Home Slider

إحذري حِمية “السمنة” القاسية

 

  • “المرأة” تستعرض تجارب وقصص ناجحة

  • إحذري حِمية “السمنة” القاسية

 

السمنة هاجس يؤرق الكثيرين، حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ ثلث سكان العالم يعاني من فرط الوزن ، وأنّ العُشر يعاني من السمنة ، وهي نتيجة طبيعية لتغير أنماط الحياة وسيطرة الهوس بوجبات المطاعم السريعة والعادات الحياتية الخاطئة على مجتمعاتنا ، مما زاد في معدلات السمنة بصورة ملفتة ،وهو ما يدفع بعض النساء اللجوء الى الحمية القاسية والتي قد تضر الصحة أكثر من أن تعيد اليها نشاطها وحيويتها ، ويؤكد مختصون على اهمية التعامل مع السمنة وفق ضوابط طبية منظمة عوضا عن العشوائية التي يتبعها البعض، حتى لا تكون النتائج عكسية .. المرأة تسلط الضوء على القضية وتستعرض بعض التجارب.

يمكن أن يكون لحالات فرط الوزن أو السمنة آثار فادحة على صحة الإنسان. فتجاوز الدهون مستواها المعقول في الجسم يمكن أن يؤدي إل عواقب وخيمة، كالإصابة بالأمراض القلبية الوعائية (أمراض القلب والسكتة الدماغية بالدرجة الأولى)، والسكري من النمط 2، والاضطرابات العضلية الهيكلية من قبيل تخلخل العظام، وبعض أنواع السرطان (سرطان بطانة الرحم وسرطان الثدي وسرطان القولون). وتؤدي تلك الأمراض إلى الوفاة المبكّرة وإلى حالات عجز بالغة.

والأمر الذي مازال يجهله الكثيرون هو أنّ مخاطر التعرّض للمشاكل الصحية تبدأ عندما يتجاوز وزن الجسم المستوى المعقول بنسبة طفيفة، وأنّ احتمال حدوث تلك المشاكل يتزايد كلّما زاد وزن الجسم على ذلك المستوى. وتتسبّب كثير من تلك الأمراض في معاناة الأفراد والأسر على المدى الطويل. كما أنّ تكاليفها قد تكون باهظة جداً بالنسبة لنظام الرعاية الصحية.

يعيش 65% من سكان العالم في بلدان يقتل فيها فرط الوزن والسمنة من الناس أضعاف ما يتسبّب فيه نقص الوزن من وفيات. وتشمل تلك البلدان جميع البلدان المرتفعة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. ويمكن، عل الصعيد العالمي، عزو 44% من حالات السكري و23% من حالات مرض القلب الإقفاري و7-41% من بعض حالات السرطان إلى فرط الوزن والسمنة.

وما يبعث على الأمل هو أنّ فرط الوزن والسمنة من الحالات التي يمكن توقّيها إلى حد كبير. والحلّ يكمن في تحقيق التوازن بين السعرات التي يستهلكها الجسم من جهة، والسعرات التي ينفقها من جهة أخرى.

ولبلوغ هذا المرمى يمكن للناس الحد من تناول الدهون بشكل عام والتحوّل من استهلاك الدهون المشبّعة إلى استهلاك الدهون غير المشبّعة؛ وزيادة استهلاك الخضر والفواكه والبقول والحبوب غير منزوعة النخالة والجوز والبندق؛ والإقلال من تناول السكاكر. ولمساعدة الجسم على إنفاق الطاقة يمكن للناس ممارسة المزيد من النشاط البدني- ممارسة نشاط بدني معتدل بانتظام طيلة 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع.

أضرار صحية

تقول الدكتورة منى آل طالب وهي اخصائية تغذية بأن للسمنة أضرار صحية كبيرة ، فهي تسبب العديد من الأمراض كالضغط، السكري وأمراض القلب وتعتبر العادات الغذائية الخاطئة والأكل غير الصحي وفي بعض الأحيان الوراثة من أهم مسببات السمنة، وحول العمليات التي تحد من السمنة توضح الدكتورة أنها تعتمد على حالة المريض فاذا كانت كتلة الجسم تشير الى وجود سمنة زائدة وقد حاول المريض مراراً إنقاص وزنه ولم يستطع، والوزن الزائد يهدد حياته حينئذ يُنصح باللجوء الى هذه العمليات.

وحول تقليل مخاطر السمنة تشير الدكتورة آل طالب الى أهمية اختيار غذاء صحي ومتوازن خلال اليوم، والذي يرتكز على نقطتين أساسيتين الاولى تناول الكمية المناسبة للشخص، فكل شخص له احتياج معين من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية وذلك يتم حسابه اعتماداً على العمر والوزن والطول، كما أن كل فئة عمرية لها احتياج معين من الفيتامينات والمعادن في اليوم. أما النقطة الثانية فهي التنوع في الأطعمة المتناولة وهذا ما يسمى بالنظام المتوازن.

اضافة الى أهمية الحفاظ على أخذ الوجبات الأساسية اليوم في أوقاتها وبكميات محددة تتخللها وجبات خفيفة خلال اليوم. وشرب ما لا يقل عن 2-3 لتر من الماء يومياً، التقليل قدر الإمكان من الوجبات السريعة والحلويات الدسمة والعصائر المعلبة المحلاة.

كما تنصح اخصائية التغذية بممارسة النشاط البدني اليومي والرياضة والحصول على معدلات النوم الكافية كل ليلة والذي بدوره يحفز الجسم على انتاج الهرمونات التي تحسن من الشهية وتعطي الاحساس بالشبع، اضافة الى أن النوم الكافي يكافح التوتر ويعتبر علاج جيد لمن يعاني من حالات الشره أثناء التوتر وأيضاً النوم في مواعيد محددة يقي من وجبات منتصف الليل.

وتحذر الاخصائية من الطعام خارج المنزل حيث يجب أن يتم اختياره بدقة حسب حجم الوجبة ونوعها لئلا تؤثر سلباً على الشخص وتزيد من السمنة.

تجارب لانقاص الوزن

تتحدث سلمى الخصيبية حول تجربتها في إنقاص الوزن فتقول، “كان وزني في السابق يصل الى 85 ،حين كنت في سن المراهقة لم ألتفت قط لوزني الزائد ولم أعتبره عائقاً في حياتي ولم أفكر فيه بجدية، ولكن  مع التقدم في العمر بدأ تفكيري يتغير ، وتطور اسلوب حياتي مما جعلني ألتفت الى الوزن الزائد وأفكر فيه ملياً لاسيما حين أدعى الى الحفلات والمناسبات ولا أجد في السوق ما يناسبني، بينما ألحظ المدعويين بأجمل الأزياء التي حرمت منها إثر إهمالي لوزني، وأصبحت أعاني من الإحباط وعدم الثقة بالنفس وعدم الارتياح”.

الرغبة في الحصول على حياة صحية أفضل جعلسلمى تفكر جدياً في إنقاص الوزن الزائد ومن هنا بدأت رحلتها، تقول عن ذلك”ذهبت الى الاختصاصيين وحاولت تجربة أنواع مختلفة من الحمياة وكان وزني يقل بالفعل ولكنه بعد فترة يعود وكأن شيئاً لم يحدث، وبعد مرور فترة بدأت أبحث عن حلول جدية وكنت أدعو الله كثيراً أن يوفقني للحل المناسب، وفجأة أتتني زميلة مقربة وأخبرتني تجربة أختها التي تعاني من نفس مشكلتي وكيف تغلبت عليها، سيطر عليّ الحماس حين سماعي لهذه التجربة وقررت أن أفعل مثلها”.

وتتابع “الحل كان يكمن في ،الإرادة القوية لتخطي هذا العائق، وكتاب السر الذي يتحدث عن قانون الجذب والإيجابية” وبدأت التطبيق.
تقول الخصيبية بأن التطبيق كان يتضمن حلولاً مادية ومعنوية حيث “ذهبت الى محل للأدوات الرياضية واقتنيت بعض الادوات الرياضية المشوقة التي تشجعني على ممارسة الرياضة واقتنيت ثوباً رياضياً مميزاً وأخذت أقلل في الأكل، وأردد باستمرار عبارات ايجابية تحفيزية، ووضعت امامي صورة أمراة بجسم مثالي بكل مكان تقع عيني عليه لاسيما في جهاز الحاسب الآلي، وأنظر للثوب الذي تلبسه تلك العارضة وأردد “يوماً ما سألبس هذا الثوب بالضبط”.

“وكنت ألبس الثوب الرياضي الذي اقتنيته من المحل لمدة عشر دقائق مع المشي المتواصل، ولا يمر اسبوع الا وثلاثة مرات على الأقل أمارس الرياضة، وحاولت ألا أكلف نفسي فوق طاقتها وأبذل جهداً مضاعفاً في الرياضة، ومع مرور الوقت لاحظت التحسن في معنوياتي واسلوب حياتي اليومي وبدأت أخيراً ألحظ فرقاً في الوزن وقد استغرق ملاحظة الفرق 6 أشهر وحاولت الاستمرار على نفس النظام حيث أصبحت ممارسة الرياضة والطعام الصحي والامتناع عن الاكل السريع من أهم عاداتي الحياتية، ولله الحمد نجحت في أن أصل بوزني الى 65 والآن هو ثابت ولم يرجع وبدأ يتكون من جديد وعالجت مشكلة الترهلات باقتناء الزيوت الصحية من الصيدلية مع ممارسة التمارين الرياضية.

الحمية حرب

أما هبة البلوشية فتصف الحمية بانها “حرب” بالنسبة لها حيث أنها لا تستطيع ضبط نفسها في الطعام وممارسة الرياضة وتربطها بالطعام علاقة خاصة.

“كان وزني 120 ولم أكن أشعر بانني أعاني من السمنة المفرطة بل أشعر بأنني ضعيفة ولا بأس في جسمي، ومع مرور الأيام كوّنت بعض الصداقات مع فتيات يحبون المحافظة على أجسامهن الرشيقة رغم أن اوزانهن لا تتعدى الـ 60، هنا بدأت أفكر، بأن وزني ضعف أوزانهم فلم أفكر قط بذلك؟ بدأت باقناع نفسي وعمدت الى جدول مدته ثلاثة شهور أستمر فيه وأنزل بداية الى “99 كيلو” واذا فشلت سألجأ الى عملية التكميم.”

وفي بداية الرحلة تقول البلوشية “في بداية انتظامي بالجدول كنت أحيانا أبكي من الجوع واستأت من هذا النظام كثيراً ولكنني حاولت أن أمسك نفسي عن الطعام وأصبر، وقد مر الاسبوع الأول وكأنه شهر، بعد ذلك بدأت شيئاً فـ شيئا اعتاد هذا النظام وأبتعد عن السكر والزيوت وشعرت بنفسي خفيفة بالأكل الصحي والرياضة وبدأت بملاحظة شكل جسمي وهو يتغير تدريجياً وهذا ما شجعني للاستمرار، وبالطبع كنت أتمنى تناول طعام المطاعم والحلويات ولكن كنت أنتظر الى نهاية الاسبوع لاكافئ نفسي أني انتظمت سبعة أيام وأخذ يوماً كاملاً مفتوحاً للراحة وهكذا دواليك، مما شجعني كثيراً لأن أصل لليوم السابع، وحين  انقضت الشهور الثلاثة وجدتني قد فقدت 15 كيلو وبدأ الناس بملاحظة ذلك عليّ، مما شكّل لي دافعاً كبيراً وتمتمت مع نفسي بأن أضع هذه المرة هدفاً أكبر، ولله الحمد فقدت أكثر من 35 كيلو وأصبحت مصدر إلهام للفتيات.”

تقول” المسألة قد تبدو معقدة وصعبة ولكن في الحقيقة الموضوع بسيط جداً، فلكل فعل ردة فعل، فطالما واصلنا غذائنا غير الصحي والسكريات والحلويات لن يتغير جسمنا حتى في الحلم، أما اذا عملت وتعبت على نفسك فسترى النتائج المبهجة.

وتنصح البلوشية كل شخص يعاني من السمنة أن يبدأ بتغيير حياته جدياً، وتقول “الطريقة التي بدأت فيها الحمية كنت خاطئة وذلك لأنني لم أكن أفهم ماذا تعني احتياجات الجسم ولكن بعد ذلك بدأت اقرأ واستفسر، وبإمكان كل شخص أن يغير حياته للأفضل ويزيد ثقته بنفسه أن يبدأ بدون تفكير وتردد، والتعب الناتج ممكن التحمل ويستحق ذلك عن تجربة.”

تبدأ منال الرواحية بسرد قصتها وتقول ” في بداياتي وصل وزني الى 98 وكنت أعاني من سمنة مفرطة لدرجة أنني أتعب بسرعة عند عمل مجهود بسيط، فأدركت أن الوزن الزائد هو السبب وعليّ البدء في تخفيض وزني، وقد بدأت بعض التمارين الرياضية بالفعل كالمشي وكنت أذهب يومياً للنادي لممارسة الرياضة، وبدأت أفقد بعضاً من وزني فاحسست بالحماس وبدأت بممارسة التمارين القوية وأصبحت أكثر من أكل الخضروات. بعد فترة أحسست بالنشاط والحيوية لدرجة أنني أستطيع سحب الأشياء الثقيلة وممارسة الرياضة في أي وقت، والتحقت بمجموعة رياضية بإشراف المركز الصحي التابع للولاية وهناك بدأت قصتي الحقيقية بالرياضة، حيث بدأنا نتدرب على رياضة الزومبا وأحببتها كثيراً وزادني حماسا طلبهم مني لإدارة المجموعة، مما شكّل حافزاً كبيراً لي.

بعد ذلك طلب مني الانضمام الى مركز الوفاء الاجتماعي لتعليم السيدات رياضة الزومبا وجاءت بعدها فكرة اقامة مشروع خاص بي أقوم بتدريب النساء على رياضة الزومبا. وأنشات مركز عالم سيدتي للجمال والرشاقة وهو أول مشروع رياضي نسائي في منطقتي ويضم أجهزة رياضية وقاعتان لرياضة الزومبا ومركز تجميلي وأزياء والحمدلله لاقى المشروع استحسان الكثير.

 

أضف تعليقاً