عمانيات

مشروع بنات عمان: نعلمهن كيف يصطدن السمك

  مشروع بنات عمان: نعلمهن كيف يصطدن السمك

تحتاج المرأة في بعض الأحيان الى يد تمتد لها لتخرجها من ضيق الجدران إلى فسحة الفضاء من حولها ، تهديها الطريق ، وتمنحها بوصلة الوجهة الصحيحة ، ما تلبث أن تتفتق ابداعاتها ، وتبرز امكانياتها ، وهو الهدف الذي تبناه مشروع بنات عمان إحدى أهم مبادرات الاستثمار الاجتماعي لشركة تنمية نفط عمان لتمكين المرأة ورفع مستواها الاقتصادي.

 

)المرأة) ألتقت حنان الرمحي مستشارة الاستثمار الاجتماعي بشركة تنمية نفط عمان ،وهي مديرة مشروع بنات عمان التي قالت أن المشروع الذي تم تدشينه عام 2014 يعد من بين أهم مبادرات الشركة لتمكين المرأة العمانية لدفعها على الابتكار ، وايضا رفع المستوى الاقتصادي للاسر من ذوي الدخل المحدود وأسر الضمان الاجتماعي.

تقول الرمحي ” المشروع قام بتدريب نحو 300 مواطنة من مختلف مناطق السلطنة، واعتمد نحو أربعة عشر مشروعاً مختلفاً قمن به الفتيات بعد انتهاء الدورة التدريبية ، موضحة بان أفكار المشاريع استمدت من البيئة المحيطة وما تزخر به من المواد الخام والتي يمكن استثمارها في الوجه الصحيح وتحويلها الى تجارة مربحة تعود بالنفع وتحقق الارباح للفتيات.

على سبيل المثال خرج مشروع صناعة الألبان والأجبان من ولاية طاقة لكثرة الحليب الطازج المتوفر هناك ، ومشروع صناعة الصابون من المواد الطبيعية كان منبعه الجبل الأخضر الزاخر بالمواد العطرية المميزة، مروراً بخصب حيث تم تدريب النساء ممن يقطن في المناطق الساحلية على طريقة تجفيف الأسماك ، وفي سمائل كان النسيج في المرتبة الأولى ليتم استغلاله في صنع المنسوجات العمانية المتنوعة.”

الاستفادة والتغيير والتطبيق

تقول الرمحية ” كانت مشاريع الشركة تركز في السابق على عمليات التدريب فقط، ومن ثم تترك الجمعيات لتكمل المشوار ، حتى أخضع هذا الموضوع للدراسة من جديد ووجدنا من الضروري أن تأتي عمليات التدريب أولاً قبل التسويق ، ومن هنا جاءت فكرة مشروع بنات عمان، حيث ان الشركة تبدأ مع الفتيات من نقطة الصفر وهي التدريب مروراً بافتتاح المشروع الخاص وتوفير المعدات اللازمة ومن ثم التسويق المناسب وإيجاد الفرص للمشاريع لتبرز في الأسواق العمانية، حتى توجد المشاريع هويتها الخاصة وتقف على قدميها وتبدأ بالاعتماد على نفسها، حينها تنسحب الشركة مفسحة المجال للمشروع لإكمال المشوار.”

شركات بنات عمان

وحول الشركات التي تم تأسيسها من المشروع تقول “مجموع المشاريع حتى الآن أربعة شركات، الأولى شركة سمهرم للالبان والأجبان وقد وفرت شركة تنمية نفط عمان معملاً خاصاً لها ، وقد فازت هذه الشركة بجائزة منظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة بعد زيارة مسؤولين منها للمعمل وتعرفهم عن قرب على سير العمل وخطواته ، وهو يدار بأيادي ستة فتيات عمانيات ، والشركات الثلاث الأخرى هي شذى الجبل الأخضر، ومربى مجان وخيرات خصب.”

دعم المشاريع

وحول الجهود المبذولة لترويج المشاريع تقول مدير مشروع بنات عمان ” شركة تنمية نفط عمان وقعت بعض العقود مع ميناء صلالة لتخصيص ركن خاص للمشروع تزوره السفن الراسية بالميناء، بالاضافة الى توقيع عقد مع فندق هيلتون لشراء الأجبان التي تعدها الفتيات في مشروع “سمهرم للألبان والأجبان”، اضافة الى قيام الطيران العماني بترويج المنتجات السعفية المصنعة من قِبل الفتيات، وسنفتتح قريباً معرضا في مدينة السلطان قابوس يحوي منتجات بنات عمان وبعض المنتجات الاخرى لفتيات عمانيات لا يملكن المكان المناسب لعرض منتجاتهن ، ومن المتوقع ان تبدأ شركة اللولو هايبر ماركت بـبيع الاجبان في منافذها خلال الفترة القادمة.”

وبهدف العمل على انجاح مشاريع بنات عمان فقد تم تعيين شركة لدراسة الجدوى الاقتصادية من المشاريع قبل أن يتم تنفيذها من قِبل الفتيات، اضافة الى تعيين شركة عمانية تسويقية تساعد على تسويق الشركات الصغيرة المتكونة من المشروع.

عثرات في طريق النجاح

وعن التحديات تقول الرمحية ” لابد من ان تواجه أي مشروع بعض الصعوبات، ولكن المهم ايجاد الطرق المناسبة لتجازوها وتخطيها، ونحن في مشروع بنات عمان تواجهنا العديد من التحديات ، فننحن تتعامل مع نساء كانت بالمنزل فقط وتريد اخراجها الى الفضاء الواسع بمختلف تحدياته وانشطته المختلفة، فلابد أن تقف معها وترشدها وتتحملها وتحسن التواصل معها، فبعض الفتيات يتوقعن أن الربح يأتي خلال يومين، بينما الواقع مختلف تماماً فنحن بحاجة لمزيد من الصبر والتحمل والانتظار حتى تاخذ الشركات موقعها من السوق وتحقق الارباح. اضافة الى ذلك علينا قبل بدء أي مشروع دراسة المجتمع وتفهم مدى تقبله لفكرة المشروع . وأنا أحاول أن أصل الى الأسر المختلفة من كافة المناطق وليست المحددة في قوائم الوزارة أو الجمعيات المختلفة لتعم الفائدة لأكبر شريحة من المجتمع.

المرأة العمانية.. معطاءة

“المرأة العمانية تحتاج مساحة لتبدع وأنا أؤمن تماماً بأن المرأة تملك أعلى درجات العطاء ولكنها تحتاج الى من يفهمها ويتحملها ويدفعها لاخذ زمام المبادرة، وقد حاولت توفير كل ذلك من خلال مشروع بنات عمان وفي حقيقة الأمر أرى بأن الفائدة من المشروع ليست مادية فحسب، بل يتعدى ذلك بكثير ، فأثر المشروع بشكل كبير على شخصية المرأة نفسها فبعد انزوائها في المنزل بمفردها أصبحت تبدع وتضع بصمتها الخاصة في المجتمع وبدأت تتحدث مع الناس وصولاً الى الظهور في وسائل الاعلام، حيث أحرص دائماً أن أضع الفتيات في الصورة بدلاً من أن أظهر أنا دائماً وأتحدث نيابة عنها.

أؤمن بأن المرأة العمانية ستكون دائماً في مراكز قيادية كبيرة فهي قادرة وناجحة، وأثق بأن كل منزل يضم على الأقل رائدة اعمال واحدة ناجحة ولكن السبب الذي يكمن في عدم ظهور البعض منهن، الظروف الصعبة التي تحيط بهن وتمنعهن من الابداع والخروج الى ما بعد الجدران الأربعة في المنزل ، إلى العالم الواسع .”

Categories: عمانيات

أضف تعليقاً