المرأة والعمل في القطاع الهندسي
هل الهندسة تناسب المرأة ؟
هذا أول ما يتبادر في أذهان الأهالي عندما تُقبل بناتهم على التخصص في مجال الهندسة، والأن مع نهاية العام الدراسي الكثير من الفتيات وبالتأكيد سيخترن التوجه لتخصص الهندسة، والأهل في غالب الأحيان ما بين مؤيد ومعارض وذلك تبعاً لطبيعة العمل في مختلف المجالات الهندسية كحقول النفط والشركات البترولية وغيرها ..
ولكن لو نظرنا إلى واقع العمل لوجدنا أن المرأة وبكل جدارة استطاعت إثبات نفسها ومكانتها في العمل في هذا المجال، حيث تتواجد الكثير من العاملات اللواتي يشغلن مناصب متقدمة في مختلف التخصصات والمجالات الهندسية، تمكنت خلالها المرأة العمانية والغير العمانية على مواكبة العمل والإلتحاق بالقطاع الهندسي وتكييّف نفسها وإلتزاماتها مع ظروف العمل في هذا القطاع كما استطاعت من التميز والإبداع فيه مع أخيها الرجل، وللتعرف عن أكثر عن مجال العمل في القطاع الهندسي وعن الصعوبات التي من الممكن أن تواجه النساء قمنا بإجراء هذا الحوار مع امرأتين يعملن في القطاع الهندسي أثتبن قدرتهن على العمل وأنه لا توجد أي صعوبات من الممكن أن تعيق المرأة من التميز في هذا المجال .
صديقة اللواتي
صديقة اللواتي خريجة هندسة كيمائية من بريطانيا، حصلت على درجة البكالوريس من جامعة مانشتر، ثم أكملت درجة الماجستير ( امبيريال كوليدج لندن ) تشغل حاليا وظيفة محلل أول تطوير المشاريع في شركة جلاس بوينت سولر كان لنا هذا الحوار معها :
ما هي أكثر المجالات الهندسية التي تناسب المرأة ؟
في الحقيقة أن المرأة تستطيع العمل في أي مجال هي تحبه في مجال الهندسة، حيث أنه لا يوجد مجال معين، إذا كانت هي بنفسها راغبة وقادرة على العمل فيه، وخصوصا معنا نحن في سلطنة عمان ، الأوضاع جداً مناسبة ومهيئة حتى تستطيع المرأة العمل والإبداع فيه ،وطبعا توجد لدينا الكثير من الأمثلة حول عمل المرأة في هذا المجال في سلطنة عمان ،
ما هي الصعوبات التي واجهتك أنتي في البداية ؟
أكثر الصعوبات التي واجهتني في البداية ، هي أنني و أول ما تخرجت دخلت شركة ( جنرال آلكتريك ) ، وكان لدى هذه الشركة برنامج في تدريب الخريجين وكنت أنا أول امراة عربية تدخل ف مجال التدريب مع هذه الشركة ، حيث كان البرنامج يقضي بتدريب الخريجين كل 6 أشهر في مكان معين والعمل في مكان معين ، ( حقول النفط ، المصافي ، البترول والكيماويات وغيرها من المجالات) ، وأكثر صعوبة واجهتني في ذلك الوقت هو أن المكان لم يكن مهيأً أبداً، فكنا عندما ندخل في غرفة العمليات كانت الغرفة مليئة بالشباب وكنت أنا الفتاة الوحيدة بينهم وكان أمراً غريبا بالنسبة لهم، ولكن بفضل الله وبفضل إصراري فقد ساعدتني الشركة كثيرا في تخطي هذه الصعوبات ، ومن بعدها أقدمت الكثير من الفتيات على الإلتحاق بهذا البرنامج .
كيف تقيمين عمل المرأة في مجال الهندسة في سلطنة عمان ؟
الحمدلله نحن في سلطنة عمان هُيئت لنا فرصاً كثيرة للعمل في مجال الهندسة، وهذا متمثل برغبة الكثير من الفتيات في الإلتحاق بالمجال الهندسي، فلو نظرنا إلى جامعة السلطان قابوس نجد أن الكثير من الفتيات يتنافسن من أجل العمل في مختلف تخصصات الهندسة ،ولديهن الرغبة في العمل حتى في حقول النفط، حيث أن هذه الشركات قد هيئت للفتيات الظروف الملائمة والأماكن المناسبة للعمل ،وتعد عمان واحدة من أكثر الدول التي شجعت النساء للعمل في مختلف مجالات الهندسة.
ماهي الصعوبات التي من الممكن أن تواجهه النساء العاملات في مجال الهندسة ؟
في الحقيقة أن أكثر صعوبة يمكن أن أفكر فيها حاليا هي أن مجال الهندسة يحتاج إلى الكثير من العمل المتقن والجهد المضاعف، بالإضافة إلى الوقت الكبير، فالصعوبة تتمثل هنا هي في قدرة المرأة على الموازنة بين عملها وبين وظيفتها كأم أو كربة بيت، ونصيحتي هنا للنساء ، هو أنه يمكنك العمل فترة في مجال الحقول ثم يمكنك الإنتقال بعدها إلي العمل المكتبي، فالفرص موجودة ويمكن للمرأة أن تحققها لو كانت ترغب ، فالهندسة مجال مفتوح ويمكن للمرأة أن تنتقل بين أي مجال ترغب فيه وتستطيع خلاله الموازنة فيه من علمها وعائلتها .
ما هي نصحيتك للطالبات الراغبات للإلتحاق بالتخصص في مجال الهندسة ؟
نصيحتي للطالبات الراغبات في الإلتحاق في مجال الهندسة هو، إدخلي في المجال الذي تحبي ما دام لديك الرغبة الحقيقية في الدخول في هذا المجال وستتسهل كافة الأمور والظروف بحيث تناسبك وتناسب أوضاعك ، الأهم في الموضوع هو الرغبة الصادقة في الدخول في هذا المجال .
———————————————————–
مي الزنكي
مي الزنكي من شركة جلاس بوينت سولر فرع الكويت، وهي المدير التنفيذي للقسم المبيعات وتطوير الأعمال إلتقينا فيها وكان لنا هذا الحوار معها :
ما هي أكثر المجالات الهندسية التي تناسب المرأة ؟
بالنسبة للمجالات التي تناسب المرأة، أنا لا أعتقد أنه المجالات الهندسية يوجد بها مجال تأتي حصراً على المرأة، فكل المجالات يمكن للمرأة أن تعمل فيها وتنضم لها، فيمكنها العمل في كافة المجالات ، مجال الهندسية الكهربائية أو الميكانيكة أو حتى المعمارية والبترولية ، فلا فرق هنا في الرجل والمرأة في أختيار مجال العمل ، فالتميز يأتي هنا في مبدأ الكفاءة التي يبذلها الطرفان في المجال الذي يعملان به .
ما هي الصعوبات التي واجهتك أنتي في البداية ؟
الصعوبات التي واجهتني في البداية هي نفس الصعوبات التي من ممكن أن تواجه إي امرأة مقبلة على العمل في أي مجال ، فكل إنسان يسعى أن يبذل جهد مضاعف في المجال الذي يعمل به ، فجميعنا يسعى أن يثبت التميز في المجال الذي يعمل به ، حتى يكتسب مزيداً من الثقة في أنه قادراً على العطاء وإنه قادر على إداء عمله .
كيف تقيمين عمل المرأة في مجال الهندسة في سلطنة عمان ؟
لا شك أن عمان واحدة من الدول التي تفخر بوجود الكثير من النساء العاملات في مجال الهندسة،فهناك كم من النساء العمانيات اللاتي يعملن في الحقول النفطية، فالمرأة في عمان قد تطورت وبشكل كبير في مجال النفط والغاز، وليس فقط في المجال التقني وإنما أيضا في المراكز التنفيدية .وسلطنة عمان تدعم وبشكل كبير كل من الرجل والمرأة للعمل في المجال النفطي ، وتوفر الفرص والظروف الملائمة للنساء اللاتي يضطررن أن يعملن في الحقول النفطية. بحيث طوعت بيئة العمل لتكون مناسبة للإحتياجات المرأة .
ماهي الصعوبات التي من الممكن أن تواجهه النساء العاملات في مجال الهندسة ؟
أعتقد أن من أكثر الصعوبات التي تواجه النساء في مجال الهندسة، هو تصور الكثير من الناس أنه على المراة أن تضاعف جهودها حتى تثبت نفسها ، وهذا تصور خاطئ في الحقيقة،لأن مقدار الكفاءة يأتي على مقدار قبول الشركة وجهات العمل للمرأة نفسها ، فالصعوبات عموما تتمثل في قبول المرأة لخوض تجربة العمل في مجال الهندسة والذي تجده البعض منهن صعب من حيث الموازنة بين العمل والظروف العائلية، حيث من الواجب عليها أن لا تقصر في عملها ولا إتجاه عائلتها، والشخص الوحيد الذي من الممكن أن تقصر في حقه هو نفسها ،ولكن الظروف وضغوط العمل في مجال هندسة عموما لا تختلف عن ضغوط وظروف العمل في المجالات الأخرى المختلفة.
ما هي نصحيتك للطالبات الراغبات للإلتحاق بالتخصص في مجال الهندسة ؟
لا بد أن نغرس حب مجال الهندسة منذ الصغر ، فالطالبات الراغبات للإلتحاق بمجال الهندسة في إعتقادي أن هناك مجموعة من المهارات التي لابد أن يكتسبنها في البداية ، فلا بد أن يكتبسن مهارة حل المشاكل ، فالمهندس في الحقيقة هو حلال للمشاكل،فالمطلوب من المهندس هو أن يطور من شخصيته ويطوع من مهاراته وقدراته العقلية في حل المشاكل، ونحن الأن ومع التغيرات الإقتصادية نجد أن المهندس قادر على العمل في عدة مجالات ، فنجده ينتقل من مجال النفط والغاز إلى المجال الاستثماري والعكس، ولذلك فعلى الطالب أن يطوع نفسه وقدراته للعمل في أكثر من مجال .
Categories: Home Slider, حوار