حوار

وفاء بنت علي العامرية

ALMARA May final to press37

تملك وفاء بنت علي بن ناصر العامرية شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، وهي مهتمة بدعم المرأة ورعاية وتنظيم الأسرة ومدربة في هذا المجال ومجال تنمية الذات ومهارات القيادة . من مواليد 1983، ولها عدة مواهب وهوايات مثل كتابة المقالات و النصوص النثرية والخواطر وممارسة الرسم وقراءة القصص والروايات.

تقلدتُ العامرية عدة مناصب إدارية أثناء مسيرتها العملية كـ قائمة بالأعمال الادارية بمدرسة النبأ الخاصة وهي ملك لوالدتها ومنها تعلمت فنون الإدارة ثم عملت في جمعية رعاية الأطفال المعاقين بالعذيبة وعملت فيها كـ رئيسة قسم الانشطة والاعلام ثم رئيسة قسم الشؤون الادارية والمالية كما و تقلدت منصب نائبة مديرة الجمعية، ومن ثم انتقلت للعمل كمديرة للجمعية العمانية للتوحد .

ترأس وفاء اليوم جمعية المرأة العمانية بولاية السيب وهو منصب تطوعي كرمت به منذ العام 2015. إذ أنها انخرطت في الأعمال التطوعية منذ طفولتها حيث أنها نشأت في أسرة مهتمة بهذا الجانب .

تجيبنا وفاء عن سؤالنا حول واقع المرأة العمانية في السلطنة؟ وهل حظيت بما تستحقه من اهتمام و رعاية حيث تقول: لقد اهتم السلطان قابوس – طيب الله ثراهُ – بالمرأة وأسس لدعمها العديد من المبادئ التى ساندتها على أن تعطي وتجتهد وتساند الرجل وتبني معه الوطن، واستمر على هذا النهج السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه حيث أكد على رعايته لحقوق المرأة في أول خطاب له منذ تولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد، لذلك يعتبر واقع المرأة في السلطنة متزنا ومحققاً لما أتت به الشريعة الإسلامية من أنظمة تحفظ حق المرأة وتصونها. فالمرأة مكرمة في سلطنة عُمان واستطاع هذا التكريم أن يمهد لها طريقاً يسيرا ً للتعمير  والمساهمة في البلاد وبناء ذاتها وتربية أبنائها بشكل أفضل.

أما عن إسهامات المرأة العمانية طوال الخمسين عاماً الماضية وفي مجال دعم التنمية تقول: نعم فعلاً لقد أنجزت المرأة العمانية الكثير، وحققت بحانب أخيها الرجل منجزات جديرة بالفخر، وعملت في بيتها وفي مقر عملها وأكملت تعليمها دون كلل أو ملل وتجاوزت الكثير من التحديات خصوصا أن الإمكانات لم تكن متوفرة بالقدر الكاف مثل اليوم  .ولقد منحت المرأة العمانية الثقة وكانت أهلا لها في تلك الحقبة من الزمن وبعون الله ستكون كذلك في مستقبل عمان المجيد . فلقد عملت المرأة منذ السبعين في كل المجالات في التعليم والتمريض والطب والإدارة وفي القوات المسلحة وكذلك في الهندسة وقطاع النفط والغاز والتعدين إلى جانب الأعمال التطوعية والخيرية وكان لها آراء ومشاركات في المجال السياسي، فقد ساهمت داخل وخارج الوطن بشكل فعال وكبير أثمر حتى اليوم وساهم في عجلة التنمية بشكل مباشر أو غير مباشر وما تحقق كل ذلك إلا بالصبر والتضحيات .

أما في حديثها عن مدى الرضى عن ما حققته المرأة العمانية على مختلف الأصعدة أم أنها كانت من الممكن أن  تحقق أفضل مما حققت تقول العامرية: ما تم تحقيقه فخر واعتزاز فقد وصلت المرأة لمناصب قيادية هامة في الدولة، و بلا شك ذلك  دافع قوي لتستمر المرأة من الجيل الحالي وتساند  بعطاءها، وهناك العديد من الظروف الصعبة قد تغيرت وأصبحت أفضل و تطورت الكثير من التعاملات والتقنيات وحتى أسلوب حياة الأسرة قد تغير في عصرنا الحالي، لذلك أعتقد أن المرأة تستطيع أن تقدم الأفضل والأجمل إذا ما اجتهدت للحصول على التميز الذي يلائمها في مجالها، وفي هذا العصر المتسارع، يجب أن نواكب ما يلائم ديننا وعاداتنا وننطلق بناءً على تلك الأسس لتطوير حياتنا، ومما لا شك فيه أن المرأة العمانية تربت على الاجتهاد والجد ويجب أن تستمر كذلك فدورها أصبح أكثر تعقيداً ولها مسؤوليات متعددة، ستنجح في إدارتها إن نظمت وقتها و أولوياتها .

أما عن التحديات التي تواجه المرأة العمانية وما تحتاجه لتمكينها ترى العامرية أن المرأة تحتاج في المقام الأول إلى أن تكون واعية بحقوقها وكذلك واجباتها نحو أسرتها أو عملها أو أي مجال من مجالات حياتها، لإنها إذا فهمت أسس التعامل في أي علاقة إنسانية أو عملية فستكون متمكنة  بنسبة عالية جدا ً. فمثلاً إذا أردنا أن نقلل نسبة المشاكل الزوجية و نسب الطلاق المرتفعة علينا أن نمكّن الأجيال المقبلة على إنشاء علاقة زوجية بمعنى الميثاق الغليظ الذي سيوقعونه.

وتضيف : “لدينا الحقيقة عدة أنواع من التمكين ومن أهمها التمكين الاقتصادي، وفي ظل توجه العديد من النساء إلى الإشتغال في التجارة فمن وجه نظري أشعر بأن المرأة بحاجة إلى تمكين مكثف في هذا الجانب من ناحية التوجيه التسويقي وإدارة المؤسسات التجارية وتبادل الخبرات مع رائدات الاعمال الناجحات. ويعتبر البحث عن عمل من أكبر التحديات التي تواجه المرأة خصوصا أن الأسرة لم تعد تستطيع الإعتماد على عمل الرجل فحسب، ونأمل في قادم الأيام أن تستقر شؤون الباحثين عن عمل ويساهمون بإبداعاتهم في بناء عماننا الحبيب” .

وفي سؤالنا لها عن كيف يمكن أن تشارك المرأة العمانية في عمان المستقبل من خلال الرؤية الجديدة عمان 2040 فـ تقوللو تابعنا الأولويات الوطنية في رؤية عمان 2040 لوجدنا أن دور المرأة مهم جداً في كل أولوية ابتداءً من الصحة و وصولاً الى التعليم وغيرها من الأولويات المهمة في الرؤية، فمثلاً في أولوية الرفاة الاجتماعي يأتي دور المرأة كأم ومربية وموجهه في مقدمة المسؤوليات لتحقيق الرفاه الاجتماعي وكذلك في الاقتصاد والإدارة وغيرها، ولو ذكرناها بطريقة أبسط فإن دور المرأة من المكان والموقع الذي هي فيه بدءاً  بالأسرة ورعايتها وحتى وجودها في مكان العمل أو اشتغالها في عمل ٍ منزلي فهي من هناك تبني عمان، وعليها أن تهتم بتطوير ذاتها والبحث عن فرص تستفيد منها على ان يتم ذلك بإتزان .إن رؤية عمان 2040 ليست أسطراً جاهزة نقرأها، إنها رؤية قائد بناها ويريد أن يستكمل البناء بسواعد أبناءها الذين غرسوا. اسمه(قابوس ) في ذاكرتهم -طيب الله ثراه وآجره بالجنة .

أهمية النجاح في حياة المرأة

تحدثنا العامرية أهمية النجاح في حياة المرأة حيث تقول: النجاح كلمة ماسية لها عدة وجوه مشرقة، والأهم في النجاح أن نبتعد عن المقارنات وأن لا نحاول تقليد الآخرين وانما نركز على ما نستطيع نحن النجاح فيه، ولا يوجد إنسان لا يحب النجاح، لكن هناك من يحلم فقط وهناك من يسابق الزمن ليصل لنجاحة وهدفه، كما أن النجاح يتطلب جهداً و وقتاً وتركيزاً على الهدف الذي أرغب في تحقيقه وعلي أن أجتهد و أسعى للوصول إليه. والمرأة المستفيدة من محيطها تعرف كيف تنجح مع أسرتها وفي عملها وفي علاقاتها وهي بذلك تنجح في أن تكون قدوة لمجتمعها وبهذه السلسلة المتواصلة تحقق الرفعة والسمعة الطيبة لوطنها. وأهمية النجاح تأتي هنا، عندما أسعد بتحقيق ما أصبو إليه و أجد الجميع فخورون بي وأكون أنا فخورة بنفسي قبل كل شئ والفخر شعور ايجابي راق يجعلنا مجتهدين دائما ومؤمنين بالقادم الأجمل .

كلمة أخيرة بمناسبة الذكرى الـ 18 للمجلة

لقد تابعتُ بشغف اهتمام مجلة المرأة بنجاح النساء في مجالات عدة وتكريمها لهن في جوائز الإجادة السنوية، وكذلك قرأت العديد من إصدارات المجلة وتنوع المواضيع الهامة التي تحتضنها المجلة لتروي بها العقول وتكسب بها القلوب، وفي عيدها الثامن عشر أقول لمجلة المرأة، أبدعتم فنجحتم ولم يكن هذا إلا من بعد اجتهاد وتكاتف و رقي وصبر، فهنيئا لنا بكم وسط الإصدارات العمانية الجميلة وأسأل المولى لكم توفيقا رائداً ورائعاً ونحن ممتنون لهذا المسعى الذي يعكس همة المبدعات من نساء عمان ويثري الثقافة النسائية، فـ إلى رقي مزدهر. ودمتم بود، شاكرة لكم استضافتي بين جمال صفحاتكم المعطرة.

Categories: حوار

أضف تعليقاً