حوار

حنان البوسعيدية “من أعماق الألم الى مشارف الأمل”

صاحبة حملة لست لوحدك
حنان البوسعيدية “من أعماق الألم الى مشارف الأمل”

 

وحين حاولت التفكير، وجدت كل الطرق مشرعة أمامها نحو التطوع، فشغفها بمساعدة الناس لابد أن يُروى بأجزل صور العطاء.
خلقت من صلب معاناتها دافعاً يحركها نحو البذل، وهرعت تلملم جراح الأطفال الذين حرموا من ظل عائلة واحدة محبة وتبعثر شملهم، تداوي ما استفاق من ألمٍ في أفئدتهم بما خَمُدَ في نفسَها.
اضافة لهذا فهي تسعى لتنمية مهاراتها وهواياتها وتنتظر بكل شغف وليدها الأول وكتابها البِكر الذي يحتضن كتاباتها الادبية المتفرقة.
الكاتبة وصاحبة حملة لست لوحدك حنان البوسعيدية في ضيافة مجلة المرأة بهذا الحوار:

 

 

حدثينا باختصار عن نفسكِ؟
طالبة بكالريوس إعلام ، ٢١ عاما، مغتربة في امريكا، كاتبه، مؤسسة  أول فريق تطوعي في الخليج مختص بقضايا التفكك الاسري، عاشقة للسفر والموضه و الجمال، هاويه للقراءة ، محبه للرياضه و الطبخ.

ما هي أبرز هواياتكِ وكيف تسعين في تنميتها؟
الكتابة: هذه هوايتي منذ نعومة أظفاري، وتمتلك أمي صندوقا خزنت فيه رسائلي التي كنت أكتبها إليها منذ ١٤ عاما!  وأنا أسعى الى تنميتها عن طريق مشاركتها مع غيري -يعجبني ذلك النقد البناء من متابعيني كلما عرضت قطعة أدبيه كتبتها- فأحيانا يسهو الكاتب ويقوم بأخطاء لا يمكن أن يراها الا القارئ. أيضا عن طريق القراءه المستمرة لكتابات الغير أو عن طريق التأمل و التفكر في الكون و تفاصيله.

ماذا تعلمتِ من الغربة وكيف ساعدت في صقل شخصيتكِ ومهاراتك؟
اغتربت من صغري وأنا لم أكمل العام من عمري حتى! وكانت لنا عودات للوطن بعد كل غربة اغتربناها. هذه الغربة التي انا فيها حاليا مختلفه قليلا حيث أنني مغتربه بنفسي و دون أهلي. تعلمت الكثير. أهم ما تعلمته هو ان انفتح على الثقافات المختلفة وان احترمها و اتعلَّم منها ما يفيدني،  تعلمت أيضا أن أفكر عدة مرات قبل أن أتحدث أو أن أعطي ثقتي لشخص، تعلمت أن أكون أكثر حذرا و أكثر قوة في كل مرة أسقط فيها. الغربه بإختصار علمتني من هم من حولي!

ما هي فكرة حملة لست لوحدك؟
نحن فريق تطوعي شبابي  (قيد التشهير) مختص بقضايا التفكك الاسري. ونهتم بدعم الجانب المعنوي أكثر من المادي كوننا نتحدث عن قضايا حساسه جدا. حاليا ولأننا جديدون على الساحه فنحن فقط نقوم بالحملات و الفعاليات التوعوية والتي نسعى من خلالها للترويج عن فريقنا ليعلم الناس به ان احتاجوا اليه وايضاً لنقوم بتوعية المجتمع بطرق مبتكرة و طرق تتقبلها جميع الطبقات الاجتماعيه والعمريه في المجتمع.

ما هي أبرز نشاطات هذه الحملة؟
أول فعالية/حمله لنا كانت بعد ٤ أشهر من تكوين الفريق! كان أمراً صعباً و يراه البعض أشبه بالمستحيل ولكننا قمنا به لأننا بنينا علاقتنا على التعاون القائم بيننا ولأننا نعلم بأنه لا يوجد مستحيل. كانت الحمله في بانوراما مول وكانت فيها بعض العروض المرحه ومسابقات للأطفال بحضور ضيوف شرف مميزين وبمساندة رعاه لهم كل الشكر هم وإدارة بانوراما مول و ضيوف الشرف.

من أين جاءت لكِ فكرة هذه الحملة؟
تعودت على القياده منذ الصغر. و أعني بذلك أنني تعودت و كبرت على ترأس كل شئ. ولأنني أملك هذه المهاره التي منّ بها الله علي -ولله الحمد- قررت أن أقود و أترأس فريق تطوعي يساهم في حل مشكلة ما. في صغري لم أكن أعرف بالضبط ماذا سيختص به فريقي التطوعي ولكن كلما كبرت اتضحت لي الفكرة لأني تمنيت وجودها. كانت الفكره هي تكوين جهه مختصه او فريق تطوعي يساند ضحايا التفكك الاسري والذي معظمهم من الأطفال و المراهقين! أنا كنت منهم و أعلم ماهي مخاطر التفكك الاسري على نفسية ضحاياه وسلوكهم.

كيف تقيمين إقبال المجتمع وتفاعله معها؟
المجتمع شجع الفكره كثيرا و لقينا الكثير من الدعم من جهات مختلفه لا أستطيع أن اذكرها كلها ولكن كل من ساهم في نجاح فريقنا او دعمه له كل الشكر و ابدأ بذلك أعضاء و إدارة الفريق الذين قرروا الانضمام اليه. نحن حاليا نتمنى فقط أن نجد لنا مكتب رسمي نستطيع من خلاله العمل كأي مؤسسة اجتماعيه و ايضا لدينا أمل في ان نصبح جمعية رسمية مصرح بها.

حدثينا عن موقف لا زال محفوراً بذاكرتكِ بما يتعلق بالحملة
حين أعلنت في البدايه في صفحتي على الانستجرام بأنني أريد تكوين فريق تطوعي ومن يرغم بالانضمام فليراسلني. كان هناك تعليق شعل رغبة التحقيق والانجاز بداخلي يقول التعليق: ” هههههه انتوا أخس ناس في المجتمع كلام بس! قالت فريق تطوعي قالت خليها تروح تصلح نفسها قبل هههههه” بهدوء حذفت تعليقها المريض و حجبتها من صفحتي و بدأت بالعمل وسهر الليالي من اجل هذا الفريق لأنني كنت مسؤلة عن فوق العشر أعضاء في عمان و انا في امريكا، كنت فقط أحادثهم بالتسجيلات الصوتيه والرسائل وفرق التوقيت بيننا ٨ ساعات، كانت اجمل ايّام تلك التي عرفني الله بهم ثم يوم بعد يوم كبر هذا الحلم (الفريق) ولهم كل الشكر و كل الفضل يعود لهم، حيث قمنا بعمل فعاليات وحملات بسيطه على السوشل ميديا و أصبح عددنا يفوق الثلاثين تقريبا..لا زلنا لم ننهي مهمتنا نحن نقوم بالتوعيه عن مخاطر التفكك الاسري و اهميه التكافل الاسري  ولكننا الى الان في انتظار من يعانون من التفكك الاسري ليلجأوا إلينا.

كيف تقيمين الحملات التطوعية ودورها في المجتمع العماني؟
انها في تطور كبير، وأنا جداْ فخوره بذلك! كوني لا أعيش في عمان حاليا ولكنني أزورها تقريبا مرة في السنه فإنني وفي كل زياره أرى مشاريع تطوعيه أجمل و أكبر من العام الأسبق..لدي شعور إيجابي حيال جيلنا الجديد الذي سيصنع مستقبل عمان-باْذن الله-.

ما هو الحافز الذي يجعلكِ تسعين نحو النجاح وتقدمين المزيد ؟
لأنني إعتمدت على نفسي منذ الصغر. عودت نفسي أن أجعل العقبات التي تحرق قلبي مثل الوقود الذي احرقه لأنطلق بكل شغف، تماما كالسيارة حين تحرق الوقود لتنطلق. أنا أحب ان اساعد غيري سواء على السوشل ميديا أو في حياتي الشخصيه، مساعدة الناس هو أكثر شئ يمكنه أن يسعدني ويثلج صدري. أنا أريد ان أكون امرأة عظيمه لأهلي،لهذا الوطن العظيم، لمجتمعنا الخليجي والعربي وللعالم كله! أريد أن أرحل و يبقى أثري موجودا.. لست كامله ولا أفضل مثال يحتذى به ولكنني على يقين بأنني قويه وكل قوي يعمّر الارض بما يملك من مواهب منها الله عليه.

ما هي خططكِ القادمة؟
نيل الشهاده بأعلى الدرجات باْذن الله ، تطوير فريقنا فريق لست لوحدك وحل قضايا فعليه، نشر كتابي الاول باْذن الله في نهاية العام، التركيز على التفاعل في صفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي والتسويق الالكتروني، تعلم مهارات جديده ،لغات جديده ، ثقافات جديده والحصول على عمل في مجال الاعلام لنيل الخبرة.

حدثينا اكثر حول كتابكِ القادم وعلى ماذا سيحتوي؟
كتابي القادم و الاول باذن الله سيكون عبارة عن نصوص أدبيه كتبتها في أمور مختلفه كالنصوص الغزلية أو العتب مثلا..بعض النصوص جعلتها مثل الروايه لأني لاحظت بأن النصوص الأدبية الروائيه تجذب القارئ أكثر!

كلمة أخيرة لقارئات مجلة المرأة؟
“رأيتها بلا لمعة كرغيف خبز قديم تركته جدتها في كوخهما المهجور بين الغابات. كانت شاحبه جدا لا يلفت انتباهك سوى السواد الذي يحول عينها وشعرها المجعد الذي لم يمسسه مشط شعر منذ أشهر..يا للمسكينة كم أرهقها زمانها وسرق شبابها، كم أتعبها الليل والسهر فلم تصبح ترى بهجة النور والقمر.. تقدمت إليها بخطوات واثقه لإخبرها : ” لا أعلم ما أسمك ، ما نسبك، ما مستوى، تعليمك، ما حالتك الاجتماعيه ، لا اعلم ان كنتي غنيه أم فقيره، سمينة أم نحيفه، عزباء أم مرتبطه، شقراء أم سمراء ، طويله ام قصيره، عامله ام باطله عن العمل ، تحبين الموضه ام تحبين ألعاب الفيديو، ام ام لا أنتِ جميله بكل حالاتك…كونك أنثى فلا أحد يستحق أن تسقط دمعاتك لأجله ولا موقف يستحق أن يمنع الكون من ان يرى ابتسامتك الرائعه ولا شئ يستحق  أن يمنعك من أن تصبحي كما انتي مبتهجه مثقفه جميله وسعيده…أنتِ أنثى وكل أنثى تستحق ذلك.”
(هذه احدى كتاباتي و أهديها لقارئات مجلة المرأة)

Categories: حوار

أضف تعليقاً