( في يوم الأم ) أمهات يصنعن الفارق

 ( في يوم الأم )  أمهات يصنعن الفارق

إعداد: رضية الهاشمية

يزخر القطاع المصرفي بالكثير من الكفاءات القيادية النسائية التي استطاعت أن تثبت قدرتها في المشاركة في نمو و تطور هذا القطاع في السلطنة. والذي يعد أحد أكثر القطاعات حيوية و الأسرع نمواً في البلاد. على الرغم من أن الأم العاملة تمتلك جميع المؤهلات والمقومات للإبداع في مجال العمل الوظيفي، إلا أنه من الصعب جداً عليها الجمع بين حياة مهنية ناجحة وحياة أسرية سعيدة في الوقت ذاته، فالعمل الشاق اليومي وإدارة المنزل وغيرها من المهام الأخرى كفيلة في جعل حياة الأم العاملة مضطربة. وفي كثير من الأحيان يصبح عمل الأم ضرورة مطلقة نتيجة للعديد من الظروف الاجتماعية   احتفالاً بيوم الأم، نستعرض في هذه القصة دور الأم المصرفية العمانية، حيث أن هناك العديد من الأمهات المصرفيات القياديات اللاتي استطعن إثبات الذات سعياً للتميز في الأداء ومزيداً من الإرتقاء، على الرغم من تضارب المسؤوليات مع دورها كأم وصانعة أجيال و دورها ومسؤولياتها والتزاماتها المتنوعة في مجال عملها. و سنتطرق إلى أبرز المسؤوليات التي تتقلدها النساء في القطاع المصرفي؟ و كيف استطاعت المرأة تحقيق التوازن والتوفيق بين عملها في هذا القطاع وبين مسؤولياتها الاجتماعية والأسرية؟ ما هي أبرز الامتيازات التي يمنحها هذا القطاع للأمهات العاملات فيه؟  و هل استطاعت الأم العاملة في القطاع المصرفي إثبات قدرتها على تولي مناصب قيادية و تحمل مسؤوليات والتزامات متنوعة؟ وأيضا ما هي أبرز التحديات التي تواجههن.

ميعاد بنت علي الزدجالية، مديرة الفرع الرئيسي لبنك مسقط

تعمل ميعاد  بنت علي الزدجالية في بنك مسقط  بمنصب مديرة الفرع الرئيسي. وهي تحمل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة بيدفوردشير البريطانية وقد أكملت 15 عاما في البنك.  تقول ميعاد:  بدأت عملي في القطاع المصرفي في عام 2006 كموظفة خدمة الأعمال المصرفية للأفراد، وتَدرجتُ في العمل واكتسبتُ الخبرة من خلال فرص التدريب وورش العمل وعملت على تعزيز مهاراتي المهنية والشخصية من خلال الاطلاع على أحدث المستجدات المرتبطة بعملي وللتطور قمت بإكمال دراستي في عام 2020، وهذا ما أعتبره إنجازي الشخصي على المستوى المهني. وكلفت بالمنصب الإداري في عام 2016 وتم تكليفي مؤخرًا بإدارة الفرع الرئيسي.

التوازن بين العمل و وطأة الأمومة ومسؤولياتها

وفي حديثها عن المسؤوليات والمناصب التي وصلت إليها المرأة العمانية في القطاع المصرفي وكيف استطاعت تحقيق التوازن رغم وطأة الأمومة وما تنطوي عليها من جهد وتعب حيث تقول: في بنك مسقط تعمل المرأة في مختلف المجالات المصرفية وتتولى العديد من المسؤوليات القيادية وقد نجحت في تحقيق العديد من الإنجازات، حيث أن نسبة الموظفات العاملات بالبنك شهدت ارتفاعًا ملحوظًا مما يؤكد نجاح المرأة العُمانية في مجال العمل.

نعم، قد تقف بعض العادات والتقاليد في وجه الأم العاملة الطامحة للوصول إلى مراتب عليا، إلا أن المجتمع عمومًا أصبح على دراية ووعي كبيرين بالدور الذي تقوم به المرأة إلى جانب الرجل في عملية التنمية المستمرة على كافة الأصعدة، ومن هنا أرى بأن كافة السبل متاحة اليوم أمام الأم العاملة سواء في القطاع المصرفي أو القطاعات الأخرى لتثبت حضورها على الساحة والمنافسة على كافة الفرص وهذا ما تقوم به المرأة العمانية فعلا في أغلب المجالات.  

وتضيف: من خلال عملي في بنك مسقط أجد أن البنك يعتز ويقدر المرأة العُمانية وموظفات البنك بشكل خاص على جهودهن وعملهن المتواصل للمشاركة في بناء وتقدم عُمان، مقدرًا الدور الذي تقوم به المرأة العُمانية في مختلف المجالات والقطاعات، ففي بنك مسقط تعمل المرأة في مختلف المجالات المصرفية وتتولى مسؤوليات قيادية ونجحت في تحقيق العديد من الإنجازات ما يؤكد نجاح المرأة العُمانية في مجال العمل وأيضا ثقة الإدارة التنفيذية واهتمامها بالمرأة العُمانية وإعطائها الفرصة لإثبات قدراتها ومهاراتها في ميادين العمل مؤكدًا البنك استمراره في هذا النهج وإعطاء مزيد من الفرص والتدريب للمرأة العُمانية حتى تصل إلى مستويات عالية خلال المرحلة المقبلة، وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر والتقدير للإدارة التنفيذية لبنك مسقط على هذا الدعم والاهتمام التي تحظى به المرأة وأنتهز هذه الفرصة لأتقدم بالتهنئة لكل امرأة على جهودهن العظيمة.

التحديات

وفي سؤالنا لها عن أبرز التحديات التي تواجهها المرأة المصرفية و كيف تعمل على تجاوزها تجيبنا ميعاد:  إن من أبرز التحديات التي تواجه المرأة في القطاع المصرفي هي الدقة في العمل وسرعة الإنجاز والكفاءة والمهنية العالية والالتزام العملي الدائم ولذا على المرأة تحقيق التوازن بين عملها في المجال المهني من جهة وواجباتها الأسرية من جهة أخرى، وأهمية أن تمتلك المرأة المهارة على إنهاء العمل في وقته المحدد، وعدم تجاوز ساعات العمل، حتى لا ينعكس الأمر سلبًا على متطلبات الأسرة. و على الأم العاملة أن تعزز دورها في المجتمع وفي بيئة العمل وأن تتغلب على العقبات التي تواجهها، وعليها أن تضع أهدافًا معينةً وتحرص على تحقيقها بكل عزم وإرادة.

إصرار وإرادة

وحول نصيحتها للمرأة المصرفية والتي ترغب في تحقيق النجاح وتولي مناصب قيادية تقول: بالنسبة لي فإن قوة الشخصية وإصراري على تحقيق النجاح جعلني أتفوق على العقبات والتحديات التي تعترض مسيرة تميزي، وتمكنت من تحقيق بيئة متوازنة في المنزل والعمل عبر تنظيم الوقت وتحديد الأولويات، وتخصيص أجندة مدروسة لتنفيذ جدول الأعمال اليومية، بالإضافة إلى التحلي بالصبر وسعة الصدر والحكمة للتصرف في المواقف الطارئة. كما أن الدعم الذي تقدمه أسرتي وزوجي ومجتمعي، وأيضا التسهيلات التي أحظى بها من جهة عملي أهّلتني لأن أدرك أهمية توظيف التحدي في تحقيق النجاح على الصعيدين الوظيفي والعائلي.

في اليوم العالمي للمرأة

تتقدم ميعاد الزدجالية بالتهنئة الصادقة لكل الأمهات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، حيث تمثل هذه المناسبة فرصة للتقدير والعرفان بالدور الكبير الذي تقوم به المرأة في خدمة المجتمع وفي تربية الأبناء وإعدادهم للمستقبل رغم كل التحديات والظروف المتقلبة التي قد تواجهها المرأة خاصة التي تعمل.

خديجة بنت خلفان الراشدية، مدير أول، أصالة للأعمال المصرفية المميزة ببنك مسقط

تشغل خديجة بنت خلفان الراشدية، منصب مدير أول – أصالة للأعمال المصرفية المميزة ببنك مسقط. حيث بدأت مسيرتها المهنية في البنك عام ٢٠٠٧ كموظفة مصرفية وقد تلقت الكثير من الدعم و الاهتمام في مؤسستها مما ساهم في صقل مهاراتها وبالتالي التطور في التسلسل الوظيفي إلى مدير علاقات ومن ثم مدير وحدة إلى أن وصلت إلى منصبي الحالي في ٢٠١٨.

التوازن بين العمل و وطأة الأمومة ومسؤولياتها

وخلال حديثها عن المسؤوليات والمناصب التي وصلت إليها المرأة العمانية في القطاع المصرفي وكيف استطاعت تحقيق التوازن رغم وطأة الأمومة وما تنطوي عليها من جهد وتعب تقول خديجة: يعد بنك مسقط من أبرز المؤسسات التي تهتم بالكادر الوظيفي وتطويره وتأهيله للمهام الوظيفية المستقبلية، وتتقلد النساء جميع المسؤوليات في البنك مثل موظف مصرفي، مدير فرع، مدير وحدة / دائرة، مدير عام وغيرها من المناصب المتعددة في بنك مسقط مثلها مثل أخيها الرجل.

وتضيف: أنا ومنذ بداية مشواري الوظيفي في بنك مسقط لم تواجهني أي مشكلة ولله الحمد في تحقيق التوازن بين عائلتي ووظيفتي. فقد كنت أعطي كل جهة حقها بدون تقصير أو إهمال وقد حرصت كل الحرص على أداء واجبي الوظيفي على أكمل وجه وساعدني في ذلك التعاون الأسري الذي تمكنت من خلاله من القيام بأعمالي و واجباتي المنزلية بدون أي صعوبات وبسهولة  وهذه نصيحتي لكل الأمهات العاملات حيث علينا جميعا مراعاة تحقيق النجاح في عملنا ومع أسرتنا بحيث لا يؤثر طرف على طرف آخر.

إنجازات

وفي سؤالنا لها عن أبرز الإنجازات التي حققتها طوال مسيرتها في البنك تقول الراشدية: لقد قمت مع زملائي في العمل خلال السنوات الماضية في بنك مسقط على تطوير مميزات قطاع الخدمات المصرفية المميزة “أصالة” وتدعيمه بمميزات وتسهيلات ساهمت في اكتساب رضى الزبائن وكذلك قمنا بتوسيع عدد مراكز أصالة في مختلف أنحاء السلطنة مما ساهم كثيرا في نمو قاعدة الزبائن لدينا ولاشك أن هذا تطلب مني جهد كبير ولكن الحمدلله نجحت مع باقي زملائي وتفهم أسرتي لعملي ومسؤوليتي في تحقيق النجاح وتنفيذ واجباتي سواء فيما يتعلق بالعمل أو بتربية الأولاد وتنفيذ احتياجات الأسرة من كافة الجوانب.

امتيازات

وحول أبرز الإمتيازات التي يمنحها البنك للأمهات العاملات فيه تقول خديجة: إن من الأمور المهمة لنجاح عمل المرأة في القطاع المصرفي أو القطاعات الأخرى توفر بيئة عمل مناسبة و تراعي مختلف الظروف وفي نفس الوقت تقدر وتدعم عمل المرأة والحمدلله نتمتع كأمهات عاملات في بنك مسقط بالعديد من التسهيلات التي ساعدتنا في القيام بواجباتنا نحو أبنائنا على أكمل وجه مثل إجازة الأمومة والإجازات في الحالات الطارئة وغيرها من تسهيلات فترات العمل، وقد ساهمت تلك التسهيلات في تحقيق التوازن والمواءمة بين البيت والعمل.

 التحديات

أما عن التحديات التي تواجه النساء في القطاع المصرفي ترى خديجة أن التحديات التي تواجه الأمهات دائما موجودة في كل القطاعات ولكنها تجزم تماما بأنه مع التسهيلات التي يقدمها البنك إضافة إلى التعاون بين الزملاء تمكنوا من  التغلب على كل الصعوبات والتحديات التي قد تواجه الأمهات العاملات بكل سلاسة ومرونة من أجل تحقيق أعلى معدل إنتاجية والقيام بالعمل على أكمل وجه.

إصرار وإرادة

وفي سؤالنا لها عن النصيحة التي تحب أن تقدمها للمرأة المصرفية والتي ترغب في تحقيق النجاح وتولي مناصب قيادية تقول: أدعو جميع أخواتي الأمهات العاملات في كل القطاعات بأن يعملن بحب وتفان من أجل تحقيق الاستقرار الوظيفي والمنزلي، وبما أن النساء شقائق الرجال فعليهن أن  يبذلن كل جهدهن للقيام بواجباتهن على أكمل وجه والسعي دوما لإثبات كفاءتهم لأجل رفعة هذا البلد الغالي.

العنود محمد السعيدية، مديرة فرع بنك مسقط للشركات في العذيبة

تخرجت العنود بنت محمد السعيدية، وهي زوجة وأم لخمسة أبناء، من جامعة السلطان قابوس  كلية التجارة والاقتصاد عام 2003 وحصلت على شهادة الماجستير في المالية من جامعة كارديف متروبوليتان عام 2022.

وقد التحقت بالعمل في بنك مسقط في 2006. تمكنت العنود من أن تنال ثقة الإدارة في تولي منصب مديرة فرع عام 2015 بعد خوضها للعديد من الفرص للمنافسات التي يتيحها البنك بين موظفيه. وقد حققت خلالها مراكز متقدمة في الإنجازات الوظيفية. بعد اجتياز الاختبارات اللازمة.

التوازن بين العمل و وطأة الأمومة ومسؤولياتها

و في حديثها عن المسؤوليات والمناصب التي وصلت إليها المرأة العمانية في القطاع المصرفي وهل استطاعت تحقيق التوازن رغم وطأة الأمومة وما تنطوي عليها من جهد وتعب تقول العنود: نعم بالطبع، هناك حضور كبير للمرأة في البنك في كل المستويات الوظيفية حيث يشكل التواجد النسائي حوالي 48 % من العدد الإجمالي لموظفي البنك.

وتضيف: لا شك أن العمل يختلف من قطاع إلى قطاع حسب طبيعة العمل وبالنسبة لنا في القطاع المصرفي نعمل أحياناً لساعات متواصلة وبشكل يومي اضافة إلى عدم وجودنا بجانب الأولاد خاصة وهم في بداية مراحلهم العمرية كان له التأثير الكبير في النفس ولكن بالعزيمة والصبر وتعاون زوجي معي تمكنت من تخطي تلك المرحلة من خلال تنظيم الوقت سواء قبل الذهاب للعمل فترة الصباح الباكر أو بعد العودة وذلك من خلال توفير مساحة من الحب والاهتمام بهم ومتابعة تعليمهم وتحصيلهم الدراسي، إضافة إلى وجود التعاون من قبل الإخوة المسؤولين الذين يقدرون الأم العاملة أثناء التعرض لبعض الظروف التي تتطلب أخذ إجازات طارئة.

إنجازات

وفي سؤالنا لها عن أبرز الإنجازات التي حققتها طوال مسيرتها في البنك تقول السعيدية: خلال سنوات عملي تمكنت من تحقيق مراكز متقدمة على مستوى البنك في مجال المبيعات وخدمة الزبائن والحصول على العديد من الجوائز في هذا المجال. ويقدم بنك مسقط مختلف المزايا لموظفيه بشكل عام وللموظفات بشكل خاص مثل تأمين صحي لعلاج الأبناء في مختلف المؤسسات الصحية بالإضافة إلى إجازات الأمومة وغيرها الكثير.

التحديات

وحول أبرز التحديات التي تواجهها المرأة المصرفية و كيف تعمل على تجاوزها تقول العنود: إن من أبرز الصعوبات التي تواجه الأمهات العاملات هو الارتباط بأعمال لا يمكن تأجيلها تتعلق بمصالح الزبائن إضافة لفترة الدوام الطويلة التي قد تكون منذ الصباح الباكر وحتى ساعات مسائية متأخرة، ومن الأمور المهمة التي تساعد النساء العاملات تنظيم الوقت والالتزام به والمحافظة على الارتباط الوثيق بالأسرة مع المحافظة على العادات والعرف المجتمعي في البلد والتميز بالأخلاق الإسلامية في التعامل مع الآخرين وعدم التنازل عن الهوية العمانية، ويسعدني أن أتقدم بالتهنئة لكافة النساء العاملات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وكل عام وهن بخير وتقدم وعطاء. 

سليمة المرزوقية، منصب رئيسة مزن للصيرفة الإسلامية

تشغل سليمة المرزوقية، منصب رئيسة مزن للصيرفة الإسلامية؛ وهي متزوجة وأم لخمسة أبناء، ثلاثة أولاد وابنتين. تخرجت من جامعة السلطان قابوس ضمن أول دفعة من خريجي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والتي كان يطلق عليها سابقاً كلية التجارة والاقتصاد. تحدثنا سليمة عن مسيرتها المهنية وعن رحلة انضمامها للبنك الوطني حيث تقول: يعود انضمامي إلى أسرة البنك الوطني العُماني إلى عام 1997 وكنت وقتذاك إدارية متدربة ثم نجحت في صعود السلم الوظيفي بخطوات واثقة إلى أن أصبحت مديرة فرع في عام 2000، ثم مديرة إقليمية لشبكة فروع منطقة الباطنة في عام 2003 قبل أن أرتقي لمنصب رئيسة شبكة الفروع في سلطنة عُمان عام 2012. وجاء عام 2015 ليشهد انتقالي إلى مُزن، نافذة الصيرفة الإسلامية في البنك الوطني العُماني، حيث شغلت منصب رئيسة الخدمات المصرفية للأفراد. ثم اختياري من قبل مجلس إدارة البنك لقيادة هذه النافذة للصيرفة الإسلامية في عام 2018 لأصبح أول امرأة في منطقة الخليج تتقلد هذه المسؤولية. ولم تشغلني حياتي المهنية عن إكمال مسيرتي في التعليم حيث حصلت على شهادة الماجستير من جامعة سترايث كلايد بالمملكة المتحدة عام 2009 ثم شهادة IFQ في الصيرفة الإسلامية من معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار (CISI).

مسؤوليات ومناصب

وبالحديث عن أبرز المناصب التي تتولاها المرأة في البنك الوطني العُماني، تقو: أفخر بكوني في بيئة تؤمن بالمساواة وتمكين المرأة. واليوم تشغل المرأة الكثير من المناصب الإدارية والتنفيذية سواء في الإدارة الوسطى أو العليا في البنك. ويتجلى ذلك من خلال الكوادر النسائية الوطنية التي تثبت يوماً تلو الآخر قدرتهن على تولي المسؤولية والقيادة في مختلف الأقسام بما في ذلك قسم الموارد البشرية، وقسم العمليات المركزية، وإدارة المنتجات، وإدارة الفروع، وأقسام الهوية التجارية والتسويقية والمسؤولية الاجتماعية ومخاطر السوق، إضافة إلى قسم التدقيق وإدارة المحافظ الاستثمارية وغيرها الكثير من المناصب العليا في البنك.

التوازن بين العمل و وطأة الأمومة ومسؤولياتها

أما عن الأمومة و كيف استطاعت تحقيق الموازنة بين مسؤولياتها المهنية و بين دورها كأم، تقول: الأمومة شرف عظيم واعتبرها من اًصعب و أهم المسؤوليات التي خلقت المرأة من أجلها. ولا شك أن تحقيق التوازن بين مسؤولية الأم والمسؤوليات المهنية في العمل هو أمر صعب ولا يمكن تحقيقه طوال الوقت، فأحياناً تأخذ مسؤوليات العمل من وقت العائلة والاهتمام بالأبناء ولكني أحاول دائماً تعويض ذلك من خلال تخصيص أغلب وقتي في إجازة نهاية الأسبوع لهم وأقوم بمسؤولياتي كزوجة وأم على أكمل وجه. ولا يخفى على أحد أن تربية الأبناء في الوقت الحالي أصبحت مليئة بالتحديات نظراً للعوامل الخارجية التي تساهم في ذلك مثل مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت والأصدقاء والمجتمع ولذا فإني أبذل قصارى جهدي لكي أغرس فيهم القيم الحميدة والمبادئ الإسلامية واحثهم على الاستقلالية والاعتماد على أنفسهم في المذاكرة والرجوع لي في حالة مواجهة أي صعاب. ولذا فإن الأمر ليس باليسير وأحيانا يتطلب التضحية بالمسيرة المهنية حيث أن العائلة تأتي أولاً دائماً. ولكنني ولله الحمد استطعت بمساعدة ودعم زوجي وعائلتي وتشجيعهم أن أحقق هذا التوازن وأن أفي بمسؤولياتي على الصعيدين المهني والعائلي.

إنجازات

وفي سؤالنا لها عن أبرز الإنجازات التي حققتها طوال مسيرتها في البنك تجيبنا: كما ذكرت سلفاً فإن أبرز إنجازاتي تتمثل في تعييني كأول امرأة تشغل منصب مدير إقليمي في بنك محلي في عُمان وكان عمري حينها 26 عاماً فقط وحدث ذلك في عام 2003. كما كنت أيضاً أول امرأة تتولى منصب مدير شبكة الفروع في بنك محلي عام 2012، ثم أول كادر نسائي تتولى منصب رئيسة نافذة الصيرفة الإسلامية في بنك خليجي عام 2018. كما أفتخر بحصول مُزن تحت قيادتي على العديد من الجوائز والتكريمات بما في ذلك ’جائزة أفضل بنك إسلامي في السلطنة من قبل مجلة أخبار التمويل الإسلامي عام 2017، ثم جائزة ’أفضل بنك إسلامي في السلطنة‘ من قبل مجلة المالية العالمية لعام 2020. ولم تقتصر القائمة على ذلك فحسب بل حصدنا أيضاً جائزة ’البنك الإسلامي الأول في السلطنة‘ من قبل مجلة الصيرفة لعام 2021، وكل ذلك بالإضافة إلى اختياري ضمن أفضل 300 شخصية نسائية مؤثرة في قطاع الصيرفة الإسلامية في العالم لعام 2020 ضمن  WOMANi التي تنظمها مجموعة كامبردج المالية.

امتيازات

وحول أبرز الامتيازات التي يمنحها القطاع المصرفي للنساء العاملات تقول: لا شك أن المرأة في القطاع المصرفي في عُمان تحظى بعددٍ من الامتيازات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر المساواة في حق الترقية وتقلد المناصب العليا، والاستمتاع بنظام الرعاية الصحية وتوفير التأمين الصحي للزوج والأولاد حتى عمر 18 عاماً. كما تحصل المرأة على إجازة أمومة تصل مدتها إلى 56 يوماً مدفوعة الأجر، بالإضافة إلى الإجازات السنوية والاضطرارية والمرضية وفقاً لقانون العمل المعمول به. كما توفر بعض البنوك المحلية ساعات عمل مرنة في بعض الأقسام، وكل ذلك بالإضافة إلى مساهمات البنوك في دفع مصاريف التعليم الخاصة بالأبناء حتى عمر 18 عاماً في بعض الدرجات العليا والمتوسطة وغيرها من الامتيازات.

التحديات

تواجه المرأة المصرفية، كغيرها من النساء العاملات في مختلف القطاعات مجموعة من التحديات، والتي تحاول النساء تخطيها وتجاوزها، وفي سؤالنا لها عن هذا الموضوع أجابت المرزوقية:  إن من أبرز التحديات التي تواجه الأمهات وخاصة الأم العاملة في القطاع المصرفي هو أنه عند تقلد القاطنات خارج مسقط المناصب العليا فإن ذلك يتطلب منهن التضحية والابتعاد عن الأسرة حيث أن أغلب المناصب العليا في البنوك هي في موقع الإدارة وغالباً ما يكون في مسقط. أيضا حضور الدورات التدريبية والمحاضرات وغيرها والتي تقام جميعها في العاصمة. كما أن ساعات العمل تشكل تحدياً أيضاً في المراكز العليا حيث أن طبيعة المسؤولية التي تتولاها تتطلب العمل لساعات طويلة أكثر من ساعات العمل المقررة وكذلك العمل في الإجازات والسفر وغيره مما يؤثر على وقت العائلة والارتباطات الاجتماعية الأخرى. ومن ضمن التحديات أيضاً التحفظ الذي تظهره بعض المؤسسات المصرفية في إسناد المناصب العليا للكوادر النسائية وهو أمر يظهر جلياً من خلال العديد القليل للغاية للنساء التي تشغل مناصب عليا ابتداءً من وظيفة مدير عام وأعلى من ذلك وحتى يومنا هذا لم تتولى أي امرأة منصب رئيس تنفيذي في بنك محلي في عُمان. ولذا أشجع المرأة على مساندة أختها المرأة بالتشجيع والتحفيز وتقديم النصح والمشورة أسوة بما يفعله الرجال.

إصرار وإرادة

وحول نصيحتها للنساء الراغبات في تحقيق النجاح وتولي مناصب قيادية تقول: أنصح الأمهات الطامحات في تولي المناصب القيادية في مختلف المجالات بالتحلي بالثقة بالنفس وتوظيف كل الفرص المتاحة أمامهن فأنا أؤمن تماماً بأن المرأة قادرة على تولي أعلى المناصب كما أشجع أخواتي على مواصلة التعليم والحصول على شهادات تعليمية وأكاديمية أكثر تعزز من معارفهن و خبراتهن وفوق كل ذلك قبول التضحية واستيعاب إمكانية عدم تحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل والعائلة والتوقف عن لوم أنفسهن والشعور بالتقصير والبحث دائماً عن حلول وبدائل لتعويض أي تقصير تجاه العمل أو الأسرة. ولا شك أن مشاركة الزوج والأبناء طموحاتها وأهدافها هو عامل أساسي للحصول على دعمهم ومساندتهم في كل الأوقات. كما أحثهن على عدم اليأس أو التوقف عن السعي عند  أول فشل أو إخفاق بل الفشل يدفعنا للتعلم والوقوف من جديد وتحقيق النجاح في النهاية.

أمل الوهيبية مساعد مدير قسم تحصيل الديون  الشركة الوطنية للتمويل

تعتز الوطنية للتمويل بالكارد النسائي الذي يعمل بها، حيث تسعى هذه المؤسسة إلى إبراز دور المرأة فيها وذلك من خلال تولي المناصب والمهام المختلفة دون تمييز عن شقيقها الرجل.

وفي هذا الصدد تشاركنا أمل بنت عبدالله الوهيبية من الشركة الوطنية للتمويل، والتي تعمل فيها كمساعد مدير في قسم تحصيل الديون منذ 2007.

التوازن بين العمل و وطأة الأمومة ومسؤولياتها

في سؤالنا لأمل عن المهام والمسؤوليات التي تتولاها النساء في مؤسستهم، وكيف يستطعن تحقيق التوازن رغم وطأة الأمومة وما تنطوي عليها من جهد وتعب تجيبنا: نعم، تسعى مؤسسة الوطنية للتمويل إلى منح النساء العاملات فيه الفرصة لتولي المهام والمناصب مناصفة مع أخيها الرجل دون التفرقة فيما بينهما، فالكفاءة هي الفيصل. أما كيف يستطعن تحقيق التوازن في ظل ضغوطات العمل والمسؤوليات الأسرية للموظفة، فإنهن يسعين إلى تنظيم الوقت بين كل من العمل المؤسسي وما يتطلبه من انضباط في العمل والاستمرار في تقديم الأفضل وبين العمل المنزلي وما يعنيه من متطلبات والتزامات.

إنجازات

وفي حديثها عن أبرز الإنجازات التي حققتها طوال مسيرتها في المؤسسة تقول: خلال الخمسة عشر عاماً من العمل في قسم التحصيل توالت المهام والانجازات من أجل تحقيق الأفضل. حيث أن تنفيذ وإنهاء المهام الادارية في قسم التحصيل كان ولا زال أحد أهم الأدوار الاساسية في القسم إضافة إلى العمل الفني.

امتيازات

وحول أبرز الامتيازات التي تمنحها الوطنية للنساء العاملات بها تقول: تمنح مؤسستنا النساء العاملات بها أسوة بالمؤسسات الأخرى إجازة الولادة للمرأة، بالإضافة إلى المرونة في ساعات العمل.

التحديات

وبالحديث عن أبرز التحديات التي تواجه النساء تقول أمل: تواجه المرأة العاملة في مؤسسة الوطنية كغيرها من النساء العاملات في المؤسسات والشركات المختلفة، مجموعة من التحديات، ويعد تنظيم الوقت أبرزها، حيث أن النساء يبذلن جهداً كبيراً في تحسين الدور والموازنة بين التزامات العمل والمنزل، وهو أمر يتطلب الكثير من الصبر والتعاون بين الأسرة و المؤسسة.

إصرار وإرادة

توجه أمل نصيحتها للنساء الراغبات في تحقيق النجاح وتولي مناصب قيادية، وتحثهن على الجد والاجتهاد والاستمرار في العطاء للمؤسسة وعدم التباطؤ في تقديم الأفضل. إضافة إلى استمرار أخذ التدريب من أجل تطوير المهارات التي تساعد على صقل الدور المؤسسي.

عالية البلوشية -القائمة بأعمال رئيس الائتمان في الوطنية للتمويل

تؤمن عالية البلوشية وهي خريجة قسم الشؤون المالية والمصرفية من جامعة ستراثكلايد أن النساء قائدات قويات، والكثير منهن يقمن بأدوار كبيرة وبعضها يفوق ما يقوم به الرجال. تعمل عالية في الشركة الوطنية للتمويل، وهي القائمة بأعمال رئيس الائتمان في الشركة.

التوازن بين العمل و وطأة الأمومة ومسؤولياتها

في سؤالنا لها عن كيف استطاعت تحقيق الموازنة بين مسؤولياتها المهنية و بين دورها كأم، تقول: سعيت لاكتشاف طرق ذكية لإدارة وقتي بفاعلية بين أداء الواجبات تجاه الأسرة والعمل المهني. أحاول أخذ إجازتي السنوية مع أطفالي لتتوافق مع إجازة نهاية العام الدراسي حتى أقضي المزيد من الوقت معهم واستمتع معهم بالإجازة. كما أنني اعتدت قراءة كتب القصص الليلية معهم بمجرد عودتي من المكتب. أبذل كل جهدي بحيث أعود إلى منزلي بروح متجددة وفي منتهى الحيوية والنشاط حتى ينعم الجميع بالجو الأسري المطلوب.

إنجازات

وفي حديثها عن أبرز الإنجازات التي حققتها طوال مسيرتها في المؤسسة تقول: كان أعظم إنجازاتي المهنية هو إكمال درجة الماجستير في 4 سنوات من واحدة من أفضل الجامعات في العالم. على الرغم من أنني أم لثلاثة أطفال، إلا أنني فخورة بنفسي لنجاحي في استكمال تعليمي العالي. لأني أشعل وظيفة قيادية أسعى دوما لتعزيز مستوى رفاهية الموظفين والتنوع والإنصاف.

امتيازات

وحول أبرز الامتيازات التي تمنحها مؤسسة الوطنية للتمويل للنساء العاملات بها تقول: تسعى مؤسسة الوطنية إلى تعزيز فرص المرأة في الوصول إلى المناصب العليا في هذا القطاع. بالإضافة إلى منح الأمهات إجازة الأمومة، و أيضا العمل بقانون الرضاعة الطبيعية للأم العاملة.

التحديات

وبالحديث عن أبرز التحديات التي تواجه النساء تقول عالية: هناك مجموعة من التحديات التي تواجههنا نحن النساء العاملات منها صعوبة الموازنة بين متطلبات العمل والمنزل، و أيضا تعذر إيجاد مرافق رعاية أطفال جيدة و بأسعار معقولة ( خاصة لحديثي الولادة ) بالقرب من مقار العمل.

إصرار وإرادة

وحول نصيحتها للنساء الراغبات في تحقيق النجاح وتولي مناصب قيادية تقول: لدي قناعة بأن المرأة هي التي ستلعب الدور الاكبر في تحديد شكل المستقبل الذي سنعيش فيه، لذا أقول للمرأة واصلي التركيز على أهدافك واعملي بجد لتحقيقها. كوني دائمًا إيجابية وعززي قدرتك على أداء مهام جديدة لتكوني دوماً مستعدة للتعامل مع أي موقف طارئ.

سعاد البلوشية – رئيسة قسم الخزينة وأسواق المال ببنك نزوى

تعد سعاد البلوشية أول عمانية تحصل على شهادة دبلوم التعامل “أيه سي آي”، وهي أحد أعلى شهادات متخصصي الخزينة الدولية،  وأول عمانية تتقلد منصب أمين خزانة في القطاع المصرفي. تشغل حاليا منصب رئيسة قسم الخزينة ببنك نزوى. تمتد رحلتها المهنية في القطاع المصرفي لأكثر من 16 عاما.  قضت معظم سنواتها في  الخزينة وأسواق رأس المال. حازت على جائزة بيزو برو2016، وجائزة المرأة للإجادة في مجال قيادة الشركات 2021. كما نالت شرف الحصول على  جائزة “كامبريدج أي أف أيه”ووماني2021″حاصلة على شهادة إدارة مخاطر مالية معتمد من الرابطة الدولية لمدراء المخاطر.

التوازن بين العمل و وطأة الأمومة ومسؤولياتها

وفي سؤالنا لها عن كيف استطاعت تحقيق التوازن رغم وطأة الأمومة وما تنطوي عليها من جهد وتعب تقول سعاد: حيث تمكنت من تحقيق التوازن بين مسؤولياتي الأسرية والمهنية من خلال الإخلاص في الأداء خلال ساعات العمل؛ لأن أهم مرتكزات التفاني في الإنجاز أن تقوم على احترام الوقت وإدارته بذكاء. وأيضا العمل على تقليل الأوقات التي تشتت انتباهنا في ساعات العمل والتي لا يمكن تجنبها بنسبة 100٪؛ لكنها تعزز تركيزنا لتحقيق الإنتاجية المطلوبة، وبالتالي نستطيع قضاء باقي الوقت من يومنا بحرية مع أطفالنا وعائلاتنا.

إنجازات

وفي حديثها عن أبرز الإنجازات التي حققتها طوال مسيرتها في المؤسسة تقول: في عام 2006، كان الأمر الذي يشغلني ويأخذ جل تفكيري هو كيفية التميز لإيجاد ذاتي ومكاني في إدارة البنك . وتوقد حماسي ورغبتي في العمل الجاد عندما التحقت بالعمل في قسم الخزينة وأسواق رأس المال في البنك. فقد حظيت وقتها بمشرف أمسك بيدي نحو سلم الإنجاز، واقترح علي الحصول على دبلوم تخصص سوق النقد الأجنبي  ولقد نجحت في اجتيازها خلال المرحلة الأولى كأول موظف يحصل على الشهادة خلال أقل من عام واحد.  وقد حظيت بعد هذا الإنجاز بإشادة وشهادة تقدير من مدير العمليات في البنك. وفي ذات العام2006، حصلت على شهادة عمليات سوق النقد الأجنبي “أيه سي آي” بجدارة. بعد ذلك ، حصلت على شهادة دبلوم”ايه سي آي” بتقدير ممتاز لأصبح أول عماني يكمل هذه الشهادة المهنية. في الوقت نفسه ، وكنت أحضر ماجستير إدارة الأعمال في جامعة السلطان قابوس. وفي عام 2016، تم اختياري واحدة من مسؤولي برنامج مركز التطوير في البنك، والذي كان عبارة عن برنامج لتأهيل المواهب الشابة لتحمل مسؤوليات أعلى . وفي ذات العام، رشحني مدير البنك للمشاركة في لجنة تقييم جائزة بيزو برو2016، وهي عملية تقييم صارمة للغاية وصعبة. لقد فزت بالجائزة الممنوحة للمواهب الشابة في القطاع الخاص؛ وهذا ما أهلني للحصول على منحة دراسية في جامعة “انسياد”.

امتيازات

وحول أبرز الامتيازات التي يمنحها القطاع المصرفي للنساء العاملات تقول: من أهم مميزات العمل في القطاع المصرفي هو المرونة في ساعات العمل، وبالأخص للأمهات اللواتي يشغلن مناصب قيادية لها تأثير مباشر على تحقيق الإنتاجية وأداء الموظفين. حيث يتيح القطاع المصرفي للمرأة العاملة فرصة تطوير قدراتها وإبراز مهاراتها في مختلف المجالات، وبالتالي المساهمة في رفد مساعي التنمية الاقتصادية المستدامة التي تنتهجها الحكومة

التحديات

أما عن أبرز التحديات التي تواجه الأمهات العاملات في القطاع المصرفي تقول سعاد: علمتنا متغيرات العالم التي أحدثتها جائحة كورونا أن نفتح أعيننا على مجالات حياتية لم نكن نوليها اهتماما كافيا من قبل. فقد خضنا تجربة العمل عن بعد، التي أثبتت أن الأم يمكنها أداء مسؤولياتها الأسرية إلى جانب المهام العملية المطلوبة منها باتزان ونظام رغم تغير النمط عمليا ونفسيا نتيجة التوجه للعمل عبر الكنولوجيا عن بعد والابتعاد عن روتين العمل المكتبي في البنك.

إصرار وإرادة

توجه سعاد نصيحتها للنساء الطموحات و الراغبات في تحقيق النجاح وتولي مناصب قيادية وتقول: النساء العاملات لسن مجرد عاملات؛ بل هن طاقات مذهلة تضيف قيمة للمؤسسات التي يعملن بها.  فالتغيير المجتمعي الهادف والإيجابي مرهون باستعدادنا نحن النساء لإظهار المهارات القيادية، والسعي لتطوير المهارات والقدرات وتقدير قدراتنا الخفية. أنا أؤمن أن لا شيء مستحيل إذا ما حاولنا جاهدين الموازنة بين العمل والمنزل. فـأنا أهتم بأطفالي الثلاثة في كل الجوانب التعليمية والسلوكية والأخلاقية دون أن أخل بمهام عملي الذي يتطلب مني إطلاعا دائما على السوق وآخر تطوراتها، والبقاء على اتصال وتفاعل نشط مع زملائي الدوليين. نصيحتي لكل أم عاملة هي ضرورة الإيمان العميق بقدراتها ومحاولة تحسينها دون كلل أو ملل

أمل آل جمعة   رئيسة قسم إدارة الثروات ببنك نزوى

تشغل أمل آل جمعة منصب رئيسة قسم إدارة الثروات في بنك نزوى، حيث تتولى مسؤولية التعامل مع حسابات العملاء من أصحاب ذوي الدخل المرتفع. وهي تمتع بخبرة عملية واسعة تمتد لأكثر من 25 عاماً في العديد من البنوك المصرفية الإسلامية في السلطنة. كما عملت سابقاً في إدارة فريق قسم المبيعات لبنك نزوى، حيث تمكنت من خلالها على إدارة الفرع المتنقل للخدمات المصرفية الإسلامية في كافة ارجاء السلطنة، إلى جانب السعي إلى إنشاء قسم خاص لإدارة الثروات. 

حرصت أمل باستمرار إلى تطوير مهاراتها  المؤسسات المالية، وتخطيط الأعمال، والمهارات التحليلية والخدمات المصرفية في مجال تأسيس و إدارة الفروع، وإدارة الثروات، والخدمات المصرفية الخاصة. وقد تمكنت خلال مسيرتها المهنية من تقديم استراتيجية مدروسة للبنك بهدف تطوير وحدة إدارة الثروات وزيادة صافي الربح وتوسيع قاعدة العملاء.

التوازن بين العمل و وطأة الأمومة ومسؤولياتها

وفي حديثها عن المسؤوليات والمناصب التي وصلت إليها المرأة العمانية في القطاع المصرفي وكيف استطاعت تحقيق التوازن رغم واجبات الأمومة وما تنطوي عليها من جهد وتعب تقول سعاد: تتجلى فكرة تمكين المرأة بأدوار بارزة في تنامي نسبة الموظفات اللاتي تقلدوا مناصب قيادية عليا في بنك نزوى، الأمر الذي يترجم مدى قدرة المرأة على تبوأ مكانة مرموقة في المجتمع. وبدوره، يحرص  بنك نزوى- الرائد في الصيرفة الإسلامية في السلطنة – على دعم المرأة العُمانية لاكتساب مؤهلات إضافية وصقل مهاراتهن، فضلاً عن المشاركة في المؤسسات الدولية لخوض تجربة عالمية مختلفة وإظهار الدور البارز للمرأة في مختلف الميادين والمحافل الدولية. وقد تمكنتُ من تحقيق التوازن بين مسؤولياتي الشخصية والمهنية بفضل اتباعي استراتيجية خاصة حول الموازنة بين العمل والحياة الأسرية، وتتمثل هذه المنهجية في ترتيب أولوياتي وأهدافي التي أسعى إلى تحقيقها بنجاح، إلى جانب تقسيم المهام إلى مسؤوليات تتعلق بالعمل والحياة الشخصية. علاوة على ذلك، إعطاء كل جانب أولوياته من خلال فصل ساعات العمل عن ساعات العمل في المنزل والاستمتاع بأيام نهاية الأسبوع مع عائلتي و أسرتي .

إنجازات

وفي سؤالنا لها عن أبرز الإنجازات التي حققتها طوال مسيرتها في البنك تجيبنا: بدأت عملي في القطاع المصرفي في العام 1995في منصب كاتب مصرفي، لاحقاً عملت على صقل مهاراتي الشخصية والعملية من خلال البقاء على إطلاع على أحدث المستجدات المرتبطة بمجال تخصصي والالتحاق ببرامج التدريب والتعلم المستمر، وقد تمكنت بحمد من الله التدرج على السلم الوظيفي وصولاً إلى منصبي الحالي كرئيسة قسم إدارة الثروات في البنك. كما تم تصنيفي ضمن تقرير WOMANi  لعام 2020 و 2021 لأكثر 300 امرأة مؤثرة في مجال الأعمال والمالية الإسلامية حول العالم، الذي يصدر عن معهد كامبريدج للمالية الاسلامية المرموق بفضل المثابرة والاحتراف والتفاني في مجال الأعمال التجارية والمالية.

امتيازات

وحول أبرز الامتيازات التي يمنحها القطاع المصرفي للنساء تقول: أتاح القطاع المصرفي للمرأة العاملة فرصة تطوير قدراتها وإبراز مهاراتها في مختلف المجالات، وبالتالي تحقيق مكتسبات جوهرية على الصعيد الاقتصادي والمساهمة في مساعي التنمية الاقتصادية المستدامة التي تنتهجها الحكومة. كما تبوأت المرأة مناصب قيادية في القطاع المصرفي إذ لعبت أدوارا فاعلة في جميع أعمال الهيكل الإداري والفني والتخصصي بدءا من البنك المركزي وحتى المصارف الأخرى، مما ساهم في تحقيق الازدهار والتقدم.

التحديات

وبالحديث عن أبرز التحديات التي تواجه النساء تقول سعاد: ندرك جيداً بأن المجال المصرفي هي بيئة صعبة المراس ومتغيرة باستمرار، وعليه بات من الأهمية أن تكون المرأة العاملة في القطاع المصرفي قادرة على التكيف والمرونة لضمان استمرارية الأعمال. ومن وجهة نظري إن من أكبر التحديات التي تواجه المرأة هي سعيها لتحقيق التوازن بين مسؤوليات عملها وحياتها الشخصية من أجل ضمان الالتزام  بالمسؤوليات المنوطة إليها وتحقيق النجاح في كافة الأصعدة.

إصرار وإرادة

وفي سؤالنا لها عن النصيحة التي تحب أن تقدمها للمرأة المصرفية والتي ترغب في تحقيق النجاح وتولي مناصب قيادية تقول: إن إحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات مرهون بشكل كبير بواقع المرأة ومدى قدرتها على القيام بأدوارها المختلفة في المجتمع، فهي تشغل دور أساسي في بناء الأسرة ورعايتها، إلى جانب مشاركتها في تطوير سبل العمل في مختلف القطاعات. ولعل أحد أهم الأساليب التي من شأنها أن تعزز من عمل المرأة تتمثل في استمرارية الشغف والتعلم في مجال عملهن. كما يجب على المرأة تحقيق التوازن بين مسؤولياتها الشخصية والمهنية لضمان تحقيق النجاح والتميز  في عملها وفي حياتها الأسرية