السيدة بسمة آل سعيد :

الصحة النفسية، طريق المرأة نحو الجمال

تؤثر الصحة النفسية على الإنسان عامةً والمرأة خاصة، وذلك لأن المرأة تهتم بجمالها كثيراً بكل تفاصيله وفي كثير من الأحيان نلاحظ أن المرأة حينما تعاني من القلق أو الاكتئاب يتأثر جمالها ونستطيع ملاحظة آثار النفسية السيئة ظاهرة على قسمات وجهها.

فالقلق يظهر على وجه المرأة جلياً عبر بعض التجاعيد التي تُصاب بها بشرتها، وكذلك الحزن  لهذا تحاول المرأة اخفاء هذه المشاكل عبر وضع مساحيق التجميل.

وعلى العكس حين تكون المرأة سعيدة ومرتاحة يتأثر هرمون السعادة في الجسم فيشع من وجهها جمالٌ طبيعي وهو بالطبع أجمل بكثير من الجمال الاصنطاعي الذي يكون عبر المساحيق لذلك لا يمكن معرفة العمر الحقيقي للمرأة السعيدة التي تكون في حالة حياتية مريحة وتنعم بالاسترخاء.

ونسمع في بعض الاحيان مقولات تتردد على ألسنة النساء ( انظري الى تلك تُرى من قسمات وجهها بأن حياتها مريحة ولا تكبر ملامحها مثلما يكبر سنها ) فبالطبع هذه المرأة لديها طريقة معينة للتعامل مع المشاكل النفسية التي تمر بها.

وتوجد لدى المرأة هرمونات معينة تبدأ بالتغير من سن المراهقة، وقد يتراءى أثرها بشكل سلبي اذا ما أصابتها المشاكل النفسية فتلاحظ المرأة المشاكل الجلدية في تزايد وأيضاً تأخر الدورة الشهرية، وحتى النفخة التي تشعر بها المرأة في جسمها له دلالة فيعبر عن عسر الهضم أو يكون ترجمة لضغط معين تمر فيه، وأما اذا كانت المرأة بحالة نفسية عالية ترى كل شيء يمشي بانتظام، لذلك نلاحظ أن الكثير من النساء تربط بين الصحة النفسية والجمال في حديثها من دون أن تشعر كأن تشير لأحدهن وتعبر عن جمالها الذي ازدهى بشكل أكبر فجأة فتقول لربما تحسنت حياتها.

تؤثر الصحة النفسية على بشرة المرأة فتكثر فيها الحبوب حين تسوء الحالة النفسية، ولاسيما الحبوب الصغيرة التي تظهر على الجبين أو في منطقة الذقن فهي تسمى بـ حبوب القلق وأحياناً تكون كبيرة جداً وهي مرتبطة بهرمون القلق الذي يظهر على شكل حبوب في الوجه. فنلاحظ أن المرأة قبل المناسبات الاجتماعية أو قبل زفافها يتأثر وجهها وتظهر لديها الحبوب نظراً للحالة النفسية التي قد تمر بها للاستعداد والتهيئة.

وفي مرحلة المراهقة تظهر بعض الحبوب بشدة على بشرة المرأة وبعدها تبدأ تقل، وتكون الحبوب هذه إما نتيجة القلق أو نتيجة الهرمونات وتوصف بأنها مؤلمة وكبيرة.

وعند الحديث عن كيفية المحافظة على الصحة النفسية فالنقطة الأهم تكمن في تعلم طرق التعامل مع المشاكل النفسية، وكيف يمكن للمرأة ضبط أمورها وتعلم الاسترخاء.

وشرب الماء مهم جداً ويؤثر على البشرة بشكل كبير اضافة ً الى الضحك حيث أنه يساعد على ابراز جمال المرأة وذلك لأن عضلات الوجه كلها تتحرك، وهناك ما يسمى بـ (يوغا الضحك) نستخدمه للنساء وعليه إقبال كبير.

ونلاحظ أن العديد من النساء يتجهن الى المراكز التجميلية لتنظيف البشرة و عمل جلسات (الفيشل) وذلك لاضافة رونق على الوجه وتخليصها من المشاكل التي تعاني منها ولكن لا علاقة لذلك بالفيشل ابداً، فاذا كان العقل مشغولاً والنفسية ليست سليمة لن تنفع هذه الجلسات فعلى المرأة تصفية أمورها والتعامل معها أولاً.

وبالتطرق لمدمرات الصحة النفسية، نتحدث بداية عن القلق، ومن أنواعه القلق الانفعالي الذي يصاحبه أحياناً الأكل العاطفي (بمعنى أن تأكل المرأة إما كثيراً أو قليلاً جداً) وهذا بالطبع يدمر جسم المرأة وجمالها وله مشاكل كثيرة صحية وجمالية.

أيضاً الاكتئاب والتوتر الدائم فحين يتوتر الفرد أو يقلق يعصر عينيه بطريقة معينة تكون السبب في ظهور التجاعيد.

وبالحديث عما يزيد جمال المرأة، فبالتأكيد يكمن بالتعامل مع الأمور الحياتية بسلاسة وإجادة ترتيبها.

وحين تشعر بأن القلق والتوتر أخذ يستولي عليها تتجه فوراً لروتين معين تعتمده للقضاء على التوتر والشعور بالاسترخاء مثل شرب الماء صباحاً والتمرينات الرياضية البسيطة والاعتياد على رسم الابتسامة دائماً على الوجه.

ولا تركز المرأة على المستحضرات التجميلية فقط وتظن بأنها ستخفي كافة المشاكل وتخفي صحتها النفسية السيئة فعلى العكس رغماً عن كل المستحضرات التجميلية التي يضعها أي خبير، من الممكن معرفة سوء الحالة النفسية التي تمر بها المرأة من عينيها.

وأخيراً نصيحتي لكل امرأة تشعر بأنها بدأت بالدخول لهاوية الخطر وتشعر بجمالها يتأثر سلباً أن تذهب لأحدهم –ممن تثق فيه- لتتحدث اليه، فالجمال النفسي يساعد على الجمال الجسدي والروحي.

وعلى جميع النساء التعامل مع الأمور بإيجابية وتعتاد على الأذكار الصباحية وأيضاً قراءة القرآن فكما هو شائع بأنه يزيد وجه قارئه نورا وهذا بالطبع صحيح.

أيضاً الاسترخاء مهم جداً واللجوء الى مكياج عجيب وهو –كما ذكرت- التحدث الى أشخاص ثقة حول مشاكلنا أو التوجه للاخصائي النفسي.