حوار

العازفة طاهرة البلوشية: “الكمان هو من اختارني”

العازفة طاهرة البلوشية:

“الكمان هو من اختارني”

 

كانت الموهبة تشع من عينيها، دون أن تدرك هي سر هذا الوميض الغريب، الى أن ساقتها الاقدار للفرقة السلطانية للموسيقى، واختارها “الكمان” من بين الجميع لتحظى به، وتحمله على عاتقها، وترحل معه الى عوالم أخرى لا يسكنها سوى سحر الموسيقى العذبة الصادرة من هذه الآلة الصغيرة التي تمازجت تماماً مع ذاتها

مجلة المرأة تحاور العازفة الموهوبة طاهرة البلوشية وتتعرف على قصتها وتفرد لها هذا الحوار.

  • متى بدأتِ بالعزف لأول مرة على آلة الكمان ولماذا الكمان بالتحديد؟

بداياتي كانت منذ طفولتي وانا بعمر الاحدى عشر سنة، حيث أنني اكتشفت موهبتي بعد التحاقي بالفرقة السلطانية الاولى للموسيقى وكانت هناك الانطلاقة الفعلية لي، ثم بعد ذلك جاءت الفرصة باختياري كعازفه كمان من قبل أساتذه محترفين بالموسيقى في الفرقه السلطانيه للموسيقى، وذلك بفتره الاختبار الاولى  لي بالموسيقى، ورأوا أن ألة الكمان هي الانسب لي ضمن ثمانية آلات موسيقية شرقية مختلفة بمعنى أن الكمان هو من اختارني، وفي فترة التدريس رأيت نفسي يوماً بعد يوم أحب الكمان بشكل غير طبيعي، رغم أنني فالبداية لم تكن لدي أية ميول موسيقية ونحو آلة الكمان تحديداً.

وأنا بفترة التعليم كان الاستاذ الذي يعلمني على آلة الكمان كثيراً ما يقول لي “أرى فيكِ عازفة متميزة في المستقبل وستكونين عازفة منفردة” وقد قال لي هذه العبارات وانا لا زلت في البداية ولم أكن أتدرب الا على التمارين البسيطة والحمدلله وصلت لما أخبرني به رغم أنه درسنّي لسنتين فقط.
وكنت خلال فترة التعليم آخذ الالة معي بالمنزل وأتدرب على المقطوعات الموسيقية وأحيانا أحاول أن أخرج عن نطاق تعليمي (التمارين الموسيقية الغربية) وأعزف على أغاني كوكبة الشرق أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الاطرش.
 فكان لدّي شغف وحب كبير لهذه الالوان من الموسيقى الشرقية وكنت أتابع كثيرا عازف الكمان المصري محمود الجرشه واحاول تقليد بعض أحاسيسه عبر الكمان، كنت مستعجله في بداياتي بفترة دراستي وقد كان هدفي الوحيد هو ان أصبح عازفة محترفة عالمياً.
والسبب الرئيسي لحبي لالة الكمان هو إيماني المطلق بالشبه الكبير في أحاسيسها و مشاعرها وبيني أنا شخصيا فاستشعرها تمثلني بكل ما فيها من تفاصيل وجمالية.
فالة الكمان ليست فقط عبارة عن آلة موسيقية عادية وإنما هي عبارة عن نبض موسيقي يجسد نبضات القلب واحساس راقي يعكس رقي هذه الآله، كما اسلفت هي أنا ولهذا كانت ولا زالت وستبقى هي آلتي  المفضلة  كما ان هناك علاقه  روحانيه بيني وبين هذا الالة الحنونة لا تفسر لانه وبمجرد أن أضع آلة الكمان على كتفي فانها تتفاعل مع قلبي وعندما تنهمر الانغام منها يصحو عقلي فأجد نفسي احلق فالسماء واكاد ألمس النجوم ثم أغيب عن الوعي ولا أنتبه الا بعد التوقف عن العزف.

  • أين تعلمتِ العزف على هذه الكمان؟

تعلمت العزف على الكمان على يد الاستاذ المصري فوزي ابراهيم كبداية و تأسيس لمدة سنتين تقريبا، بعد ذلك علمني العزف الشرقي الاستاذ امين عبدالعظيم لفتره قصيره ومن ثم اعتمدت على نفسي طوال هذه السنوات .

  • ما هي أبرز مشاركاتكِ المحلية والدولية؟

لي عدد كبير من المشاركات على المستوى الداخلي والخارجي ولكن بنظري  الشخصي أبرز المشاركات اللي  استشعر فيها التكريم وليس المشاركة بحسب هم: المشاركة في دار الاوبرا المصرية بصحبة الفرقة السلطانية عام 2006، المشاركة في حفل بدار الاوبرا السلطانية بمسقط كعازفة منفردة بصحبة فرقة عازف الكمان جهاد عقل عام 2016، المشاركة بافتتاح استاد خليفة الدولي تحت رعاية أمير دولة قطر الشيخ تميم آل ثاني 2017
اضافة الى مشاركات أخرى مع مجموعة عازفين من جمعية هواة العود في الفلبين، امستردام، سويسرا.
ومع الفرقه السلطانيه شاركت بالعزف بعدة دول مختلفه منها جميع دول الخليج، وبالمستوى الخارجي منها اسبانيا، العراق، مصر، اليمن.

  • ماذا يعني لكِ كونكِ من الفرقة السلطانية للموسيقى؟

كوني عازفة بالفرقة السلطانية يعد مصدر اعتزاز و فخر لي شخصيا، حيث أن هذه الفرقة تحضى باهتمام من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، ولهذه الفرقة الفضل من بعد الله تعالى إلى ما وصلت إليه من تطور كبير في المستوى الفني.
وكثرة التدريب و التحفيز من أكبر الدوافع لتقديم الأفضل ومن هنا أتقدم بتحية شكر واجلال لمقام مولانا المفدى حفظه الله تعالى وأطال بعمره لاهتمامه ودعمه الدائم للمجال الفني الموسيقي، ولا يفوتني أيضا أن اوجه كل التقدير والامتنان للمسؤولي والأساتذة والاخوة العاملين بالفرقة السلطانية للموسيقى متمنية لهم أجمعين جل التوفيق.

  • حدثينا عن مشاركاتكِ الداخلية والخارجية:

مشاركاتي الداخلية أو الخارجية تكون اما المشاركة مع الاخوة بجمعية هواة العود أو عن طريق دعوة شخصية أو عن طريق الانتداب في العمل، و دائما ما يكون لها أثر إيجابي علي شخصيا وذلك عن طريق الاحتكاك بخبرات وألوان موسيقية مختلفه.
فالمشاركات الخارجية تجعلك أمام تنوع ثقافي موسيقي كبير وتتعرف على خبرات موسيقية عريقة مما تنمي بداخلي شخصيا إرثاً موسيقياً وافراً
وعلى المستوى الداخلي كذلك هناك مشاركات تجعلنا نلتقي بمجموعة متنوعة من العارفين الذي بلقائهم تنمى وتزداد الخبرات الموسيقية.

  • ماذا يعني لكِ النجاح؟

يختلف مفهوم النجاح من شخص لآخر ولكن جميع هذه المفاهيم تلتقي في رغبة مشتركة، وهي أن كل منا يسعى من خلالها الى إرضاء ذاته وتحقيق احلامه والوصول لغاية محددة وتحقيق أهدافه بوسائل مشروعه وطرق منوعة، وهو مطلب يسعى له كل إنسان ويتمنى الوصول إليه و يجب أن يكون لدى الشخص طموح وحلم وأن يتطلع إليه ويمتلك رغبة صادقة في التغيير نحو الأفضل والاستغلال الأمثل لطاقاته.

  • ما هي أمنياتكِ في هذا المجال؟

سقف الطموح ليس له حدود ودائما كل ما اصل لنقطة معينة يزداد ويكبر التطلع والشغف الداخلي لما هو أعلى منه، واكبر أمنية متجددة بداخلي هي تمثيل بلادي عمان خارجيا خير تمثيل والعزف بالمستوى الفني العالمي الإبداعي والثقافي الذي وصلت اليه المرأة العمانية والعزف بالارث الفني و الثقافي أيضا الذي يفوح اريجه من أرض بلادي.

  • ما هي مشاركاتكِ القادمة وجديدكِ؟

بخصوص مشاركاتي القادمة والجديد منها سيتم الإعلان عنها بإذن الله في وقتها لأنني وللأمانة لا أحب أن أفصح عن أي مشروع مستقبلي إلا في وقته وايضا الجهات المختصة هي من ستعلن عن تلك المشاركات في وقتها ولكن فقط أود أن أقول انتظروني بمشاركات سيكون لها وقعها ان شاء الله.

  • برأيك.. كيف تقيمين اهتمام المجتمع العماني بالعازفين الموهوبين؟

هناك التفاتة كبيرة من قبل المجتمع العماني للعازفيين الموهوبين في الآونة الأخيرة وبطبيعة الحال لزيادة الوعي والثقافة بالمجتمع، والذي أصبح شغوفاً بحضوره و تفاعله الكبير خلال الأمسيات الفنية التى تحيها دار الأوبرا السلطانية أو الجهات الأخرى.

  • رسالتكِ لقارئات مجلة المرأة.
    أنا اتمنى مساندتكم الدائمه وبكم نحن نتميز وتاكدوا بأن سعادتي لا توصف لقراءة حواء لحروفي متمنية لكم جميعا جل التوفيق والنجاح الدائم.

أوجه لمجلتكم خالص الشكر والتقدير والاحترام متمنية لكم التوفيق الدائم.

 

Categories: حوار

أضف تعليقاً