حوار

مصممة جرافيكية بأنامل ذهبية مزون الجابرية: استمتع بما أنجزه وكأني استمع إلى قطعة موسيقية كلاسيكية!

صورة مزون

حوار: رضية الهاشمية

يعرّف التصميم الجرافيكي على أنه نهج إبداعي يقوم به مصمم أو مجموعة من المصممين بناء على طلب العميل أو الزبون، وهو فن يتم فيه الدمج بين النصوص والألوان والخطوط والرسوم التوضيحية لصياغة الأفكار و الرسائل التسويقية، أغلب المصممين الجرافيكيين يبدأ معهم التصميم كشغف و هواية يمارسونها بالتطبيق المستمر ومنهم من يستثمرها لتكون مهنة له في المستقبل، وذلك بعد اكتساب المعارف والخبرات التي يحتاجها لممارسة وظيفة مصمم جرافيكي، مجلة المرأة تلتقي بالمصممة الجرافيكية مزون الجابرية صاحبة العلامة التجارية ماز للتصميم الجرافيكي للتعرف على بداياتها في عالم التصميم وأهم البرامج التي تستخدمها في عملية التصميم ونصائح للمبتدئين في هذا المجال.

تحدثنا مزون الجابري عن نفسها وعن علامتها التجارية ماز وهي مبتسمة : اسمي مزون بنت محمد الجابرية انهيت دراستي الثانوية والتحقت بالكلية العلمية للتصميم، لم يكن التصميم هو رغبتي في البداية، لكنني كنت أشعر بميول في اختيار الالوان وتنسيقها بشكل سلس ابتداء من الملابس وحتى في كل الأشياء وكما يقال دائما ” الالوان تخطف الأبصار “، وعودة ً إلى البدايات، كان التحاقي بالكلية عبارة عن منحة داخلية من قبل الحكومة، تخصصت في مجال التصميم الجرافيكي، وهو تخصص  قوبل بالمعارضة من قبل الأسرة والأقرباء فهم يعتقدون بأن هذه التخصص عبارة عن تعبئة للوقت لا أكثر، استمرت دراستي لمدة أربع سنوات، تسلحت خلال هذه الفترة بالمهارات اللازمة التي تؤهلني للدخول إلى سوق العمل والمنافسة فيه.

بعد الدراسة مباشرة قمت بتأسيس ما يسمى بمشروع تجاري صغير يحمل العلامة التجارية DESIGNBYMAZ ” عبر منصة التواصل الإجتماعي “انستغرام ” وكما يقال دائما المشاهد الكبيرة تبدأ من المشاهد الصغيرة، حيث أني لم أكن أتوقع ما تحمله رياح الخير لأن عالم التصميم واسع لكنه لم يكن منتشرا بالشكل الذي هوعليه اليوم، وبدأت بوضع أولى خطواتي على عتبات الصعود للمضي قدما على ما أنوي عليها فلا أرجع عن عزم عزمت عليه إلا ببلوغه .

الإنسان يتقدم بما يكتسبه لا بما يشاهده

وفي حديثها عن مهامها الوظيفية و عن أبرز اهتماماتها على الصعيدين الشخصي والعملي تقول: تتنوع مهامي الوظيفية في مجالات متنوعة ففي داخل المؤسسة التي أعمل أقوم بتصميم مختلف الأشياء التي تتماس بشكل مباشر مع الموظفين والعملاء مثل الهوية التجارية والنشرات الداخلية و التعاميم والافصاحات والكتيبات التعريفية وتصميم البطاقات للمناسبات التي تطرأ بشكل غير مخطط له هذا من ناحية. أما من ناحية اهتماماتي وعلى الصعيد الشخصي فأنا دائما أركز على تطوير الذات والإطلاع على تجارب الآخرين في مجالات التصميم فالإنسان يتقدم بما يكتسبه لا بما يشاهده، فالذي لا يتقدم لا يتعلم، بينما على الصعيد العملي فأنا أحرص دائما على العمل بروح الفريق الواحد وإنجاز المهام وتسليمها في وقتها المحدد، فكل ذلك ينعكس على التقدم في العمل ونيل ثقة المسؤولين بما يتوافق مع رؤية المؤسسة في تحقيق أهدافها الإستراتيجية وأن يكون الإنسان شريكا في تحقيق أي إنجاز فذلك مدعاة للفخر والاعتزاز .

البدايات

وعن بدايتها في مجال التصميم الجرافيكي تقول مزون :كانت بدايتي في هذا المجال منذ أن كنت طفلة صغيرة، حيث كنت استمتع بالوقوف طويلا للتمعن في الألوان، فكان كل شيئ ملون يخطف بصري وأطيل النظر في مختلف لوحات الحياة، شعرت وقتها أن هذه مهارة لدي وينبغي أن تكبر وتنمو لكن كيف؟ لم أكن أعلم في حينها ! مع التقدم في المراحل الدراسية بدأت ميولي تتكشف لي حالي كحال الآخرين ممن هم في عمري في ذلك الوقت إلى أن كما اسلفت سابقا ساقتني الأقدار إلى اختيار ما أريده، فما أريده أنا هو ما يمنحني الطاقة للإبداع، فمضيت قدماً نحو تحقيق حلمي في التخصص بمجال التصميم دون أن التفت  للأراء من حولي لأترجم خيال الألوان إلى واقع .

كل شيء يحمل لون هو مصدر إلهام

من أين تستمد مزون الإلهام ؟! تجيب: كل مافي الكون ملهم للتصميم المناظر، الطبيعة، الجبال، الطيور، المقومات الجغرافية، أبسط الاشياء تمنح الإنسان الإلهام فكل شيء يحمل لون ومعنى هو بالنسبة لي مصدر لشيء ما لعمل ما، فكرة ما، إحساس ما.  وغيرها من الأشياء التي قد لا تتسع الأفكار واللغة لترجمتها.

وحول أبرز البرامج التي تستخدمها لأعمالها تقول: هناك مجموعة من البرامج التي أستخدمها في التصاميم وتتنوع هذه البرامج وفقا لنوع التصميم فعلى سبيل المثال برنامج الستريتر والبرنامج العالمي الفوتوشوب وكذلك إنديزاين، لكن في بعض الأحيان أقوم برسم التصاميم على الورق ومن ثم أقوم بتطبيقها على البرنامج وإخراجها بالشكل النهائي ليكون ليأخذ القالب الأنيق الذي يليق به .

مقومات النجاح

وترى مزون أن أبرز مقومات النجاح في مجال التصميم الجرافيكي هي التدريب المتواصل والتطبيق والممارسة المتواصلة، إذ تؤكد أن التدريب هو الذي يصقل مهارة كل شخص، بالإضافة إلى الإطلاع على تجارب الآخرين سواء على المستوى المحلي أو الخارجي. وتضيف: أن لكل شيء إحساس بمعنى يجب أن يكون التصميم غير مألوف بالنمط والشكل المعتاد اي يجب أن يكون مميزا وملفتا ويدل على شخصية المصممة أو المصمم وذائقته .

التصميم يجب أن يعكس شخصية المصمم

وفي سؤالنا لها عن أبرز التحديات التي واجهتها عند الدخول لهذا المجال تقول مزون: إن اختلاف الأذواق هو ما يأتي في المقدمة، لأنني أتعامل مع شرائح واذواق متنوعة فكل شخص يريد التصميم بنمط معين وقد لا يتناسب التصميم مع المعطيات العالمية لكنني أضطر في بعض الأحيان إلى تقديم شرح مفصل عن أساليب تصميم هذا الشيء، أمر أخر، التقليد الذي لا هوية له، وكما يقال فالبعض يريد تصميم مطابق لتصميم آخر مع إجراء بعض التغييرات الطفيفة فقط وهذا لا يتناسب مع أخلاقيات العمل في هذا المجال فأنا أحب دائما التركيز على التصاميم التي تندرج تحت مظلة ” السهل الممتنع ” كما يقوم بعض المصممين بأخذ تصاميمي وإضافة بعض اللمسات عليها دون استئذان،  وآخيرا الأسعار وهنا تكمن المشكلة و سأوضح لك ذلك : المصمم يبذل جهدا ووقتا في إعداد المادة وقد تأخذ من وقته ساعات متواصلة والبعض يتذمر مشتكيا بأن الأسعار عالية فاضطر إلى قبض أجر لا يتناسب مع الجهد الذي أبذله، وعند مقارنة الأسعار المحلية بالأسعار العالمية سيعرف القراء معنى الفرق في الأسعار .

هويات أخرى تفضلها

وترى مزون أن كل الهوايات التي لها علاقة بالتصميم تستهويها دائما مثل تصميم الأزياء وتنسيق الورود، وتضيف: عند دخولي لمكان ما وأجده غير مرتب أقوم بترتيبه بشكل لا إرادي ليأخذ شكلا جديدا، وبشكل عام كل ما في هذه الحياة له علاقة بالتصميم فهو يلامس شغاف قلبي وكأني استمتع بقطعة موسيقية كلاسيكية تهز أوتار القلب .

Categories: حوار

أضف تعليقاً