تربية

” تحت ظل تلك الشجرة جلس ليحتمي..”

هناك جانب ثائر في شخصية الإنسان والذي يوجد بنسب متفاوته،تختلف من شخص لآخر، فقد تكون مسيطرة على شخصية أحدهم، ولكنها ليست واضحة عند غيره، ثائر منفّر لمن حوله ، وصاحب جبين جاف مقطب،مثل هذه الحالة قد نرى الأب الذي ترتعب أجزاء البيت لدخوله وخروجه، حتى أثناء نومه تجد القلوب مرتفعة إلى الحناجر تكاد تجهض الأرواح خوفا عندما يتجول ،هناك دستور غير مرئي ،لكنه يصدع جدران البيت ألما وظلماً، لا سبيل لاعتصام سلمي، أو حتى إنقلاب محطم قد ينجي الركاب من هذه الدكتاتورية، هكذا كانت الحياة ، أو هكذا ظنوا أن هذه هي الحياة.
تحت ظل تلك الشجرة جلس ليحتمي، وضحكات أبناءه كالدرع من حوله، يمازحونه ويتناثر الحماس بينهم، أما أصغرهم فكان يكثر من الطلبات المجابة ،ويرفرف بالشكوى والإنكسار اذا ما نهره أحد إخوته، ربما بسبب قليل من الغيرة وكثير من الغبطة التي تباغتهم ،لأنه نال وفرة من الدلال والإهتمام، أما هم فضاعت طفولتهم دون إلتقاط ولو شي بسيط مما أمتلكه أخوهم هذا.
ربما الأيام تروض الإنسان، وتقلبه من حال إلى حال ومن شخصية إلى أخرى، فبالأمس تتلعثم حروفهم اذا حاولوا محادثته، وتشل حركة أطرافهم إذا حاولوا الإقتراب منه، واليوم ها هو تحت ظل تلك الشجرة جلس ليحتمي من حمم روحه الثائرة لئلا تتلبسه من جديد.

Categories: تربية

أضف تعليقاً