عمانيات

أمل الزدجالية تخاطب الطفل من على المسرح

ضمن حملة التوعية ضد مخاطر الكهرباء

أمل الزدجالية تخاطب الطفل من على المسرح

1111

حاورتها:علياء الجردانية

استطاعت المحامية أمل الزدجالية أن ترسم ١٠٠٠ بسمة وضحكة على وجوه الأطفال، وفي الوقت ذاته ساهمت في رفع مستوى الوعي في الأمور التي تتعلق بمخاطر الكهرباء خاصة على الأطفال، وذلك من خلال عرض مسرحي مشوق ومسلي ترك أثراً طيباً في الأجواء.

مجلة (المرأة) أثارت فضولها الفكرة وفتحت باباً للحوار مع امرأة القانون لتتحدث عن علاقتها بالمسرح والطفل، فكانت السطور التالية …

 

لمعت فكرة توظيف المسرح في ذهن أمل الزدجالية منذ عام، لذلك قامت بإعداد كل ما يلزم لتقديم مسرحية خاصة بالطفل لتكون مادة توعية وتثقيفية في قالب مسرحي مسلي، وخلال الفترة الماضية حرصت على أن تكون مسرحية (بيتنا منور) غنية برسائل توعية لها علاقة بمخاطر الكهرباء وفي الوقت ذاته تبهج روح الطفل البريئة، حيث قالت :«رسمت صورة في ذهني وأنا أرى فيها أطفال يبتسمون ويضحكون، فيستمتع الطفل منذ بداية المسرحية إلى نهايتها، وهو يتلقى الرسائل التي أود أن أوصلها له بشكل غير مباشر عن مخاطر الكهرباء».

 

رغم أن مدة المسرحية ٤٥ دقيقة فقط إلا أن كتابتها استغرقت عاما كاملاً، حيث تقول أمل:« كل ما أقرأ ما كتبته أتركه لعدم شعوري بالرضا، الأمر الذي كان يدفعني إلى الإستمرار في البحث والدراسة لغايات تحسين النص كما يجب أن يكون». بعد عملية التأليف انتقلت أمل إلى الخطوة التالية فكانت:«  بدأت بالبحث عن ممثلين يؤمنون بأهمية هذه المسرحية في تغيير سلوكيات الطفل وانقاذ حياته من المخاطر التي قد تحيط به، فتحدثت إلى الفنانة القديرة شمعة محمد، وكان تجاوبها رائع جدا، أما عندما عرضت الفكرة على الأستاذ  زكريا الزدجالي وطلبت منه أن يقوم بدور في المسرحية، فما بدر منه إلا كل دعم ومساندة حتى أنه أخرج العمل كله، وكانت هناك إضافات قيمة أثرت المسرحية بشكل كبير» .

 

وتم اختتام المسرحية بفقرة غنائية كتبت كلماتها الشاعرة وفاء الشامسية، وتم تأديتها غنائيا في آخر العرض حتى تكتمل البصمة التي أوجدتها هذه المسرحية في مجال العمل التوعوي والتثقيفي.

 

تتذكر أمل الزدجالي بداية الخيط الأول لهذا العمل المسرحي، حيث كان هناك عرض مسرحي صغير لا تتجاوز مدته عن ٥ دقائق، في نهاية الحملة التي تم تنظيمها بهدف الإهتمام بسلامة الأطفال في عام ٢٠١٣، وقد قام الطفلين عمر وعلياء بدورين رئيسيين في هذا العرض.

 

وتكمل : «بعد تلك المسرحية قررنا أن نضيف شخصيتين إلى جانب الطفلين عمر وعلياء، وهما الفنانة شمعة محمد التي قامت بدور الأم الحنون والنصوحة، والممثل زكريا احيث قام بدور الجد الذي يجالس أحفاده ويمازحهم بمرح، ومن الجميل أن بعض الحضور ممن سبق وشاهد عمر وعلياء مازال يتذكرهما، فكان التفاعل جميلا وخاصة أنه تم استخدام اللهجة العمانية التي تميز البيئة المحلية للطفل، بالإضافة إلى استثمار الكوميديا في المسرحية، لأننا نعلم أن الشيء المضحك يبقى في أذهان الأطفال».

 

وعن فكرة المسرحية أشارت إلى :« إن قصة المسرحية ترتكز على موضوع الإنارة في المنزل، فالأطفال دائما ما يستمتعون ببيتهم وهو مضيء، وجانب الترشيد تم توضيحه من خلال معاتبة الأم لأبنائها لإضاءة كل البيت الذي يؤدي إلى ارتفاع فاتورة اللكهرباء، وكلمة (بيتنا) أوحت للطفل أنه جزء مهم من هذا الكيان، ورغم أن مدة المسرحية كانت 45 دقيقة إلا أنها كانت مسلية،  لأننا رأينا تفاعل الأطفال مع الأم والجد بشكل كبير إلى أن انتهت المسرحية، وفي النهاية قدمنا أغنية تفاعل معها الأطفال، فنجاح المسرحية تحقق بنجاحها في إسعاد الأطفال».

 

 

وتأكيدا على أهمية هذا العمل تقول أمل:« أثناء تدريباتنا للمسرحية جاءنا خبر وفاة طفل أثر تعرضه لصعقة كهرباء لأنه كان يلعب في بركة ماء تحت عمود إنارة، فكانت هذه الحادثة الدافع الأكبر لكل فريق العمل على تكثيف العمل للإنتهاء منه، وقد تمت إضافة هذه القصة إلى المشهد الذي يروي فيه الجد حكايات للأطفال عن أطفال آخرين لقوا مصرعهم جراء مخاطر الكهرباء، إلى جانب القصص الأخرى التي تضمنتها المسرحية والتي استلهمتها من كل الحوادث التي سمعت عنها وقرأت عنها في التحقيقات التي قامت بها هيئة تنظيم الكهرباء».

 

إن هذه المسرحية تعتبر سطرا واحدا ضمن الخطة التي تسعى إلى تنفيذها أمل الزدجالية في مجال التوعية والتثقيف ضد مخاطر الكهرباء، وحملتها تلقى دعماً قويا من قبل هيئة تنظيم الكهرباء ووزارة التربية، حيث كان حفل الإفتتاح والعرض برعاية معالي وزيرة التربية التي أبدت إعجابها الكبير بالعمل وعبرت عنه بقولها أنها أول مرة تحضر عرض يكون فيه الطلاب متفاعلين لهذه الدرجة معه.

 

وعن الخطوة التالية تقول أمل الزدجالية :«خطتنا القادمة تستهدف أطفال صحار وصور ونزوى وصلالة، حيث أننا نرغب بأن تصل المسرحية إلى مناطق السلطنة، ويتابعها ويتأثر برسالتها أكبر عدد ممكن من الأطفال، لأنه إذا قمنا بتوعية  1000 طفل فإننا بذلك نقوم بتوعية 1000 أسرة، فالأطفال هم مستقبل هذا البلد وسلامتهم مهمة جدا، ولابد من تضافر جميع الجهود بدءًا من المنزل حتى المدرسة، لأنه من غير المقبول أن يتعرض طفل لحادثة صعق كهربائي بسبب الإهمال والجهل ونحن في عام 2016!».

 

وتختم أمل حديثها بقولها: « إن أراد أحد أن يقوم بعمل ما يجب أن يكون محبا له ومقتنعا به، وأن تكون الفكرة لها رسالة يسعى صاحبها إلى إيصالها بكل الطرق المتاحة، ولا توجد قضية أسمى من القضية التي تهدف إلى تغيير سلوكيات الطفل إلى سلوكيات أفضل تضمن له الصحة والسلامة، ومن خلال تجربتي هذه وجدت أن المسرح بكل عناصره المبهرة التي تشمل الإضاءة والديكور والصوت والموسيقى يمكن أن يكون أداة فاعلة ومؤثرة في الجانب التثقيفي والتوعي، لذلك يستوجب علينا بث الحياة من جديد في هذا الفن الراقي إثراءً لثقافة الطفل» .

 

 

Categories: عمانيات

أضف تعليقاً