حوار

سفيرة الإلهام عبر وسائل التواصل الاجتماعي

سيده ميه 2

حوار: رضية الهاشمية

شخصية ملهمة، مفعمة بالتفائل والنظرة الإيجابية للحياة، سفيرة تعزيز الإبداع والإلهام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عازفة كمان سابقة، ناشطة اجتماعية متحدثة، صانعة محتوى ومدونة، وهي من أوائل النساء اللاتي أسسن قناة على اليوتيوب، هدفها الأسمى أن تكون مصدر إلهام للنساء المسلمات عبر جميع أنحاء العالم.

بروحها المرحة و ابتسامتها العريضة التي تجذب متابعينها وتبعث فيهم روح الأمل و التفاؤل، التقت بها مجلة المرأة، للحديث معها عن المرأة العمانية وقنوات التواصل الاجتماعي، باعتبارها شخصية بارزة في هذا المجال، و لظروف الجائحة التي تعصف بجميع أنحاء العالم اليوم، ارتأينا أن يكون لقاؤنا عبر منصة  Zoom، كأول تجربة تخوضها مجلة المرأة من هذا النوع، حيث  كان لنا هذا الحوار معها :

السيدة ميه آل سعيد، في البداية حدثينا عن نفسك؟

تحدثنا السيدة ميّه بنت حمود آل سعيد عن نفسها بكل بساطة وتقول: أنا امرأة عمانية، من أب عماني و أم فرنسية، زوجة وأم لإبنتين، أتكلم بأربع لغات، ناشطة اجتماعية، و صانعة محتوى ومتحدثة، شغفي إلهام الآخرين ليعيشوا حياتهم بشكل إيجابي، عازفة كمان سابقة مع الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية، حصلت على درجة الدبلوم في العزف الإنفرادي أثناء انضمامي للسيمفونية، ثم تركت هذا المجال وتوجهت لدراسة إدارة الأعمال حيث نلت درجة الدبلوم بأستراليا، عدت بعدها إلى عمان و عملت في عدة شركات، ثم انتقلت للعمل كـ مرشدة حياتية بعيادة همسات السكون.

ولي أيضا قناتي الخاصة بمدونتي على اليوتيوب  باللغة الانجليزية لتغيير مفاهيم الغرب عن المرأة العربية، قناتي تعتبر مصدر إلهام للنساء المسلمات في جميع أنحاء العالم وقد أسستها في عام ٢٠٠٩ وبهذا أكون من أوائل النساء العمانيات اللاتي أسسن مثل هذا العمل على الانترنت. 

متى كانت انطلاقتك الأولى في مجال قنوات التواصل الاجتماعي؟

بدايتي عبر قنوات التواصل الاجتماعي كانت عن طريق الخياطة، فأنا أعشق الأعمال اليدوية، كنت أشغل وقت فراغي بممارسة مهنة الخياطة، ومنذ تلك اللحظة قررت أن أفتتح مدونة لأدون بها كل ما تعلمته ومارسته ذلك اليوم وكل يوم، مستخدمة اللغة الإنجليزية وسيلة للتعبير، ومن ثم قررت التوجه إلى الحديث عن هذا عبر صفحتي الخاصة على الإنستجرام، تلاها بعد ذلك أفتتاح حسابي على برنامج اليوتيوب، وكانت البداية والفكرة هي للحديث عن أشغالي اليدوية وهذا كان ما بين عامي 2007 أو 2008، ومع مرور الوقت، تغير المحتوى والهدف الذي كنت أسعى إليه، فـ قررت تغير التوجه الذي أنشأت قناتي على أساسه، باعتبار أنها أصبحت قناة عالمية، فقلت لماذا لا أتوجه لموضوع أخر أفيد به الأخرين، فـ حولتها لقناة مختصه بالتعريف بالحجاب والإسلام لغير الناطقين بالعربية، كانت تردني الكثير من الأسئلة! لما قررتي التوجه لغير الناطقين بالعربية؟  فكانت إجابتي دائما: ” هدفي الأول و الأخير هو أن أفيد أكبر شريحة من الناس، و بما أنني امرأة عربية عمانية، فسيجده الناس أمراً ملفتاً و جاذب لأنهم لا يتوقعون هذا من امرأة عمانية عربية، أيضا كانت رغبتي هي أن أكسب المسلمين الغير الناطقين بالعربية والتحدث إليهم عن الحجاب والإسلام، ومن هذا المنطلق أسست برنامج اسميته العالم من وجهة نظري ، ومن هنا كانت انطلاقتي الأولى عبر قنوات التواصل الاجتماعي والتي فتحت لي أبوابا أخرى في هذا العالم الكبير .

كيف استغلت السيدة ميه منصات التواصل الاجتماعي لإيصال رسالتها؟

عالم الإنترنت كبير و واسع، فقد أتاح لنا وسائل تمكننا من إيصال أفكارنا للآخرين، قناتي على اليوتيوب كانت انطلاقتها الأولى للحديث عن أعمالي واهتماماتي ومن ثم الحديث عن الإسلام والحجاب والقضايا الاجتماعية كالطلاق. في سنة 2017 في شهر رمضان قدمت برنامج إذاعي على الإذاعة الإنجليزية عمان أف.م تردد 9014، اسميته حب حياتك (Love your life )  وما زلت أقدمه كل رمضان . أما في سنة 2019 و بالتعاون مع شركة حكايات عربية للصحافة و الإعلام الالكتروني ( The Arabian Stories ) فقد أطلقنا برنامج  يوتيوبي تحت عنوان ” قصتها ” وغيرها الكثير من البرامج والاهتمامات التي كنت وما زلت اقدمها مستفيدة من برامج ومنصات التواصل الاجتماعي.

ولقد تعمدت الحديث عبر منصاتي باللغة الإنجليزية، كوني أملك هدف و رسالة تتمثل في نشر الإيجابية والتعريف بالإسلام، فـ أنا أسعى أن أفيد أكبر شريحة ممكنة من الناس.

باعتبارك من أوائل العمانيات اللاتي أنشئن قناة على اليوتيوب؟ كيف يمكن لهذه التجربة أن تكون بمثابة دافع و حافز لغيرك من النساء لخوض تجربة افتتاح قنوات ومنصات على وسائل التواصل الاجتماعي؟

رسالتي لكل امرأة عمانية ترغب في البدء في مشروع ما أو أن تنطلق في خطوة جديدة في حياتها أقول لها ” انطلقي وتوكلي على الله، و تذكري أن لا تنسى هويتك فأنتي هنا لا تمثلين نفسك كـ امرأة فقط و انما تمثلين عمان بأكملها”، وحقيقة نحن النساء العمانيات طموحات جداً، فنحن عندما نملك الإصرار والشغف  نبذل قصارى جهدنا كي يتحقق و نتجاوز الكثير من التحديات لنيل ما نرغب، وخير دليل على ذلك وجود العديد من الشخصيات العمانيات البارزات في قنوات التواصل الاجتماعي وأيضا صاحبات قنوات على اليوتيوب أمثال شوق المسكري و شوق عبد العزيز وغيرهما.

 كيف تنظرين إلى واقع المرأة العمانية اليوم بشكل عام، وعلى تواجدها في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص؟

المرأة العمانية دائما وأبداً متميزة في كل المجالات التي تدخل بها، وهي امرأة تقبل التحديات ولا مستحيل أمامها، والمرأة كما ذكرت سابقا متواجدة على مواقع التواصل الاجتماعي، جميعنا نحمل رسالة وهدف نرغب في تحقيقه، وكلٌ يختلف في طريقته لتحقيق الهدف. كما نلاحظ اليوم يوجود العديد من النساء العمانيات اللاتي استخدمن منصات التواصل الاجتماعي لأهداف اجتماعية ترفهية وتثقيفية وهذا حراك جيد نجده على الساحة ويحسب في رصيد المرأة العمانية وتواجدها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

برأيك، هل ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في التعريف بحقوق المرأة و الترويج للقضايا والأفكار النسوية؟

نعم ولكن ليست بكثره، و هذا يعود إلى الطريقة و الأسلوب الذي نقدم من خلاله هذه الفكرة، كطريقة الحوار و الأسلوب الذي نستخدمه في إيصال الرسالة، علينا أن نكون حريصين جداً في انتقاء الكلمات التي نوصل من خلالها أفكارنا.

حدثينا عن برنامجك ” قصتها  ” ؟

” قصتها ” برنامج قريب من قلبي، و أفتخر به جداً، أطلقته عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالتعاون مع شركة حكايات عربية للصحافة و الإعلام الالكتروني ( The Arabian Stories )، أتحدث فيه عن قصص لنساء عمانيات مثابرات وفي أول موسم له كنا نتحدث مع نساء سعين نحو حلم و حققنه، بينما في الموسم الثاني ركزنا في الحديث مع نساء واجهن تحديات واستطعن تجاوزها، لم نتمكن من تصوير سوى حلقة واحدة نتيجة للأوضاع الراهنة المتعلقة بجائحة كورونا، حيث تناولنا في تلك الحلقة الحديث مع أم علي وتجربتها مع ابنها المصاب بالتوحد، نحن نعرض من خلال هذا البرنامج الكثير من قصص النساء لـ يلهمن الأخريات بطريقة أو بأخرى، ولا نشترط في البرنامج أن تكون المرأة معروفة وإنما نسلط الضوء على كل امرأة تحمل قصة من الممكن أن تلهم الأخريات .

لذا فنحن نسعى أن يكون لكل موسم فكرة معينة و شريحة معينة من النساء، و بالنسبة لـ ألية إنتقاء النساء، فنحن في الموسم الأول قمنا باختيارهن بينما الموسم الثاني تم اختيارهن من خلال ترشيح المتابعين على شخصية   معينة للحديث عنها والتعرف على قصتها.

رسالتك التي تودين أن توجهينها من خلال منصات التواصل الاجتماعي؟

كان هدفي الأكبر والأسمى هو إلهام الآخرين، ولكن والحمدلله تترجمت رغبتي في الإلهام بعدة أشكال، منها قصتي مع الحجاب، ثانيا موضوع حديثي عن الطلاق، كوني كنت امرأة مطلقة ، ولكن لو نظرنا إلى الصورة بأكملها سنجد أن الإلهام وجد في كل محور أو رسالة كنت أقدمها.

سر الإبتسامة ؟

الحمدلله، هي هبة من الله و علاقتي بالله هي سر ابتسامتي.

نصيحتك الأخيرة للنساء؟

نصيحتي الأخيرة لكل النساء، بإمكان أي امرأة أن تتعلم ما ترغب به عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن لابد لنا أن نحسن اختيار المصدر الذي نستقي منه.

وحتى نكون نساء ناجحات لابد أن لا نسمح للأعذار والعراقيل أن تأخر من الحلم أو الطموح الذي نرغب في تحقيقه. لاشي مستحيل وهناك بعض الأمور التي تتطلب منا فعل ومجهود فوق المتوقع حتى تكون نتائجها ملموسة، أؤمن أن الثقة هي القوة والدافع الذي يمنح المرأة القدرة على مواصلة الطموح، وتذكري عزيزتي المرأة، أنتي قادرة و أخص هنا ” المرأة العمانية”، أنتي قادرة على النجاح في كل مجال ترغبين به. ولكن عليك المحاولة وعدم الاستسلام فالطريق مليئة بالتحديات و ربما بالفشل ولا ضير أن نتعلم من الفشل أيضا.

–          تصوير: yuliyaphotographyoman@

–          مكياج: خبيرة التجميل ميادة الميمني، صالون ميمو بيوتي،  @mayada_almaimani

–          الزي الأرجواني من Tresore Boutique ، tresore.hk@

–          العباءة الحمراء: من تصميم المصممة نورا كريمي، بوتيك خليجية

Categories: حوار

أضف تعليقاً