حوار

جواهر بنت سيف الغافرية

جواهر بنت سيف الغافرية

ESO - Jawaher Al Ghafri

جواهر بنت سيف الغافرية، تعمل كمنسقة شؤون التعليم في جمعية البيئة العُمانية. بدأت مسيرتها المهنية بحصولها على شهادة البكالوريوس في دراسات الاتصالات من كلية العلوم التطبيقية بصور و شاركت خلالها في مختلف الفعاليات المجتمعية والرياضية والإعلامية.  وصعدت السلم الوظيفي بخطوات واثقة بعدما اكتسبت خبرة واسعة في مختلف المجالات من خلال عملها في عدد من المؤسسات، بما في ذلك ’عُمان أوتورد باوند‘ لمدة 4 أعوام كأول مدربة عمانية، حيث حرصت على المساهمة في تطوير مهارات الشباب العماني. وبطموح لا محدود لإحداث تغيير إيجابي، انضمت إلى أسرة جمعية البيئة العُمانية في عام 2016 كمنسقة شؤون التعليم ركزت في المقام الأول على تمكين الشباب العُماني وذلك بتقديم الأدوات التي تمكنهم في أداء دورهم المجتمعي عبر تعزيز الابتكار لديهم والحفاظ على البيئة وصون مواردها.

تحدثنا جواهر عن واقع المراة العمانية و هل حظيت بما تستحقه من اهتمام ورعاية حيث تقول: منذ انطلاق نهضة عُمان المُباركة في عام 1970، أستطيع القول أن المرأة العمانية اليوم كفلت جميع حقوقها على الرغم من القيود النمطية بين الجنسين التي تعاني منها النساء في مختلف أنحاء العالم.  واليوم، تلعب المرأة العمانية دورًا فاعلا في دفع عجلة التنمية مع الرجل. وفي نهضة حضرة جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – هو خير خلف لخير سلف وثقتنا فيه تصل لعنان السماء أكد على دور المرأة ومشاركتها في سياق المجتمع ككل والمواطنة الحديثة وحقوق المرأة مصانة ومكفولة بالقانون وهي دائماً مدعوة لتشارك الرجل في كافة المجالات بما يخدم المجتمع والوطن بشكل عام.

أما عن سؤالنا عن المرأة العمانية خلال الخمسين عاماً الماضية وهل ساهمت خلال تلك السنوات في دعم التنمية تجيبنا الغافرية: أعبر عن فخري واعتزازي وأنا أرى الأعداد المتزايدة من النساء اللاتي يشاركن بالعمل البيئي ويكرسن أنفسهن لصون الإرث الطبيعي لعُمان على مستوى الأسرة وفي المجتمعات المحلية. وأؤمن أن تمكين القيادات النسائية في السلطنة في الجانب البيئي، سيكفل إيجاد مجتمع أكثر نماءً وازدهاراً والمرأة العُمانية قادرة بكل تأكيد على إيجاد مستقبل مشرق ومزدهر أينما وجدت.

وتتابع جواهر حديثها حول مدى الرضى عن ما حققته المرأة العمانية على مختلف الأصعدة أم أنها كانت من الممكن أن  تحقق أفضل مما حققت تقول حققت المرأة العُمانية سجل حافل من النجاحات والإنجازات الملموسة على جميع الأصعدة على مدار السنوات الماضية ، حيث استطاعت العمل في أي وظيفة رغم التحديات والصعوبات لكل ميدان، وشغلت أعلى المناصب حتى على مستوى التشكيل الوزاري للدولة، والذي يثبت الإمكانات والقدرات الهائلة التي تتميز بها المرأة العمانية. ولا شك أن نجاح كل إمرأة يعد مصدر فخر واعتزاز لنظيراتها ومثالاً يحتذى به لجيل المستقبل لكي يكملن المسيرة وهن على يقين بأن الأحلام تتحقق بالعزيمة والإصرار والعمل.

وعن التحديات التي تواجه المرأة وما الذي تحتاجه لتمكينها تقوللعل أبرز التحديات من وجهة نظري التي تواجه المرأة هي عدم الرغبة في التجديد والخروج من منطقة الراحة، ولعل كثرة المسؤوليات والمهام التي تقع على عاتقها بشكل يومي ومحاولة ايجاد التوازن بينها تُعد أبرزها. فمن وجهة نظري، يكمن الحل الأمثل للتغلب على جميع الصعوبات عن طريق التحلي بالشجاعة والرغبة الأكيدة في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع، شريطة أن تكون متسلحة بالوعي والمعرفة الكافية. من ناحية أخرى يجب أن يكون هناك دعم وتعزيز من المحيط الخارجي كالأسرة وجهة العمل، وأنا محظوظة بوجودي في بيئة مناسبة كجمعية البيئة العُمانية والتي واصلت منحي الثقة والدعم اللازمين لتعزيز خبراتي ومهاراتي لتحقيق طموحاتي وارتقاء السلم الوظيفي. التعامل مع مختلف شرائح المجتمع ومحاولة تكييف القضايا البيئية المستجدة بما يتناسب مع ذائقة المتلقي يشكل تحدياً كبيراً وخاصة أن المجال البيئي وقضاياه لم تكن تشكل الهاجس الأكبر لدى شريحة واسعة من المجتمع. كغيرنا من الجمعيات الأهلية نعول كثيراً على المتطوعين الذين يمثلون الحجر الأساس لأي مشروع لدينا ولكن للأسف الشديد ما زالت ثقافة العمل التطوعي تلقى رواجاً واسعاً فقط في المبادرات الإنسانية . الأوضاع الراهنة مع الجائحة شكلت أيضاً تحدياً لدينا في محاولة لاستكمال واستمرار مشاريع الجمعية من خلال العالم الافتراضي بدل النزول إلى الميدان والتواصل المباشر مع المجتمع. كلها تحديات وعلينا دائماً أن نكون مستعدين للتأقلم والتكيف والتطور لأي مستجدات تطرأ سواء على الصعيد المحلي أو العالمي لضمان استمرارية العطاء وصون بيئة عُماننا الحبيبة .

وفي سؤالنا عن كيف يمكن أن تشارك المرأة العمانية في عمان المستقبل من خلال الرؤية الجديدة عمان 2040 تقول جواهر: منذ انطلاق النهضة في عام 1970، وحتى يومنا هذا، لا يزال للمرأة العُمانية دور محوري في الدفع بمسيرة التنمية في السلطنة بمحاذاة قرينها الرجل العُماني، وتُعد ’رؤية عمان 2040‘ أحد الأمثلة التي سعت لأن يكون لنا دور ومشاركة فاعلة في صياغة المستقبل. ولقد ترجمت المراسيم السلطانية الأخيرة التي أصدرها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- حرصه واهتمامه المتواصل بالمرأة العُمانية، وذلك بمنحه الثقة السامية لإضافة أبرز النساء العُمانيات في التشكيل الجديد للجهاز الإداري للدولة، وتعكس رؤيته بأن المرأة العُمانية ستواصل خدمة هذا الوطن في مختلف الأصعدة. واليوم، يقعُ على عاتقنا نحن العُمانيات المُضيُ قُدماً نحو المستقبل مفعمين بروح التفاؤل والتضامن، متوجهين إلى أعتابِ حُقبةٍ جديدةٍ لتحقيق مستقبلٍ مستدام إلى جانب إلهام التغيير الإيجابي في الشباب واتباع السلوكيات والممارسات المستدامة والمساهمة بدور فاعل في تحقيق رؤية عُمان 2040. العمل البيئي يجب أن يكون متزامن مع رؤية عمان 2040 وجميع برامجنا ومبادراتنا البيئية نحرص فيها على تحقيق الأهداف المشتركة التي تكفل خلق بيئة مستدامة بروح الشباب الطامح .

النجاح في حياة المرأة

ترى الغافرية أنه بمقدور المرأة أن تكون ناجحة وتضع بصمتها وتلعب دور بارز في دفع عجلة التنمية المستدامة للبلاد أينما كانت، سواءً كربّة منزل، وأمّ مميّزة، وعاملة ناجحة في وظيفتها، فلا يوجد شكل واحد للنجاح. كما، وتؤمن أن المرأة العُمانية قادرة على تحقيق ما تصبو إليه من خلال إيمانها بقدراتها ومواصلة تطوير مهاراتها كونه السبيل الأمثل لتحقيق الطموحات. و هي اليوم، تعتز بالنجاحات التي حققتها على الصعيدين المهني والشخصي، وتتطلع للمساهمة في تحقيق استراتيجية جمعية البيئة العُمانية لمواصلة رسالتها في الحفاظ على الطبيعة، وأن تكون أحد رموز العمل البيئي من خلال تنظيم العديد من الحملات والمبادرات والمشاريع التعليمية الجديدة لوضع حلول وابتكارات تكنولوجية لحماية البيئة والتي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة الوطنية والعالمية التعليمية البيئية، بما في ذلك حملة ’قل لا للأكياس البلاستيكية‘، ومبادرة المدارس الخضراء‘ وغيرها. كما وتسعى عبر هذه المبادرات إلى المساهمة في بناء قدرات الشباب العُماني وتعزيز معارفهم وخبراتهم البيئية وتحويلها إلى واقع ملموس وكل ذلك من أجل التأكيد على أهمية الحفاظ على البيئة العُمانية وغرس وتعزيز الثقافة البيئية المستدامة.

كلمة أخيرة بمناسبة الذكرى الـ18

توجه جواهر تحية إجلال وتقدير وتبجيل وشكر الى كل العُمانيات على ما قدمنه وما زلن يقدمنه من عطاء مستمر في خدمة عُماننا الحبيبة. ورسالتها لكل إمرأة عُمانية أن تواصل العمل بجد ومُثابرة وأن تكتسب القوة من البداية لتحقيق أحلامها على الصعيدين المهني والشخصي.

Categories: حوار

أضف تعليقاً