عاشقة فن البهجة ” الماندالا “
فردوس شافي : أنتمي إلى اللامدرسية
هي متفردة ومختلفة، لم تكن ترضى أن تكون نسخة مكرره، بل سعت نحو التميز، عرفت اللون والفن منذ نعومة أظافرها، كانت تنسج لوحات فنية من وحي الخيال، رغبتها الملحة في التعمق في الرسم والألوان دفعتها للبحث عن الفريد والجديد.
بدأت الحكاية عندما عرفت فن الماندالاا، لم يكن مثل أيٍ من الفنون التي مارستها من قبل، كان مختلفاً حقاً، أدركت عندها أنها وجدت ما كانت تبحث عنه.
فن الماندالا هو عبارة عن مجموعةٌ من الرُّموز استُعملت من قِبَل الهندوسيين والبوذيين للتعبير عن صورة الكون الميتافيزيقي وكلمة “ماندالا” في اللغة “السنسكريتية” تعني الدائرة أو القرص. و الشائع الآن أنّ “ماندالا”أصبحت مصطلح عام لأي تخطيط ، جدول او نمط هندسي يقدم الكون عن طريق”المتافيزيقيا ” أو “الرموز”.
ألتقت مجلة المراة بفردوس شافي للتعرف عليها وعلى فنها الفريد من نوعه في السلطنة
من هي فردوس شافي ؟
فردوس بنت شافي محمد البغوية، حاصلة على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الإدارة والاعمال من جامعة برادفورد البريطانية بالتعاون الاكاديمي مع كلية الدراسات المصرفية والمالية –مسقط، فنانة تشكيلية مزخرفة وعاشقة للزخارف والتفاصيل، هاوية لفن زخارف الماندالا أو فن الزخرفة الحديثة بالتحديد. صاحبة مشروع صغير ( فردوس باشن ) المختص بعرض وبيع اللوحات الفنية بفن زخارف الماندالا كهدايا من نوع مختلف وراقية بنفس الوقت.
متى كانت انطلاقتك في مجال الفن التشكيلي؟
انطلاقتي في عالم الفن والألوان وشغفي به بدأ منذ نعومة أظافري، فـ لطالما أعتاد أهلي على اقتناء الادوات الفنية لي لأبدع بلوحات فنية من نسج الخيال في مختلف مراحلي الدراسية، و بعد انتقالي للمرحلة الثانوية بدأ الشغف يزداد نحو تعلم المزيد، خاصة مع رغبتي لاختيار مادة الفنون التشكيلية حينذاك، نظرا لتفوقي في تلك المادة ثم اختياري من قبل معلمة المادة لتقديم ورشة مبسطة في الخط العربي لانه المجال الذي أميل له اكثر من بقية المجالات الأخرى، و في عام 2012 عندما كنت الصف الثاني عشر قدمت أول ورشة لي لذوي الاحتياجات الخاصة بأحد المراكز التأهيلية في محافظة مسقط. وفي ذلك الحين لم أكن أركز على جانب واحد من الفنون وانما كنت أعمل على تجربة الفن التجريدي والرسم بالرصاص والفحم وفقا لمنظور الخط العربي. في عام 2016، إلتحقت بدورة في أساسيات رسم البورتريه باستخدام الرصاص لأمضي بعد ذلك فترة طويلة في ممارسة الرسم. أما في عام 2017، كانت الانطلاقة والبداية الفعلية عندما شاركت في معرض فني بالكلية مما زاد الثقة في نفسي وفي قدراتي للمشاركة في معارض فنية خارج الحرم الجامعي، بعد ذلك تعرفت على فن زخارف الماندالا من خلال حسابات الفنانين الاجانب باحدى مواقع التواصل الاجتماعي، و جذبني كثيرا هذا الفن فقد كان يختلف كثيرا عن كل الفنون التي جربتها ومارستها في السابق وهو ما جعلني أبحث عنه أكثر فأكثر وأتعلمه ذاتيا وتأكدت وقتها أن هذا هو شغفي الحقيقي و أنه علي الاستمرار لكي أصل الى أعلى المستويات لاسيما أنه فن نادر وجوده في الساحة الفنية والعمانية بالتحديد.
لأي الفنون المدرسية تنتمي فردوس؟
أفتخر وبشدة أنني شخصيا أنتمي الى اللامدرسية، أي انني لا أحبذ الانتماء والانحصار في ضوء مدرسة فنية معينة، وأهوى كسر القوانين المتبعة لدى أغلب المخرفين التقليديين من ناحية الاسلوب الفني والخامات المستخدمة، وبرأيي فأن الفنان الحقيقي هو من يبتكر مدرسته الخاصة لا أن يسير على نهج معين قد يحتكر ابداعه.
الأسلوب الفني الذي تتبعينه؟
إن الأسلوب الفني الذي أتبعه هو أسلوب الدمج ما بين الزخارف الاسلامية والهندسية، النباتية وغيرها من مختلف أنواع الزخارف ليصبح اسلوبي متميزاً بخصائص كل هذه الاتجاهات الزخرفية وهو ما يشكل فن الزخرفة الحديثة، في الحقيقة أبتعد كل البعد عن التقيد بأسلوب تقليدي بنمط وشكل لوني واحد وانما أحاول التنويع في الأساليب التي أتبعها كي أخرج بأعمال ذات جمالية منفردة مختلفة عن بقية الفنانين في الساحة. بالنسبة لي التميز بأسلوب مختلف هو من أساسيات الفنان التشكيلي الناجح وبهذه الخطوة استطاع الجمهور تمييز أعمالي دون السؤال عن صاحب الاعمال أو البحث عن توقيع الفنان، وهذا أن دل فانه يدل على وصولي لمرحلة متقدمة في مسيرتي الفنية.
لماذا توجهتي إلى فن زخارف الماندالا او الزخرفة الحديثة؟ وما هي أنواع الزخارف التي تتقنيها؟
رغبتي بالتوجه لفن زخارف الماندالا جاءت بعد أول تجربة لي في هذا الفن، فمن أول تجربة سعدت بنتيجتها وتم بيع العمل وكان أول عمل يتم اقتناءه، مما شجعني على المضي قدما لاكتشاف المزيد في هذا البحر الشاسع وما زال هناك الكثير لأجربه و أضيفه لأسلوبي الفني. كما ذكرت سابقا أحب الدمج ما بين عدة زخارف للحصول على نتيجة ذات خصائص وعناصر مختلفة منها الزخارف الهندسية والنباتية والتقليدية بشكل عام.
ما هو فن زخارف الماندالا ؟
الماندالا أو ما يسمى بفن البهجة، هي مجموعة من الرموز استُعملت من قِبل الهندوسيين والبوذيين للتعبير عن صورة الكون الميتافيزيقي، بدأ هذا الفن في منطقة التبت بالهند، ثم انتشر بعد ذلك في الكثير من دول العالم، وتعني كلمة “ماندالا” في اللغة “السنسكريتية” الدائرة أو القرص، والشائع الآن أن “ماندالا” أصبحت مصطلحا عاما لأي تخطيط، جدول أو نمط هندسي، يقدم الكون عن طريق “الميتافيزيقيا” أو “الرموز. إنها عبارة عن دائرة تتكرر فيها الدوائر والأشكال الهندسية المختلفة، وكلما تعمق الرسام في دائرته كلما وصل إلى تركيز وهدوء داخلي عميق، حتى إنك لتحس بجاذبية قوية بين الرسام ودائرته، تجذب عينيه وقلبه وفكره وتركيزه، أما تسميته بفن البهجة، فـ لأنه يدخل السرور والفرح على النفس، لذلك فهو يعد أحد الفنون التي ثبت علميا دورها الإيجابي في معالجة التوتر الناتج عن ضغوطات الحياة، ويستخدم لدى الغرب في الطب النفسي لفوائده العميقة في تهدئة واستقرار النفس.
كيف استطعتي التطور في موهبتك ؟ ومن هم أبرز الفنانين الذين تأثرتي بهم ؟
التطور في أي مجال لا يأتي عبثا، وانما نتيجة محاولات واستمرار بجهد في سبيل انتاج الافضل. من الامور التي أطبقها فعليا حتى أطور هذه الموهبة هو أن اداوم على التغذية البصرية باستمرار لانها تفيد كثيرا في اكتساب مهارات وخبرات جديدة خصوصا من نفس مرتادي هذا الفن بالتحديد في الخارج، كثيرا ما أقضي الساعات في مشاهدة أعمال لفنانين يرسمون بنفس المجال مما يولد لدي أفكار جديدة تشجعني على مواصلة وتنمية هذه الموهبة. التغذية البصرية مهمة جدا لي لانني أعتبرها مصدرا من مصادر الالهام لدى أي فنان متمكن. من أبرز الفنانين الذين تأثرت بهم في بداياتي هي الخطاطة والمزخرفة أنوار الحسنية و غيرها من المزخرفين في الساحة العربية.
أبرز المشاركات و الإنجازات على الصعيد الفني ؟
ككل الفنانين أشارك باستمرار في جميع الفعاليات والمعارض الفنية لانها السبيل الأمثل للوصول الى الجمهور و أيضا لاثبات حضوري وترويج اسمي في الساحة الفنية والاهم من ذلك هو الالتقاء بقامات فنية وخبرات لها باع طويل في عالم الفن واللون. من أبرز المشاركات، كانت مشاركتي بمعرض فني ضمن افتتاح منتدى المرأة والتحولات النفسية في الاعلام بحضور شخصيات معروفة في الساحة الفنية مما فتح أفاق جديدة لي في عالم الفن.الانجاز الاكبر كان في أواخر 2017، حينما شاركت للمرة الأولى في المعرض السنوي ال21 للفنون التشكيلية للشباب وحصولي على الجائزة الشرفية، كانت تجربة فريدة من نوعها حيث لاقت أعمالي المشاركة إعجاب الزوار من مختلف الثقافات وهذا ما زادني ثقة واصرار لأكمل مسيرتي الفنية. أيضا مشاركتي في معرض فني بعنوان “مستوحى من عمان” في مطلع 2018، حيث تم اقتناء أحد أعمالي من قبل طبيبة ألمانية وصاحبة مركز طبي معروف بألمانيا. ايضا نضمت وشاركت في معرض فني مشترك مابين جماعتي الفنون التشكيلية والتصوير الضوئي في كلية الدراسات المصرفية والمالية وتم اهداء عمل لي لراعي الحفل اثناء الافتتاح. ومن أبرز الانجازات على الصعيد الفني، مشاركتي في معرض تشكيلي “نساء من البريمي التاسع” تحت تنظيم الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بمحافظة البريمي. وتم قبولي وللمرة الأولى للمشاركة كعارض فني في ملتقى بهانس مسقط 2018 بكلية الزهراء للبنات. أيضا من مشاركاتي الاخيرة، مشاركتي للمرة الثانية في المعرض السنوي للشباب – الدورة ال23 و أيضا مشاركتي في معرض ومسابقة “عمان تاريخ وحضارة ” بتنظيم من الكلية العلمية للتصميم ومؤسسة فن صحار. وحاليا على صدد المشاركة في ملتقى بصمات الفنانين التشكيلين العرب ال17 وتمثيل السلطنة بجمهورية مصر العربية باذن الله.
أبرز الدورات التي قمتي بإعدادها ؟
من أبرز الورش التي قمت باعدادها كانت عندما قمت بتقديم أول دورة متكاملة عن أساسيات فن الماندالا وكانت الأولى من نوعها في السلطنة ولله الحمد لاقت على اقبال واستحسان من الجمهور. أيضا من أبرز الدورات التي قمت باعدادها كانت عندما قدمت حلقة تعريفية عن تجربتي الفنية مع فن زخارف الماندالا لطالبات مدرسة عاتكة بن زيد بولاية السيب . مؤخرا قمت باعداد وتقديم ورشة خارجية لفن الماندالا بالتنقيط على الكانفس والتي استهدفت جميع الأعمار والمستويات بهدف نشر هذا الفن الجميل بين أفراد مجتمعي.
حدثينا عن مشروع فردوس باشن ؟
بداية مشروع “فردوس باشن” بدأت في منتصف 2017 عندما قررت دمج دراستي في الادارة والأعمال و موهبتي وشغفي في فن زخارف الماندالا لابدأ بهذا المشروع الصغير عن طريق انشاء حساب على مواقع التواصل الاجتماعي (الانستجرام) يختص ببيع وعرض لوحات من هذا الفن كنوع وفكرة جديدة للهدايا وقمنا أيضا بتوفير خدمة التوصيل لتشمل جميع مناطق السلطنة بهدف الوصول لزبائننا خارج محافظة مسقط. في الحقيقة يستهدف هذا المشروع فئة عمرية ما بين 17 سنة الى 35 والفئة الاكثر طلبا لمنتجاتنا هم من هواة الفن والاجانب خاصة. ومن أول التحديات التي واجهتنا كانت قلة اقبال الزبائن خصوصا انه فن جديد على الساحة العمانية بالتحديد ولكن مع تفعيل وتنشيط الجانب التسويقي والاعلاني للمشروع أصبح هناك اقبال كبير ولله الحمد و في الوقت الحالي نعمل باستمرار على تطوير المشروع حتى يصل الى أكبر عدد من الزبائن وذلك من خلال طرح مجموعات وتشكيلات جديدة في كل فعالية أو أعياد معينة وأيضا نعمل على زيادة عدد منتجاتنا لتشمل الحقائب الجلدية وحقائب الكانفس، أكواب الهدايا والتيشرات، أغطية الهواتف النقالة ودفاتر النوتات الصغيرة والكثير غيرها كلها مع اضافة لمساتنا بفن زخارف الماندالا. أيضا من ضمن خططنا المستقبلية انشاء موقع خاص لمنتجاتنا كي نوسع قائمة زبائننا حول العالم وليس فقط محليا وإنما توسعة النقل ليصبح خارج السلطنة واذا وفقنا الله سنقوم حينذاك بافتتاح جاليري لهذه الاسم التجاري الفني.
أبرز التحديات التي واجهتك خلال مسيرتك في مجال الفن التشكيلي ؟
من أبرز التحديات التي واجهتني خلال مسيرتي الفنية، كانت في التوفيق ما بين وقت للدراسة والتدريب المهني ومابين موهبتي ومشاركاتي وأيضا دوراتي الفنية، ولكن مع مرور الوقت أصبحت أنظم جدولي بشكل منتظم وبالفعل استطعت التوفيق بين كلا المجالين. أيضا من ضمن أبرز التحديات كانت قبول المجتمع لفني وانتهاج الهوية وابراز الذات خصوصا أنه جديد وغريب بعض الشي عن مجالات الفنون التشكيليلة الاخرى ولكني لم استسلم بل ثابرت وشاركت بفني عدة مرات حتى أصبحت هويتي الفنية المعروفة بين الفنانين في الساحة الفنية العمانية.
طموحات فردوس شافي ؟
نشر اسمي وفني عالميا وذلك من خلال تمثيل السلطنة في الخارج والمشاركة في المعارض والملتقيات الفنية على المستوى الدولي، عمل وافتتاح معرض شخصي يضم أعمالي بفن زخارف الماندالا وأيضا انشاء جاليري يحمل اسمي اقوم فيه بعمل الورش والدورات و بصالة عرض لاعمالي الخاصة بفن زخارف الماندالا ويكون مجهز بخدمات مختلفة وبطابع فني حديث.
Categories: Home Slider, حوار