعود إليها من جديد وندرك ما بقي منها لنستنير، ولنتسلح في زمن الفتنة، حيث ردع الفتن لا يحصل إلا بالعلم والثقافة. انجذبت إليه تلقائيا واسترسلت فيه شيئا فشيئا حتى اصبحت ما أنا عليه اليوم.

 

  من هم أبرز المؤسسات والأشخاص المساهمين في هذه التجربة؟

 

هناك تعاون مشترك مع شركة الخدمات التقنية للبنية التحتية (ITS)، لإنجاح هذه التجربة وللقيام بمصالح تجارية بين الأطراف في مجال تمويل المواد لمشاريع الفضاء، وبيئات المحاكاة، وبناء منشآت التجارب الفيزيائية الكبيرة؛ لتوسيع استثمارات الشركة خارج المنطقة والعمل على تنويع الخدمات، حيث تطلب الأمر منا أن نعمل يوميا من 6-8 ساعات خارج نطاق الأعمال الروتينية بصحبة الزميل الطبيب مجاهد بن سالم الكلباني، وتعاون بناء مع المهندس خميس الصولي – رئيس مجلس إدارة شركة الخدمات التقنية للبنية التحتية من أجل الاستعداد وتنظيم سير هذا التعاون التجاري .

  هل واجهتك أي صعوبات وتحديات ؟

 

في البداية كنت قد واجهت تحديين، الأول كنت غير ملمه نهائيا باللغه الروسية وواجهت صعوبة في التفاهم مع المجتمع الروسي، مما اضطررت إلى أخذ فصول إضافيه لتعلم اللغه الروسية في الجامعة. أما التحدي الأخر ، كنت أخشى أن يكون أكبر مخاوفي هو أن لا يكون هناك خيار لي في تقديم خدمة لوطني في هذا القطاع في المستقبل القريب، حتى ما زرت القواعد العسكرية الروسية والاكاديميات العسكرية، حينها أدركت التطبيقات الفضائية في الجانب العسكري، ومن ثم بنيت آمالا لخدمة قطاعنا العسكري، ويبقى هنا تحدي آخر، حيث أن التقدم العلمي في الطاقة الذرية وفيزياء الجسيمات والفيزياء النووية والجانب العسكري لا يسيران في اتجاه واحد، بسبب المقادير المتزايدة من الموارد لإستحداث أنظمة تسلح جديدة، الذي يولد الشكوك وانعدام الأمن مثل الاستخدام المتدرج للقوة التفجيرية النووية، وقدرات استخدام الحاسوب في التصغير والتكبير، باستخدام الإلكترونيات الدقيقة وتكنولوجيا الوقود والليزر،  لذا بإعتقادي يتعين عليّ إيجاد فهم مشترك لكل هذه المشاكل المطروحة علميا، وبذل كل الجهد في فهم المزيد من خلال أمثال هذه  الفرص بما تتناسب مع سياسات السلطنة، ومن هنا أستطيع أن أقدم الأفضل للبلاد والعباد.

ما هو مستقبل هذا البرنامج في السلطنة ؟ وما هي خطتك القادمة ؟

في زمن الفتنة، لابد من مواكبة التحديثات في القطاع العسكري في التكتيكات الدفاعية والتحصينات وأنظمة امدادات الحياة، الأستطلاع ومناورات الدفاع.  وإدراج قوانين بناء عسكرية جديدة تتناسب مع وضع المتطلبات الأساسية لإطلاق النار والإنفجار والحريق بعين الإعتبار، مع وضع حسابات لتصميم المنشآت الحديثة وأنظمة إعادة بناء وإصلاح وصيانة الترسانات ومستودعات المخازن لتخزين الذخيرة النووية والكهرومغناطسية وأسلحة الليزر، وأسلحة الموجات الدقيقة، والقنابل الكهرومغناطيسية، وكيفية التعامل مع هذه الذخيرة في حالة نشوب الحرائق بسبب الطاقة التفجيرية. حتى وإن كنا لا نملك هذه الاسلحة المحرمة ، ولكن من باب الاطلاع على كل ما هو جديد في الساحة.

 

 كيف من الممكن أن يساهم هذا في تنويع مصادر الدخل ؟

 

هذا المجال ينخرط وبشكل كبير داخل إطار قطاعي الفضاء والدفاع حيث تكسب الصناعة فيه هوامش أقل من معظم القطاعات الاخرى، وهي تتركز على عدد قليل من العملاء (ذوي الميزانية المحدودة)، مع فرص محدودة النمو. صناديق القطاعين لديهما أداء معقول وعائدات منخفضة، لذا فالاستثمار في قطاع الدفاع والفضاء في الحقيقة هي لعبة التقاط الأسهم، فبعض الشركات حول العالم في هذا القطاع هي عبارة عن تكتلات، وغيرها يمكن أن توفر استثمارات تصنيع أكثر تنوعا من نظيراتها المتخصصة. لذا يبدو أن الصناديق وشركات الدفاع الاقل تخصصا تحقق أفضل النتائج الاستثمارية على المدى الطويل.

يمكن أيضا لبعض الأوراق المالية لشركات الدفاع والفضاء أن توفر للمستثمر جاذبية وتوزيعات ارباح متزايدة، ولكن استدامة أرباح الأسهم أمر مشكوك فيه بالنظر إلى انه من المتوقع انخفاض المبيعات كنتيجة لخفض الانفاق الحكومي.

يمكن لقطاعي الدفاع والفضاء أن يوفر للمستثمرين وسيلة للتحوط من مخاطر الحرب، وارهاب العدو، أو حتى الربح في أزمة عالمية، ولكن ليس بالمرونة مثل الذهب.

من هذا المنعطف، يحتاج قطاع الدفاع والفضاء إلى أزمة كبيرة مستدامة أو حربية أو عالمية لجعله متفوقا، هناك أنواع من الاستثمارات “الدفاعية” الاكثر احتمالا هي الشركات المتخصصة في التسليح.

يتمثل أحد الجوانب الايجابية للاستثمار في هذه الصناعة في أن المشاركين هم مصنعون ومبدعون. قد يفيد الاستثمار في هذا القطاع المستثمرين بالطرق نفسها مثل امتلاك الاسهم في الشركات ذات التقنية العالية التي تبتكر. على سبيل المثال ، أنظمة تحديد المواقع العالمية ال  GPS والعديد غيرها من الفضاء الجوي والدفاع، فإن المستثمرين في صناعة الدفاع هم المستفيدين من الابتكارات التي تتدفق إلى الاستخدام الغير عسكري، علاوة على ذلك، بالنسبة لاولئك الذين يسعون إلى زيادة التصنيع و / أو المزيد من التعرض الجوي والدفاعي فإن الاستثمار في هذا القطاع قد يحقق أهداف التنويع.

هناك أيضا الكثير من الأفكار التجارية الواعدة، إذ إن العالم اليوم يسعى إلى تحقيق ثلاثة توجهات رئيسية وهي : خفض تكاليف الإطلاق، وتصغير حجم التقنيات، وتوحييد المقاييس

وكلها تهدف الى تسهيل قطاع الفضاء ليكون في متناول الشركات الناشئة للمرة الأولى في هذا وأشير هنا إلى أهمية قطاع الفضاء كواجهة ثقافية وحضارية للبلد، في النهاية  يتطلب الأمر عقد حوارات ونقاشات حول مجال الاستثمار في قطاع الدفاع والفضاء وإبراز الفرص المتوفرة في السلطنة للابداع في هذا المجال ونستطيع أن نتخيل كيف تبدو نموذج الفكرة من الآن وأن نكون ضمن اللاعبين المسيطرين على الساحة.

 أهدافك وطموحاتك المستقبلية ؟

محاولة بناء كفاءتي وتطوير قدراتي في مجال تصميم وهندسة وتصميم الترسانات والقواعد ومستودعات الصواريخ والذخيرة، ومتطلبات السلامة من الحرائق والانفجارات والمخابئ والتحصينات ومرافقها، وربط الجانب الأكاديمي بالصناعات، ومحاولة المساهمه في تنويع مصادر الدخل. وملاحظة التقنيات المستخدمة في التصميم والتصنيع، ونقل المعرفة وتوطين التقنية في السلطنة.

 نصيحة أخيرة توجهينها للشباب؟

أن لا نكون نسخ مكرره، فالنسخ كثيرة، والخلود للمبدعين لا للمقلدين، والعقول خلقها الله قائمة باتجاه السماء، ليعلمنا أن عقولنا لها سعة السماء، واقدامنا لها ضيق الارض، فلا نقلد ولا نتقمص ولا ننسلخ من كياننا الرائع.

إن في بنية الإنسان العظيم نور خافت لا نشعر به ولا ندركه، وإن الانبعاث الحقيقي قادم من الداخل من أعماق النفس ، وعندما تركز على إحساسك ومشاعرك وأفكارك وخيالك وروحك، قد تشعر أنك وحيد تخاطب نفسك، ثم أنت تفهم نفسك وتفهم نفوس الآخرين، ثم تفهم الكون، ثم تساعد في فتح العقول، وأن تنمي الثقة بالنفوس وتكسب الأمل في تغيير العديد من الأفراد اللذين أصبحوا مبعثرين ذاتيا، أن تعيد فتح صناديق الكنوز وتمنح البشرية فرصة أخرى لتطوير أفكار علمية أو تفتح النور لفكرة ما، وهذه أكثر الأعمال نبلا وشرفا. ومن ثم لمعاناة التوظيف، انصح الخريجين أن يحددوا رغباتهم وأن يصبوا تركيزهم عليها بصدق ومن ثم سوف ينتهي بهم المطاف إلى إجتذاب أفكار مهيمنه من أذهانهم، نابعة من اقصى قوة الذهن والحدس، حينها سوف يشعرون بأن الكون يتجاوب مع طبيعة تغريدهم ويتجلى بما يتوافق مع رغباتهم، فكل المؤسسات ولابد أن تواجه تحدي في شي ما، لذا تبني أحد هذه المشكلات ومحاولة إيجاد حلول لها تسهل عملية إيجاد فرص والذي من خلاله تستطيع أن يتحول المرء إلى مبدع يرى واقعا يفوق كل ما أراد.

Categories: Home Slider, حوار

أضف تعليقاً