لجينة بنت محسن درويش في حوار للمرأة:
التحدي الذي يخلق الإبداع يتطلب قائداً حقيقياً
قالت المكرمة لجينة بنت محسن درويش، عضو مجلس الدولة، نائب رئيس مجلس إدارة شركة محسن حيدر درويش والفائزة بجائزة
«سيدة الأعمال للعام» ضمن جوائز ستيفي ان تحقيق النمو في عالم ما بعد جائحة كورونا (كوفيد-19) سيكون تحدياً، مشيرة إلى ان تجاوز الظروف الحالية سيكون عبر بوابة «الابتكار».
حصلتي مؤخراً على جائزة «سيدة الأعمال للعام « ضمن جوائز ستيفي التي تعرف أيضاً باسم «أوسكار عالم الأعمال»، كيف تعبرين عن شعورك بالفوز بمثل هذه الجائزة الهامة؟
أشعر بالفخر والاعتزاز الكبير لترشيحي لهذه الفئة مع زملائي المرشحين الآخرين، لقد مكنني الفوز بهذه الجائزة من إدراك حقيقة أنه عندما نركز طاقتنا على العمل الذي نقوم به، مع الرغبة الجادة وحب العمل والاجتهاد فإننا نستطيع تحقيق نتائج كبيرة ومبهرة.
ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها الأعمال التجارية، إلا أن الشركات العمانية لا تزال مستمرة في تعزيز جوانب الابتكار والإبداع وتحقيق نتائج جيدة. وأود أن أتقدم بجزيل الشكر إلى فريق جوائز ستيفي على تكريمه لي بهذه الجائزة المرموقة. حقاً إنه إنجاز باهر وانا مسرورة وفخورة بذلك لأن هذه الجائزة أتاحت لي الفرصة لتمثيل المرأة العمانية والتأكيد لها على ضرورة مواصلة العمل والسعي نحو تحقيق النجاح الذي تطمح إليه.
تم تعيينك مؤخرا كرئيسة فخرية لجمعية الصداقة العمانية الصينية، أخبرينا عن هذا التكريم؟
في البداية، أود أن أتقدم بالشكر إلى وزارة الخارجية وجميع أعضاء مجلس إدارة جمعية الصداقة العمانية الصينية على ثقتهم بي وتكليفي بهذا المنصب. ويشرفني أن أتولى إرث والدي المرحوم محسن حيدر درويش والمرحوم الدكتور عمر بن عبدالمنعم الزواوي. وأنا أدرك بأن السير على خطاهم، رحمهما الله، ليس بالأمر السهل، ولكنني سأحرص على بذل قصارى جهدي لمواصلة تعزيز العلاقات الخاصة والمتميزة بين سلطنة عمان وجمهورية الصين في شتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية بما يتماشى مع رؤية جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله – .
هل يمكن أن تقدمي لنا لمحة عن جمعية الصداقة العمانية الصينية وأهدافها؟
تأسست جمعية الصداقة العمانية الصينية بتوجيه من المرحوم الدكتور عمر بن عبدالمنعم الزواوي، الذي كان يعمل كمستشار الاتصالات الخارجية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه في أكتوبر 2010. وكان يترأس الجمعية المرحوم محسن حيدر درويش مع ممثلين عن القطاعين العام والخاص. تهدف الجمعية إلى تطوير وتعزيز علاقات الصداقة بين سلطنة عمان وجمهورية الصين الشعبية في المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعلمية والأكاديمية والرياضية والفنية من خلال عدد من الأنشطة والمهام يمكن حصرها في: تنظيم الفعاليات الاجتماعية والندوات والمحاضرات والمعارض الفنية والعلمية.
التعريف بالجمعية في الصحف والمجلات والإعلانات والإذاعة والتلفزيون، بالإضافة إلى تنظيم المؤتمرات الصحفية بالتنسيق مع الجهات المعنية.
ترويج التراث الثقافي والأدبي في البلدين باستخدام قنوات إعلامية مختلفة مثل تبادل الأفلام الوثائقية وعرض الأفلام الصينية مع الترجمة العربية في السلطنة.
إصدار وتوزيع المنشورات الدورية مع مراعاة القوانين والأنظمة في السلطنة.
تنظيم زيارات للمختصين والعلماء والفنانين في البلدين.
ترويج الأعمال التجارية والأنشطة الرياضية.
كيف تنظرين إلى تطور العلاقات العمانية الصينية في مختلف المجالات وكيف تعمل جمعية الصداقة العمانية الصينية على تعزيزها؟
منذ تأسيسها، سعت الجمعية، من خلال أنشطتها ومهامها المختلفة، إلى فتح آفاق جديدة للشراكة الحقيقية بين البلدين وتشجيع فرص الاستثمار داخل السلطنة لتحقيق تطلعات شعبي وقيادتي البلدين العظيمين.
تمارس الجمعية أنشطتها من خلال نخبة من أعضاء مجلس الإدارة لتحقيق إنجازات ملموسة في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والتجارية والفنية والسياحية والرياضية والتعليمية.
تركّز جمعية الصداقة العمانية الصينية على جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها أن تجمع جميع الأشخاص المعنيين بهدف تحقيق آليات تعمل على تطوير العلاقات بين البلدين الصديقين والإرتقاء بها إلى آفاق أرحب، إضافة إلى تمكين الأشخاص المعنيين من بناء علاقات تعاون جديدة، مما يساعد السلطنة والصين على تحقيق الأفضل في مختلف المجالات التي تحدثنا عنها.
كرئيسة سابقة لجمعية الصداقة العمانية الإيطالية ورئيسة لجمعية الصداقة العمانية الصينية. هل ساعدتك خبرتك الواسعة بهذه الجمعيات الدولية وغيرها في منصبك الجديد؟
نعم، عندما أكون جزءًً من جمعيات دولية أخرى أشعر بأن ذلك يساعدني في فهم كيفية عملنا الهادف إلى بناء وتعزيز علاقات سلطنة عمان مع الدول الأخرى. ومن المهم المحافظة على البيئة الاجتماعية والاقتصادية للسلطنة ، وأعتقد أنه بصفتنا جزءاً من هذه الجمعيات لا بد لنا من العمل معاً لإثبات أن العلاقات تترسخ من خلال العمل المتواصل الهادف إلى تعزيز العلاقات الثنائية الودية على الصعيدين المحلي والدولي.
وبالإضافة إلى هذا الحوار المتنوع من خلال المنصات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فإن ذلك يؤدي إلى بناء شراكة حقيقية، كما أنه يعزز فرص الاستثمار لتحقيق طموحات وتطلعات الدول المعنية.
لقد قابلتِ معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي ، وزير الخارجية في السلطنة بعد تعيينك في جمعية الصداقة العمانية الصينية. ما هي المواضيع التي جرى التباحث بشأنها؟
أود القول بأن ذلك الاجتماع كان مهما حيث ناقشنا سبل تعزيز العلاقات العمانية الصينية بشكل أكبر، كما كان فرصة لأعبر عن امتناني لوزارة الخارجية على دورها في تسهيل جميع أعمال الجمعية التي تهدف إلى زيادة تعزيز التعاون الاقتصادي والصناعي والثقافي بين البلدين. وهناك مجالات رئيسية تحتاج إلى مزيد من التركيز خلال السنوات المقبلة مع الأخذ في الاعتبار رؤية جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ، وناقشنا أيضاً سبل العمل معاً لتجاوز السيناريو الحالي للجائحة العالمية وكيفية التعامل مع هذا الوضع، كما أننا نأمل في إعداد آليات للعمل تتناسب وطبيعة الوضع الحالي وذلك لضمان التأكد من أننا لا نزال على المسار الصحيح لتنفيذ الأفكار التي نتشارك فيها بين البلدين.
كما أجرينا مناقشات بناءة حول تطور العلاقات الثقافية والاقتصادية بين سلطنة عمان والصين، حيث كان التركيز فيها حول زيادة تعزيز العلاقات والدعم المتواصل الذي قدمته الوزارة لتعزيز مساعينا بهذا الخصوص.
لقد أصبحتِ الرئيس الفخري لجمعية الصداقة العمانية الصينية خلال الظروف الحالية في ظل جائحة كورونا كوفيد – 19. هل يمثل ذلك تحدياً لك؟
لقد أيقنت أن فهم الأزمة هو أحد المهام الصعبة في إدارة الإزمات. إن الاضطرار إلى اتخاذ قرار دون معرفة يخلق عبئاً نعتبره ثقيلاً على الكثير منا خلال هذه الفترة. ولهذا السبب، أشعر إنه في مثل هذه الأوقات تكون أوجه التشابه وليس الاختلاف هي التي تحدد طبيعة العمل بين البلدين.
نحن بحاجة لمواصلة تمهيد الطريق لتحديد أفكار مشتركة لمصالح مشتركة تشجع على الابتكار، وفي نفس الوقت، يجب علينا أن نكون على علم بالموارد التي نحتاج إليها لتمكين هذا الابتكار من النمو والانتشار. ولا شك بأن تحقيق النمو في عالم ما بعد كوفيد -19 سيكون تحدياً، ولكننا إذا كنا نتطلع للمستقبل ونخطط برؤية واضحة تعمل على تعزيز ثقافة الابتكار وتتعامل مع الأوضاع بفهم اكبر للمعطيات، فإننا سنكون قادرين على التكيف والمضي قدماً لتحقيق الأهداف المنشودة.
كما تعرفين، هناك العديد من النساء العمانيات ومن دول الشرق الأوسط تمكّن من تبوأ مراكز قيادية وتم تقديرهن وتكريمهن عالمياً. ما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك وهل سيعمل ذلك على تشجيع النساء من عُمان (ومن دول الإقليم الأخرى) على السعي نحو تحقيق النجاح؟
نعم، اعتقد بل أؤكد أن النساء القياديات من عُمان يمكنهن المساعدة في تحقيق النجاح في بيئات العمل المختلفة. وأنا على ثقة بأن المرأة اليوم لديها الكفاءة والمهارة التي تمكّنها من تبوأ مركز قيادي عندما يتعلق الأمر بتحديات جديدة، وهذا يمكّننا من تعلم المزيد، وفي نفس الوقت القيام بالمزيد. إننا نعيش في عصر يساعد على تمكين المرأة وجعلها مسؤولة عن نفسها وتمكينها من الاعتماد على نفسها وتحديد كيفية عملها وتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والعائلية بسهولة. كما أن ريادة الأعمال تعتبر سبيلاً للنساء لسد الفجوة في الأجور والارتقاء إلى مناصب قيادية حسب شروطهن الخاصة.
وحتى مع أفضل النوايا، لدينا رغبة في التعاون مع أشخاص مثلنا. وذلك يتطلب قائداً حقيقياً ليقول «أبحث عن شخص يتحداني «. وهذا التحدي يمكن أن يخلق إبداعاً جديداً وابتكاراً ونمواً.
تخططين العام المقبل لإطلاق جوائز للإجادة، هل يمكنك مشاركتنا مزيد من التفاصيل حول هذه المبادرة؟
يسرني ان اشارككم هذا الخبر الحصري، حيث سنطلق قريباً مبادرة تحت مسمى «جوائز لجينة محسن درويش للإلهام 2021» سيتم تقسيمها إلى ثلاث فئات:
الجائزة الأولى ستُمنح لـ «أفضل امرأة واعدة للعام». وسيتم منح الجائزة الثانية إلى رائد أعمال واعد من الشركات الصغيرة والمتوسطة، والثالثة ستكون «جائزة التأثير الاجتماعي» لمؤسسة قامت بجهود كبيرة ورائدة في المجتمع.
وسوف يتم الكشف عن التفاصيل الكاملة لعملية الترشيح قريباً. حيث سيجري اطلاق هذه الجوائز بدعم من مؤسسة لجينة محسن حيدر درويش والتي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وتمكين المجتمعات المحلية، وتكريم الإنجازات.
Categories: Home Slider, حوار