” نبيلة آل مكي ” العميد المساعد في كلية مجان الجامعية إحدى أكبر وأعرق الكليات في السلطنة

نبيلة آل مكي

فتاة عمانية جادة ومثابرة وديناميكية، لها بصماتها في العديد من الإنجازات الناجحة التي حققتها كلية مجان الجامعية ، لعبت دوراً رائداً في ضبط جودة مخرجات الكلية . بفضل شغفها واصرارها، تستحق أن تكون مثالاً وقدوة لفتيات السلطنة في العمل بهدوء وإصرار لتحقيق أهداف خدمة المجتمع العماني في التقدم والازدهار .

 البداية ،،

حصلت على الشهادة الجامعية الأولى من جامعة السلطان قابوس وتابعت دراساتي العليا ببريطانيا  في مجال الإدارة المالية في جامعة هال Hull of University)) ، وعملت في البداية في إدارة الأعمال المصرفية في أحد البنوك المحلية ثم انتقلت للعمل في مجال التعليم العالي في كلية مجان الجامعية عام 2002 م .

تلك الفترة التي أصبح فيها التعليم العالي في السلطنة  موضع اهتمام مركزياً بالنسبة لكل مستويات القرار ولا شك أيضاً بأن ذلك بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه.

المسار الصعب ،،

أما عن تجربتي في هذا المجال فإنه لا يمكن المرور سريعاً على تجربتي في المراحل المبكرة من العمل الأكاديمي وما كان يواجهه هذا القطاع ، وأقصد قطاع التعليم العالي الخاص ، الذي كان لا بد فيه من تحمل المسؤولية  وإثبات الذات في مواجهة متطلبات مرحلة هامه من مراحل تطور التعليم في السلطنة من خلال إعطاء القطاع الخاص فرصة المساهمة في هذه العملية ،فقد كان عدد مؤسسات التعليم العالي لا يتجاوز عدد أصابع اليد وكانت كلية مجان الجامعة أولى تلك المؤسسات من حيث التأسيس .

وقد جمعت في تلك الفترة بين العمل كمحاضرة و رئيسةً لقسم دراسات الأعمال والذي يعد أكبر قسم في الكلية ويستقطب غالبية الطلبة،  مما كان يعني عبء إداري أكبر لمتابعة كافة القضايا الأكاديمية وغير الأكاديمية التي تخص هذا العدد الكبير من الطلبة . لكن بحمد الله وتوفيقه كانت تجربتي ناجحة ناصعة في إدارة هذا القسم وكنت على الدوام أحرص على عدم ترك أي قضية تواجهني دون حل بالصبر والتخطيط وحسن التعامل سواء مع الطلبة وأولياء أمورهم أو الكادر الأكاديمي الذي يعمل معي إلى أن أصبح قسم دراسات الأعمال في كلية مجان الجامعية الباب العريض لتخريج مدراء ورجال أعمال ناجحين هم الآن في مقدمة الصفوف في تحمل مسؤولية تطوير الاقتصاد العماني .

المسؤولية عن جودة المخرجات ،،

وأثناء عملي في رئاسة قسم دراسات الأعمال أضيف إلي مسؤليات جديدة للاشراف على عمل نظام ضبط جودة التعليم في الكلية و دائرة القبول والتسجيل وتلك مسؤولية كبيرة لم يكن من السهل على الانسان أن يجمع هذه المسؤوليات كلها في مجتمع شبابي له تطلعاته واندفاعاته وفي الجانب الآخر هناك نظام يجب تطبيقه .

لا خيار سوى النجاح ،،

لكن التحدي الأكبر كان في الحفاظ على دور كلية مجان الجامعية كمؤسسة رائدة وراسخة في مجالها وكنا نتطلع دائماً للتميز في بيئة تعليمية ذات حيوية عالية تقدم تعليم متطور وعالي الجودة ، ولا يمكن التغاضي عن التنافس القوي بين مؤسسات التعليم العالي في تقديم الأفضل تجاوباً مع تطلعات أولياء الأمور والطلبة من جهة والدور الكبير لوزارة التعليم العالي في الاشراف وتوجيه عمل مؤسسات التعليم العالي في السلطنة

وعليه ، كان لا بد من تحديد الهدف بوضوح وشفافية كاملة وهو تقديم البرامج التعليمية التي يتطلبها سوق العمل العماني لضمان أكبر عدد من فرص العمل لخريجي الكلية . وكان لا بد من تبني أفضل نظم ضبط الجودة بمعناها الشامل للحصول على أفضل النتائج من مخرجات نظام التعليم العالي ، وهنا نؤكد أن كلية مجان الجامعية تطبق أفضل نظام ضبط جودة في هذا المستوى من التعليم في السلطنة ، وحقيقة أخرى لا بد من التذكير بها وهي أن نجاح أية مؤسسة تعليمية يعتمد على كفاءة القيادة الأكاديمية والإدارية وفي هذا المجال فإن جميع العاملين في الكلية ملتزمون بأهداف الكلية ويبذلون قصارى جهودهم لتحقيق هذه الأهداف وأن لهم الدور الأساسي فيما تحقق من نجاحات وإنجازات حتى الآن .

وضوح الرؤيا ،،

ولا يخفى على أحد أن كلية مجان الجامعية قد قطعت شوطاً طويلاً ولها بصمات واضحة في سوق العمل العماني في كلا القطاعين العام والخاص من خلال المراكز المهمة التي يحتلها خريجوا الكلية من كل البرامج التي تقدمها سواء من في الدراسات الجامعية أو الدراسات العليا .

والكلية مستمرة في التطور في كافة الجوانب فهي تتوسع في الخدمات التعليمية التي تقدمها للطلبة من خلال الانشاءات والبنية التحتية وتوفير البيئة التعليمية المناسبة  والاستثمار في التقنيات الحديثة وترسيخها لخدمة العملية التعليمية على أرقى المستويات وكذلك التوسع في البرامج التعليمية الجامعية والفوق جامعية .

وللمستقبل فإنني أتطلع أن تكون مجان جامعة رائدة في تقديم العلم والمعرفة للمجتمع العماني الفتي كما هي الآن الكلية الرائدة التي شقت طريق التعليم العالي الخاص بجدارة واقتدار .

أما على المستوى الشخصي فإنني مليئة بالعزم والإصرارعلى الاستمرار في بذل الجهد المنظم وعدم الاستسلام أمام أية صعوبات في الوقت الذي أحوز فيه على الدعم الكامل من قبل الأهل والزملاء في العمل وأنني راضية عن مستوى الانجاز .  وكذلك لا يفوتني أن أعبر عن أعز الأماني في أن أرى أكبر عدد ممكن من الفتيات العمانيات في أعلى المراكز في قيادة الأعمال خاصة وأن السوق العمانية بحاجة للجهود الريادية المخلصة والحريصة على مقدراتنا الوطنية ، وأنا متأكدة أن هناك المئات وربما آلاف الفتيات العمانيات الكفء بإمكانهن المساهة بشكل فعال في حسن توجيه  المؤسسات والشركات العمانية وفق أحدث الأنماط الإدارية في قطاعات التعليم ، والسياحة والتجارة والخدمات إلى غير ذلك من النشاطات الاقتصادية.