حبيب الهادي: العمل التطوعي في السلطنة بحاجة الى مزيد من العطاء
حبيب بن مرهون الهادي، عضو مناهج تاريخ بوزارة التربية والتعليم، حاصل على الماجستير في التربية، مشارك بمجموعة من البحوث في المجال التاريخي والتربوي على المستوى المحلي والدولي من خلال مؤتمرات وندوات مختلفة. وأيضاً قائد فريق فرسان الطلائع اضافة لكونه عضوا ببعض اللجان المحلية بالولاية كـ متطوع.
مجلة المرأة أحبت في هذا العدد تسليط الضوء عليه والاقتراب منه أكثر ومعرفة كيف جمع هذا الشخص بين مجموعة من المسميات المختلفة والتي لها ثقلها الخاص بـ مفتاح سر يسمى بـ “الوقت” مرصعاً بـ “الإرادة”.
- حدثنا عن فريق طلائع الفرسان:
تأسس الفريق في 2006م في منطقة الحاجر بولاية العامرات، وهو فريق يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين الترفيه والجدية في العمل، وبين المادة والروح، حيث يمكن القول أنه مدرسة تربوية يسعى لتنشئة جيل من الشباب الواعي المثقف المتعلم المسئول النافع الصالح، وذلك من خلال ما تقوم به لجانه الثلاث الرياضية والثقافية و الاجتماعية إضافة الى اللجنة الرئيسة من مناشط رياضية مختلفة: كرياضة كرة القدم وكرة الطائرة، وغيرها، ومناشط ثقافية: كإقامة الاحتفالات بالمناسبات الدينية والوطنية والثقافية، ومناشط تطوعية كتقديم خدمات إعانة للأسر المعسرة من خلال التعاون مع فريق التراحم الخيري وغيره من الفرق التطوعية بالسلطنة، والقيام بحملات النظافة للمساجد والأفلاج والأماكن العامة بالمنطقة، كما أسهم الفريق في إقامة حفلات الزواج الجماعي، وأيضا ينفذ الفريق مناشط ترفيهية لأعضائه كالرحلات والتخييم.
والفريق يضم إلى جانب العنصر الرجالي العنصر النسائي حيث سعى الفريق لتوفير مطالب العضوات المختلفة ودعمهن وإشراكهن في مختلف المناشط خاصة الثقافية والتوعوية والاجتماعية، فالعمل التطوعي لا يكتمل إلا من خلال إعطاء المرأة حقها من الإبداع في هذا المضمار، فكانت المتطوعة القديرة زوينة الوهيبية أحد أبرز المتطوعات على مستوى ولاية العامرات، فمنذ قرابة ربع قرن نذرت نفسها لهذا العمل وتفرغت له فكانت أما للأيتام والمساكين، وتقوم بدور توعوي قدير لبنات جنسها في المجالات الصحية والتعليمية وغيرها.
- ما هي أبرز انجازات الفريق؟
حقق فريق طلائع الفرسان خلال مسيرته انجازات كثيرة، ففي المجال الرياضي تم إدراج الفريق ضمن اللجنة الشبابية بولاية العامرات، كما حصل على كأس إحدى الدورات الكروية في الولاية، والعديد من شهادات التقدير والمشاركة في دوريات داخل الولاية وخارجها، أما الانجازات في المجال الثقافي فتتمثل في إقامة أسبوع ثقافي بمدرسة سعيد بن ناصر الكندي بالحاجر، كما حصل الفريق على مراكز متقدمة في جميع المشاركات الإنشادية، وقد شارك في الخيمة الرمضانية بولاية العامرات من خلال أمسيات تتخلها فقرات عديدة كالمسرحيات والأفلام التوعوية والأناشيد وغيرها، وكان الفريق يحصل على مراكز متقدمة في هذه الفعالية، كما حصل الفريق مؤخرا على تكريم من هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم من خلال مشاركة في فعاليات ثقافية رمضانية في مقر الهيئة بالدقم،وفي المجال التطوعي حصل الفريق على شهادات في مسابقة جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي، كما حصل على جوائز من وزارة التنمية الاجتماعية ومكتب والي العامرات على الجهود التطوعية التي يقوم بها الفريق.
- كيف تستطيع تقسيم الوقت بين الوظيفة والعمل التطوعي وأنشطة الفريق الأخرى؟
كما هو معلوم لدى الجميع بأن نعمة الوقت من النعم العظيمة والتي ينبغي استغلالها في النافع المفيد، ووضع جدول لأهم الأولويات في الحياة حتى يستطيع الإنسان أن ينظم وقته ويدير مجريات يومه بما يحقق مصالح الفرد والمجتمع، وكثير ما نسمع كلمة (مشغول) من أناس على رغم قلة الأعباء والأعمال، فيما هناك بعضا ممن لديهم المهارة والخبرة في ترتيب جداولهم وأولوياتهم حتى يتمكنوا من تنظيم أوقاتهم.
والحمد لله سعيت إلى تنظيم وقتي بين معالم اهتماماتي، حيث قسمته بين مطالب الأسرة والتي لها الحق الأكبر في الاهتمام والعناية حيث يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” ومطالب الفريق المختلفة بمجالاته الرياضية والثقافية والاجتماعية حيث كانت من أمنياتي خدمة شباب المنطقة من خلال عمل فريق متكامل يقضوا فيه أوقاتهم لممارسة الهوايات وترسيخ قيم العمل الجماعي والتعاون والتعارف وغيرها، كما عملنا على تحقيق مطالب الأعمال التطوعية وخدمة الأسر المعسرة من خلال التعاون مع فريق التراحم الخيري وهو فريق رسمي بولاية العامرات يتبع مكتب والي الولاية.
فالحمد لله على توفيقه لي بالتوازن بين جميع تلك المتطلبات، كما أنني في فترة سابقة أكملت الدراسات العليا وبدون تفريغ من العمل ومع كل تلك التبعات والأعباء إلا أنه ممكن التأقلم معها خاصة إذا ما تم ترتيب تلك الأعمال وتنظيمها.
- ما السبب الذي يجعلك تنخرط في العمل التطوعي؟
العمل التطوعي في أبسط تعاريفه هو جهد يبذله الفرد خدمة لمجتمعه دون مقابل مستهدفا بذلك تحقيق الرفاهية الإنسانية، وهو فطرة ربانية، وسجية إنسانية، وهي ديدن الأنبياء والمرسلين، يقول عليه الصلاة والسلام ” أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً..”من هذا المنطلق كان توجهي نحو العمل التطوعي ومنذ طفولتي مارست العمل التطوعي بشكله البسيط العفوي، ثم تبلورت تلك الخاصية لدي خلال دراستي الجامعية، وبعد أن تأسس فريق طلائع الفرسان أخذ العمل التطوعي ينحى منحى منهجي.
كما أن الواجب الوطني يحتم على المرء العمل في هذا المجال خدمة للبلاد والمساهمة في بناء وتنمية الوطن، ومن المعروف أن المجتمعات الحضارية الراقية تعطي للعمل التطوعي مساحة كافية من العطاء والإنتاج جنبا إلى جنب والمؤسسات الحكومية؛ لذلك سعيت للعمل التطوعي رقيا بمجتمعي واسهاما مني في خدمة وطني مبادراً ومنطلقاً ردا لذلك الجميل الذي يحققه لي هذا الوطن من أمن واستقرار ورخاء وانجاز، ولا يفوتني الرضا النفسي الذي يحققه العمل التطوعي للمتطوع، فهو قرار للنفس وراحة للبال.
كل هذه أسباب وجهتني للتطوع، والذي أسأل الله أن يجعله خالصا ومتقبلاً.
- ما هو دورك كـقائد لفريق طلائع الفرسان؟
القيادة هي فن وعلم، إذ توجد شخصيات لديها المقدرة على القيادة منذ الطفولة فهي صفة يهبها الخالق لمن يشاء من خلقه، فإذا ما نماها وطورها بالتدريب والتعليم؛ فقد تحققت القيادة بكل معانيها، وإن كنت قليل الزاد في هذا المجال إلا أنه وبتوفيق من الله ودعم وتحفيز من الشباب وباجتهاد ومثابرة في إدارة هذا العمل التطوعي من خلال فريق طلائع الفرسان تمكنت إلى الوصول إلى الأهداف التي كنا نرجوها بتعاون جميع أعضاء الفريق وأخص بذلك نائب رئيس الفريق الفاضل سيف بن خلفان الوهيبي.
وبما إنني قائد فريق طلائع الفرسان التطوعي الذي يضم حوالي 100 عضواً وعضوة، فكانت المسؤولية كبيرة في إدارة هذا العدد وتفعيلهم وتحقيق القيم التي من أجلها تأسس الفريق، لذلك عملت مع المجموعة بروح الفريق الواحد دون الالتفات إلى رئيس أو مرؤوس، فنما في الجميع قيم المسؤولية والتعاون والاحترام والمثابرة والصبر والتطوع بمفهومه الواسع .
- ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهونها؟
الحياة لا تخلو من صعوبات أينما اتجهت وفي شتى جوانبها، والعمل التطوعي في السلطنة وإن كان قد قطع شوطا إلا أنه بحاجة لمزيد من العطاء والتضحيات من قِبل المتطوعين أو الجهات الحكومية، فالوعي بأهمية العمل التطوعي ينبغي أن يكون حاضراً لدى أفراد المجتمع وهو لا زال بحاجة لمزيد من العمل، كما أن الجانب المادي إحدى المعوقات التي ينبغي أن تذلل من خلال مزيداً من البذل والإنفاق سواء من أفراد المجتمع أو المؤسسات الرسمية.
- ما هي آمالك المستقبلية؟
نأمل على مستوى العمل التطوعي أن نحقق تلك الأهداف التي رُسمت في هذا المجال من تعزيز الشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني التطوعية والمؤسسات الرسمية، وإشهار الجمعيات التطوعية التي تخدم الوطن والمواطن، كما نأمل أن نعمل متطوعين ليس داخل الوطن فحسب بل على نطاق أوسع خدمة للإسلام والإنسانية.
Categories: All Categories