All Categories

الاسماعيلية: الرياضة النسائية لن تتقدم وهذه الأسباب…

 

صرخاتٌ لا تُسمَع، ومطالب لم ترى النور

سعادة الاسماعيلية: رياضة المرأة لن تتقدم وهذه الأسباب

 

 

تواجه رياضة المراة في السلطنة العديد من المطبات والحواجز التي لا تزال تقف حجر عثرة امام تقدمها ، ورغم بلوغها منصات التتويج الا ان ثقة المرأة في امكانياتها جعلها تصف ما أنجز بـ “المتواضع” ، وانه لا يعكس حجم قدرات المرأة العمانية الحقيقية ، التي تثبت يوما بعد آخر انها رقم صعب في معادلة التحدي ، وأنها لا تقل عن نظيرها الرجل ، فقط تحتاج الى الدعم والفرصة. ، (المراة) تقترب من رياضة المراة وتبحث في التحديات التي لا تزال تواجهها وامكانية تجاوزها، في حوار لا تنقصه الصراحة مع مديرة دائرة الرياضة النسائية بوزارة الشؤون الرياضية سعادة الاسماعيلية ، التي وصفت المشوار بالطويل والجهود المبذولة حفر في الصخر.

 

 

 

أين وصلت الرياضة النسائية في السلطنة ؟!

بالفعل نحن في حاجة الى تقييم رياضة المرأة والى أي مدى وصلت ، وهنا أستطيع القول بأن الرياضة النسائية ليست كالسابق ، فبعد استضافتنا في 2015 الدورة الرابعة لرياضة المرأة الخليجية بواقع احدى عشر لعبة، مثلت المرأة الرياضية في السلطنة أفضل تمثيل في هذه البطولة بتقليدها بـ 34 ميدالية ملونة، وفي حقيقة الأمر كان هدفنا الفوز بالمركز الأول ولكن لظروف بعض الدول من تجنيس اللاعبات في ألعاب مختلفة حرمنا من ذلك.

ولو عدنا للخلف للبطولة الأولى الى الرابعة كنا في المركز الأخير، ولكن عزمنا أن نضع رياضة المرأة العمانية في موقع يمثلها التمثيل الصحيح وبدأنا فعلا مع الاتحادات واللجان الرياضية وجميع الجهات المتعلقة برياضة المرأة لنكون معاً منظومة واحدة ومنتخباتٍ تتدرب على مدار السنة دون توقف ضمن خطة خمسية نستحدثها كل خمس سنوات، ولله الحمد لدينا منتخبات مستمرة.

لا أستطيع القول كمديرة الرياضة النسائية أن كل الذي خططنا له استطعنا تحقيقه ، كان طموحنا أن نضع رياضة المرأة على خارطة المشاركة، فالكوادر البشرية التي لدينا ممتازة ولا تقل عن الاخرين بل على العكس وصلنا الى مستوى عال، ونحن نمثل السلطنة بكادر 95% عماني وهذا بحد ذاته فخر كبير، وأيضاً نعمل على تأهيل جميع الأفراد وليس اللاعبين فقط، بل الكادر الإداري والفني والتحكيم، وقد أصبح لدينا محكمات درجة أولى في كرة السلة من أمثال فاطمة الحارثي، وأيضاً في كرة الطائرة واليد بالاضافة الى المدربات ومساعدات المدربات وجميعهن عمانيات.
وعلى الأقل أثبتنا وجودنا على مستوى الخليج ونتطلع للمستوى العربي والأسيوي والإقليمي والعالمي، ونستطيع القول بأننا وصلنا للمستوى العربي باللاعبة بثينة اليعقوبي ولكن للأسف اعتزلت بدون ابداء الأسباب، وقد خسرناها وهي في قمة عطاءها ، وما وصلت اليه رياضة المرأة ليس هو ما نطمح اليه .

 

 

اذن هل نستطيع القول بأن مشاركات الرياضة النسائية العمانية مقتصرة على الخليج؟

مشاركات الرياضة النسائية لا تقتصر على المشاركة الخليجية فقط، فمتى ما وجدت الفرصة للمشاركات الأخرى وكانت مناسبة قد نشارك فيها، ولكن منافسات الخليج لم نعد نشارك فيها لمجرد المشاركة، بل أصبحت المراة العمانية رقما صعبا تحسب المنتخبات النسائية له الف حساب على عكس السابق حيث كان الحلقة الاضعف، الآن نشارك في بطولات خليجية، عربية، آسيوية ، وفي بعض الاحيان نشارك على استحياء نظرا لوجود بعض الاشتراطات التي لا تؤهلنا للمشاركة وأحيانا نشارك لرفع المستوى فقط.

والمشاركة في الدورات الاولمبية لها شروطها، وقد أكملنا منذ انتقالنا من مرحلة المشاركة من اجل المشاركة الى المنافسة منذ 2006 ، حيث لم تكن توجد دائرة معنية بالرياضة ،  وأما ما وصلنا اليه من مستوى ، فحسب الامكانيات المتاحة أستطيع القول بأننا بكل أمانة نحفر في الصخر، وهذا سيجعلنا أقوى بكثير لنصنع التاريخ.

 

كيف تقيمين دور الاعلام العماني فيما يتعلق برياضة المرأة؟

الاعلام يستطيع أن يُنزلك ويرفعك، فيجب أن تعرف متى تستخدمه بالوقت الصحيح، وأنا أحب أن أعمل على نار هادئة دائماً. وأستطيع القول بأن لدينا علاقة جميلة مع الاعلام ولدينا توافق جيد معه احتراماً لاللاعبة واحتراماً للدين والعادات والتقاليد وتربطنا به صداقة قوية فنستطيع تحديد متى نخرج عبره، وهذا ليس في كل الاوقات فهناك اوقات في بعض الاحيان تضرنا أكثر مما تفيدنا والعكس صحيح ، هذا يعتمد على الوضع العام.

أما كيفية تعامل الاعلام مع رياضة المرأة أتوقع بأنه جيد، فهناك رضا من كلا الطرفين.

 

ما هي الأسباب التي تجعل اللاعبة العمانية تعتزل وتنسحب من المنافسات؟

حالياً أعمل على رسالة للماجستير بعنوان (لماذا اللاعبة العمانية تنسحب من المنافسات وهي في قمة عطاءها) وسأناقش الرسالة خلال الفترة القادمة.

أحد أهم الأسباب، عدم وجود الأماكن المخصصة للتدريب النسائي ولا توجد خصوصية لللاعبات، وأيضاً ضعف الحوافز المادية والمعنوية ، نحن لسنا أقل من الرجل بل نسير جنباً الى جنب، والمنافسات النسائية قد تحظى باهتمام أكثر منها من الرجالية لأنها قليلة ومقننة، وما وصلنا اليه اليوم بحاجة الى اهتمام أكبر.

أحب كثيرا مقولة صاحب الجلالة بأننا مثل الجناحين (الرجل والمرأة) ولا يمكن أن نمضي قدماً بجناح واحد، فنحن نكمل بعضنا البعض، فإن فازت اللاعبة أو فاز اللاعب النتيجة واحدة وهي عُمان، حتى أنني أرفض في بعض الألعاب أن يرتدي اللاعب أو اللاعبة اسمه في قميصه، بل عليه ابراز اسم الوطن (عمان) فهو أهم بكثير من الاسم الشخصي.

قربي من اللاعبات يجعلني أسالهن دائماً ما السبب الذي يؤدي للاعتزال ؟ اللاعبة حينما تصل الى مرحلة معينة من النجاح تحتاج الى الحافز المادي والمعنوي لمزيد من الدعم لتعطي ما عندها بشكل أكبر،وتحتاج أن تحسسها بأنها قيمة ثمينة، ومثلما هناك اهتمام باللاعب الرجل، فالألعاب الفردية تستحق الاهتمام بها أيضاً.

يسرى الشكيري مثلاً في التكواندو حازت على الميدالية الذهبية ومثلتنا على مستوى العالم في بطولة الجامعات وحازت المركز الخامس عالمياً.

البطل الاولمبي لا يأتي فجاة، بل يأتي بعد تدريب، فلو عملنا جميعاً في منظومة واحدة (جميع الجهات المتعلقة برياضة المرأة) سنكمل بعضنا بعضاً ونتقدم، ولكن اذا قال كل واحد “ها أنا” لن نصل لشيء.

 

 

لماذا لا توجد الى الآن أماكن مخصصة لرياضة المراة؟

اسألي المسؤولين، دائماً ننادي، آن الأوان بأن يكون للمرأة مكان خاص لعمل برنامج تدريبي من غير زحام، لدينا منتخبات متعددة هل أعطيها ساعة أو ساعتين في اليوم فقط؟ بالنظر الى الجو والزحام فهذا لا يكفي أبداً. نحن بحاجة للخصوصية لتستطيع اللاعبة التدريب باتقان وتقديم كل ما لديها حتى تتمكن من اللعبة، نحن نريد الوصول الى مبتغانا دون الضرر بالعادات والتقاليد ن فمثلاً فيما يتعلق باللبس، استحدثنا للاعبات العمانيات لبساً رياضياً بالتعاون مع شركة بريطانية، حيث جاءت وفصّلت اللبس حسب ما تقتضيه اللعبة وكانت أول مشاركة للاعبات بتمثيل رسمي بالحجاب، وهذه من ضمن شروطنا وقد أعجبت الدول الخليجية الأخرى بذلك، وتقبلت الشركة الملاحظات التي أعطتها اللاعبات قبل وبعد اللعبة ليتم عليها التعديل المناسب، ودائماً أضرب المثال في هذا الشأن باللاعبات الايرانيات حيث يلتزمن باللبس الإسلامي الطويل وليس الضاغط في جميع اللعبات.

زرنا بعض الأندية ولديها الاستعداد في احتواء اللاعبة العمانية ونحن بانتظار المباني الجديدة حيث نأمل توفر الأماكن المناسبة بالتخطيط الصحيح والتنفيذ السليم.

وأقولها “يا جماعة عندنا الامكانات ، عطونا فرصةّ!”. فهذا من حق المرأة، ولها أهميتها حيث أنك اذا ثقفتها في مجال ثقفت العالم كله، فهي الأساس، وهي التي ستجذب أسرتها من بعدها.
ومثلاً برنامج اللياقة البدنية بدأ فيه الرجل وأيضاً المرأة، وفي النساء وصلنا الى ما يفوق 5000 امرأة يتدربن في بوشر واستاد السيب – وهذا برنامج واحد فقط -، أما الرجل فقد توقف، وهذا ان دل فإنما يدل على أن المرأة تستطيع العطاء، واذا تميزت فيه فستحضر أبناءها وتتغير الثقافة العامة ، ولكن ما الفائدة من تغيير الثقافة اذا لم يكن هناك المكان المناسب؟
رياضة المرأة لا تستطيع التقدم أكثر وذلك لأن هناك ما يمنعها، المرأة قادرة فامنحوها الفرصة لتثبت نفسها من غير أن تُحطّم وتثبط من إمكانياتها.

يجب أن يكون هنك هدف واضح، خطة، رغبة، كوادر تعمل، وتريد أن تعمل من أجل العمل وتعشق عملها، وتنتظر بعدها جني الثمار. نحن غيورين ونطمح للمزيد، واللاعبة لا تزال تطالب ، وهناك من يقول لي “غريبة ما زلتِ صامدة؟” كنتُ لاعبةً أيام المدرسة ولكن لم أحصل على ما أريد، لذلك أحاول الآن أن أوفر للاعبات ما لم أحصل عليه يوماً، هذا ما يجعلني أعشق عملي وأبذل فيه كل ما أستطيع.

 

 

ما هي أبرز الالعاب التي تميزت بها المرأة العمانية ؟

ألعاب القوى ، السلة ، الطائرة ، التاكواندو ، البولينغ ، الرماية ، الفروسية ، التنس الأرضي وغيرها، واللجنة العمانية لكرة الطائرة تريد إحياء الكوادر الرجالية والنسائية أيضاً.
أما كرة القدم فعلينا أن نبدأها على نار هادئة، فليست لدينا الأساسيات لها برياضة المرأة، وعلينا أن نبدأها من الصفر.

المدارس لديها بطولات سنوية بمختلف الألعاب، والجانب السلبي يكمن في أن الألعاب تتغير سنوياً وهذا ما لا يتيح الفرصة للاعبة بأن تتطور، أنا مع الزيادة وليس مع الاختيار والنقصان لتستطيع اللاعبة تطوير أدائها سنوياً.

اللاعب ليس كالفطر يخرج بمفرده، بل لديه من يسانده ويعاونه واذا كان الاهتمام منصباً عليه فقط فأنت بخسته حقه، فالاداري والمدرب والكوادر الفنية بحاجة الى التأهيل ومعرفة نقاط الضعف والقوة.

 

 

ما هي أمنياتكِ وطموحاتكِ في هذا المجال؟

آن الأوان لأن يكون للمرأة نادي خاص، أن يكون لنا مكان شامل فتعطى المرأة الفرصة بأن تهتم به بمفردها ولا يزاحمها أحد، ونحن لا نقول المساواة في كل شيء ولكن هناك أمور تعتبر من حق المرأة. أتمنى للمرأة في المجال الرياضي أن تتبوء المناصب القيادية ، فأينما وجدت المرأة تستطيع معرفة التفاصيل الدقيقة للمنظومة. وآن الأوان لنكمل بعضنا في كل مجال ولا يتم الاختيار عن طريق الجنس فقط. وأطمح أن تصل المرأة لمنصات التتويج العالمية وهذا بالطبع يحتاج خطة واضحة وأهداف واضحة وتطبيق عملي لها. وأخيراً ، الانسان هو أكبر استثمار ومن المفترض أن نستثمره بشكل صحيح.

 

 

 

 

Categories: All Categories

أضف تعليقاً