قالت أنها مستعدة لتحديات المستقبل
أريج محسن درويش: نسعى لتعزيز تواجدنا في السوق عبر قطاعات جديدة
تسعى شركة محسن حيدر درويش إلى تعزيز تواجدها في السوق عبر الدخول إلى قطاعات جديدة والحصول على وكالات، وفق ما أكدت أريج محسن حيدر درويش رئيسة مجلس إدارة الشركة. موضحة في حوار خاص بأنها باتت مستعدة لتحديات المستقبل وتطوراته المتسارعة وانها عازمة على الوصول بالشركة إلى آفاق جديدة من النمو.
حصلت شركة محسن حيدر درويش مؤخرا على جائزة فوربس المسماة ” الاحتفال بنجاح الشركات العمانية”. هل لك أن تحدثينا عن تلك الجائزة؟
استضافت فوربس الشرق الأوسط أول فعالية من نوعها في السلطنة خلال شهر ديسمبر الماضي لتكريم أفضل الشركات في المنطقة. حيث تم تكريم شركة محسن حيدر درويش ش.م.م ومنحها جائزة” الاحتفال بنجاح الشركات العمانية”. تقديرا للإنجازات التي حققتها الشركة على مدى السنوات الماضية. ومساهمتها في التنمية الاقتصادية والرخاء والتقدم الذي شهدته السلطنة. لقد تشرفنا باستلام هذه الجائزة التي ستكون بلا شك حافزاً لنا لمواصلة الجهد والعطاء والتميز في كل ما نقوم به.
كيف ساهمت شركة محسن حيدر درويش في التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها السلطنة منذ تأسيس الشركة في عام 1974 كشركة عائلية ؟
مع تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه مقاليد الحكم في السلطنة في عام 1970، حققت السلطنة إنجازات غير مسبوقة سمتها المنظمات الدولية ” معجزة اقتصادية” وفي عام 1974 أسس والدي رحمه الله محسن حيدر درويش مؤسسة فردية وتم تحويل الشركة من مؤسسة فردية إلى شركة محدودة المسؤولية في عام 1987.
لعبت شركة محسن حيدر درويش ش.م.م دورا بارزاً في التقدم السريع الذي شهدته السلطنة وقد استمعت إلى والدي مرات وهو يقول
” ما فيه خير لسلطنة عمان فيه الخير لمحسن حيدر درويش”.
منذ تأسيسها، حرصت شركة محسن حيدر درويش ش.م.م على المساهمة في عملية التنمية المستدامة التي انتظمت ارجاء البلاد و دخلنا في العديد من المجالات مثل منتجات السيارات والحاسب الآلي وأجهزة المكاتب والاتصالات والأجهزة المنزلية والأجهزة الالكترونية الترفيهية والمنتجات الهندسية ومواد المشاريع والمباني والإطارات والبطاريات وهو ما ساعد على تلبية احتياجات السوق وتنويع القاعدة الاقتصادية وساهم في تحقيق النمو والتطور لسلطنة عمان.
في شركة محسن حيدر درويش ش.م.م، نؤمن بقوة بأن موظفينا هم الدافع والمحرك الأكبر وراء أي نجاح نحققه ونحن نولي التعمين أهمية كبيرة لأننا نؤمن بأن الشباب العماني لديه إمكانات هائلة وأنه هو الأمل في المستقبل ولذلك لا ندخر جهدًا لرعاية الموهوبين من خلال توفير فرص العمل والتدريب والتأهيل والتطور الوظيفي بحيث يساهم الجميع في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السلطنة.
تأسست شركة محسن حيدر درويش ش.م.م على يد الوالد محسن حيدر درويش. ماذا كانت الرؤية في ذلك الوقت بالنسبة للشركة؟
كانت رؤية والدي – رحمه الله- المساهمة في تطور ونمو السلطنة بكل السبل الممكنة. بالنسبة له كان نموه هو أن تنمو السلطنة، وقد كان يساهم بشكل كبير بتطوير بيئة الأعمال والاستثمار، وايجاد الفرص المواتية له، وكان والدي من بين مجموعة من رجال الأعمال الذين تبنوا الرؤية الخاصة بجلالة السلطان طيب الله ثراه لتحويل السلطنة إلى دولة عصرية ومتقدمة.
كان والدي صاحب رؤية وبصيرة، وبدأ في بناء أعمال تضع الأسس لاقتصاد وطني قوي في السنوات القادمة. ساعدت رؤية والدي على نمو الشركة وتحولها إلى بيت كبير للأعمال كما هو الحال على ما هو عليه اليوم وليساهم في عملية التنمية الاقتصادية السريعة التي شهدتها السلطنة.
كانت رؤية والدي هي أن نعمل على تنمية الشركة ونموها من خلال التوسع والتنوع والدخول في أنشطة ومجالات جديدة كلما سنحت الفرص.
كرئيسة لمجلس ادارة شركة محسن حيدر درويش، أنت تبنين على إرث والدك. ما هي الدروس التي تعلمتيها من والدك ومن الآخرين الذين ساعدوك على تحمل هذه المسؤولية؟
لا تزال القيم والمبادئ التي تعلمتها من والدي هي التي توجهني في كل خطوة أخطوها في حياتي فقد شجعني والدي رحمه الله على أن أُخرج أفضل ما في داخلي وكان يريدني أن أصبح إنسانة قوية قادرة على تحمل المسؤولية وأن يكون لي أثر في هذا العالم.
من خلال العمل مع والدي تعلمت الصعوبات التي تواجه الأعمال والأمور التي تجعل رجل الأعمال ناجحًا في عمله ولا تزال الدروس التي تعلمتها منه هي التي تحكم عملي وترشدني وتساعدني في تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقي كرئيسة لهذه الشركة العريقة. كذلك فقد تعلمت من والدي الكثير وأهم درس تعلمته منه أن العمل الجماعي يقود إلى النجاح فقد كان والدي يؤمن بروح الفريق الواحد وكان دوماً يقول “وحدك تصنع القليل ولكن معاً نصنع الكثير”.
كان والدي يتميز بخصال نبيلة عديدة ومن ذلك القدرة على التفكير الإبداعي والتحليل المنطقي واتخاذ القرار وحل المشاكل والنظام في كل شيء وقد اكتسبت هذه الصفات الحميدة منه ولله الحمد.
كان والدي هو المعلم والقدوة وكانت نصائحه الغالية دوما سر نجاحي ودافعاً لي لتحمل المزيد من المسؤوليات في الحياة وأنا عازمة ومصرة على أن أواصل مسيرة والدي وأسير على نفس الدرب وأن أصل بالشركة التي بناها إلى آفاق جديدة من النجاح والنمو والتطور.
كيف ستقودين شركة محسن حيدر درويش ش.م.م إلى مرحلة جديدة من النمو؟
أنا بدأت العمل في الشركة من بداية السلم الوظيفي وهو الأمر الذي ساعدني على فهم النشاط من البداية حتى النهاية والإلمام بكافة التفاصيل وعلى الرغم من أن توجيهات ونصائح والدي كانت الدافع والحافز في كل خطوة في حياتي إلا أنه كان يترك لي المجال لاتخاذ القرارات المتعلقة بالأعمال وكانت تلك القرارات مساراً تعليمياً جيداً ساعدني على تنمية أعمالي.
كرئيسة لمجلس ادارة الشركة فإن رؤيتي تتمثل في تحقيق المزيد من التقدم خلال السنوات القادمة وتعزيز العلاقات مع الشركاء التجاريين، والدخول إلى قطاعات جديدة وتعزيز تواجدنا في السوق من خلال الحصول على وكالات جديدة ومتابعة الأداء المالي بشكل لصيق ومساعدة الشباب العماني على النمو واستغلال طاقاتهم وإمكاناتهم.
كذلك فأنا أحاول الاستعداد لتحديات المستقبل ومواكبة التطورات السريعة والمتلاحقة التي تتطلب مني أن أكون على علم وأن أكون مواكبة للتغيرات التي تحدث في مناخ الأعمال، وفي مثل هذه الأحوال لا بد أن أتحلى بالقدرة على التفكير الإبداعي وأن أشجع العاملين معي على إثارة الأسئلة واكتساب مهارة التحليل والنظر إلى الأعمال من وجهات نظر مختلفة، كما يجب علينا أن نخلق مساحة للأفكار الجديدة، وبدوري أشجع العاملين في الشركة على الخروج بأي أفكار أو مقترحات يمكنها أن تجعل أدائنا أكثر فعالية وكفاءة.
التنويع أمر مهم جدا سواء لنمو الأعمال أو للحد من المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها أي شركة ونتيجة لذلك فنحن نخطط لتنمية النشاط ونسعى دوما للبحث عن منتجات جديدة تخدم عملائنا، حيث أن لدينا قناعة بأن التركيز والنظام عنصران حيويان للنجاح وأنا أعمل على غرس هذه القيم في شركة محسن حيدر درويش.
شهدت الاقتصاديات الخليجية أوقاتاً عصيبة في السنوات الأخيرة. كيف تمكنت المجموعة من التغلب على هذه التحديات بدون أن يكون ذلك على حساب القيم الأساسية التي قامت عليها الشركة؟
كان لتراجع أسعار النفط في السنوات الأخيرة تأثير سلبي كبير على اقتصاديات دول الخليج العربي وقد تزامن ذلك مع اشتداد المنافسة في السوق وهو ما شكل تحديا كبيرا أمامنا ولكن وعلى أية حال فقد تمكنا من مواصلة مسيرة النمو على الرغم من أن الوتيرة كانت أبطأ مما كانت عليه في الماضي من خلال اتباع سياسات حذرة وتحسين مستوى الفعالية وتنويع مصادر الإيرادات دون أن يكون ذلك على حساب القيم الأساسية لنا ولا على حساب مصالح المجتمع أو الموظفين أو العملاء. لقد سعينا إلى تطوير وتحديث خطط الأعمال بشكل منتظم لمواكبة التغيرات التي تحدث في السوق ، وأنا أؤمن بأن كل تحد يحمل في طياته فرصة وكل ظلمة وراءها فجر جديد، وكل ما علينا هو أن نكون أهلا لهذا التحدي ويقينياً فإن النجاح سيكون حليفنا في النهاية.
هناك عدد قليل من النساء اللاتي يترأسن شركات كبيرة كشركة محسن حيدر درويش ش.م.م في منطقة الخليج العربي. ما هي السمات التي مكنتك من الوصول إلى هذه المكانة؟
هناك عدد من العوامل ساعدتني على النجاح،و فقد نشأت في أسرة عريقة في مجال الأعمال ورأيت أمي وهي تشارك والدي اتخاذ القرارات المتعلقة بالأعمال، وعند ذلك أدركت أن النساء يمكن أن يكن ناجحات في المجال الذي يخترنه وأنهن قادرات على عمل التوازن المطلوب بين واجباتهن تجاه بيوتهن وأبنائهن وواجباتهن تجاه العمل، وقد كان للتأثير الإيجابي لوالدتي أثر كبير في مساعدتي على مواصلة السعي بكل عزيمة وإصرار لتحقيق أهدافي وفي تعزيز ثقتي بنفسي وبقدراتي.
بعد أن وضعت قدمي على أول الطريق قمت بتطوير ذاتي من خلال العمل تحت رعاية والدي وبدأت في الوظائف الصغيرة وترقيت شيئاً فشيئاً في مختلف الوظائف وهو ما ساعدني على فهم آلية العمل على مختلف المستويات داخل الشركة.
لقد تعلمت من والدي أن النجاح ليس سهلا وأنه يحتاج إلى جهد جهيد وعمل دؤوب وأن الإخلاص والأمانة والمثابرة والصدق في التعامل سمات أساسية تقود إلى النجاح.
على مدى السنوات الماضية، قمت ببناء هذه القيم وأول هذه السمات التي يجب أن يتحلى بها أي رجل أعمال هو أن يكون لديه حب ورغبة في ذلك العمل، لأن مثل هذا الحب للنجاح والتميز هو الذي يمهد لك الطريق للمستقبل. إلى جانب حب الشيء الذي تعمله، يجب عليك أن تكون منظماً وأن تظل في حالة تركيز عالية على تحقيق أهدافك على الرغم من كل الصعاب وعن نفسي فأنا شخصية متفتحة الذهن وبالنسبة لي فإن كل موقف يمر أمامي يحمل في طياته فرصة للأعمال. من بين العوامل الأخرى التي تساعد على النجاح تنظيم الوقت وحسن استغلاله وإدارته بشكل جيد والمثابرة والعزيمة والإصرار والثقة في الذات.
مؤخرا تم اختيارك من قبل مجلة فوربس واحدة من أقوى 100 صاحبة أعمال في عام 2020. ما هي انطباعاتك عن ذلك التكريم؟
يشرفني أن يتم اختياري من قبل مجلة فوربس الشرق الأوسط ضمن قائمة” أقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط” وانا مسرورة جدا بهذا التكريم الذي بلا شك سيكون حافزاً لي على مواصلة تحقيق أهدافي وتحقيق المزيد في المستقبل، كما أنه يرسخ قناعتي بأن العمل الجاد لا يذهب هباءً وأنه حتماً يقود في النهاية إلى النجاح.
أنا أُعزي هذا النجاح إلى القيادة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه ورؤيته التي نجحت في تحقيق مزيد من التقدم والرقي والازدهار ووضع السلطنة ضمن مصاف الدول المتقدمة وأعزي هذا النجاح كذلك إلى حنكة والدي وخبرته التي قادت شركة محسن حيدر درويش لتصل إلى ما وصلت إليه الآن.
لا يفوتني في هذا الصدد أن أتوجه بالشكر إلى كافة الموظفين في شركة محسن حيدر درويش ش.م.م على مساندتهم ودعمهم وأنا أقدر الدور المحوري الذي قاموا به ومساهمتهم في نجاح الشركة وأنا أعتبرهم أغلى أصولنا.
أنا فخورة لأن المرأة العمانية لها بصمتها الواضحة وتواجدها القوي وحضورها الملموس في العديد من المجالات ، وقد كان المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه يؤكد دوما على أن المرأة العمانية شمرت عن ساعد الجد ووقفت جنبا إلى جنب مع الرجل لتساهم في نهضة بلادها وتطورها، وقد عمل جلالته على توفير فرص متساوية للرجال والنساء في التعليم والتوظيف والتنمية الاجتماعية ونتيجة لذلك رأينا عدداً من العمانيات يتولين العديد من الوظائف القيادية في القطاعين العام والخاص. وأنا على ثقة من أن السنوات القادمة تحمل المزيد والمزيد للمرأة العمانية وأنها ستلعب دوراً هاماً في نمو وتطور السلطنة.
ما هي أفكارك بالنسبة لعام 2020 وتوقعاتك للنشاط؟
تحت القيادة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، حققت السلطنة تقدما ملحوظا في كافة قطاعات الاقتصاد الوطني، وقد فقدت السلطنة قائدا فذا وملهما بوفاته، والتي ستكون ذكراه حاضرة بقوة أمام أعيننا ولن يغيب عنا أبدا.
على أية حال فنحن واثقون بأنه وفي ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله فإن السلطنة ستواصل مسيرة النمو والتقدم والرخاء التي بدأها السلطان قابوس طيب الله ثراه.
بشكل عام فإن السلطنة تبذل جهودا حثيثة من أجل تنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط من خلال التركيز على قطاعات اقتصادية واعدة كالدعم اللوجستي والتصنيع والسياحة والتعدين والثروة السمكية بما يتماشى مع “رؤية تنفيذ”. كذلك فإن رؤية عمان 2040 ” تسعى إلى تحويل السلطنة إلى مصاف الدول الأكثر تقدما، وهدفها هو جعل السلطنة وجهة مثالية للاستثمارات الأجنبية وأنا على ثقة من أنه وبعد تعديل اللوائح والقوانين الجديدة ستكون السلطنة وجهة مفضلة للأعمال وستعزز مكانتها كوجهة مستقطبة للاستثمارات الأجنبية.
الشباب هم عماد الحاضر وأمل المستقبل، ولذلك فإن تنمية مهاراتهم ومعارفهم والاستثمار فيهم أمر ضروري لتحقيق النمو والنجاح المنشود. في هذا الصدد تلعب اللجنة الوطنية للشباب دوراً هاما في تنفيذ العديد من المبادرات والفعاليات التي تستهدف فئة الشباب وتوفر لهم الفرصة لتطوير قدراتهم وتفجير طاقاتهم واستغلال مكنوناتهم، وليس أدل على ذلك من أن هناك العديد من العمانيين الذين يلتحقون بسوق العمل بكل حماس ويساهمون في تحقيق مزيد من النمو والتطور للاقتصاد العماني.
بشكل عام فإن الاستراتيجية والمبادرات التي تقوم بها الحكومة تبشر بالخير للاقتصاد العماني، ونحن ملتزمون بالخطط والاستراتيجيات الموضوعة من قبل الحكومة، وأنا على ثقة من أنه وفي ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله- سنكون قادرين على تحقيق أهدافنا الموضوعة وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة.
Categories: All Categories, Home Slider, حوار