مناسبات وفعاليات

تجارب أمهات في حضرة كورونا

” الأم مدرسةُ “

تجارب أمهات في حضرة كورونا

إعداد: رضية الهاشمية

الأم هي المدرسة الأولى في حياة كل إنسان، وصدق الشاعر القائل: الأم مدرســـة إذا أعددتهـــا *** أعددت شعبا طيب الأعراق فهي بذلك ركن ركين وأساس متين في البناء الأسري ولبنة في بناء المجتمع، وهي المدرسة الأولى في حياة كل طفل، فلن توفي الكلمات حقها ولن تزجي العبارات ذكر فضائلها.

يحتفل العالم في 21 من مارس من كل عام بيوم الأم، عيد الأم في حقيقة الأمر بمثابة مناسبة في غاية الأهمية بالنسبة للعديد من شعوب العالم وعلى رأسها الشعوب العربية، وذلك لتقدير الأمهات والتعبير عن الحب والشكر لهم عن التربية الجيدة والرعاية والحنان الذي تقدمه كل الأمهات لأبنائها الصغار وحتى الأبناء الكبار، تختلف مناسبة عيد الأم هذا العام عن أي عيد للأم قبل ذلك، بسبب انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم. وما سببته هذه  الجائحة من تداعيات أثرت على العديد من المجالات والتي منها مجال التعليم، فقد شهدت أنظمة التعليم في العالم خلال العام الجاري اضطراباً غير مسبوق بفعل جائحة الكورونا، فأغلقت معظم مدارس وجامعات العالم أبوابها أمام أكثر من 1.5 مليار دارس، أي ما يزيد على %90 من إجمالي الدارسين، وذلك بحسب أرقام حديثة صادرة عن معهد اليونسكو للإحصاء.

لذا اتجهت المدارس والجهات التعليمية إلى إنشاء البوابات والمنصَّات، لمختلف مراحل التعليم، خاصة بعد أن أثبتت فاعليتها في وقت شِدة الجائحة، وعليه فقد كانت الأمهات هن السند الأول للإبنائهن، حيث لا يخفى على الجميع الدور الكبير الذي قامت به الأمهات في هذا الجانب في جميع أنحاء العالم، من متابعة الأبناء أثناء الحصص الدراسية أو أداء للواجبات و الأعمال المنزلية أو المكتبية بالنسبة للأمهات الموظفات.

نحن هنا نقابل مجموعة من الأمهات للحديث عن تجاربهن مع التعلم عن بُعد وكيف استطعن تحقيق التوفيق والموازنة بين وظيفتهن كأم و معلمة وربة بيت وموظفة:

CCED - Amrah Al Dalhamiyah Mothers' Day Feature for Al Mara Magazine

تفخر عامرة بنت ناصر الدلهمية بكونها أم لأربعة أطفال، وهي تعمل حالياً في قسم الإدارة بشركة سي سي إنيرجي ديفلوبمنت. انطلقت مسيرتها المهنية قبل أربعة عشر عاماً، اكتسبت من خلالها خبرة واسعة في مختلف المجالات. ومنذ انضمامها إلى الشركة، لاحظت أهمية توفير بيئة عمل مناسبة لجميع الموظفين وخصوصا الأمهات وتمكين المرأة على الصعيدين المهني والشخصي. حيث تحرص الشركة على تعزيز خبرات ومهارات موظفيها، وخاصة الكوادر الشابة لكي يتمكنوا من تحقيق طموحاتهم وارتقاء السلم الوظيفي. ومن خلال هذا الدعم وإيماناً منها أن التعليم لا يحده عمر مُعين، فقد درست سابقاً في مجال السياحة والسفر، والأن تواصل الدلهمية تعليمها في مجال المالية لتترك بصمتها الخاصة في قصة نجاحها وبالتالي نجاح المؤسسة.

تنطوي مهامها الوظيفية حول تنسيق الفعاليات المختلفة، بجانب الإشراف على قسم التذاكر والحجوزات والميزانية. ولأنها تؤمن أن كل فرد يلعب دوراً محورياً في المؤسسة التي ينتمي إليها، تحرص على مد يد العون لزملائها وتقديم المساعدة. كما، وتشعر بالفخر بكونها تعمل في بيئة تؤمن بمواهب موظفيها وإمكاناتهم وتواصل تزويدهم بفرص متعددة للنمو والتطور.

وفي حديثها عن تجربتها مع التعليم عن بُعد في أزمة كورونا تقول عامرة: فرض علينا انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) تحديات غير مسبوقة أثرت في حياتنا جميعاً. وربما من أهم التحديات التي واجهناها هو استمرارية التعليم لأبنائنا وضمان الاستفادة من أوقاتهم بالشكل الأمثل. وكوني أم لأطفال لا زالوا في بداية مشوارهم التعليمي، واجهتني بعض الصعوبات إذ يلعب التعليم المباشر في المدارس والتفاعل مع الأقران دور أساسي في تلقي المعلومات واكتسابهم للمهارات المختلفة وتعزيز معارفهم. ومع غياب المنظومة التعليمية التقليدية، يقع على عاتقنا نحن أولياء الأمور مساعدة أطفالنا للتكيف مع الوضع الراهن وتشجيعهم لمواصلة التعلم عن بُعد. كما، وبرهنت هذه الأزمة قدرة السلطنة على التكيف مع المتغيرات والتحديات، حيث حرصت على اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان الموازنة بين سلامة الطلاب والوفاء بالمتطلبات التعليمية عبر توفير حلول متكاملة كالمنصات التعلميية والتطبيقات الرقمية. ويسعدني أن نرى مدى قدرة أطفالنا على التأقلم مع التغيرات الراهنة لمواصلة مسارهم التعليمي.

وحول سؤالنا عن كيف يمكن للأم الموظفة أن توفق بين عملها و بين دورها في تعليم الأبناء في ظل ظروف الجائحة تقول عامرة :

لاشك أن تحقيق التوازن في هذه المرحلة بين الحياة العملية والعائلية هو الخيار الأمثل لتحقيق النجاح. ومع فرض هذا الوباء واقع العمل من المنزل بعد أن قررت الكثير من المؤسسات الحدّ من أعداد الموظفين في مقراتها واتباع نظام العمل عن بعد، انصب تركيزي على الموازنة بين مهامي الوظيفية وتلك التي أقوم بها كأم لضمان استمرارية التعليم لأبنائي. ولهذا، حرصت على تنظيم المهام وترتيب أولوياتي بشكل مستمر، بجانب وضع روتين يومي للأطفال وتخصيص مساحات منفصلة في المنزل سواءً للعمل أو للدراسة. كما أن توزيع المهام مع أفراد العائلة، وتشجيع الأطفال للاعتماد على أنفسهم يلعب دور كبير في تحقيق الأهداف المرجوة. وفي نفس الوقت، وبفضل الدعم الذي تلقيته من فريقي بالشركة، استطعت أن أواصل مهامي الوظيفية بكل مرونة.

وفيما يخص قدرتها على المواءمة بين دورها كأم ومعلمة في المنزل؟ وبين وظيفتها  تقول الدلهمية:  أؤمن بمقولة أن كلما ازدادت التحديات والصعوبات كلما زاد النجاح. ولعل أبرز التحديات والصعوبات التي واجهتني وتواجه المرأة العُمانية هي ثقة المجتمع في قدرتها على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية. وبالنسبة لي، أشعر بأنني محظوظة بالعمل في سي سي إنرجي ديفالوبمانت الذي يوفر للمرأة والرجل على حدٍ سواء بيئة عمل مبتكرة تعتمد على ثقافة التشجيع والتمكين لموظفيها تدعم نموهم وتطورهم على الصعيدين الشخصي والاحترافي. وفي ظل الظروف الراهنة، عملت جاهدة لإيجاد أسلوب حياة يتيح لي الموازنة بين دوري كأم و معلمة وموظفة.

 وحول رأيها عن أبرز الحلول التي يجب العمل على توفيرها لجعل عملية التعليم عن بعد أكثر كفاءة وجودة تقول: في الوقت الحالي، يُعد التعليم عن بُعد الخيار الأمثل لضمان سلامة أطفالنا والمجتمع، وللحد من انتشار الجائحة. ولهذا، يقع على عاتقنا جميعاً سواءً كأولياء أمور أو المؤسسات التعليمية أن نتكاتف لضمان سير العملية التعليمية بكل سلاسة. ولعل أبرز الحلول التي تجعل التعليم عن بُعد أكثر كفاءة وجودة هو تسخير التقنيات الحديثة، بما في ذلك تحويل المناهج الدراسية إلى صيغة رقمية لتكون أكثر مرونة و سهولة في الاستخدام. أيضاً يجب على المُعلمين إيجاد طرق جديدة ومُبتكرة لتوصيل المعلومات بشكل ممتع تثير انتباه الطلاب وتشجيعهم للمشاركة الفعالة. وفي الوقت نفسه، نتحمل نحن أولياء الأمور مسؤولية تشجيع الأطفال وانضباطهم لحضورهم للدروس الافتراضية وتحفيزهم لمواظبة الاهتمام بدروسهم وإكمال مهامهم في الوقت المحدد، بجانب تخصيص أماكن معينة في المنزل للدراسة.

Samar 1

تشغل سمر بنت محمد ظفر الشيخ حالياً منصب مدير عام التطوير المؤسسي في Ooredoo. وهي أم لأربعة أطفال بدأت مسيرتها المهنية بالعمل في مجالات مختلفة تدرجت من مرشدة سياحية إلى أخصائية إستثمار في عدد من البنوك. وفي عام 2004، التحقت بـ Ooredoo كمدرّبة. وبطموحها اللا محدود، تدرجت في السلم الوظيفي من خلال عدد من الفرص التدريبية إلى أن تقلدت منصب مدير عام التطوير المؤسسي.

تعمل سمر حالاً في إدارة التطوير المؤسسي، وتنطوي مهامها الوظيفية حول هيكلة الشركة والأداء الوظيفي والتوظيف والكفاءات الإدارية والاتصالات الداخلية وتحسين خدمة الموظفين. كما أنها تسعى إلى تسخير وتوظيف مهاراتها وخبراتها المتنوعة في وضع خطط واستراتيجيات التدريب والتطوير الوظيفي للموظفين. تعد Ooredoo من الشركات الرائدة التي تولي اهتماماً كبيراً بموظفيها فهم عمادها ومصدر تميزها. ومن هذا المنطلق ينصب تركيز مهامها في دعم الشركة لإيجاد بيئة عمل مثرية ومحفزة للنمو والتطور.

وفي حدثيها عن تجربتها مع التعليم عن بُعد في أزمة كورونا تقول سمر: لقد شكلت هذه الجائحة مصدر قلق للجميع، وترتب عنها تحديات غير مسبوقة، أهمها الحفاظ على صحتنا وضمان استمرارية التعليم واستغلال أوقات أطفالنا بالشكل الأمثل. وكوني أم لأطفال في مختلف المراحل العمرية والدراسية، واجهتني بعض الصعوبات وبالأخص مع من هم في مراحلهم الابتدائية. فمثلا وجود الكثير من الملهيات في الأجهزة التي يستخدمها الأبناء كالتطبيقات مثلا يعد في حد ذاته تحديا كبيرا يحول دون تركيز الأبناء، ولابد من بذل جهد إضافي لتخطي ذلك، ولا شك أن التعليم المباشر في المدارس والتفاعل مع الأقران له دور أساسي في تلقي المعلومات واكتسابهم للمهارات الاجتماعية وصقل شخصياتهم. ومع تغير ملامح المنظومة التعليمية التقليدية في ظل التحديات التي فرضتها الجائحة والتزاماً بإجراءات التباعد الاجتماعي، يقع على عاتقنا نحن أولياء الأمور مساعدة الأطفال للتكيف مع الوضع الراهن وتنمية مهاراتهم وزيادة استيعابهم وتشجيعهم للتقدم في رحلتهم الدراسية.

وفي الوقت ذاته، برهنت هذه الأزمة على الإمكانيات التي تمتلكها السلطنة لتحقيق وتسريع التحول الرقمي. كما جعلتنا نتطلع إلى تسخيرها بشكل أكثر كفاءة وفعالية لكي نكون أكثر استعداداً للمستقبل، حيث أصبح أطفالنا أكثر قابلية للتأقلم مع التغيرات الراهنة واستخدام التقنيات الحديثة لمواصلة مسارهم التعليمي.

وحول سؤالنا عن كيف يمكن للأم الموظفة أن توفق بين عملها و بين دورها في تعليم الأبناء في ظل ظروف الجائحة تقول سمر:

اشك أن تحقيق التوازن في هذه المرحلة بين مهامي الوظيفية والعائلية ومتطلبات أبنائي الدراسية هو سر النجاح، وهذا أمر تحقق معي ولله الحمد، حيث حرصت على تنظيم المهام وترتيب أولوياتي بشكل مستمر. فمنذ بداية تطبيق العمل والدراسة عن بُعد، قمت بتخصيص مساحات منفصلة في المنزل سواءً للعمل أو للدراسة، بجانب وضع روتين يومي للأطفال مشابه لروتين المدرسة المعتاد وتشجيعهم للاعتماد على أنفسهم، وتوزيع المهام مع أفراد العائلة. وفي نفس الوقت، وبفضل الدعم التي تلقيته من Ooredoo، استطعت أن أواصل مهامي الوظيفية بكل مرونة.

إيجابيات وسلبيات

أما عن إيجابيات وسلبيات التعليم عن بعد أو التعليم المدمج ترى سمر أن أبرز الإيجابيات التي لامستها في عملية التعليم عن بُعد هو الحفاظ على سلامة الأبناء والمجتمع بشكل عام والحد من انتشار الفيروس. كما أن تسخير التقنيات الحديثة والاستفادة من إمكانات السلطنة وبنيتها الرقمية سهلت عملية التعليم وأتاحت الفرصة أمام الطلاب لمتابعة دروسهم أينما كانوا، حيث تساهم هذه المنصات الرقمية في تسهيل تواصل الطلاب مع المعلمين عبر مختلف وسائل التواصل المختلفة. وربما تكمن سلبيات التعليم الافتراضي في استخدام الطلاب للشاشات لفترة طويلة لما له من أضرار صحية. وكذلك انعدام التواصل المباشر مع المجتمع الخارجي والأقران وتأثيره على قدرة الأطفال في اكتساب المهارات المجتمعية والمعرفية اللازمة.

وفيما يخص قدرتها على المواءمة بين دورها كأم ومعلمة في المنزل؟ وبين وظيفتها  تقول سمر:  فرض علينا الوباء تغيير أسلوب حياتنا المُعتاد، وكان من الضروري أن  نواكب التغييرات الحاصلة بكل مرونة. ولكن يسعدني أن أقول بأنها كانت تجربة ناجحة وسأستمر في استخدام ما تعلمته خلال هذه المرحلة مستقبلاً. فمنذ بداية الجائحة، عملت جاهدة لإيجاد أسلوب حياة يتيح لي الموازنة بين دوري كأم ومعلمة وموظفة بجانب تنظيم وقتي بكل فاعلية، لتجنب الإرهاق البدني والنفسي. وبالنسبة لي، أشعر بأنني محظوظة بالعمل في Ooredoo التي واصلت إيجاد طرق جديدة ومبتكرة لتعزيز ثقافة العمل من المنزل للحفاظ على سلامتنا جميعاً. فقد أتاح تواجدي في المنزل الوقت لي لمتابعة أبنائي في دروسهم. وحرصت على  تنظيم برامج ترفيهية لهم مثل الاشتراك في دورات تدريبية عبر الإنترنت أو السماح لهم بالتلوين أو القراءة أو مشاهدة أفلامهم المفضلة، كونهم بعيدين عن الحياة الاجتماعية في ظل إجراءات التباعد الاجتماعي.

تحديات

وعن أبرز التحديات التي واجهتها تقول بنت الشيخ: لعل أبرز التحديات والصعوبات التي واجهتني هو مساعدة الأطفال للتكيف مع طريقة التعلم الجديدة بجانب تشجيعهم للتركيز والتفاعل مع أقرانهم ومعلميهم باستخدام التقنيات الحديثة. ولم يكن في وسعنا مواجهة هذه التحديات بدون الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم لضمان سير العملية التعليمية وفق ماهو مخطط لها، حيث كانت السلطنة في طليعة الدول التي اتخذت الإجراءات المناسبة لضمان الموازنة بين سلامة الأفراد والوفاء بالمتطلبات التعليمية عبر توفير حلول متكاملة كالمنصات التعليمية والتطبيقات الرقمية، فضلاَ عن تسهيل حصول الطلاب على الخدمات والموارد اللازمة لمواصلة دراستهم عن بُعد خلال هذه الجائحة.

 وحول رأيها عن أبرز الحلول التي يجب العمل على توفيرها لجعل عملية التعليم عن بعد أكثر كفاءة وجودة تقول: نظراً لكون التعليم عن بُعد حالياً هو الخيار الأمثل في مثل هذه الأوقات الصعبة، يأتي دورنا، سواءً كأولياء أمور أو مؤسسات تعليمية، أن نتعاون لضمان سير العملية التعليمية بكل سلاسة. إذ يجب أن يكون التدريس والتعلم عن بعد توجهاً ممتعاً يحفز الطلبة، ويتيح الفرصة أمام المعلمين لإيجاد طرق جديدة ومُبتكرة لتوصيل المعلومات بشكل ممتع تثير انتباه الطلاب وتشجيعهم للمشاركة الفعالة باستخدام التقنيات الحديثة. وفي الوقت نفسه، نتحمل نحن أولياء الأمور مسؤولية تشجيع أبنائنا للانضباط وإكسابهم مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي وتنظيم الوقت. والأهم من ذلك، التزامنا جميعاً بالإجراءات والتدابير الوقائية وأن يؤدي كل منا دوره لوقف انتشار الفيروس لتعود الحياة كما كانت في السابق بل وأفضل مما كانت عليه.

Jawaher azri

من جانبها قالت جواهر بنت حمد العزرية والتي تعمل في بنك مسقط لأكثر من 13 سنة، أن العمل في المؤسسة المالية الرائدة أكسبني مهارة كافية لإدارة الوقت وكيفية التنسيق بين العمل والمنزل وتنشئة الأطفال، وكوني مديرة فرع فالمهام الموكلة إليّ هي الإشراف التام على الفرع والموظفين بالإضافة إلى التعامل مع شرائح مختلفة من أفراد المجتمع والمؤسسات بشكل عام.  

وأضافت العزرية باعتباري أم فأنا مدركة بالتغيرات الحاصلة في مجال التعليم، والانتقال إلى التعليم الإلكتروني والمدمج لطلاب المدارس وكذلك الطلاب الجامعيين أصبح ضرورة في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها العالم من استمرار تفشي فيروس كورونا، مشيرةً إلى أن هذه التجربة ورغم كونها تجربة جديدة إلا أن لها ايجابياتها بكل تاكيد، كما أنها فتحت آفاق جديدة لنا ولأبنائنا الطلبة وأضافت قيمة إضافية ومفيدة لدينا جميعًا، وبالطبع هذه التجربة تتطلب إدارة الوقت بشكل سليم وأخذ الأمور من الجانب الإيجابي، فجائحة كورونا علمتنا الكثير وبالذات في التعليم عن بعد. وقالت العزرية أنه من الواجب على أولياء الأمور العمل على تكثيف متابعة أبنائهم ومتابعة كل شي عن طريق المنصة والبريد الإلكتروني للاطلاع على الفروض والواجبات المدرسية أولاً بأول، وتعزيز التواصل بين المعلم والطالب وولي الأمر وتكييف المنهج المدرسي مع الوضع الجديد حتى يتمكن الطالب من فهم دروسه بكل سهولة.

Maha Al Raisi

بدأت مها بنت سعود الرئيسية، وهي أم لسبعة أطفال، والابنة الكبرى بين إخوتها الخمسة، مسيرتها المهنية بعد تخرجها مباشرةً من المملكة المتحدة، ولديها ما يقرب 20 عاماً من الخبرة. ولأنها تؤمن أن الأهداف يمكن تحقيقها من خلال التركيز والمثابرة والفكر السليم، واصلت سعيها لتتدرج في السلم الوظيفي إلى أن تقلدت حالياً منصب رئيسة منتجات الأفراد في البنك الوطني العُماني.

تنطوي مهامها الوظيفية حول وضع استراتيجيات وتخطيط وبناء وتطوير منتجات الأفراد والعمليات لمختلف القطاعات، بجانب توفير تجربة مصرفية مميزة تركز في المقام الأول على العملاء. ويسعدها أن تشارك في تحقيق رؤية البنك الرائدة في تطوير حلول مصرفية فريدة تُلبي متطلبات عملائنا وطموحاتهم، فضلاً عن ترسيخ سمعته كالبنك المفضل بالسلطنة.

وفي حديثها عن تجربتها مع التعليم عن بُعد في أزمة كورونا تقول مها غيرت الجائحة أسلوب حياتنا على نحو كبير، وأكدت لنا أن الصحة واستمرارية التعليم هما حجر الأساس في حياتنا جميعاً. ومع تغير ملامح المنظومة التعليمية التقليدية التزاماً بإجراءات التباعد الاجتماعي، كان من الضروري أن نساعد أبنائنا في التكيف مع الوضع الراهن ونشجعهم للتقدم في رحلتهم الدراسية، إذ لم يسبق لهم الجلوس أمام شاشات الحواسيب المحمولة ومتابعة درورسهم، بينما نحن الكبار كنا نلجأ أحياناً لحضور الدورات والمؤتمرات العالمية عبر الإنترنت. ولعل أبرز التحديات التي واجهتها منذ بداية واقع العمل والدراسة عن بُعد هو توفير الأدوات الرقمية كالحواسيب الشخصية وتخصيص مساحات منفصلة في المنزل للدراسة  لجميع أبنائي.

وفي نفس الوقت، غيرت هذه الجائحة مشهد التعليم التقليدي للأبد. فمع التوجه العالمي المتسارع نحو التعليم الإلكتروني وتقنياته باعتباره خياراً مستقبلياً، استطاعت السلطنة أن تبرهن قدرتها في التكيف مع المتغيرات والتحديات عبر توفير حلول متكاملة كالمنصات التعليمية والتطبيقات الرقمية، بجانب مساعدة الطلاب على التأقلم لمواصلة مسارهم التعليمي.

وحول سؤالنا عن كيف يمكن للأم الموظفة أن توفق بين عملها و بين دورها في تعليم الأبناء في ظل ظروف الجائحة تقول الرئيسية:

بالنسبة لي شخصيا، لم تكن تجربة العمل من المنزل بجانب كوني أم ومعلمة سهلة، إذ واجهت العديد من التحديات لإيجاد أسلوب حياة مرن يتيح لي الموازنة بين أدواري المختلفة. ولا يمكن أن يتحقق كل هذا لولا وجود شريك وأسرة وبيئة عمل داعمة والذي لطالما آمنوا بقدرتي على القيام بمهامي المتنوعة دون تقصير. وبفضل الدعم التي تلقيته من البنك الوطني العُماني، استطعت أن أواصل مهامي الوظيفية بكل مرونة، إذ لطالما حرص البنك على إطلاق مبادرات، بما في ذلك برنامج Women@NBO لتعزيز مهارات المرأة، بجانب توفير بيئة مناسبة لها لكي تتمكن من النجاح في مسيرتها التعليمية والمهنية والارتقاء في السلم الوظيفي بما يضمن مستقبل باهر لها ولمجتمعها. 

إيجابيات وسلبيات

أما عن إيجابيات وسلبيات التعليم عن بعد أوالتعليم المدمج ترى مها أنه و منذ بداية الجائحة، لجأت المؤسسات التعليمية للإنترنت لضمان مواصلة الطلاب مسارهم التعليمي للحفاظ على سلامتهم والمجتمع بشكل عام. وعلى الرغم أن هذه المرة الأولى التي تخوض فيها مثل هذه التجربة، وخاصة الأطفال، أتاحت لها الفرصة لاستكشاف التقنيات الحديثة والمنصات التعليمية وبرامج التواصل مثل برنامج ’زوم‘ وتسخيرها بالشكل الصحيح لمساعدتها هي و أبنائها على التواصل وإتمام مهام العمل والدراسة. 

وتضيف: لعل من أبرز الإيجابيات التي لامسناها في عملية التعليم عن بُعد أنه يتيح أكبر قدر من المرونة للطلاب لحضور الدورات دون الحاجة لمغادرة المنزل، فكل ما عليهم فعله هو استخدام جهاز رقمي وشبكة الإنترنت. أيضاً أتاح لأطفالنا اكتساب مهارة إدارة الوقت وتخصيص أوقات معينة للدراسة أو للترفيه. وربما الميزة الأخرى هو استغلال الوقت الذي كنا نقضيه في التنقل بين أماكن العمل أو الدراسة للمنزل بشكل أفضل، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم والتزامهم بإجراءات التعقيم والنظافة. 

وربما تكمن سلبيات التعليم الافتراضي في مكوث الأطفال لفترة طويلة في المنزل والذي ينعكس سلباً في اكتساب مهارات التواصل اللازمة مع المجتمع الخارجي. ونظرًا لعدم وجود تفاعل شخصي مع المعلمين وزملائهم الطلاب، فقد يكون من الصعب متابعة الواجبات والمهام اليومية لعدم وجود تذكيرات منتظمة حول المهام والمواعيد النهائية. لذلك من المهم للأمهات والأباء تعليم أبنائهم أهمية الانضباط وغرس الدوافع الذاتية لمواصلة مسارهم التعليمي.

وفيما يخص قدرتها على المواءمة بين دورها كأم ومعلمة في المنزل؟ وبين وظيفتها  تقول مها: مع بداية انتشار الجائحة وتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي، بذلت كل ما في وسعي لمواكبة التغييرات الحاصلة وإيجاد أسلوب حياة يتيح لي الموازنة بين دوري كأم ومعلمة وموظفة دون التقصير في أي جانب. وبالنسبة لي، أشعر بأنني محظوظة بالعمل في البنك الوطني العُماني والذي حرص على إيجاد طرق جديدة ومبتكرة لتعزيز ثقافة العمل من المنزل للحفاظ على سلامتنا جميعاً. ولا شك أن البيئة الداعمة التي يوفرها البنك كان لها دوراً كبيراً في تحقيق ذلك بالإضافة إلى المدراء الذين يثمنون دور المرأة في تطوير وتنمية مجتمعاتنا ويمنحوننا كافة الحقوق والامتيازات اللازمة لتحقيق ذلك. ومن خلال العمل بروح الفريق وضمان تمكين جميع الموظفات والموظفين، استطعت تولي مهام عملي الجديدة كرئيسة منتجات الأفراد في البنك بكل فعالية. وبالطبع لم يكن تقدمي في مسيرتي الوظيفية ليتحقق دون الدعم الكبير الذي يقدمه لي زوجي وعائلتي فدائماً ما شكل تشجيعهم لي السر في نجاحي. ولأبنائي أيضاً دور في ذلك فقد أظهروا حساً كبير بالمسؤولية خلال الفترة الماضية وحرصوا على متابعة دروسهم مما ساعدني في الموازنة بين حياتي العائلية والمهنية.

 وحول رأيها عن أبرز الحلول التي يجب العمل على توفيرها لجعل عملية التعليم عن بعد أكثر كفاءة وجودة تقول: على الرغم من بعض التحديات، لا يزال التعلم عن بُعد يوفر تجارب مُثرية يجب استغلالها بالشكل الأمثل لتحقيق الاستفادة المرجوة. ففي البداية، يجب أن نحرص أن تكون تجربة التعليم الجديدة مُمتعة ومُحفزة لأطفالنا. وهنا يأتي دورنا سواءً كأولياء أمور أو مؤسسات تعليمية في تشجيع أبنائنا للانضباط وإكمال مهامهم في الوقت المحدد، بجانب التواصل المباشر مع المؤسسات التعليمية لمتابعة تقدمهم في مهامهم الدراسية. كما، تتيح هذه المنظومة التعليمية الرقمية الفرصة أمام المؤسسات التعليمية لابتكار طرق جديدة لجذب انتباه الأطفال عبر استخدام الفيديوهات والألعاب التعليمية لتشجعهم للمشاركة الفعالة.

Amal Al Amri

وقالت أمل بنت ربيع العمرية، والتي تعمل في بنك مسقط منذ عام 2006م بوظيفة محلل مالي (قسم نجاحي) صلالة، إن انتشار فيروس كورونا غيّر كثيراً في حياتنا سواء من حيث العمل أو من حيث حياتنا الشخصية والجميع حاول واجتهد لكي يواجه هذه المتغيرات والظروف الجديدة والتي ساهمت في تغير نمط حياتنا ونمط حياة أولادنا فمثلاً أنا متزوجة ولدي أطفال وكذلك أعمل في مؤسسة مصرفية رائدة يتطلب مني العمل دائما باجتهاد أيضا لا بد من التواصل ومقابلة الزبائن لذلك وبمساعدة البنك وأيضا من خلال توجيهات المؤسسات الحكومية المعنية ومن بينها وزارة الصحة فقد حاولنا أن نوازن بين متطلبات العمل وبين الالتزام بالاشتراطات والاحترازات من أجل سلامتنا وسلامة أولادنا ومجتمعنا والحمدلله فقد نجحنا وبشكل كبير في التغلب على هذه الظروف وتحقيق نتائج ايجابية سواء على مستوى العمل أو على مستوى الاسرة.

وأضافت العمرية من بين الأمور التي واجهتها خلال الفترة الماضية تكملة دراستي الجامعية من خلال خوض تجربة التعليم عن بعد حيث حصلت مؤخرًا على شهادة الماجستير في تخصص إدارة الأعمال من كلية مجان الجامعية فقد كانت تجربة جديدة ورائعة والحمدلله تكللت دراستي بالنجاح، وأطمح مستقبلاً في إكمال دراستي للحصول على شهادة الدكتوراة كذلك ساعدتني تجربة الدراسة عن بعد في التأقلم مع تقنيات الاتصال المرئي والمنصات الرقمية، وهو ما ساهم في تعزيز تجربة تعليم أبنائي عن بعد رغم كل العقبات التي واجهناها في بداية الأمر لأن أبنائي يدرسون بنظام التعليم المدمج مما يتطلب حضورهم الجزئي ومتابعة المنصة التعليمية أيضًا وهذا يتطلب مني متابعة حضورهم وانصرافهم وتسجيل حضورهم في المنصة والذي يتطلب المزيد من الجهد والصبر والإرادة للوصول إلى النجاح، ولكن والحمدلله تمكنت من المواءمة بين دوري كأم لتعليم أبنائي وكموظفة في نفس الوقت وبلاشك تجربة مفيدة ولازلنا مستمرين فيها ونتعلم كل يوم شي جديد المهم في هذا الموضوع هو كيفية تقبل الفرد لهذا التغير ومواكبة المستجدات والتطورات وفي نفس الوقت وجود الارادة وتنظيم الوقت، مثمنين دور الحكومة على إكمال مسيرة تعليم أبناءنا رغم الظروف الراهنة المتزامنة مع انتشار فيروس كورونا، داعين الله عزوجل ان يبعد عنا هذه الأمراض والفيروسات كما انتهز هذه الفرصة لتقدم بالشكر والتقدير لادارة بنك مسقط على متابعتها المستمرة للموظفين وتسهيل مهمة عملنا وتحفيزنا لتأدية عملنا ومراعاة ظروفنا الأسرية وكذلك والأهم الحرص على سلامتنا من خلال تطبيق كافة المعايير والاشتراطات للحد من انتشار فيروس كورونا.


شفاء الخنبشية 2

وقالت شفاء بنت سليمان الخنبشية، خريجة كلية الدراسات المصرفية والمالية بتخصص محاسبة ومالية، وفي الوقت الحالي تكمل دراستها العليا في نفس الكلية، بعد تخرجي من الكلية بثلاثة أشهر فقط تم قبولي في بنك مسقط وفي شهر مارس الحالي سأكمل بحمد الله 10 سنوات من مسيرتي المهنية لدى بنك مسقط، أعمل كمديرة خدمات في فرع برج الصحوة بمحافظة مسقط ومهامي الوظيفية كثيرة وتتركز بشكل أساسي في التأكد من الخدمات المقدمة من قبل الفرع والموظفين حتى ترتقي لمستوى أهداف البنك المتمثلة في خدمة الزبائن، حيث أكسبني العمل لدى البنك القدرة على إدارة شؤوني وتنظيم الوقت بحيث أوازن بين شؤوني الخاصة المتعلق بتربية الأبناء وتعليمهم في المنزل وكذلك عملي في إدارة شؤون الفرع والموظفين.

وبالحديث عن تجربة تعليم الأبناء عن بعد، فهي تجربة جديدة تشوبها بعض الصعوبات خصوصًا في بداية الأمر كونها تجربة جديدة وكنا غير مستعدين لها ولم نعتد عليها ولكن مع مرور الوقت اعتدنا عليها والأمور تسير بكل سلاسة حتى الآن، علمًا بأني أيضًا في الوقت الحالي أكمل دراستي عن بعد كما أسلفت الذكر ولمست في هذه التجربة العديد من الجوانب الإيجابية والتي كان لها دور كبير في اتخاذي لقرار إكمال دراستي الجامعية في هذا الوقت، ومن أهمها أنه في حال عدم تمكن الطالب من حضور الدرس في وقتها يمكنه العودة للتسجيل المحفوظ في المنصة. مضيفةً أنها تجربة مثيرة مصحوبة بالتحديات ولكن مع تنظيم الوقت وتقسيم المهام حسب أولويتها وأهميتها وبتكاتف الأفراد في العائلة ستصبح أسهل وأكثر مرونة، والأن أصبحت لدينا تجربة أفضل في التعليم والتعلم عن بعد وهو ما يحقق متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية المتركزة على الاستثمار في التعليم وكذلك التحول الرقمي والاستفادة القصوى من ذلك، وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر والثناء لكل المعلمين والمعلمات بوزارة التربية والتعليم على كل ما يبذلوه من تعاون وتجاوب لتنفيذ العملية التدريسية بشكل إيجابي.

IMG_7081

لينا آل عبد السلام من مواليد الثمانينات، أم عاملة، لديها طفلان ، ولد وبنت. تحب مجالها في العمل منذ أيام الجامعة لأنه عمل غير روتيني. فقد بدأت رحلتها مبكراً في التعلم والعمل في مجال التسويق والإعلام في القطاع الخاص.

ولأنها تعمل لساعات طويلة فهي تحب أن تقضي معظم وقتها خاصة في عطلات نهاية الأسبوع مع أطفالها لإنها تؤمن أن هذا السن المناسب لتعليمهم وتربيتهم المبادئ الصحيحة. تحب السفر واستكشاف أشياء مختلفة في الحياة. فهي شخص يحب التحديات و ترحب بالتغيير.

 تتمثل مهامها الوظيفية في تطوير وتنفيذ نشاطات العلاقات العامة والتسويق في الشركة التي تعمل بها. كما و تتطلب وظيفتها أحيانًا أن تعمل لساعات طويلة أوخلال عطلة نهاية الأسبوع.

وفي حدثيها عن تجربتها مع التعليم عن بُعد في أزمة كورونا تقول لينا: أنا واحدة من الأمهات اللواتي اخترن التعليم عن بعد لأطفالي، ابنتي الصغيرة في مرحلة التمهيدي وابني في الصف الثالث الإبتدائي. كان الأمر صعبًا جدا في البداية ولكن لأنني كنت أعمل أيضًا من المنزل في الفترة الأولى منذ بدء الجائحة فقد كان الوضع غريباً قليلاً ولكن مع مرور الوقت تعودنا على المعيار الجديد – The New Normal .

كنت أجعل الأطفال يستعدون لـ يومهم الدراسي كأنهم ذاهبون إلى المدرسة فعلا. يصحون في الصباح الباكر ويرتدون الزي المدرسي، وقد خصصت منطقة خاصة في ركن المنزل لكل واحد منهم للدراسة. بطريقة ما، قمت بإنشاء بيئة مختلفة عن باقي أنحاء البيت. في البداية لم يكن الأطفال ملتزمين ولكن مع مرور الأيام تمكنا من تحويل الوضع إلى روتين.

المدارس والمدرسين ونحن الأمهات كلنا كنا نمر بتجربة جديدة فكنت متفهمه جداً، أن الأطفال يفتقدون أصدقائهم كثيرا، لكنني تمكنت من إقناعهم بأن التعلم عبر المنصات سيساعد في بناء قدراتهم على استخدام الأجهزة الإلكترونية في سن مبكر وأن هذه مرحلة مؤقتة إلى أن تنخفض الحالات وترجع الحياة إلى شبه عادية.

وحول سؤالنا عن كيف يمكن للأم الموظفة أن توفق بين عملها و بين دورها في تعليم الأبناء في ظل ظروف الجائحة تقول لينا: إدارة الوقت صراع لكنه شيء علينا فعله. من المعروف أننا نساء خارقات بعد العمل، وعلينا أن نجهز أنفسنا معنويا انه بعد الدوام نتجه مباشرة إلى المنزل للتدريس وأداء الواجبات المنزلية. أيضا أنه من المهم أن ندرب أطفالنا على تحمل المسؤولية خلال فترة غيابنا من المنزل.

إيجابيات وسلبيات

أما عن إيجابيات وسلبيات التعليم عن بعد أو التعليم المدمج ترى آل عبد السلام من أبرز أن هناك بعض ميزات والتي تمثلت في :

  • سهولة وسرعة التواصل مع المعلم خارجَ أوقات الدوام الرسمي. 
  • النظام يساعد الطالب على الاعتماد على نفسه كلياً، وذلك من خلال اختيار المصادر التي يستوحي منها معلوماته بذاته دون تأثير من الغير.

أما عن سلبيات التعليم الالكتروني فهي ترى أن التعليم الإلكتروني يغيب عنصر مهم من العناصر التعليمية ألا وهو التفاعل الصفي القائم على النقاش والحوار الفعال والحي وهذا من شأنه أن يفقد العملية التعليمية- التعلُّمية البعد الإنساني. أيضا عدم الانضباط،  فقدان التركيز، ضياع بعض المعلومات.

 

وفيما يخص قدرتها على المواءمة بين دورها كأم ومعلمة في المنزل؟ وبين وظيفتها  تقول لينا: أعتقد أنه يمكننا جميعًا التكيف مع أي تغيير – على سبيل المثال عندما تدفع شخصا في البحر فأنه من الطبيعي سيحاول السباحة حتى ينجو بنفسه. لقد تمكنت من ادارة وقتي من الساعة 8:30 إلى 5:00 أنا في العمل، ثم أتوجه إلى المنزل، عند وصولي ألعب مع الأطفال في الحديقة وعندما يحين وقت الغروب أبدأ الواجبات المدرسية حتى موعد العشاء ومن ثم يخلدون إلى النوم.

وفي حديثها عن ما التحديات التي تواجهها وهل برأيها تم وضع الخطط المناسبة للدراسة عن بعد؟ تقول لينا: هذه تجربة تعليمية جديدة للجميع ولم يكن أحد مستعدًا لحدوث ذلك. كانت بعض المدارس سريعة الحركة، واستجابت على التغير على الفور وبعضها استغرق وقتًا أطول من غيرها. لقد مر الآن عام واحد منذ كورونا، وبالتالي لا أظن أن المدارس لديها أي عذر لعدم التكيف مع التغييرات العالمية.

 _K7A0053

وتحدثنا فاطمة بنت عبد الأمير اللواتية وهي أم لطفل ” مهدي ” والذي يبلغ من العمر 3 أعوام، ودرست مجال تقنية المعلومات ( الوسائط المتعددة ) ومجال التجارة،عن تجربتها مع الأمومة والعمل في آن واحد حيث أنها تمتلك مشروعها الخاص وهو عبارة عن فن من الفنون اليدوية بتشكيلات متنوعة من التصاميم، منها تشكيلات ذات طابع عماني تراثي مطور يتناغم مع الموضة والتطور، حيث  تقول: أتمنى أن أستطيع من خلال هذه الكلمات التعبير عن سعادتي التي تكبر يوماً بعد يوم و امتناني لهذه النعمة الكبيرة التي وهبني إياها الله.

وتضيف، لقد مررتُ بلحظات ومحطات في حياتي أسعدتني بالتأكيد وأضافت لي بهجة ومُتعة كبيرة سَعِدتُ بها. إلَّا أنَّ تجربة الأمومة لم تكُن محطة عادية في حياتي.. فهي ليست كغيرها من المحطات التي تَمدُّني بسعادة لحظية وتنتهي. إن التوفيق بين الأمومة والعمل ليس بالأمر السهل لكنه ممتع  بالوقت نفسه.

وفي حديثها عن روتينها العام للعناية بطفلها والإلتزام بعملها كرائدة أعمال تقول: لا شيء يعلو على صوت الإرادة وخاصة عندما تكون المرأة طموحة ومحبة لعملها، فإن العمل الوظيفي في ظل الأمومة هو تجربة لاختبار قدراتها على التوفيق بين الجانبين، الواجب الوظيفي والواجب الأمومي، وما فعلته الجائحة هو تعزيز ثقافة المسؤولية، بحيث تكون حريصة في الموقعين و أن تكون واقعية وعادلة بحق عائلتها، وهنا طبعاً العائلة تأتي في الدرجة الأولى، وطريقتي مع صغيري  في أغلب الأحيان عندما  تكون لدي طلبيات، أن أشغل طفلي  باللعب والاستفادة من وقته عن طريق الرسم بالألوان، باعتبار أن ما يقوم به هو تحضير طلبية كذلك، وبذلك أحقق له وقته الخاص، ثم آخذ منه ما رسمه وأعطيه مقابل ذلك مبلغا رمزيا يضعه في حصالته لتشجعيه وتعليمه في الوقت نفسه.

وحول سؤالنا عن كيف يمكن للأم الموظفة أن توفق بين عملها و بين دورها في تعليم الأبناء في ظل ظروف الجائحة تقول فاطمة: تربية الأبناء بشكل عام تحتاج إلى إبداع، كما تحتاج إلى البحث عن الحلول للمشاكل المختلفة التي نواجهها بصورة دائمة، خاصةً أنه  وبسبب الجائحة تم ألغاء المدارس، فخاب أمل الأطفال بفقدان ما اعتادوا عليه، فبتالي كنا بحاجة إلى أن نضع خططاً لأطفالنا ليُمضيَ كلٌ منا يومه على النحو الصحيح. وبالنسبة للدراسة طفلي كنت أريد أن أسجله في مدرسة رياض الأطفال، ولكن و بسبب ظروف كورونا منعتني من ذلك، لهذا اتفقت مع مدرسة خاصة تعطيه دروس عن طريق الخط المباشر (اون لاين)، مع متابعتي الشخصية له .. كما و أقوم أيضا بعمل بعض البرامج التعليمية والترفيهية له.

وأما عن سؤالنا حول  ما تعني لها الأسرة والأبناء كرائدة أعمال ولديك مشروعك الخاص تقول اللواتية: الأسرة منبع لكل ما هو جميل، وريادة الأعمال جهد ذهني واستراتيجي وميداني، بما يفيد في تحقيق دور الأم من ناحية، وريادة الأعمال من ناحية أخرى، والتربية هي المفتاح، والأفق الواسع وحس المسؤولية، ستبقى هي مفتاح كل شيء، ولهذا لا أجد صعوبة في ذلك، فأسرتي متفهمة وداعمة، ودوري كزوجة وأم لا يتعارض مع كوني صاحبة أعمال. 

وترى فاطمة أن الأسرة تشكل نواة للنجاح، إذ تعد الأسرة بمثابة داعم ودافع دائمان للنجاح، لأن تاريخ الأسرة هو بنجاح كل الأفراد فيه،  مما يُنشئ لنا شخصيات إيجابية تملك القدرة على العطاء بشكل أكبر، كما أن الزوجة ليست مستثناة، بل التفهم من الزوج، والتفاهم بين الزوجين على أهمية صناعة تاريخ نجاح في الأسرة هو شيء مهم للأبناء في المستقبل . وتضيف: لم يأخذني العمل والتزاماته عن أسرتي الصغيرة فقد تمكنت والحمدلله من التوفيق بينهما.

وحول نصيحتها للأمهات الطامحات اللاتي يرغبن في تحقيق النجاح دون أن يؤثر ذلك على الأسرة تقول: من المعروف أن هذا الشهر عيد الأم، وبذلك أريد أن أوجه للأم رسالة وهي التي تفني وقتها وحياتها لأولادها وعائلتها، ولكن بعد فترة يحين الوقت لأولادها ليذهبوا ويؤسسوا أسرهم ويهتموا بحياتهم الخاصة فتبقى الأم وحيدة. لذلك، أقول لها أنه لو مهما كان عمرها يجب على الأم أن تحقق أحلامها وتعوض لنفسها عن الوقت الذي كانت مشغولة فيه مع أطفالها وعائلتها لتقوم بشيء يخصها وحدها، حتى عندما يحين هذا الوقت ستكون قد كونت لنفسها مكانة في المجتمع تمنعها من أن تبقى وحيدة. عندما تشعرون بتحقيق ذاتكم، بمساهمتكم في تحسين حياة ابنائكم لن تندمو وتبقى الأمومة شعوراً اتمنى لكل سيدة اختباره.

IMG_7543

وترى بثينة بنت سعيد الجهضمية، من مواليد 1981، متزوجة ولديها 3 ابناء وهم أيهم 12 عاماً، وأثيل 10سنوات و إلياس 5 سنوات وهي تعمل في مجال التسويق والاتصالات المؤسسية، أن تجربة التعليم عن بعد في ظل أزمة كورونا كانت صعبة في البداية بطبيعة الحال، حيث كان من الضروري توفير البيئة المناسبة في المنزل وذلك بتوفير أجهزة الحاسب الآلي والتأكد من توفر خدمة الإنترنت المناسبة لضمان التسجيل في نظام التعليم عن بعد علاوة على ضرورة التأقلم مع الوضع الجديد من حيث التواصل الدائم مع إدارة المدرسة ومتابعة الأبناء عن بعد. حيث وصف الوضع بالوضع المرهق للجميع في بادئ الأمر ولكن سرعان ما تأقلموا مع الظروف المفروضة ع وحول سؤالنا عن كيف يمكن للأم الموظفة أن توفق بين عملها و بين دورها في تعليم الأبناء في ظل ظروف الجائحة تقول الجهضمية: ليس من السهل التوفيق بين الاثنين ولكن ميزة العمل من المنزل في بداية الجائحة أتاح لي متابعة حصص الأبناء عن قرب ومدى التزامهم بمواعيد الحصص اليومية. ولكن من الضروري تكاتف الجميع في هذه الظروف لضمان استمرارية التعليم والذي هو عماد الأمة.

 أما عن وجهة نظرها فيما يخص إيجابيات وسلبيات التعليم عن بعد والتعليم المدمج تقول بثينة: التعليم عن بعد أتاح للطلبة الاستمرار وتكملة مناهجهم الدراسية ولكن في المقابل قلل من التواصل المباشر مع زملائهم والذي في رأيي الشخصي لا يقل أهمية، حيث يتعلمون من خلاله المهارات الحياتية ومهارات التواصل مع الآخرين. لذا العودة للمدارس من خلال التعليم المدمج أتاح عودة هذا التواصل بين الطلبة. 

نحن نعيش في عصر الثورة الصناعية الرابعة والعالم قطع شوطا كبيرا في مجال تقنية المعلومات موفراً حلولا وتطبيقات عديدة أتاحت للمجتمع التأقلم مع التحديات التي فرضتها الجائحة والتطور مستمر لتحسين التعليم عن بعد ولكن لا يجب أن نغفل أهمية تخصيص وقت كافي لتصفية الذهن والابتعاد عن كل ما هو تكنولوجي لبعض الوقت.

 

أضف تعليقاً