Home Slider

في فضاء الإبداع … الكاتبة العُمانية وقلمها يمضيان قدماً

اختلفت طريقة المعالجة رغم تشابه التحديات، وتنوعت الطقوس رغم وضوح المقصد، والفائز الأكثر حظاً هو القارئ الذي ينهل من إبداعات نسائية تصارع شغفها بحب، وتأخذنا بإنتاجها الأدبي إلى أبعد ما نتوقع، حيث توجد حقيقة الإنسان ومتعة الحياة…

السطور التالية تعرض بإيجاز تجربة عدد من الكاتبات العمانيات في الكتابة، والتحديات التي يواجهنها في سبيل التعبير عن مكنوناتهن الإبداعية، بالإضافة إلى طموحاتهن التي لا حدود لها …   

استطلاع: علياء الجردانية

 

التكنولوجيا تخدمنا

«هي رحلة اكتشاف للذات والآخر، وهي وجهة سفر لعوالم لم أعرفها وترك بصمة لعبورنا»، هكذا بدأت ليلى عيسى حديثها عن الكتابة وشغفها بها، رغم أنها موظفة بالشركة العمانية للإتصالات، وتحمل شهادة بكالوريس في الإدارة والتسويق من الجامعة العربية، إلا أنها بدأت الكتابة منذ فترة طويلة، وحين أصبحت مستعدة فكريا ونفسيا للقاء الجمهور والخروج للقارئ أصدرت كتابها الأول “مذكرات طالبة جامعية “.

وفي حديثها عن تجربتها الكتابية الأولى تقول ليلى:«هي سيرة ذاتية عن رحلة الدراسة، تناولتُ مشاهد ومواقف من حرم الجامعة، حيث يأخذك الكتاب في رحلة مع فكر الطالب الإيجابي المجتهد رغم الصعوبات التي يواجهها، وقدمتُ أول نسخة من الكتاب لعميد الجامعة  دكتور موسى الكندي في حفل التخرج، وبعد عامين من تلك التجربة أصدرتُ كتابي الثاني  “رسائل ليلى” الذي يحتوي على مجموعة كبيرة من العبارات القصيرة التي هي نتاج تأملاتٍ في الحب والحياة والإنسان».

وتقص ليلى علينا تفاصيل عالمها فتقول:”ليست  لدي طقوس  خاصة للكتابة غير الخلوة  والهدوء والتأمل بأحضان الطبيعة، وكم أحتاج لتلك اللحظات التي أسرقها من عالم السرعة والسعي المجنون، فالزحمة تحاصرنا في كل الأماكن، والمجاملات الإجتماعية لا تنتهي  لذلك أسرق هذه اللحظات من أجل جلسة خاصة مع النفس برفقة لا أحد، لذلك لا أجد الملل مطلقا يتطرق  إلي لأن عوالمنا الخاصة مع ذواتنا تشغلنا”.

أما المرحلة التي تلي الكتابة تكلمنا عنها ليلى:” هناك مهام كثيرة انشغلت بها بمساعدة مجموعة من الأصحاب والأقارب ابتداء من مراجعة مسودة الكتاب وتصميمه وطباعته، وصولاً إلى التسويق والتوزيع، ورغم كثرة تلك  المهام الشبه أسبوعية إلا أنني أعيش متعة كبيرة في متابعة كل تلك المهام، أما بالنسبة للطباعة فهي مكلفة جدا، لأني أختار بعناية نوع الورق وأحرص على استخدام فرز الألوان، وهناك يجب أن أذكر امتناني للفنانة المصممة عبير العامري على جهودها معي في إخراج الكتاب وتصميمه بتلك الدقة والرقي في التصميم”.

أما عن علاقتها بالقارئ تقول ليلى: “إن القارئ العماني وبكل صدق له  حضور مكثف ومشجع، لذلك له دور كبير في دعم  الكاتبة العمانية، ووجود هذا الجمهور يدفعني ويشجعني للمواصلة تحمل المزيد من المسؤولية، علماً بأن القارئ العماني يختار ما يقرؤه بوعي وبالتأكيد المرأة دائما موضع حساس بالنسبة للمجمتع العربي بوجه عام والضوء مسلط على كل ما يصدر منها وإن كان كتاب، ومع ذلك فالجمهور يتجدد كل مرة بفكره وتطلعاته ونظرته لقلم المرأة التي تمثله”.

وتقول:”التكنولوجيا تخدمنا كثيرا ومع وجود قنوات التواصل الإجتماعي التي يتضخم عدد متابعيها وروادها، أصبح بإمكان القارئ مخاطبة الكاتب  والتواصل معه  من الموبايل بكل يسر، حيث تلقتُ عدد من التغذية راجعة من بعض القرّاء ، بها بعض الإقتراحات وشيئاً من الانتقادات  وبعض الملاحظات ورحبتُ بها”.

في إنتظار الدعم  

وفاء بنت ياسر الرواحية -خريجة بكالوريوس تربية لغة إنجليزية-  من جامعة السلطان قابوس، ومعلمة لغة انجليزية، أصدرت كتابها الأول “من وهج الطفولة” وهو عبارة عن ذكريات جمعتها في رواية قصيرة تحمل خلالها روائح الماضي وذكريات الجيل الذي كانت هي جزءا منه.

تقول الرواحية:”من وجهة النظري أعتقد يجب أن تكون هناك رسالة لدى الكاتب يؤمن بها وعليه فهو يحاول دعمها وايصالها، فأولى التحديات تكون مع الكاتب ذاته وإيمانه برسالته وإقناعه لنفسه في كيفية تحقيق ذلك، ثم يطول مشوار التحديات في البحث عن دار نشر تتبنى هذا العمل وتدقيقه وإخراجه و طباعته”.

وتكمل حديثها:”الجمهور العماني ينقسم إلى شرائح عدة وإهتمامات مختلفة، و لا أعتقد كعمانيين يهمهم جنس الكاتب بقدر المحتوى نفسه، فمثلا إذا كان الشخص يهوى الشعر يشتري ديوان من الشعر الذي يستلطفه بغض النظر عن الكاتب كان ذكرا أم أنثى، وإذا كان الفرد يفضل الرواية فسيختار الرواية التي تروقه ولا أعتقد كان الكاتب ذكر أم أنثى له تأثير على ذوق القارئ”.

وتتحدث:”كون هذا الإصدار الأول لي، فأنا متفاجئة جدا من الإقبال الرائع، و أشكر القارئ العماني الذي أولاني هذه الثقة بإقتناء الإصدار الأول لي، ليس شيئا سهلا أن تكتب وتنتظر رأي القراء في مختلف أذواقهم، الأشخاص الذين تواصلوا معي على تويتر والرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني أظهروا لي إعجابا جيدا بالكتاب،  وتمنيت لو وضعت بريدي الإلكتروني على غلاف الكتاب أو أحد ورقاته لأكون مطلعة أكثر على نقد وأفكار كل من إطلع على الكتاب”.

وتقول عن مدى تقبل المجتمع للمرأة التي تكتب في القضايا الساخنة:” نحن لا نستطيع أن نحكم على مجتمع بأكمله بسبب و جهة نظر أفراد بعينهم، وقد ذكرت ذلك من قبل أن هذا ضمن التحديات التي يخوضها الكاتب، فهو يكتب ليدعم فكرة يؤمن بها أو يناقش قضية مجتمعية ويحاول إيصال رسالة معينة، وعلى الكاتبة أن تتأكد من قدرتها وإيمانها على إيصال الرسالة، والأكثر من ذلك على الكاتبة أن تتحمل ما يقال لأي إصدار، فالكتاب يكون ملك للقارئ حالما يقتنيه ولديه حرية إطلاق الحكم عليه. أما نحن ككتاب طالما امتلكنا الجرأة لخوض تجربة الكتابة فعلينا أن نواصل حتى النهاية، نحن لا نملك السلطة لنسد أفواه البشر ولكن لدينا الأقلام التي لها السلطة في زرع الأفكار و غرس القيم، ولدينا مواهب صاعدة وجيل يتمتع بالقراءة و يتذوق الأدب، ولكن ربما نحتاج إلى زخم إعلامي واسع لتشجيع ودعم الأقلام الصاعدة”.

وتكمل:”لا نستطيع الحكم على جميع المتلقين، فهناك من لديه تذوق في القراءة  ويدون ملاحظاته للكاتب ويحاول إيصالها، و آخر يقرأ للمتعة وتجد أفراد يقرأون للفائدة”.

وتضيف:” منذ أن قررت خوض التجربة أقصد تجربة الكتابة، قررت أن أستقبل النقد الذي يسهم في تطوير الكتابة، وقد وصلتني تعليقات ساعدتني في التعرف على مناطق القوة والضعف عندي ونصائح لكيفية التغلب على ذلك، لكن كأن يعطيني أحدهم نقد لا يسمن ول ايغني من جوع أترك التعليق حيث سمعته، فالقارئ له حرية التعبير عن رأيه وبيدي أنا أن أعمل به أو لا”.

وتختم:”أطمح إلى كتابة الرسائل الجميلة التي تحوي القيم التي تثري الإنسان وإنسانيته وفكره وطموحه وأحلامه من خلال كتب مستقبلية ان شاء الله، وكل التوفيق للأقلام الصاعدة، و لا زلنا في إنتظار مساحة من الدعم  للقلم العماني ليثبت جدارته وكفائته اقليميا وعالميا”.

طبيعة النقد وطبيعة التهجم

بدرية الملاك ما زالت على مقاعد دراسة القانون، ولكنها أصدرت أول ديوان لها عن دار مسارات للنشر الكويتية في هذا العام يحمل عنوان “رباعيات” وهو عبارة عن قصائد نثرية، تقول عن إصدارها الأول:”ديوان رباعيات هو باكورة إنتاجي، وأملي الكبير أن لا يكون الأخير، وأتمنى أن يستمر هذا الإنتاج بتجارب وخبرات جديدة ومتنوعة”.

وتضيف:” لا يمكن لأي أديب الظهور إلا بعد إمتلاكه الأدوات اللازمة لذلك، وأهمها الثقة بالنفس، إلى جانب الموهبة التي تحتاج إلى الصقل المستمر بالتجربة والقراءة، وبالنسبة لي كشاعرة مبتدئة أواجه عدة تحديات أستطيع تلخيصها في نقطتين: كأي مبتدئ في أي مجال إبداعي هناك تحديات يخلقها من هم في المحيط الإبداعي كشعراء وكتاب ومثقفين بشكل عام، أكثر من القارئ العادي. لأن القارئ العادي يتذوق ببساطة ما تكتب دون أحكام وأطر مسبقة، أما صاحب التجربة الذي يكون محملاً بثقل التجارب والقناعات المؤطرة، غالبا ما يحكم على تجربة المبتدئ بالفشل كونها خارج هذه قناعاته وأطره الخاصة، رغم أننا كلنا نسبح في عالم إبداعي حيث لا توجد حدود ثابتة ومقننة للإبداع، ولا يستطيع الجميع الابحار فيه بوسائله الخاصة كيفما شاء ومتى شاء، لذلك هو غير مخصص لفئة معينة”.

وتؤكد:” في النهاية الجمهور والزمن هما الفيصل في تحديد فشل ونجاح أية تجربة إبداعية، وعندما أتحدث عن التجربة هنا لا أعني فقط ديوان معين، بل مسيرة طويلة من الإبداع، كما أود أن أشير إلى أنه كوني شاعرة أنثى في مجتمع طابعه ذكوري فإن من الصعب إقناع هذا النوع من الجمهور بإبداع قلمي بموضوعية بعيدا عن الجانب الأنوثي، فلا أستطيع أن  أنكر أن هناك محاباة كبيرة في التقييم بين القلم الذكوري والقلم الأنثوي”.

وتقول:”من المفترض أن يكون عامل الإقبال متأثر بجوانب إبداعية موضوعية بحتة، لكن في الحقيقة كما لاحظت أن الإقبال يعتمد على ماهية الشخص قبل المحتوى، أعني من هو صاحب الكتاب أو الديوان ومدى شهرته، بغض النظر عن جنس الشاعر أو المؤلف”.

وتشير إلى تجربتها بقولها:”بدون شك حديثي حول تجربتي كتقييم موضوعي سيكون ناقصاً وشهادتي حولها مجروحة، لكن أستطيع أن أعبر عنه بعاطفة المحب، فإصداري كان عفوياً جداً وأنظر له كأول مولود لي، ومن لا يحب مولوده الأول وهو الذي يحمل طابع مختلف ممتزج بالعاطفة حتى بعد مضي عشرات السنوات، أما كتقييم موضوعي، يبقى التقييم رهن النقاد والجمهور بشكل عام”.

وعند الحديث عن مدى تقبل المجتمع للمرأة الكاتبة، ضحكت بدرية قبل أن تستطرد :” ما زال المجتمع يشتاط غضبا أو سخرية حول من يتطرق للثالوث المحرم، وأعني الدين والسياسة والجنس، فما بالك لو كانت أنثى في مجتمع ذكوري؟!!  مؤسف ما نراه من تسطيح للأفكار والتشخيص للموضوعات وأحيانا الحكم المسبق، ورغم أن هذه المواضيع قد يراها المبدع عادية ومن واجبه الحديث حولها ومعالجتها بطرقه الخاصة، لكن ما يحدث للأسف في مجتمعاتنا المؤطرة بأعراف العار والعيب أنه يخاف أن تنبش عيوبه رغم أنه يفعلها بشكل مخزي يوميا”.

وعن تعاملها مع الإنتقادات تقول:”أبتسم وأشكر الجميع، علماً بأن هناك فرق بين نقد ونقد وبين غرض وغرض، وحسب طبيعة النقد أو الهدم ـ إن صح التعبيرـ تكون ردة فعلي بعدها. أحيانا أفضل اللعب بألعاب الكمبيوتر أو اللعب مع طفلتي أو شرب القهوة بعد أية عملية نقد هدامة، فالحياة قصيرة لا تستحق منا الحزن لمن لا يستحق، لذلك أستمر في طموحي بخطى ثابتة وواثقة مع الإستمرار بالتسلح بالأدوات المناسبة والصحيحة، وأتمنى بعدها أن تكون هناك ثمرات جديدة تتميز بطابع التجديد الإبداعي والإختلاف سواء من حيث المضمون اللغوي أو الفني”.

 وتختم:”أصعب الكلمات، الكلمات الأخيرة. لن أقول إلا: الحب والحياة والذات والوطن هي رباعيات السعادة في الكون فلا ترهق الروح بشيء آخر؛ فابحث عنها” .

تابوهات محرمة

رشا أحمد –تحمل شهادة ماجستير بالأدب الإنجليزي،  وهي عضوة في الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، ولها مشاركات بصحف ومجلات ثقافية منها: مجلة نزوى والزمن العراقية والوطن الجزائرية والرؤية العمانية، كما لها زواية خاصة بمجلة التكوين تحت عنوان –(في ذات عش) لها ثلاث مجموعات شعرية (فيذات العشق)- ضمن إصدارات الجمعية العمانية للكتاب والأدباء 2013، وكتاب (لم يكن إلا ماء قلبي)،-ولها مدونة إلكترونية تحت عنوان –(قلب أخضر).

وعن طقوسها الخاصة أثناء الكتابة تقول:” أكتب في أي وقت وبرفقة الموسيقى، وليس لدي طقوس محددة فأنا لا أنتظر شيئاً ولا أخشى شيئا، أنا حرة، أحرك أجنحتي حين أشعر بموعد الطيران، فالقصيدة لا وقت لها ولا ميقات لها إلا وطأة الميلاد، وماشاء لها من الألم والحزن والشعر”.

وتكمل:” التحديات كثيرة ربما لا يتسع المجال هنا لسردها، ولكن أكبرها إيجاد دار نشر تحقق حلمك وتساهم بتحقيق الحلم بطريقة فعلية على أرض الواقع، وللجمعية العمانية دور هام بأعمالي فقد ساندت مولودي الأول في ذات العشق، وأيضا بمجموعتي الأخيرة”.

وتشير إلى:” إن الإقبال على الإصدارات السنوية أصبح أكبر في السنوات الأخيرة وإن كنت لا أحبذ استخدام مفردات تقسيم الأدب لنسوي وذكوري، كما أن أؤمن بأن العمل الأدبي ولد حرا يحلق بجناحيه ليتذوق حلاوة الطيران”.

وعن التحديات التي تواجه الكتاب والأدباء تقول رشا:” هناك تابوهات بالنسبة للمجتمع العماني لا يمكن الإقتراب منها كالدين والجنس، كما أن أمتنا العربية تعيش وضعا حرجا بسبب تنامي أفكار متطرفة حولت بعض دول المنطقة لخراب وقضت ودمرت معالم ثقافية وحضارية وفرضت سيطرتها لتجفيف منابع التنوير فأصابت الحركة الثقافية والفنية والفكرية في مقتل، وكذلك هناك دول عربية عديدة تعاني فيها الحركة الثقافية بالجمود بسبب فساد الهيئات الرسمية الثقافية والفنية”.

ولكن هناك بصيص أمل ونور يتسلل من كلامها عندما أشارت إلى أن:”الكتابة نكاية في العدم ورفضاً لكل محاولات تغييب الإنسان وتهميشه وإذلاله؛ فالإنسان يسمو بالإبداع ويزداد نبلاً ونقاءً ومحبة. أنا من الذين يؤمنون بأن الإبداع قادر على خلخلة الذاكرة واكتناه صيرورة الواقع، فهو ليس ترفاً، بل هو في الحقيقة يختزن طاقة تحريضية هائلة ضد كل أشكال الظلم والتعسف والقمع والغطرسة. وإذا أشرت إلى سطوة الحزن وتغلغله في أعماقنا كمبدعين؛ إلا أنه يمكنني القول هنا أن بمقدورنا استثمار هذا الحزن إبداعياً وتثويره، أي أن نجعل الصورة التي تبدو قاتمة أداة فاعلة في مواجهة القبح والتبعية والهزال الفكري. وحين يستطيع المبدعون أن يستثمروا الحزن الضارب أطنابه في أعماقهم ويحولوه إلى نص أو لوحة أو مشهد مسرحي أو فيلم سينمائي أو مقطوعة موسيقية جميلة فلا شك أنهم بذلك يؤكدون فعل الإبداع الخارق في تخليص الضمير الإنساني من هيمنة الـ «أنا» المتضخمة ومن براثن السائد الممجوج، وبذلك يستعيد إنساننا صورته النقية بعيداً عن البهرجة والتلوث الأخلاقي والخداع العقلي العفن”.

وتختم:”وهنا يحضرني قول (كازاينتكيس) لا تبك لا تبك إنها ليست من الضفة الأخرى كل هذه الأصوات والنحيل وحفيف الأجنحة هي قلبك”.

مجتمعنا يرفض ويمقت..

بعيدا عن ضجيج الحياة تمارس وفاء سالم عبدالله الكتابة، حيث قامت بتأليف كتاب (جلالته) والذي يتضمن نصوصاً شعرية، ويعتبر إصدارها الثاني بعد الإصدار الأول “خاصرة الذهول” وهو عبارة عن قصص قصيرة، ومن إجاباتها المقتضبة تستلهم أنها تعيش تجربتها وتتقبل تحدياتها وتمضي في طموحها.

وتشارك وفاء رفيقاتها في الكتابة التحديات نفسها فتقول:” إن هناك تفاوت كبير بتكلفة الطباعة ما دار نشر لدار نشر أخرى، كما الأمر لا يتوقف عن الطباعة فقط بل هناك عمليات عديدة تحتاج إلى جهد يمر من خلالها الكتاب قبل أن يخرج ويرى النور منها التدقيق والمراجعة اللغوية”.

وعن المجتمع ونظرته للمرأة التي تكتب في القضايا الحساسة تجيب:” إن مجتمعنا لا يزال يرفض ويمقت هذا الأمر عندما يصدر من المرأة، كما يفتقد معرفته لأنواع وتصانيف الكتابة، ورغم ذلك هناك إقبال من قبل الجمهور المتابع لشبكات التواصل الإجتماعي”.

وتضيف:”أتقبل كل أنواع النقد وألتزم الصمت والتجاهل مع المسيء منها، وهذا الأمر لا يثنيني عن طموحي، وهو الوصول بصدى كتاباتي لجميع أنحاء العالم العرب، كذلك أتمنى من الجهات المعنية بالثقافة في البلد أن تهتم بكل شريحة من الكتاب، فأولا وأخيرا نحن نمثل السلطنة ثقافيا”.

لا لتجاوز الحدود

هدى عبدالله حاصلة على -بكالوريوس كيمياء تطبيقيه،-وقد بدأت بالكتابة منذ أربع سنوات تقريبا، أصدرت كتابها الأول لتجمع ما نشرته في بعض المواقع الإلكترونية، وأعطته عنوان  (مقطورة من طين في موكب).

 وعن تجربتها تقول هدى:”على الرغم أني كاتبة غير معروفة في الساحة العمانية، ولم أشارك في أي نشاط أدبي، إلا أني حظيت بالثناء على ما أكتبه من قبل الأهل والأصدقاء وكل من يقرأ ما أكتبه”.

 إن ما تحتاج إليه هدى السكون، وسماع موسيقى هادئة، لتبدأ الكتابة، والذي عزز من قدرتها الكتابية اختلاطها بكوكبة من الكتاب والشعراء في أحد المنتديات التي عززت ثقتها بنفسها وبكتاباتها ودفعتها إلى الابداع بشكل أكثر، وفي هذا الصدد تسطرد وتقول:” هناك إقبال كبير من الجمهور العماني على الكاتبات العمانيات اللاتي اشتهرن بنشطاتهن الأدبية والشعرية في السلطنة، وأيضا في شبكات التواصل الإجتماعي، وأيضا اللاتي صدر لهن أكثر من إصدار، وتربطهن علاقة معرفة مع الجمهور العماني”.

 وعن التقييم الذي تلقته فيما يتعلق بإصدارها الأول لهذا العام تجيب:”تفاوتت التقيمات،وذلك يعتمد على ذائقة مقتني الكتاب وثقافتهم في اللغة، وأيضا لا أُنكر وجود بعض الأخطاء اللغوية التي ربما تسببت في بعض الإنتقادات من قبل البعض، ولكن كما نعرف دائما لابد من وجود أخطاء لاسيما في الإصدارات الأولى ربما سقطت سهوا والتي بالتأكيد سوف يتم تصحيحُها في الطبعة التالية”.

 ولهدى وجهة نظر تتعلق بطبيعة القضايا التي تستطيع الكاتبة طرحها من خلال أعمالها فتقول:” لابد أن تفكر المرأة مليا قبل أن تخوض تجربة الكتابة في المواضيع والقضايا الحساسة، كأن يكون أسلُوبها لا يميل إلى التوضيح المباشر، رغم أن هناك فئة وإن طُرحت بعض المواضيع بالشكل الذي لا يخل من إحترامها إلا أنها تنتقد وبشدة، مع العلم أن مثل هذه الكتابات هي الأكثرُ إنتقادا والأكثرُ إقبالا. فعلى المُتلقي أن يفهم جيدا ما تود توصيله له، وعلى الكاتبة أن لا تتجاوز الحدود في طرحها لأي موضوع ، فهذا ما يُكسبها الإحترام والتقدير من الناس، وعلى الجمهور أن يكف عن الإنتقادات التي تُسيء له ولِلمجتمع الذي يعود إليه، فالنصح الحسن والنقد البناء، والكلمة الطيبة تُغير الشخص وتُحببهُ بالناس أكثر، وتُكثر من إبداعاته، وكتاباته بشكل أجمل وبطريقة مُكثفة، أما الألفاظ البذيئة فهي تُحبط المرأة وتخشى بعد ذلك من طرح مواضيع جديدة أو الدخول في روائع خوض تجربة الكتابة ونشرها مرة أُخرى وبالتالي سيخسر المجتمع العديد من الكاتبات اللاتي يطمحن بمواصلة مشوارهن”.

 وتكمل:”أتقبل الإنتقادات ولكن بحسب أسلوب المنتقد والإنتقاد نفسه، فبعض الإنتقادات تُضفي لي الكثير والبعض الآخر للتجريح لا أكثر، وتُقلل من كوني كاتبة، لا أُقول متمكنة أو محترفة بل كاتبة تُجيد صيغ الكلمات بطريقة جيدة أثارت إعجاب البعض وهذا يسعدني ويزيد من حماستي في الكتابة”.

الكاتبة والتحديات

عزة بنت محمد بن ناصر الكميانية، تكتب المقالة والخاطرة والقصة القصيرة والرواية، صدر لها ثلاثة كتب: (مع أي الفريقين أنتم؟) في عام2013 ، احتوى على مقالات متنوعة في الجانب الديني والإجتماعي والعلمي والسياسي نشرتها في جريدة الوطن بين عامي(2008_2010)، وروايتين (عائد إليك) 2015م، (اغتراب مرير) 2016، ولديها مدونة بعنوان (سماء زرقاء).

تقول:”الكتابة بالنسبة لي هواية منذ أن كنت في الخامسة عشر،أكتب أحياناً لأيام متواصلة، وأحيانا أنقطع عنها لمدة لشهور طويلة وأحيانا تمتد لسنوات، كما أكتب متى ما انهمرت عليّ الفكرة في أي وقت إذا كان يسمح لي بالكتابة، لكن غالبا أحب الكتابة في البيت في ركن هادئ، وكثيرا ما تأتيني الأفكار أثناء ممارسة الرياضة أو الإستماع للقرآن الكريم، فأبدأ بكتابتها بعد الإنتهاء، أما إذا فاجأتني الفكرة في مكان عام كمقهى أو مطعم فإني لا أكتبها كما يفعل معظم الكُّتاب لأني في تلك اللحظة خرجت لأرفه عن نفسي فلا أشغلها بالكتابة مهما كانت الفكرة متدفقة ومُلحّة، أما أكثر شيء يزعجني من الكتابة هو انهمار الأفكار عندما أريد النوم، الفكرة تجعلني أقوم عدة مرات لأكتبها وغالبا تحرمني من النوم، إلا أني أصبحت أتجاهلها في السنوات الأخيرة وخاصة إذا كنت متعبة وأحتاج للنوم، ولا أنكر أني مرَّت عليّ فترات طويلة أدمنت خلالها الكتابة حتى صارت شيئاً لابد منه في حياتي لكني أعتبر الإدمان نوع من أنواع العبودية استطعت أخيرا التغلب على هذا الأمر”.

تضيف:”نحن من جيل محظوظ لأن الكتابة أصبحت سهلة مقارنة بالسابق؛ لأن التقنية الحديثة سهّلت أمور كثيرة، نكتب على أجهزة الحاسوب أو على الألواح الذكية، ننسخ ونلصق ونحذف بضغطة زر، والمراجع متوفرة ويسهل الرجوع إليها، وأصبح القارئ يحب الوجبات السريعة من الكتب فنجد رواية أقل من مائة صفحة تحقق انتشارا واسعا ويبجل كاتبها كأنه ألف مجلدات من الكتب، وأصبحت الشهرة سهلة وسريعة في ظل مواقع التواصل الاجتماعي (السوشال ميديا)، كل ذلك في الماضي كان كالنحت على الحجر حتى يؤلف الكاتب كتبه ويطبعها ويظل سنوات طويلة حتى تشتهر ويعرف اسمه، ولكن يبقى التحدي الأكبر هو كيف يثبت الكاتب أو الكاتبة نفسه وسط هذه الغوغاء دون أن يتنازل عن مبادئه وأخلاقه، فكثيرون يصعدون للقمة بسرعة بطرق ملتوية لا ترضي الضمير، والتحدي الأكبر الذي يعترض طريق الكاتب سواء رجل أو امرأة هو كيفية ترجمة الأفكار لكلمات وتحويل الفكرة لكتاب ثم البحث عن دار نشر تضمن للكاتب انتشار واسع دون أن تهضم حقوقه”.

وتضيف:”التحدي الأكبر يقع على الكاتب الذي لا يعمل في أية صحيفة أو في أية وسيلة إعلامية أولا ينتمي لأية مجموعة ثقافية، لأن الكُّتاب أو الكاتبات الذين يعملون في الصحف يكونون أكثر حظا من الشهرة والانتشار بسرعة، لأن نشر خبر عن كتبهم يعتبر أمرا سهلا في المؤسسة التي يعملون بها، وكذلك هم يجدون كثيرون من يساندونهم من أصدقاء المهنة يكتبون عن كتبهم ويروجون لهم في الصحف وغيرها، من دولهم ومن دول أخرى، المهنة والتنقل بين الدول أو إلتقاء الكاتب الصحفي بهم في وطنه يجعله يُكوّن صداقات كثيرة ومتعددة، فالمثقف الذي يحارب الدكتاتورية السياسية هو نفسه المثقف الذي يمارس الدكتاتورية الثقافية بمعنى أنه يعمل على إبراز نفسه وأصدقائه أو من عندهم مصالح  له وتهميش الآخرين (لا أعمم الأمر ولكن أتحدث عن الغالبية)، أما الكاتب الذي لا ينتمي لكل ما ذكرت فإنه يعاني من التهميش، ولو أنه أصبح اليوم الأمر أقل مما كان عليه في الماضي لأن وجود مواقع التواصل الاجتماعي سهّل المهمة كثيرا، ورغم ذلك لا يمكن اغفال دور الصحافة في اشتهار الكُّتاب وخاصة للفئة التي لا تزال تهتم بالصحافة التقليدية ولم تستبدلها بعد وهي بلا شك فئة كبيرة جدا”.

وتكمل:”المرأة الكاتبة معاناتها أكبر وبذلك تكبر التحديات التي تواجهها إذا قررت الإبتعاد عن ذلك الوسط وعن الشلل الثقافية بسبب انشغالاتها الأسرية أو لأسباب أخرى، فيكون تهميشها أعمق وأكبر، وكذلك تعاني من صعوبة حضور المعارض الدولية خارج بلدها والتوقيع على كتبها والإلتقاء بالقراء عن قرب لأن كل هذا يعمل على الترويج لكتبها ويزيد شهرتها، وغالبا يكون السبب الرئيسي لعدم الحضور أنها لا تريد إهمال بيتها وأولادها، أما إذا كانت الكاتبة عزباء فإن عدم وجود مرافق لها يمنعها من السفر فليس كل النساء يرغبن بالسفر لوحدهن أو تكمن مشكلتها أنها لا تملك المال الكافي للتنقل والسفر ولا يوجد من يدعمها، وأيضا من أكبر التحديات التي يواجهها الكُّتاب عموماً هي كيفية التأثير على القراء بكتاباتهم، فإن لم تؤثر هذه الكتابات على القراء فإني أرى أنها لا جدوى منها، وهذا من أكبر التحديات التي يواجهها الكُّتاب اليوم في عالم رقمي متسارع”.

وتشير إلى أن:”المجتمع العماني مثقف وواع جدا وهو يثور إذا وجد كتابات تتعارض مع الدين أو أعراف المجتمع سواء كان الكاتب رجل أو إمرأة، لكن ربما تكون ردة الفعل أمام كتابات المرأة أكبر لأنه غالبا يتوقع من المرأة أن تكون أكثر حياء في مجتمعنا المحافظ فينصدم حينما يجدها تكتب مشاهد جريئة، رغم أن الحياء صفة إسلامية حميدة يجب أن يتحلى بها كلا من الذكر والأنثى لكن هذه نظرة المجتمع ويصعب تغييرها، أما بخصوص أنه ينتقد المرأة إذا كتبت في قضايا حساسة فإني أرى أن هذه تهمة غير صحيحة الإنتقاد يأتي فقط حينما لا تحسن المرأة الكتابة في هذه القضايا بحيث تكتبها بطريقة فاضحة متضمنة كتاباتها إيحاءات جنسية أو كلمات بذيئة أو مشاهد تخدش الحياء، وغالبا المنتقدين يكونوا من كل فئات المجتمع حتى أصحاب الرذائل الذين يمارسونها في الخفاء، فلا نستطيع أن نقول أن كل الانتقادات تأتي من الصالحين فقط، فحينما تصبح القضية قضية رأي عام فإن الكل يشترك في النقد وكثيرا ما يكون قصده التحقير وهذا ما نرفضه تماما، لأنه لا يمكن تقويم الخطأ بخطأ أشد منه وخاصة حينما يأتي الأمر باتهام الكاتبة متناسين عقوبة رمي المحصنات الغافلات، وكما قلت الانتقاد يأتي للطريقة التي تم الكتابة بها عن القضية وليس الكتابة عن القضية ذاتها، فقد كتبت عن قضايا حساسة جدا في الصحف العمانية – ولله الحمد – لم أتعرض لانتقاد، ومنها على سبيل المثال، مقال (علاقات في العتمة) سلطت الضوء فيه على العلاقات العابرة بالوافدات وعن أطفال الزنا الضحية الذين ينشؤون بلا هوية بسبب لحظة طيش غير محسوبة عواقبها وخاصة أن الزواج في هذه الحالة تحرمه الشريعة الإسلامية وكذلك لا يسمح به القانون العماني، ونشرت مقال آخر بعنوان (الوقوع في الفخ) وهذا المقال يسلط الضوء على الوافدات العربيات ومعاناتهن في الخليج بعدما يقعن في الفخ فيستغللن أسوء استغلال، وكذلك كتبت مقالات طويلة ونشرتها في الصحف عن مشاكل عاملات المنازل وسلطت الضوء فيها على الظروف القاسية التي تتعرض لها العاملة قبل قدومها للعمل في الخليج وعن الأسباب التي تدفعها لارتكاب الجرائم، وكذلك تطرقت في تلك المقالات عن الخيانات الزوجية مع العاملة وتفكك الأسر بسببها ورغم ذلك لم أتعرض لانتقاد واحد إنما كانت كل الردود مشجعة ومتفهمة للمشكلة، وفي روايتي (عائدٌ إليكْ) كذلك سلطت الضوء على مشاكل الشباب وعلى قضايا حساسة جدا ولم أتعرض لأي انتقادات إنما كانت كل الرسائل التي تصلني رسائل مشجعة جدا وقد كانت الرسائل من كل فئات المجتمع طلاب مدارس-غالبا طالبات- وطلاب وطالبات كليات وجامعات وموظفين وكذلك كُتَّاب وصحفيين وحتى أئمة مساجد وعلماء دين خريجي علوم شرعية، كل تلك الرسائل لم يوجد فيها انتقاد واحد وإنما إعجاب وتشجيع لما كتبت”.

صحوة ثقافية

وفاء الشامسية -كاتبة متخصصة في أدب الطفل شعرا ومسرحا، وهي إعلامية لها مجموعة من البرامج الإذاعية إعدادا وتقديما تخدم الجانبين الثقافي والإجتماعي، كما أنها ناشطة في مجالي الخدمة المجتمعية والثقافة المدنية الموجهة للطفل وللناشئة، ومؤسسة صالون مساءات ثقافية وهو الأول من نوعه في السلطنة. لها العديد من المقالات المنشورة في الصحف المحلية حول التنشئة الإجتماعية والثقافية للطفل والناشئة وكذلك عن الأدب، ومن إصداراتها:  ديوان شعري (عتبة للانعتاق) صدر في عام 2010، ديوان شعري موجه للأطفال (أزاهير الطفولة) صدر في عام 2015، مجموعة نصوص مسرحية (أقنعة الإنتظار) عام 2016.

وعن الإلهام والكتابة تتحدث:” إن إلهام الكتابة لا يعرف وقتا محددا، وهو رغبة مفاجئة تجتاح الكاتب، ولا أخفي أنني أحيانا أضطر للكتابة بناء على طلب معين لفعالية ما، المهم أني لا أترك دفتر ملاحظاتي أبدا وأحتفظ بأكثر من قلم، وإن كنت غير مستعدة أو في زي مكان لا أستطيع أن أكتب فيه فإن الهاتف يحل المشكلة بتسجيل الفكرة أو الأبيات التي تطرأ فجأة على البال”.

وتكمل:”الكاتب عموما يحتاج إلى مجموعة من المحركات الأساسية التي تضمن له أن يصل إلى تحقيق هدفه برؤية إصداره مطبوعا وموضوعا على رفوف المكتبات، وأسردها كالآتي: يحتاج لأن يكون متمكناً من الفن الذي يكتب فيه، شعرا كان أو نثرا، يحتاج إلى قاعدة متينة من التجارب والقراءات التي تفيده في صقل كتاباته، وتساعده على اختيار القالبين اللفظي واللغوي المناسبين لإنتاجه، ويحتاج إلى مرشد يقف إلى جانبه، ويقدم له التغذية الراجعة بشكل مستمر، ويحتاج إلى معرفة آليات تقديم إنتاجه لدور النشر، ومعرفة كيفية تسويق نفسه للحصول على الدعم المعنوي والمادي”.

وتكمل:” في الإصدار الأول اعتمدت على نفسي وقمت بطباعته على نفقتي الخاصة بعد الحصول على الموافقات المتعلقة بذلك، أما في الإصدارين الأخيرين فقد تبنّت جمعية الكتاب طباعتهما كدعم منها للكاتب العماني، ويتم ذلك من خلال إرفاق الإنتاج مشفوعا برسالة موجهة إلى رئيس الجمعية للموافقة على تبنّي طباعة الإصدار على نفقة الجمعية، ويمر الإنتاج في هذه المرحلة بمرحلتي المراجعة والتنقيح وحين تتم الموافقة عليه فإن الكاتب يصبح مطلعا على النسخ الأولية للمطبوع حتى يصل إلى النسخة الأخيرة المعتمدة. طبعا لا أنسى الإشارة إلى أن الكاتب لا بد وأن يكون عضوا في الجمعية لينال هذا الدعم”.

وتضيف:”هناك إقبال جيد، تحكمه مجموعة من المعايير، أهمها قدرة الكاتبة على تسويق نفسها من خلال ما تطرحه من أفكار ومبادئ وجديد على الساحتين الفكرية والأدبية”.

وعن تقييمها لكتابها تقول:”أعتقد أني اتخذت قرار إخراج إصداراتي للنور بعد أن وجدت رضا داخليا  على ما يحتويه، ورغم أني أميل إلى جلد الذات لإخراج أفضل ما عندي، ولكن أيضا أعتقد أن كل إصدار له شريحته من المهتمين، وما أطمح إليه هو الإفادة والاستفادة من مثل هذه التجارب”.

 وتكمل:” في أغلب الأحيان أتلقى تغذية راجعة من الجمهور، ولكن في مرحلة تسبق إخراج الإصدار للنور، عدا ذلك فأنا أؤمن بأن كل عمل للإنسان لابد وأن يكون ناقصا فلا كامل إلا وجه الله تعالى”.

وتضيف:”لم أتطرق أبدا للكتابة في موضوعات تثير الجدل، ولكني أميل إلى القضايا الإجتماعية والتربوية والثقافية التي تشكل اهتماما لدى الشريحة الأكبر منها، تعرية مثل هذه القضايا مطلوب ولكن أيضا اختيار القالب المناسب لذلك مهم جدا”.

وتكمل:” أهم ما نفتقده جميعنا هو الإحساس بقيمة القراءة والاطلاع، وبالتالي كيفية اختيار الكتاب وحسن الانتقاء”.

وتضيف قائلة:” متى ما وجدت الإنتقادات فهذا يدل على أن ما أكتبه أثّر في المتلقي، وهذا مؤشر إيجابي يجعلني أطور من مهاراتي الكتابية بحسب نوع الانتقاد.. خصوصا أن الكلمة متى ما خرجت إلى النور لم تعد ملك صاحبها، وإنما ملك قارئها”.

وعن طموحها تقول:” لدي مجموعة من الأعمال البحثية وقصص الأطفال التي أعمل عليها، وأتمنى ان ترى النور قريبا بإذن الله”.

وتختم قائلة:”المجتمع العماني يعيش صحوة ثقافية على مستوى الكاتب والمتلقي، ومن شأن هذه الصحوة أن تدعم وجود الكاتب العماني رجلا كان أو امرأة في مختلف الأوساط الثقافية”.

أضف تعليقاً