إعداد: رضية الهاشمية
أتاحت بيئة الأعمال في السلطنة وانفتاحها على السوق المحلي والدولي إضافة للقوانين والسياسات الهادفة، لتحقيق المساواة بين الجنسين، ودعم بحوث ودراسات البحث العلمي والابتكار وتمكين المرأة، فرصا للنساء العمانيات لتقلد أعلى المناصب وإنشاء أعمال خاصة والسير بها نحو نجاح محلي ودولي فاق التوقعات، خصوصا مع توفير الأدوات اللازمة لبدء المشاريع المختلفة.
حيث استطاعت المرأة العمانية ومن خلال هذه المشاريع أن تحقق لنفسها استقلالاً مادياً و اقتصاديا و أن تكون منافسة صاعدة مع أخيها الرجل في مختلف المجالات والأنشطة التي عملت عليها.
نتطرق هنا للحديث عن نماذج لنساء عمانيات دخلن عالم الأعمال بمشاريع مبتكرة، حيث نستعرض فيما يلي بعضا من أنجح التجارب النسائية في عالم ريادة الأعمال، وعرض لمسيرة النجاح و واقع تجربة المرأة العمانية في الريادة، بالإضافة إلى أبرز التحديات والعوامل التي أسهمت في نجاح المرأة العمانية الشابة لتحقق طموحاتها وأحلامها.
رحاب أحمد قاسم، مستشار ريادة أعمال
خريجة إدارة أعمال، خبرة ١٧ عام في مجالات التسويق والاتصالات وإدارة المشاريع وريادة الأعمال
تمتلك رحاب مشروعين، الأول وهو سبيس تم إطلاقه في عام ٢٠١٤، يهدف المشروع إلى توفير مكان يجمع بين التعلم والمرح من خلال تقديم باقات مختلفة من الورش في مجالات مختلفة لتساعد المرأة والطفل على تجربة مهارات مختلفة وتطوير هذه المهارات
أما مشروعها الآخر فهو استشارات ريادة الأعمال نشأ فعلياً منذ حوالي ٥ أعوام ولكن تم إطلاقه رسمياً في ٢٠١٩ ويهدف إلى توجيه الأشخاص الراغبون في دخول عالم ريادة الأعمال من الفكرة وحتى التنفيذ.
آلية الترويج
ترى رحاب أن عملية الترويج تعتمد وبشكل أساسي على نفسها حيث تقول: أعتقد أن الترويج يبدأ بشكل شخصي وذلك من أجل أن يكون التأثير أكبر ومن ثم يعتمد على وسائل التواصل بدرجة ثانية.
وحول سؤالنا عن ما الذي يحتاج إليه رائد الأعمال لتحقيق أهدافه تقول:
أعتقد أن الجواب نسبي، فمختلف المشاريع تعتمد على عوامل مختلفة، كما أن النظرة النمطية القديمة التي تنص على أن رائد العمل يجب أن يتصف بصفات ثابتة لولاها لفشل المشروع أثبتت خطأها فلا ثوابت في هذا العالم، الشيء الوحيد الذي لا زلت أعتقد به هو ضرورة الإلتزام أولاً وأخيراً فعالم ريادة الأعمال بحاجة إلى صبر والتزام.
أما عن الاستراتيجيات الرئيسية التي تساعد رواد الأعمال في إدارة مشاريعهم بنجاح فهي ترى أن الأمر يعتمد على المشروع ونوعه ولكن بشكل أساسي لابد من معرفة السوق، و وضع خطط مرنة قابلة للتغيير بتغير الظروف وحاجة السوق، الإستثمار في التسويق، البدء بأقل التكاليف.
وعن واقع ريادة الأعمال في السلطنة، وما إذا كانت تعتقد أن المرأة العمانية استطاعت أن تحقق الإستقلال المادي لنفسها تقول رحاب:
شهدت الأعوام الماضية إقبال متزايد من النساء في السلطنة على ريادة الأعمال لوعي النساء بدرجة كبيرة لضرورة الاستقلال المادي وتنويع مصادر الدخل، ولوجود نماذج ناجحة في المجتمع. كما أن المرأة أكثر إنفتاحاً لطلب المشورة والتعلم وهذا رأي شخصي.
تحديات
تعتقد رحاب أنه وبشكل عام، أن التحديات التي تواجه رائدة العمل هي نفس التحديات التي تواجه رائد العمل فمن حيث المجتمع والقوانين فإنه لا يوجد تمايز بين الجنسين، فالتحديات قد تشمل صعوبة وتعقيد بعض الإجراءات التجارية.
و في ظل القوانين والسياسات الهادفة، لتحقيق المساواة بين الجنسين، ودعم بحوث ودراسات البحث العلمي والابتكار هل استطاعت رائدة الأعمال الشابة الإستفادة من هذا الجانب تجيب رحاب:
أصبحت هناك العديد من جهات الدعم لرائدات الأعمال والكثير من المبادرات والتسهيلات التي تسهل على من لديها الرغبة في الدخول في هذا المجال ما عليها سوى البحث عن المتاح واختيار المناسب.
مشاريع مستقبلية
تعمل رحاب و بجانب الاستشارات على أكثر من مشروع لعام ٢٠٢١ إذ أنها تأمل أن تدشنها قريبا.
زينب بنت سيف الكيومية، مؤسسة فريق “وندرلست عمان” للمغامرات
خريجة جامعة السلطان قابوس، كلية العلوم، تخصص تكنولوجيا حيوية حاصلة على دبلوم الإرشاد النفسي من الجامعة العربية المفتوحة.
يستقطب فريق “وندرلست عمان” لرياضة المغامرات أعدادا كبيرة من الفتيات للمشاركة في برامجه المتنوعة داخل وخارج السلطنة التي تشهد بشكل عام إقبالاً واسعاً في الأعوام الأخيرة على نحو ملحوظ من السلطنة وجميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
و تقول زينب عن فكرة المشروع الذي أسسته:
في عصر يفتننا لننسى مواهبنا، قدراتنا، قوتنا، يسعى فريق “وندرلست عمان” لتحقيق رسالته نحو إثراء رياضة المغامرات بين النساء بالأطر التي تضمن استكشافهن لذواتهن والقوة الكامنة بداخلهن. وتكمن قوة هذه الرسالة في تنوع التحديات والشخصيات المصاحبة لنا مع كل مغامرة وفي كل رحلة نقيمها؛ ومع تقبل هذه التحديات نساعد على صقل هذه الشخصيات وتعريفهن بعالم أوسع من الاختيارات والاحتمالات التي تساعدنا على عيش حياة تشبهنا.
من هنا جاء اهتمامنا بتعريف وإثراء رياضة المغامرات بين النساء بأعلى مستويات الأمن والسلامة والخصوصية وبالتركيز على ركائز ثلاثة وهي الثراء والسعادة والقوة.
حيث يقوم الفريق بتنظيم مختلف الفعاليات الرياضية والأنشطة مع الأخذ بعين الاعتبار المعايير التي تضمن نجاح هذه الأنشطة ومن ضمنها حالة الطقس، مستوى اللياقة المطلوبة، مناسبة عدد المرشدات مع عدد المشاركات لكل فعالية، المعدات والعدة المطلوبة. الأنشطة الخارجية تشمل: المشي الجبلي بجميع مستوياته السهلة والمتوسطة والصعبة. تسلق الوديان والكهوف، الانشطة الصحراوية والتخييم، ومن الانشطة الداخلية التي نقوم بتنظيمها بشكل دوري هي سباق السيارات Go Carting بالتعاون مع الجمعية العمانية للسيارات، ومسابقة حرب الألوان Paintball
هناك الكثير من الانشطة والفعاليات التي نفخر بإقامتها والتي كان لها كبير الأثر على المشاركات ومنها تنظيم رحلة الصعود لقمة جبل شمس ل٢٠ مشاركة والتي جعلتنا الفريق الوحيد الذي يصل بجميع المشاركين للقمة وبدون أية إصابات. وأيضا من أبرز الرحلات تنظيم رحلة لدار رعاية الطفولة إلى قرية وكان. رحلة إلى محمية بر الحكمان مع وزارة البيئة والشؤون المناخية. و رحلة الى فلج الميسر بالرستاق والمدرج ضمن قائمة التراث العالمي وغيرها من الرحلات لبعض المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة. وأيضا التعاون مع فرق من دول الخليج لتنظيم رحلاتهم داخل السلطنة.
ومن أبرز رحلات الفريق خارج السلطنة؛ مغامرات عام ٢٠١٨ كانت إلى الفلبين وبالي ورحلة استكشافية إلى سفاري تنزانيا وأخرى رحلة خاصة للصين والتي قامت فيها مؤسسة الفريق بالقفز من أعلى برج في العالم للقفز الحر على ارتفاع ٢٣٣متر. وفي عام ٢٠١٩ قمنا بتنظيم رحلات الى لبنان وبالي والفلبين ورحلة خاصة إلى المكسيك. وفي بداية ٢٠٢٠ كانت لنا رحلة الى الهند .جميع رحلاتنا الخارجية تشارك فيها فتيات من جميع دول الخليج.
الشغف والالتزام
وحول سؤالنا عن ما الذي يحتاج إليه رائد الأعمال لتحقيق أهدافه تقول:
يحتاج رائد الأعمال دائماً إلى الشغف والإلتزام والتركيز مع الإخلاص في العمل وتحديد القيمة المضافة سواء للمشروع أو لصاحب المشروع. ” هناك شيء واحد فقط يجعل تحقيق الاحلام مستحيلا وهو الخوف من الفشل “باولو كويلو”.
وعن واقع ريادة الأعمال في السلطنة، وما إذا كانت تعتقد أن المرأة العمانية استطاعت أن تحقق الإستقلال المادي لنفسها تقول زينب:
هناك أفكار مغلوطة عن مفهوم ريادة الأعمال والاستقلال المادي. قد تتمكن من تحقيق الأمان المالي دون أن تعمل وبعدها يمكنك أن تعمل بدوام جزئي في عمل تستمتع به وتصبح مستقلاً مالياً. أو من الممكن أن تحقق الإستقلال المادي من خلال عائد استثمارك وعملك بدوام جزئي، ما يمنحك الإحساس برفاهية الحرية المالية مع ذلك العائد. لكي تعيش الحرية المالية يجب ان تعرف ثمن تحقيق احلامك.
و من خلال تجربتها في ريادة الأعمال، ترى زينب أن أبرز التحديات التي تواجه رائدة الأعمال العمانية تتمثل في :
١. ثقافة ريادة الأعمال جديدة ولكنها مقصورة في أنشطة معينة.
٢. التقليد الأعمى للمشاريع الناجحة دون إضافة عنصر الإبداع.
٣. إجراءات معقدة للتمويل أحياناً .
٤. صعوبة توظيف العمانيين بخبرات معينة.
مشاريع مستقبلية
تطمح الكيومية إلى تعزيز السياحة في بلادها بصورة أكبر خلال الأعوام القادمة وذلك بالتعاون مع عدد من المستثمرين لتنظيم رحلات المغامرات بأقصى وسائل الحماية والسلامة. كما أنها تسعى إلى دعم المرأة العمانية من خلال تقديم دورات في التنمية الذاتية و ورش لتحقيق الثراء والحرية المالية أثناء الرحلات.
غيداء اللواتي، رائدة أعمال؛ استشارية إدارة تغيير، مدربة حياة وعلاقات، مؤسسة “نادي غيداء للقراءة”
دخلت غيداء عالم ريادة الأعمال في عام 2016 بعد خبرة 15 عام في القطاعين العام والخاص. وهي تحمل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، بالإضافة لبعض الشهادات التخصصية في مجالات عدة مثل: إدارة التغيير، التقييم المؤسسي بنموذج EFQM ، البرمجة اللغوية العصبية، الكوتشينج (الإرشاد والتوجيه). وقبل ذلك كله، أنها أم فخورة لأربعة أبناء.
تحدثنا غيداء عن فكرة مشرعها ومتى كانت انطلاقتها الأولى به ؟
مشروع “نادي غيداء للقراءة” بدأ تحديداً بتاريخ 11/3/2017. قبل إنشاء النادي، كنت أعقد جلسات للنساء في بيتي استضيف فيها نساء ملهمات يشاركن بنات جنسهن قصص نجاحهن. ما لاحظته أثناء الجلسات أن النساء متعطشة ليس فقط لسماع قصص الأخريات، بل للتحدث عن قصصهن هن أيضاً، ومن هنا نشأت فكرة النادي. أردت من خلال النادي أن أكّون منصة حرة للنساء لطرح أفكارهن ومشاعرهن ومشاركة الأخريات قصصهن بكل عفوية واريحية، واخترت الكتاب ليكون سبيلاً لذلك. وبفضل الله سبحانه وتعالى، بدأنا النادي ب 10 عضوات، وها نحن نصل إلى 130 عضوة في عامنا الرابع.
آلية الترويج
تؤمن غيداء أنه عندما يقدم المشروع بجودة عالية، فإن المشروع يروج لنفسه بنفسه. ففي حالة النادي، فهي ُترجِع فضل زيادة عدد المشتركات بالنادي الى العضوات بالنفس من خلال تشجيعهن لمعارفهن من أخوات و صديقات وزميلات. ولكن بطبيعة الحال، فهي تعتمد في الترويج لمشروعها بوسائل أخرى أيضاً منها وسائل التواصل الإجتماعي وخاصة “الانستقرام” و “الواتس اب”.
وحول سؤالنا عن ما الذي يحتاج إليه رائد الأعمال لتحقيق أهدافه تقول غيداء:
أعتقد أن على رائد الأعمال أن يتصف ببعض الصفات لكي يكون قادراً على تحقيق أهدافه، أولها أن يكون مؤمن بفكرة مشروعه ومدرك للفرق الذي سيحدثه مشروعه وللفئة التي يستهدفها. ثانياً، أن يمتلك رؤية واضحة فيما يريد تحقيقه ويعكسها بخطة واضحة المعالم. ثالثاً، أن يمتلك صبر وروح التحدي لأن طريق ريادة الأعمال طريق وعر ومليء بالعقبات التي ستواجهه على طول الخط، فيجب أن يكون مستعداً لها.
أما عن الاستراتيجيات الرئيسية التي تساعد رواد الأعمال في إدارة مشاريعهم بنجاح فهي ترى أنه لا توجد استراتيجيات عامة تناسب جميع رواد الأعمال، فلكل مشروع خصوصيته. إذ تُبنى الاستراتيجيات بناءً على معايير كثيرة منها القطاع الذي يعمل به المشروع، الخدمات/ المنتجات التي يقدمها المشروع، عملاء المشروع، توجهات صاحب المشروع، الى آخره من معايير تؤخذ بعين الإعتبار عندما توضع الإستراتيجيات لكل مشروع.
وعن واقع ريادة الأعمال في السلطنة، وما إذا كانت تعتقد أن المرأة العمانية استطاعت أن تحقق الإستقلال المادي لنفسها تقول غيداء:
لا أستطيع أن أجزم بذلك لأني غير مطلعة على الإحصائيات في هذا الشأن، ولكن أتحدث عن نفسي، نعم استطعت أن أحقق الإستقلال المادي لنفسي من خلال ريادة أعمالي الخاصة.
تحديات
تعتقد غيداء أن التحديات التي تواجهها رائدة الأعمال العمانية لا تختلف عن التحديات التي يواجهها رائد العمل العماني، إذ لا تجد أن كونها إمرأة تشكل فارقاً في هذا الصدد. وترى أن أبرز التحديات تتمثل في الإجراءات الطويلة فيما يتعلق بإنشاء الشركة ومن ثم إصدار وتجديد التصريحات اللازمة، وأيضاً في عدم ثقة كثير من المؤسسات الكبيرة سواءً الحكومية أو الخاصة في إسناد مشاريعهم للمؤسسات العمانية الصغيرة.
و في ظل القوانين والسياسات الهادفة، لتحقيق المساواة بين الجنسين، ودعم بحوث ودراسات البحث العلمي والابتكار هل استطاعت رائدة الأعمال الشابة الإستفادة من هذا الجانب تجيب اللواتية:
فيما يخص القوانين التي تدعم تحقيق المساواة بين الجنسين، لم أشعر يوماً منذ أن بدأت مشروعي منذ 4 سنوات بوجود تمييز في التعامل معي لكوني رائدة أعمال إمرأة ولله الحمد، ولذلك سأواصل على نفس النهج الذي انتهجته منذ أن بدأت مشروعي.
مشاريع مستقبلية
أسست غيداء في منتصف العام الماضي منصة حوارية إلكترونية تحت مسمى “حوارات غيداء” حيث تستضيف من خلالها خبراء في مجالات مختلفة ليتحدثوا عن خبراتهم ويشاركون الحاضرين معارفهم وعلومهم، كما أنها تنوي أن تستضيف ضيوف منوعين من أنحاء العالم لتعم الإستفادة إلى أكبر قدر من النساء في مجالات شتى. أيضا لديها مخطط لتطوير “نادي غيداء للقراءة” وأخذه لآفاق أوسع، ستعلن عنها عما قريب.
سماح بنت منصور الوهيبي، مدربة معتمدة في مجال الأزياء وريادة الأعمال، المالك والمدير الإبداعي لشركة ليالي الأصالة التي تأسست في 2006م. حازت سماح على لقب القيادات العربية الشابة من الشيخة موزة المسند عام 2009م (قطر) كما أنها حازت على جائزة إنطلاقة لأفضل مشروع تجاري 2009م وغيرها العديد من الجوائز.
فكرة المشروع والانطلاقة
تأسست شركة ليالي الأصالة في عام 2006م، وهي مؤسسة تعنى بتأهيل وتدريب الموهوبات في مجال الأزياء، كما أنها تقدم لهن الدعم من خلال ترويج وتسويق منتجاتهن، وذلك من خلال مشروع فيلا الأصالة، التي تم افتتاحها رسميا بتاريخ 3 سبتمبر 2009م، بمحافظة مسقط، حيث يتم عرض المنتجات التي تنفذها المصممات، كما وتقوم الشركة بالترويج والتسويق وتوفير مساحات لعرض هذه المنتجات مقابل أسعار رمزية و زهيدة إلى جانب الدورات التدريبية و ورش العمل التي تصقل مواهب الملتحقات بـ ليالي الأصالة .
ويقوم الفريق بطرح مسابقة سنوية تحت اسم (حين تحكي الأصالة) تقدم فرصة لدراسة تصميم الأزياء بعاصمة الموضة ميلان لمدة شهر مكثف، وتتمثل فكرتها في أن تدمج المتسابقة 3 حضارات (يختارها الفريق) في زي واحد، بحيث يركز على نشر وعي مفهوم تصميم الأزياء، إذ أن الأزياء ليست مجرد دمج ألوان وابتكار قصات وتصاميم، بل هي أعمق من ذلك بكثير، كما أنها فهم ودراسة الحضارات والتاريخ ومعرفة كل ما يتعلق بثقافات الشعوب وعاداتها.
آلية الترويج
وحول سؤالنا عن آلية الترويج للمشروع تقول سماح:
في السابق ركز الفريق على الإعلام المرئي والمقروء وبعد الطفرة التكنولوجية والتي غيرت توجهات العالم أجمع كان لا بد لفريق ليالي الأصالة أن يواكب كل ذلك، لذا سجلنا حضورنا على جميع قنوات ومنصات شبكات التواصل والتي من أهمها ” اليوتيوب” حيث خصصنا قناة على اليوتيوب تروج للمشروع محليا ودولياً.
ترى سماح أن رائد الأعمال يحتاج للكثير حتى يستطيع أن يحقق أهدافة، إذ تؤكد أن رائد العمل الحقيقي لا يولد رائداً، وإنما هو قرار يتخذه الشخص وقد يكون بعيد جداً عن مجال دراسته ولكن ما يغذي ريادة الأعمال ويقويها هو الشغف لما يقدمه رائد العمل وحبه لمشروعه
وتضيف: أود أن أسلط الضوء هنا على عامل مهم وهو الفرق بين ريادة الأعمال وإدارة الأعمال أو بمعنى آخر (التاجر) للعلم كلامها صحيح وكلامها على حق فيما يسعون لتحقيقه، لكن ريادة الأعمال عالم مختلف تماماً عن التجارة والفكر التجاري لذا فإن ما يحتاجه رائد العمل يتمثل في:
أولاً: أن يفهم ذاته، ويحدد هل هو رائد عمل أم تاجر.
ثانيا: التعلم المستمر، ففي اللحظة التي يشعر فيها الشخص بأنه قد اكتفى فهنا بداية النهاية.
ثالثا: أن يكون مطلع وقارئ وباحث في جميع المجالات بما فيها القانون وهنا لا أقول أن يحصل على شهادات أكاديمية في كل المجالات ولكن يكفي أن يكون على دراية بأمور المجتمع والعالم كله فهناك تختبئ الفرص.
رابعاً إلى مئة : الصبر
استراتيجيات
أما عن الاستراتيجيات الرئيسية التي تساعد رواد الأعمال في إدارة مشاريعهم بنجاح فهي ترى أنه لا بد من :
- مواكبة التطور وسرعة التغيير وعدم المكوث حيث الزوايا المريحة لفترات طويلة.
- التفكير خارج الصندوق والبحث عن مشاكل لحلها.
- تعلم مهارات قراءة الحسابات وفهمها وعدم الاعتماد على موظف الحسابات اعتماد كلي.
- الصراحة فيما يخص الوضع المالي، لتجنب خداع الذات وبالتالي الوقوع في ما لم يحسب له حساب.
- إدارة الموظفين والعاملين كقائد وليس كرئيس تنفيذي ومسميات ضخمة .
وعن واقع ريادة الأعمال في السلطنة، وما إذا كانت تعتقد أن المرأة العمانية استطاعت أن تحقق الإستقلال المادي لنفسها تقول سماح:
نعم استطاعت المرأة العمانية وبكل جدارة، ولنكن أكثر صراحة وشفافية المرأة العمانية كانت منذ القدم صاحبة موقف وصوت في جميع المجالات، قد تختلف المسميات سابقاً عن المسميات الحالية، ولكن منذ قديم الأزل وللمرأة دورها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والديني وهناك الكثير من الأمثلة المشرفة، لذا فأنا أعتقد أنها قد حققت إستقلالها المادي منذ زمن بعيد وجاءت القوانين بعد ذلك والتشريعات لتضمن لها ذلك وتعينها لمواصلة مشوارها .
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه رائدة الأعمال تقول سماح:
هنا حقيقة لا أحب التمييز بين ذكر وأنثى، فالتحديات هي نفسها التي يواجهها رائد العمل بغض النظر عن كونه رجل أو امرأة، ولكن قد تظهر بعض التحديات الإجتماعية لدى بعض النساء وذلك بحكم دورها في الحياة الذي قد يكون تحدي وقد يكون حافز لها لبلوغ هدفها.
و في ظل القوانين والسياسات الهادفة، لتحقيق المساواة بين الجنسين، ودعم بحوث ودراسات البحث العلمي والابتكار هل استطاعت رائدة الأعمال الشابة الإستفادة من هذا الجانب تجيب سماح:
اسمحوا لي هنا أن أجيب السؤال بسؤال (ما هي جوانب المساواة التي تبحث عنها المرأة العمانية وقد منحت في ظل جلالة السلطان قابوس رحمه الله كل ذلك دون مطالبة منها )، أما كيفية الاستفادة من البحث العلمي والإبتكار فهذا مجال يطول شرحه فهناك الكثير من الفرص التي على رائدات الأعمال الجادات البحث عنها، و أن يكن يقظات ولماحات لكل هذه الفرص وكيفية اقتناصها.
مشاريع مستقبلية
تطمح سماح أن تحقق العديد الأهداف في هذا العام، إذا تؤكد أن 2020 كان فرصة رائعة لمراجعة الكثير من الأمور فهي على صعيد مشروعها وعلى الصعيد الشخصي لها، فقد كرست الوقت في العام المنصرم للقراءة والبحث وتطوير الذات، كما أنها وضعت بعض الخطط التطويرية للمشروع وبدأت فعليا في التوجه الجديد الذي بإذن الله سيكون له جميل الأثر على المجتمع وعلى ليالي الأصالة .
Categories: All Categories