Home Slider

تغيير ديكور المنزل.. ضرورة أم رفاهية؟

تغيير ديكور المنزل.. ضرورة أم رفاهية؟

تقول شيخة عبدالله (مصممة أزياء)، “يلجأ مجموعة من الناس الى تغيير ديكور المنزل بهدف تغيير حياتهم وهي حقيقة مجرد تحريك “كنب” من مكان لآخر يُحدث تغييراً بالنفس، ونشعر بشعور جميل، ولا يعد من الضروريات التامة فهو مجرد رفاهية ولابد أن لا نبالغ بها كثيراً، فاضافة اللمسات البسيطة كافية جداً لإحداث تغيير، وقد جربت هذا التغيير بحكم إنني مصممة وأحب التجديد دائماً ولكن في حدود المعقول.

أما إسحاق الشرياني (رجل أعمال)، فيقول بأن التغيير أمر مطلوب لكثير من الأشياء لاسيما الأثاث والديكور شريطة أن لا يكون التغيير أو التجديد مبالغاً فيه، ويتحول من تغيير الى تبذير، ويضيف أن تغيير الديكور يعد ضرورة اذا كان الديكور المقصود تغييره قد انتهى عمره الافتراضي، وتغير شكله ولونه، وأصبح من ديكور مريح للعين الى شكل مزعج لها، ولكن وفق هدف ودواعي الضرورة. وفيما يتعلق بتأثير الديكور النفسي على أفراد الاسرة يجيب الشرياني بأن الديكور يدخل ضمن الكماليات وليس الاساسيات، لذلك لا ينبغي أن يؤثر وجوده من عدمه، كون الأمر متعلق بالقدرات المالية لرب الأسرة. ويشير الشرياني الى تجربته الخاصة في هذا الصدد، حيث يقول “قمت بإعادة تجديد وصيانة الأثاث الذي اشتريته منذ قرابة 8 أعوام، حيث أن شراء أثاث جديد يكلف أكثر من 3000 ر.ع إلا أنني قمت بتجديد الموجود بالشكل المطلوب بقيمة لم تتجاوز 500 ر.ع.

ويعتبر محمد العمري (اخصائي نظم معلومات جغرافية) تغيير ديكور المنزل نوعا من انواع تغيير الجو الداخلي داخل المنزل، ويضيف بأن هناك من يفعل ذلك بصفة دورية بغض النظر عن التكلفة المادية المصاحبة له مبررين ذلك لأسباب نفسية و صحية ايضا، و في النقيض تماما هناك من لا يفعله الا نادرا و ذلك عند وصول مرحلة عدم صلاحية الاثاث و اهترائه و عدم التمكن من اصلاحه بالرغم من مقدرة الأسرة المادية لذلك فهم يرون في ذلك نوعا من الاسراف في انفاق المال في أمر غير ضروري.
وفي منظوره الشخصي يرى العمري تغيير الديكور ضرورة عندما يكون ضرورة و رفاهية عندما يكون التغيير لغرض الرفاهية ,, فعلى سبيل المثال لا ارى حاجة لتغيير اثاث مر عليه عام او  عامان فقط لمجرد التغيير او شراء اثاث بطابع احدث و ذلك من اجل الرفاهية , يمكن الاستعاضة عن ذلك بتغيير بعض الاثاث او اجزاء منه ان دعت الضرورة ذلك فقط , حيث يمكن تغيير بعض من انواع فرش طاولة الطعام و التي تحتاج الى عناية مستمرة الى اخرى مقاومة للاتساخ تم تصنيعها حديثا  و ذلك من اجل توفير الجهد و الوقت

ويضيف، بطبيعة الحال الأثاث نوعان : نوع عملي و نوع من اجل الرفاهية و الفخامة فقط كستار المنازل و الكنبات و الطاولات و غيرها مما يمكن الاستعاضة عنها بأخرى عملية و بسعر اقل . والتغيير سوف يعطي جوا من الانتعاش و السعادة و كذلك يحفز افراد الأسرة على المحافظة و  الاهتمام بأدوات و أثاث المنزل.

نادية الهادية (مساعدة مدير اعلام) تجد أن تغيير ديكور المنزل مهم جداً ومن الافضل تغييره من فترة إلى اخرى ، فالديكور له قواعد واصول يرتكز عليها ، كما وأن هناك اساسيات لابد من معرفتها للتوصل لافضل ديكور للمنزل وتعتبر شبيهة التصميم والذي هو عبارة عن  عملية التكوين والابتكار اي بمعنى جمع عناصر من البيئة ووضعها في تكوين معين لاعطاء شيء له وظيفة او مدلول.

وتضيف الهادية ” من منظوري اعتبر تغيير الديكور ضرورة وليس رفاهية ، وهذا لا يعني بالتكلف للبعض فتغيير التصميم الداخلي ايا كان يعتبر فن وذوق، والبساطة في التصميم مع اختيار موفق للالوان ، والتناسق الكلي وتداخل العناصر مع بعضها هي الاساس ، وليس المعنى هنا تغيير الاعمدة والسقوف وما الى ذلك. فالتغيير ضروري كونه مرتبط بالراحة النفسية بشرط ان لا يزيد الى حدود التباهي والتفاخر فذلك يفقده معناه”

وتؤكد على أن تغيير الديكور يؤثر على الافراد بطرق مختلفة تعتمد على العمر والجنس سواءً رجل او امرأة والمدينة او الدولة التي يعيش فيها والمناخ حوله فكل منا يحمل ارتياحاً معيناً تجاه لون معين لذلك عندما تسعى الى تغيير تصميم او ديكور منزلك يجب ان تكون حكيماً في استخدام الألوان. فالاشخاص الذين يصنعون منزل رائع عن طريق اختيار الوان مناسبة ينعكس ذلك على شخصيتهم وما يحبون فالخدعة في ان تمزج الالوان مع بعضها بشكل تحبه وترتاح الى التواجد فيه.
وحول مبادرتها بالتغيير في المنزل تجيب الهادية ” بالتأكيد أحرص على التغيير، لانه من حين لاخر يبعث الحيوية للمنزل والساكنين،
فعادتي أن أقوم سنوياً بتغير الالوان وبعض من الديكور البسيط وفي أوقات معينة كـ منتصف السنة اقوم بتغيير مواقع الاثاث فذلك يعطيها روعة وجمال كما ان اكتساب هذه العادة من التغيير تبعد الملل وتكسب الحيوية والارتياح للنفسية”

تقول حميدة البلوشي ( تنفيذي أول ) بأن تغيير ديكور المنزل بين فترة وأخرى له تأثير نفسي على أفراد العائلة، وذلك باختيار الالوان المناسبة لكل ركن في المنزل، وإضافة بعض العناصر المساعدة كشجيرات الزينة الداخلية والتي تساعد بدورها على تنقية الهواء بالمنزل اضافة الى اعطاء المنزل رونقا ومنظرا جميلا من الداخل.
وتضيف أن تغيير الديكور على المدى القريب رفاهية ويكون مكلفا جدا ، ولكن تغييره وقت مادعت الحاجة يعتبر من الضروريات ، ومن ابسط الأشياء التي يجب ان نقوم بها هو تغيير بعض الأثاث بالمنزل من مكان إلى آخر فهذا يشعرنا بالتجديد دوما وليس بالرتابة
أما فيما يتعلق بالتأثير النفسي فهو يؤثر ايجابا على نفسية افراد الأسرة ، حيث يشعرهم دوما بالراحة النفسية ، وبالتالي لن يكون هناك ملل بالمنزل بل حيوية ونشاط ،كما اثبتت ذلك بعض الدراسات .

توضح مهندسة الديكور فرح سيف السعيدية أن “التغيير مهم جدّا كأهمية تغيّر فصول السنة. ومن أبرز الأمثلة الدالة على تلك الأهمية، أن مصمموا الديكور الاحترافيّون المختصون في تعديل ديكوات المباني يستخدمون عدة تقنيات لتغيير الديكور باستمرار، لذلك بإمكانكم استخدام هذه التقنيات عند تغيير ديكورات منازلكم:

  1. حاول إيجاد نقطة محورية جديدة، مثل منظر خارجي أو جدار وسطي أو تلفاز، ثمّ محوِر الغرفة عليها.
  2. تحريك الأثاث يخلق تصميم جديد لغرفتك.
  3. اجلب قطعًا مختلفة من غرفك الأخرى الموجودة في المنزل.
  4. قم بإزالة بعض قطع الأثاث لخلق مساحة أوسع.

وبهذا يكون التغيير وارد وواضح للعيان وشارح للأنفس بدون أيّ تكلفة.”

وتضيف السعيدية بأن تغيير الديكور ضروري لتنقية النفس والنظر وما يليه من حواس بشرية. فإن لم يكن باستطاعتك إنفاق النقود على التغيير، فباستطاعتك خلق تدخّل للطبيعة أو للمتوفر إلى أجواء ديكورك. فمثلًا تغيير أواني الزينة الفارغة إلى أواني محتوية على فواكه ذات ألوان خلّابة أو أيّ عامل ذا لون مشرق يسرّ الناظرين؛ لقدرتها  على إضفاء ألوان جديدة للمكان. بمقدورك إضافة أطباق على الحائط لكسر روتين الفراغ الذي يولّده أو إضافة ملصقات الحائط والتي باستطاعتها تحويل المساحة إلى طبيعة، فضاء أو إطلالة مدينة. يمكنك أيضًا استخدام الأعمال الفنية الخاصة بأفراد عائلتك في كديكور للمكان والذي سيبعث في الفرد المنفذ لذاك الفن الكثير من التقدير والشغف والتشجيع لإنتاج المزيد.

ونصيحتها لمن يريد التغيير أن يبدأ بتحديد الميزانية القادر عليها. ثم باستطاعته وضع استراتيجية مبنية على تحديد أهم مساحات التغيير. في الديكور الأولوية تكون بتقديم ما تريده النفس على الاحتياجات.

وتشير السعيدية الى أن الديكور يعد من أهم العوامل التي تؤثر على الفرد في المنزل. ومن أساسيات الديكور المؤثرة بشكل خاص على النفسية هي:

  1. الألوان. 2. الأثاث. 3. الصور واللوحات. 4. قوة الإضاءة. 5. الصوت والصمت. 6. الرائحة.

فالمنزل هو ملاذ الفرد والملاذ هو المكان المحتوي على جميع رغباتنا. وتحقيق هذه الرغبة تكون بمعرفة ما يفضله الفرد وخصائص شخصه. فعندما تغيّر كل ما حولك لما تشتهيه حواسك الخمس فبالطبع سيصبح المنزل عالمك المتكامل والذي سيبعث لعقلك الكثير من مشاعر الاتزان والأمان والاسترخاء والإلهام والحب والشغف.

 

أضف تعليقاً