لا تؤمن بمقولة “المرأة نصف المجتمع”
مسؤولة متحف “السعيدية”:هذه الوصفة لـ “الأجيال القادمة”
ردينة بنت عامر الحجرية ، المرأة المولعة بالكنوز التاريخية والآثار ، لم يكن تعينها مسؤولة عن متحف المدرسة السعيدية من قبيل الصدفة ، فوالدها هو الآخر غارق في ذلك ، أنيط لها مسؤولية إنشاء متحف المدرسة وهو أرث حضاري هام ، وهاهي على خطى جعله وجهة سياحية مفضلة، قادها الشغف بالتاريخ لتكون العمانية الوحيدة في العديد من الجمعيات ، تؤكد بان العمانية اليوم رقما مهما وصعبا، قدمت في حوارها مع المرأة وصفة مهمة للاجيال القادمة.
حاورتها ـ نوال الحجرية
حدثينا عن مهامك في متحف المدرسة السعيدية كمديرة مساعدة في المتحف؟
تم تعيني للعمل في المتحف في عام 2007 وكان المتحف قيد الإنشاء وللإستفادة من الوقت تدربت في جميع المتاحف في مسقط منها الحكومية كمتحف التاريخ الطبيعي، متحف الطفل، المتحف الوطني، متحف القوات المسلحة، متحف بيت البرندة، المتحف العماني الفرنسي ومتحف السيد فيصل بن علي، والمتاحف الخاصة مثل متحف بيت الزبير ومتحف بيت أدم. وعند قرب الإنتهاء من مشروع متحف المدرسة السعيدية، بدأ دوري المباشر في إعداد القصة المتحفية وإنتقاء جميع القطع التي يتم عرضها في المتحف والحرص على إبداء التسلسل الزمني والمكاني لمسيرة التعليم وإظهار تفعيل الأجهزة التفاعلية الموجودة في المتحف وإنتقاء الصور ومايتم عرضه في القاعات وغيرها من الأشياء الخاصة للمتحف، وهذا الأمر بحد ذاته عاملا مساهما لشعوري بالإنتماء لهذا المتحف، لأنني بنيت تفاصيله بيدي وأحسست بانه بيتي الثاني ولا أشعر بالوقت خلال وجودي في أروقة المتحف.
مهامي الحالية مرتكزة على إدارة المتحف والموظفين العاملين فيه، أقوم بوضع خطط تطويرية وإدارية للمتحف منها تنسيق نشاطاته، متابعة توثيق مقتنياته الأثرية والمخطوطات والصور وصيانتها وتجميع المزيد من الوثائق؛ ليتم عرضها في المتحف وإجراء الدراسات والإحصاءات الشهرية والسنوية، وإعداد التقارير للفعاليات المقامة في المتحف والتقارير الفنية، أيضا استقبال الوفود رفيعة المستوى وتقديم الشرح لهم باللغتين العربية والانجليزية، وإدارة كادر الموظفين وتنمية مهاراتهم وتأمين تطوير إجراءات مستلزمات السلامة والصحة المهنية والعامة، وتوعية العاملين لاستقبال الزوار بشكل لائق، بالإضافة إلى متابعة إجراءات توثيق مقتنيات المتحف والإشراف على تنسيق وتنظيم المعروضات، ومتابعة سير العمل وتطويره.
ما إنجازاتك في ميدان المتاحف؟
فخورة جدا لكوني الوحيدة في وزارة التربية والتعليم بهذه الخبرة العملية في ميدان المتاحف، ولدي العضوية في العديد من الجمعيات المتعلقة بالتاريخ والآثار وأنا العمانية الوحيدة فيها، وأفخر بعملي في المتحف الوطني قبل افتتاحه والعمل على وضع السياسات المتحفية فيه.
ما الذي يلهمك لإدارة وقيادة دفة عمل المتحف؟
والدي الشيخ الدكتور عامر بن محمد بن شامس الحجري ملهمي وقدوتي ومعلمي الأول، بحكم تعمقه وإبحاره في الدراسات التاريخية وتأليف مناهج وكتب التاريخ لوزارة التربية والتعليم، وثم عمله في وزارة التراث والثقافة وعمله وخبرته في تجهيز جميع المتاحف وإدارتها وترميم القلاع والحصون، بإختصار لقد تعلمت منه الكثير في هذا المجال.
كإمرإة عمانية وخليجية ما التحديات التي تواجهينها في عملك وكيف تقودين زمام الامور؟
كلمة تحديات غير موجودة في قاموسي ولا أعرف المستحيل، نحن في عهد تم تسهيل جميع الصعاب فيه، وذلك بفضل حكمة وقيادة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وكفى بنا فخرا بتخصيص يوم 17 أكتوبر يوما للمرأة العمانية، وهذا إن دل فهو يدل على قوة المرأة العمانية ووجودها وحضورها المتميز في جميع المجالات .
يجب على المرأة أن توجد التوازن بين حياتها الاسرية والعملية وأن تساعد في بناء هذا الوطن يدا بيد مع أخيها الرجل، وأذكر هنا أن الإحصائيات لعام 2015 أظهرت أن النساء يحتلن ما تشكله نسبة 41% من العاملين في القطاع الحكومي، و22% من النساء يشغلن الوظائف الإدارية العليا والوسطى والمباشرة، والنساء يشكلن 7%من مجلس الوزراء في السلطنة ومن ضمنهم 3 وزيرات.
كيف يمكن تعزيز ثقافة تأريخ وتخليد مختلف المجالات للأجيال القادمة؟
جذب الشباب والأطفال وحثهم على زيارة المتحف، وذلك باقامة فعاليات عديدة، البيئية الإجتماعية والثقافية والدينية والصحية في المتحف وإقامة ورش عمل وندوات ذات مواضيع مختلفة في أروقة المتحف.
بماذا تؤمنين في عملك وما الذي يجذبك؟
أحب عملي وأستمتع فيه وأسعى إلى التجديد والتغيير وأكره الروتين، ولا أخفي عليك بأن الأيام التي أستقبل فيها أكبر عدد من الزوار هي الأيام المفضلة لدي، فأنا أحب التعامل مع الناس من مختلف الثقافات والأعراق والتعرف عليهم، وأكون على تواصل دائم معهم لاسيما معظهور تطبيقات التواصل الإجتماعي.
لك مشاركات عديدة في هذا المجال حدثينا عنها؟
فعلا حضرت العديد من الندوات وورش العمل في المتاحف الخليجية والعربية والعالمية، وقد تعرفت على كيفية عملها وإدارة الفعاليات فيها.
ما الذي يميزك في مجال المتاحف؟
قوة العزيمة والإصرار على جعل متحف المدرسة السعيدية واحدا من أهم الوجهات السياحية وأحد أهم المعالم العمانية وجعله منبر وحلقة وصل بين المتحف والمجتمع .
كيف يمكننا الإرتقاء بالمرأة في مختلف مجالاتها؟
أنا ضد عبارة المرأة نصف المجتمع، “لا وألف لا” ، بل هي كل المجتمع فهي الأم والاخت والبنت، وهي التي تغرس جميع القيم والمبادئ في أبنائها وإن صلحت فصلح المجتمع كله والعكس صحيح.
من خلال متابعتك ما الذي يجذب الزائر في متحف المدرسة السعيدية؟
ينبهر الجميع بقوة التعليم في المدرسة السعيدية، وإن أغلب مخرجات هذه المدرسة يحتلون مناصب عليا وقيادية، وإن للمعلمين العمانين دورا مهما وبارزا في هذه المدرسة من بداية تأسيسها إلى الآن، بالإضافة إلى الإنتشار السريع للتعليم في السلطنة.
Categories: حوار