قصة العدد
إعداد: رضية الهاشمية
تخليداً للذكرى التي خصصها جلالة السلطان الراحل طيب الله ثراه، نحتفل في هذه القصة بيوم المرأة العمانية والتي نستعرض فيها إنجازات المرأة العمانية طوال الأعوام المنصرمة في مختلف المجالات. حيث نلتقي بمجموعة من النساء العمانيات اللاتي حققن إنجازات محلية أو دولية، وكُن مصدر فخر و إلهام لغيرهن من النساء. وكيف سعت الدولة والمؤسسات منذ فجر النهضة إلى إتاحة الفرصة لها للمشاركة في عملية البناء والتنمية.
حيث كانت المرأة ولازلت شريكاً فاعلاً بجانب أخيها الرجل في بناء مسيرة النهضة المباركة وتنمية المجتمع والارتقاء به ضمن منظومة متكاملة ومتناسقة مع متطلبات مرحلة البناء والتنمية. ويعود تخصيص هذا اليوم إلى أمر أصدره جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد، عام 2009، في ختام ندوة أقيمت بسيح المكارم بولاية صحار، وذلك تكريماً منه للمرأة وتقديراً لدورها في السلطنة. وفي ما يلي نماذج مشرفة من النساء العمانيات اللاتي عانقن الإنجاز و النجاح بروح تملؤها الوطنية وحب الإرتقاء بعمان.
سارة بنت سعيد الكلباني
تشغل سارة بنت سعيد بن راشد الكلبانية منصب رئيس الهوية التسويقية، بدائرة الاتصالات المؤسسية لدى بنك عمان العربي. خريجة جامعة السلطان قابوس تحمل شهادة البكالوريوس في التسويق، وشهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة بيدفوردشير البريطانية. سارة مكلفة حاليا بتسيير أعمال دائرة الاتصالات المؤسسية في بنك عُمان العربي الذي أكملت فيه أكثر من 11 عاماً من العمل ضمن فريقه.
احتفاء
ماذا يعني يوم 17 من أكتوبر لدى سارة؟
تفتخر سارة الكلبانية بيوم 17 أكتوبر والذي تعتبره يوم كل امرأة على امتداد الجغرافية العُمانية، حيث أن هذا اليوم تحتفي فيه المرأة بمساهمتها في رفعة شأن هذا الوطن الذي نفخر جميعاً بالانتماء إلى ترابه الطاهر. وتضيف: نحن لا ننسى الراحل الكبير السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور –طيب الله ثراه- الذي أبى إلا أن يكرم المرأة العمانية من خلال تخصيص هذه المناسبة للتأكيد على دورها المحوري في بناء وعزة عُمان.
وفي حديثها عن أبرز الإنجازات التي حققتها طوال مسيرتك المهنية والعملية تقول: بدأت عملي في القطاع المصرفي في العام 2009 كـ اختصاصية تسويق في دائرة التسويق للأفراد، لاحقاً عملت على تعزيز معارفي ومهاراتي الشخصية من خلال البقاء على اطلاع على أحدث المستجدات المرتبطة بتخصصي، وتنقلت في عدة مهام وصولاً إلى منصبي الحالي، وهذا ما أعتبره إنجازي الشخصي على المستوى المهني. إدارة الاتصالات المؤسسية التي تم تكليفي مؤخراً بتسيير أعمالها، هي الجهة المشرفة على حضور الهوية التجارية لبنك عُمان العربي في القطاع المصرفي، حيث يتولى الفريق تعزيز تواصل البنك مع مختلف أصحاب العلاقة بما فيهم الموظفين والمساهمين والموردين والعملاء و وسائل الإعلام ومختلف شرائح المجتمع. حيث نعمل على توطيد صلاتنا مع مختلف هذه الشرائح عبر عدة قنوات تتضمن التواصل المباشر وقنوات التواصل الاجتماعي، إلى جانب وسائل الإعلام التقليدي وغيرها.
هذه الدائرة تتضمن اليوم قسم تسويق الهوية التجارية للبنك والتواصل الرقمي والإعلان، والفعاليات إلى جانب قسم الاستدامة والمسؤولية المجتمعية، وأنا فخورة بالثقة التي منحتني إياها إدارة البنك وأعمل حالياً مع الفريق على تطوير عمل الدائرة بالشكل الذي ينعكس إيجاباً على البنك والمجتمع ككل.
وطن يستحق البذل والعطاء
وفي سؤالنا لها عن كيف يمكن أن تسهم بجهودها في رفعة هذا الوطن تجيب:
كل شخص منا يساهم بشكل أو بآخر في تعزيز رفعة عُمان لتكون في مصاف الدول التي يشار إليها بالبنان. وعلى كل منا أن يتقن عمله وأن يحكّم ضميره، وأن يبذل قصارى جهده ليقدم الأفضل من أجل عُمان كل من موقعه وكل بحسب اختصاصه. وانطلاقاً من كوني أعمل في القطاع المصرفي الذي يعتبر العصب الاقتصادي للنمو، فأنا أبذل كل ما أستطيع لتعزيز أداء البنك وبالتالي تطوير القطاع ككل ليكون قادراً على دعم عملية التنمية الشاملة.
وحول أبرز الفرص والبرامج التي أتاحها بنك عمان العربي للنساء والتي كانت بمثابة الداعم لها في تحقيق طموحاتها تقول سارة:
يُعتبر بنك عُمان العربي رائداً في تمكين الكفاءات الوطنية بشكل عام، أما بالنسبة للكفاءات النسائية، فيعتبر بنك عُمان العربي من أفضل المؤسسات المحلية في تحقيق المساواة بين الجنسين، وتوفير الدعم الكامل للمرأة للترقى في السلم الوظيفي، حيث وصل عدد ساعات التدريب التي وفرتها إدارة الموارد البشرية للموظفات 2,853 ساعة خلال العام الماضي، فيما وصلت نسبة المشاركات في برنامج “قيادة” الذي يعمل على تطوير قيادات الصف الثاني في البنك إلى 50%، الأمر الذي يعتبر مؤشراً واضحاً على اهتمام الإدارة بتمكين المرأة العُمانية وتمهيد الطريق من أمامها لترقى إلى أعلى المناصب.
بالنسبة لبنك عُمان العربي، لا يوجد تفريق بين الموظف والموظفة عندما يتعلق الأمر بالبرامج التدريبية المتخصصة، حيث يقدم البنك برامج متنوعة يكون معيار الانضمام إليها هو الكفاءة والأداء والقدرة على المنافسة والتقدم. من جانب آخر، أطلق البنك العام الماضي برنامجاً للإرشاد والتوجيه الوظيفي، حيث يقوم الموظفين والموظفات الأكثر خبرة، بتقديم الإرشاد والتوجيه لأفراد الفريق الأقل خبرة بهدف تعزيز مهاراتهم ومعارفهم للترقي في السلم الوظيفي واستلام مهام أكثر. في هذا الإطار و رغبة من الإدارة في تكريم المرأة، تم تخصيص النسخة الأولى من البرنامج للموظفات في البنك حيث تشرفت بكوني إحدى المرشدات في النسخة الأولى من البرنامج.
تحديات
وحول أبرز التحديات التي تواجه المرأة العمانية، وما الذي تحتاجه لتمكينها تقول الكلبانية:
قد تقف بعض العادات والتقاليد في وجه المرأة الطامحة للوصول إلى مراتب عليا، إلا أن المجتمع عموماً أصبح على دراية ووعي كبيرين بالدور الذي تقوم به المرأة إلى جانب الرجل في عملية التنمية المستمرة على كافة الأصعدة. ومن هنا أرى بأن كافة السبل متاحة اليوم أمام المرأة لتثبت حضورها على الساحة والمنافسة على كافة الفرص وهذا ما تقوم به المرأة فعلاً في غالبية المجالات.
وعن رأيها حول كيف يمكن أن تساهم المرأة العمانية في تحقيق رؤية عمان 2040 تقول:
رؤية عُمان 2040 هي الهدف الذي نسعى من أجله نساءً ورجالاً على حد سواء. حيث رسمت هذه الرؤية ملامح عُمان التي نطمح إليها جميعاً، وعلينا السعي والتفاني لنضع هذه الرؤية موضع التنفيذ كلٌ بحسب اختصاصه. وعلى المرأة تحديداً أن تعي بأن دورها لا يقل عن أي دور آخر للرجل، وعليها أن تقوم بما هو مطلوب منها في المجال الذي تعمل به لنصل جميعاً بعُمان إلى حيث يجب أن تكون.
رسالتها للنساء
وفي رسالتها للنساء تقول سارة : كل عام وأنت بخير، وكل عام وأنت شريكة في بناء عُمان أجمل وأكثر ازدهاراً وإشراقاً للأجيال القادمة. كل التحية لنساء عُمان من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب. نحن جميعاً شركاء في التنمية وشركاء في بناء مستقبل أفضل لبلادنا الحبيبة.
Categories: حوار