رئيسة مجلس ادارة جمعية رعاية الاطفال المعوقين:
“أهم أهدافي الارتقاء بمستوى الجمعية”
علاقتها بالعمل التطوعي قديمة، أظهرت بوادر إهتمام بالاطفال في مرحلة مبكرة، وراودتها امنيات بإنشاء جمعية تعنى بهم، الى أن اختيرت وأصبحت جزءا من جمعية تعنى بالأطفال ولكن من ذوي الاعاقة، لتحمل احلامهم وتغرس فيهم الثقة، وتنتشلهم من إطار الصورة النمطية الضيقة، الى فضاء أرحب واسع، يحلقون فيه الى عنان السماء، صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر بن سيف آل سعيد تتحدث لـ (المرأة) عن واقع فئة الاطفال المعوقين وطموحاتها.
من هي السيدة حجيجة آل سعيد ؟
أنا زوجة وأم لثلاث بنات رنيم، أرينا وريم. خريجة بكالوريوس اقتصاد وعلم نفس من الجامعة الامريكية بالقاهرة، سيدة أعمال وأول عمانية تؤسس مشروعاً في عام ٢٠٠٨ ذا فكرةٍ جديدة هي معرض متخصص لبيع وتصميم الأزياء الموحدة (يونيفورم كوليكشن) الكائن في مركز البهجة لتزويد أصحاب الاعمال بجميع انواع الملابس الخاصة بالعمال والعاملات الذين يعملون لديهم، ومتطوعة في العمل الخيري كرئيسة لجمعية رعاية الأطفال المعوقين.
هناك الكثير ممن يتابع محطات نجاحك، حدثينا ماذا يعني النجاح بالنسبة لك؟
معنى النجاح يختلف من شخص الى آخر، وبالنسبة لي فإن النجاح الذي وصلت إليه كان لعدة أسباب، أولها تقوية علاقتي مع الله تعالى وهي العلاقة التي جعلتها الأولوية في حياتي حتى أنال على خير الدنيا والتوفيق في حياتي، فالنجاح والتوفيق يأتي من الله تعالى أولا، حيث أن تقوية علاقتك مع الله هو أهم ما يجب أن تبدأ به حياتك وستجد طريقك سهلاً الى النجاح.
الأمر الآخر هو تقوية علاقاتي مع الناس. والحمدلله تربطني بالكثير علاقات طيبة وتمكنت من بناء شبكة علاقات اجتماعية كبيرة استطعت من خلالها الالتقاء بالشخصيات الناجحة للإستفادة منهم وإفادة الآخرين ممن هم بحاجة الى النصح للوصول الى النجاح.
ما هي علاقتكِ بفئة “ذوي الاعاقة” وأبرز أنشطتكِ معهم؟
علاقتي مع هذه الفئة قديمة من أيام دراستي الجامعية في القاهرة، حيث أنه خلال فترة دراستي كنت أهتم كثيراً بالعمل التطوعي ضمن نشاطات الجمعيات والمجموعات المتواجدة في الجامعة والتى تعنى بحقوق الأطفال والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، فكان جل اهتمامي الاقتراب من هذه الفئة للتعرف على احتياجاتهم والوقوف على التحديات التي يواجهونها وخاصة أنني كنت أميل الى اثراء معرفتي في تخصص علم النفس. والآن أنا فخورة جداً لكوني انتخبت بأعلى الأصوات من قبل أعضاء جمعية رعاية الأطفال المعوقين وتم ترشيحي بأن أكون رئيسة مجلس ادارة الجمعية بشكل تطوعي خالٍ من العوائد المادية، حيث أنني احتسب الأجر من الله وأعتبره صدقة جارية لوالدتي –رحمها الله-.
رئاسة الجمعية ليست سهلة، ولكنني أدعو الله أن يسهل لي طريقي ويشق كل الصعوبات والتحديات التي أواجهها وأملي في الله كبير. والحمدلله الذي منحني أعضاء مجلس ادارة متعاونين معي كثيراً ومجتهدين ويحرصون على بذل مجهودات كبيرة لخدمة هؤلاء الأطفال. وايضاً لا أنكر انه بسبب علاقاتي الطيبة مع فئة كبيرة من الشخصيات الناجحة في عمان ألقى الدعم والمساندة منهم لتطوير أداء الجمعية.
برأيك كيف هو تكاتف المجتمع مع فئة ذوي الاعاقة وكيف ينظر لهم؟
في الواقع المجتمع العُماني مجتمع طيب جداً، الكل ينظر اليهم بنظرة إيجابية، حيث يلقون اهتماما بالغا من المجتمع في جميع النواحي بسبب القناعة السائدة بأن ذوي الاحتياجات الخاصة كغيرهم من أفراد المجتمع لهم الحق في الحياة وفي النمو، واعتبارهم ثروة بشرية سوف تفيد البلد، ولكنهم بحاجة إلى تنمية قدراتهم وتحقيق القدر الأكبر من مطالبهم واحتياجاتهم. لقد أصبح المجتمع العُماني ينظر إلى طاقات ذوي الاحتياجات الخاصة ومواهبهم بدل النظر إلى إعاقتهم.
ما الذي تحتاجه فئة ذوي الاعاقة منا كمجتمع؟
هذه الفئة بحاجة الى الدعم المعنوي والدعم المادي أيضاً. أتمنى من كل من يرغب في العمل التطوعي وخاصة فئة الشباب والشابات أن يبادروا بالاشتراك بعضوية الجمعية لكي نستطيع الاستفادة من افكارهم وخبراتهم في تطوير مستوى الجمعية والبحث عن آليات جديدة للحصول على تبرعات لصالح هؤلاء الأطفال. أما الدعم المادي فإني اناشد كلا من القطاع الحكومي والقطاع الخاص على دعمنا مادياً لأننا بحاجة الى نقلة نوعية لمواكبة كل ما هو جديد ومفيد في التربية الخاصة من حيث الكادر أو الوسائل التعليمية.
كامراة ناجحة كيف استطعتي التوفيق والمواءمة بين نجاحك وبين بيتك والاسرة؟
الحمدلله استطعت التوفيق بين نجاحي المهني وبين الاسرة وذلك بسبب الدعم والمساندة والتشجيع التي ألقاها من زوجي، فهو مثقف ومدرك لأهمية نجاحي وتحقيق احلامي، فقد ساهم في مساندتي ومساعدتي في تحقيق أحلامي الشخصية ، لذا فإن نجاحي يعد نجاحاً له ولحياتنا. هو المُعين لي في شتى ظروف الحياة.
لقد فضلت انشاء مشروع اقتصادي حر عن الدوام وفق ساعات عمل محددة لأَنِّي لم أكن ارغب باي شي يعيقني عن رعاية ابنائي وزوجي، فأسرتي في قمة أولوياتي والعمل على مشروعي الخاص أتاح لي الوقت اللازم للاشراف على تربية بناتي وأنا راضية عن ذلك. والآن مع منصبي كرئيسة مجلس ادارة جمعية رعاية الأطفال المعوقين ليس لي ساعات محددة للدوام، حيث أذهب الى الجمعية وكذلك أدير مشروعي الخاص في الفترة الصباحية عندما يكنّ بناتي في المدرسة، أما بعد عودتهن من المدرسة فإنني أساعدهن في المذاكرة وفي واجباتهن وارافقهن في نشاطاتهن مثل الجمباز.
ما هي أحلى المحطات في حياتك كامرأة؟
أحلى محطات حياتي عندما ترأست وفد رائدات الاعمال العمانيات إلى اكسبو شنغهاي عام ٢٠١٠، كنت فخورة جداً بأن أمثل بلدي في هذا الحدث العالمي الكبير.
هل تعتقدين بان المراة العمانية تقوم بما يجب عليها من ادوار في المجتمع ام ان ذلك لا يزال دون الطموح؟
نعم المراة العمانية تقوم بأدوار كثيرة في مجتمعنا العُماني، ذات قيمة وأهمية كبرى بجانب الرجل، حيث استطاعت المراة تحقيق إنجازات في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والتنموية في ظل قيادة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه.
ما هي نصيحتك للمراة العمانية بصورة عامة؟
بناء شبكة كبيرة من العلاقات الاجتماعية هو أمر أساسي في النجاح والتقدم في حياتك المهنية. لا تكوني خجولة، وتعلمي من نظرائك الناجحين، ابحثي عن نقاط القوة وعززيها، حاولي معرفة ميزاتكِ التي تميزكِ عن غيرك وحولي ذلك إلى نقطة قوة لصالحك لا يملكها أحد غيرك.
ما هي الاهداف التي تسعين الى تحقيقها وتعملين عليها؟
اهم اهدافي الحالية تختص بجمعية رعاية الاطفال المعوقين، حيث أسعى الى تطوير الجمعية من حيث الكادر التعليمي والارتقاء بمستوى الأطفال للوصول الى نفس المستوى المتطور لجمعيات المعوقين في الدول المتقدمة.
Categories: حوار