من هي هناء الخروصي؟
هناء بنت محمد الخروصية حاصلة على شهادة البكالوريوس في تخصص علم الأحياء المجهرية من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إنهاء دراستها الجامعية لم تتمكن من العثور على وظيفة مناسبة مرتبطة بمجال تخصصها عند عودتها إلى السلطنة. قررت الالتحاق بالقطاع المصرفي كوظيفة مؤقتة، حتى تتمكن من إيجاد فرصة مرتبطة أكثر بتخصصها الأكاديمي. التحقت ببرنامج للخريجين في أحد البنوك الرائدة في السلطنة، وبعد نجاحها في برنامج تدريب الخريجين الذي التحقت به، تمكنت من بدء مسيرتها المهنية في مجال الخدمات المصرفية، لم تلتفت إلى الوراء منذ ذلك الحين. ومن خلال التدريب الوظيفي وقدرتها على اكتساب المهارات اللازمة أثناء العمل، أثبتت نجاحها كما أنها التحقت بمجموعة من الدورات التي ساهمت في تعزيز معرفتها أكثر بمجال الخدمات المصرفية.
وفي عام 2010م تم ترشيحها من قبل المؤسسة التي تعمل بها لجائزة (Bizpro) المخصصة لتكريم الشباب المتفوقين في القطاع الخاص، وهذه كان نقطة الإنطلاق بالنسبة لها للشروع والسعي من أجل القيام بدور قيادي في القطاع المصرفي. ومواصلة لهذا السعي، شاركت في حضور برامج قيادية متنوعة في كلية لندن للأعمال (LBS)، ومع تقدمها في مسيرتها المهنية، تم اختيارها للانضمام إلى البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين الذي يرعاه ديوان البلاط السلطاني بالتعاون مع مؤسسة IMD في سويسرا. وهي تؤمن أن التعليم رحلة لا تنتهي أبدا.
التدرج الوظيفي
ترى هناء الخروصي أنه وعند بداية مسيرتها للعمل في القطاع المصرفي، كان هناك تدرج في السلم الوظيفي والمهني، من بينها عملت كـ مصرفي شخصي في أحد فروع البنك الذي عملت فيه سابقا، وعملت أيضا كموظفة في مركز الاتصال، وهذه التجربة كانت القاعدة الأساسية التي ساعدتني في تسلق السلم من خلال العمل الجاد والتفاني، وقدرتها على اكتساب المهارات الأساسية مثل الاتصال وحل المشكلات والتخطيط السليم. وعندما انضمت إلى الخدمات المصرفية التجارية، كأحد المجالات التي بها حضور الموظفين الذكور أكثر، مما تطلب منها كإمرأة إثبات وجودها وقدرتها على القيام بالأدوار المنوطة بها والعمل بنفس المهارات التي يمتلكها زملائها الآخرين.
ومع مرور الوقت، تمكنت الخروصية من اكتساب ثقة واحترام من حولها، حتى تمكنت من العمل في منصب أعلى كرئيس وحدة، وبعد عدة سنوات جرى التواصل من قبل البنك الأهلي ودعوتها للانضمام إلى مسيرة نمو البنك، كمدير عام مساعد، وكان هذا القرار أحد الدوافع التي عززت من حياتها المهنية واتاحت لي المجال لتوظيف امكانياتها في القطاع.
المرأة والعمل في القطاع المصرفي
لقد كانت المرأة العمانية داعمة قوية ومساهمة أساسية في تعزيز أداء القطاع المصرفي في السنوات الماضية، ونحن نفخر بأن نشهد على مدى هذه السنوات تزايد نسبة النساء في المناصب القيادية، بدءا من إدارة الفروع وصولا إلى رئاسة الوحدات، والخدمات المصرفية الخاصة، والمخاطر، والخدمات المصرفية التجارية، وحتى تولي منصب رئيس مجلس الإدارة.
تفخر الخروصية أن تكون جزءا من مؤسسة متميزة تشغل فيها النساء نسبة 20% في المناصب القيادية التنفيذية، ولا زال هناك تزايد أيضا. وهذا يؤكد وجود فرص في القطاع والثقة بأن المرأة العمانية قادرة على القيام بأدوار قيادية، فضلا عن التقبل لدى زملائنا الذكور للعمل جنبا إلى جنب والتعاون لإدارة هذا القطاع الحيوي الذي يسهم بشكل كبير في اقتصاد البلاد.
مستقبل المرأة في القطاع المصرفي
ترى هناء الخروصية أن هناك مستقبلا مشرقاً للمراة العمانية المثابرة في القطاع المصرفي، حيث يلاحظ في الواقع أن هناك تزايد في أعداد الخريجات اللاتي يلتحقن بالبرامج المصرفية أكثر من الذكور. ومع توالي الأعوام، لوحظ أن المناصب القيادية في كثير من أقسام و وحدات البنك تشغلها كوادر نسائية متميزة، يعملن بلا كلل وبكل احترام لدعم بعضهم البعض لتحقيق الأهداف الشاملة للبنك.
ولكون التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من الأعمال التجارية ولها دور تكاملي في تعزيز المرونة التي تتطلبها الحياة العملية، فقد أصبح لدى النساء المزيد من الفرص للحصول على بيئة عمل مناسبة لأسلوب حياتهم، وهي على ثقة بأن المستقبل سيكون مشرقا بإذن الله للمرأة العمانية في القطاع المصرفي، في ظل وجود مواهب متميزة وطاقات ناشئة تواكب متطلبات السوق. كما سيكون هناك تحدي بين النساء بسبب المنافسة التي ستنشأ، إلا أن العمل والتعاون مع بعضنا البعض يعد مطلبا أساسيا لنجاح أي مؤسسة وضمان استمراريتها.
نصائح للنساء لتحقيق النجاح
توجه هناء الخروصية دعوة للمرأة أن لا تتردد في بدء مسيرتها من الصفر، حيث يستطيع أي فرد أن يثبت نجاحه على المدى الطويل مع الالتزام والأداء الجيد، ولابد من وجود ثقة بالنفس ومخالطة الأشخاص سواء الذكور أو الإناث الذين يؤمنون بقدراتهم ويتميزون بالكرم والعطاء ليمنحوا رسائل ايجابية وتشجيع البعض لتحقيق المزيد من النجاحات .
Categories: مناسبات وفعاليات