استطلاع

قدرات لا محدودة للتغيير

RR0_8012final  (1)

في هذا العدد، تتحدث ست نساء موهوبات عن مشاركتهن المتميزة في البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين والذي ساعدهن على الإنطلاق إلى آفاق جديدة نحو المستقبل…

اعداد: ريكا بالا وماينك سيغال

بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وتحت رعاية ديوان البلاط السلطاني، تم إطلاق البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين كمبادرة من قبل فريق العمل للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، ويهدف هذا البرنامج -الذي يعتبر الأول من نوعه في سلطنة عُمان -إلى بناء الجيل القادم من القادة والرؤساء التنفيذيين في القطاع الخاص العماني، كما أنه يمثل نموذجاً جلياً للأهمية والقيمة التي توليها السلطنة لدور القطاع الخاص في الأداء المستقبلي للإقتصاد العماني إلى جانب مساهمته الحالية في تحقيق نتائج إقتصادية واضحة.

يجسد هذا البرنامج الإهتمام السامي بالقطاع الخاص وتعزيز دوره في الإقتصاد الوطني كشريك في عملية التنمية الإقتصادية والإجتماعية في السلطنة، ولهذا الغرض تم تدشين فريق العمل للشراكة بين القطاعين العام والخاص في إبريل 2013م.

ويعتبر البرنامج الوطنيّ للرؤساء التنفيذيّين إحدى المبادرات التي تم التوافق عليها ضمن أعمال الفريق بهدف تمكين القطاع الخاص من خلال تزويده بالمهارات والقدرات التي تسهم في بناء رؤساء تنفيذييّن يتمتعون بقدرات ذات مستوى عال في التعامل مع متطلبات المستقبل نحو المزيد من التقدّم والإزدهار والمساهمة في الإقتصاد الوطني .

يستند البرنامج إلى 4 منهجيات تعليمية رئيسية وهي إقامة برنامج تعليمي لمدة ١٢ شهراً، يتضمن ست وحدات تدريبية تغطي أحدث الأفكار والبحوث المرتبطة بالقيادة وتعزيز القدرات، يتخللها جوانب عملية في الإرشاد المهني الفردي والجماعي وتطبيق المحتوى التعليمي الذي يركّز على الجانب العملي لتطوير مشاريع مقترحة ذات أبعاد استراتيجية للسلطنة، وتأسيس منصة يستطيع من خلالها المعنيون بهذا البرنامج وغيرهم في استمرار تبادل الآراء والأفكار لما من شأنه تطوير هذا القطاع الواعد.

وتم تطوير هذا البرنامج عبر الشراكة الإستراتيجية مع المعهد الدولي لتطوير الإدارة بسويسرا IMD والذي يصنف ضمن الأرقى عالمياً في مجال إدارة الأعمال، وشركة “ماكينزي آند كومباني” الرائدة عالمياً في مجال الإستشارات الإدارية.

وخضع المتقدمون للبرنامج لعملية اختيار دقيقة شملت العديد من اختبارات التأهيل ومقابلات وتم اختيار 6 من النساء للمشاركة من بين 30 آخرين هم الدفعة الأولى في البرنامج وهن من الناشطات في مجال الأعمال ومن اللاتي يرغبن في تعظيم مساهمتهن في خدمة وطنهن الغالي.

تقدم مجلة (المرأة) نبذة مختصرة عن المشاركات الستة اللاتي أصبحن نموذجاً مثالياً للتغير إلى الأفضل…

عبير محمد العبدوانية

بدأت عبير العبدوانية نشاطها في عالم المال والأعمال عام 1990 ، حيث انضمت إلى سوق مسقط للأوراق المالية بعد أن حصلت على درجة البكالوريوس من كلية ريتشموند في المملكة المتحدة، وظلت بسوق مسقط لمدة عامين لتنضم بعدها إلى صندوق الإحتياطي العام للدولة، حيث كانت مسؤولة عن الصناديق العالمية الخاصة وصناديق التحوط والصناديق العقارية. وبعد رحلة عمل استمرت لمدة 12 عاماً قررت دراسة الماجستير في مجال إدارة الأعمال وتطوير مشوارها المهني، فانتقلت من القطاع العام إلى القطاع الخاص وعملت في العديد من الشركات الكبيرة مثل شركة النفط العمانية وشركة الصناديق الوطنية للإستثمار وشركة الكهرباء القابضة، وخلال هذه الفترة حصلت على درجة الماجستير وكان عنوان الأطروحة «تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة». حصلت عبير على عرض للعمل كمديرة لجروفن عمان وهي إحدى مبادرات شل وكانت قادرة على تطبيق ما تعلمته على الأرض حيث كانت الشركة تعمل على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتمويلها.

وفي عام 2010، انضمت إلى الشركة العمانية البروناوية للإستثمار كنائبة للرئيس التنفيذي، وبعد عام تم ترقيتها إلى وظيفة رئيس تنفيذي. خلال عملها لخمس سنوات، وضعت رؤية استراتيجية للشركة مع المساهمين، وشمل ذلك بدء العمليات في سلطنة عمان والتعاقد مع الموظفين وتطوير كفاءاتهم وصياغة السياسات الداخلية وكذلك القواعد الخاصة بالإستثمار وتحقيق الأداء بما يتماشى مع أهداف المساهمين.

وفي مارس 2015، تركت الشركة للحصول على إجازة بحث لمدة عام.

كيف اشتركتِ في البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين؟

«بالنسبة لي، بعد مرور عشرة أعوام على نيل درجة الماجستير فإنه هذا هو الوقت مناسب لتنشيط هذه المعارف التي حصلت عليها، ولتطوير مهاراتي بشكل أكبر لاسيما وأن البرنامج تحت إشراف جهات راقية وأسماء لامعة مثل المعهد الدولي للتطوير الإداري IMD، والذي يعد واحداً من أفضل المعاهد التعليمية على مستوى العالم في مجال إدارة الأعمال، وكذلك ماكنزي وشركاه التي تعتبر إحدى الشركات الرائدة عالميا في مجال الإستشارات وهو ما يعني أن المشاركة في هذا البرنامج فرصة ذهبية لأي مشارك».

عدد النساء في الوظائف القيادة قليل، كيف سيكون تأثير هذا البرنامج على هذا الأمر؟

«لا أعتقد أن النساء تعاني من نقص في الكفاءة بالمقارنة مع الرجال، ورغم ذلك للأسف نرى انخفاض في عدد النساء اللاتي يشغلن وظائف قيادية، ولكننا نأمل أن يتغير هذا الوضع قريبا، ومن بين النقاشات التي أثيرت في البرنامج كانت تدور حول عدم وجود العدد الكافي من النساء في عضوية مجالس الإدارات، وهنا أتساءل حول سبب ذلك الأمر لاسيما أن الإحصاءات تشير إلى أن المرأة تمثل ثلث القوى العاملة على مستوى العالم، كما أن عدد الخريجات من الجامعات والكليات والمعاهد العليا خلال العشر سنوات الأخيرة يفوق عدد الخريجين من الذكور، وفي رأيي أن هناك العديد من العوائق التي تقف أمام تقدم المرأة بعضها يعود للثقافة السائدة وبعضها يعود لعدم الرغبة في الإعتماد على المرأة في الوظائف القيادية. على أية حال، إن التغيير قادم لا محالة ولكنه يحتاج إلى وقت ونأمل أن نرى هذا التغيير قريباً، من خلال وجود عدد كافٍ من النساء في مجالس الإدارات وفي الوظائف القيادية المختلفة».

كيف قمتِ بإحداث التوازن المطلوب بين واجبات العمل والبرنامج وبين واجباتكِ الأسرية؟

«النساء يملن إلى المنافسة بالفطرة، ووجودنا في البرنامج خير دليل على أننا نريد أن نكون قياديات ناجحات، ومن الواضح أن المواءمة بين جميع الإلتزامات تعتمد بشكل كبير على القدرة على إدارة الوقت بشكل جيد، وتحديد الأولويات، والعزيمة، والإصرار، والرغبة في إثبات الذات، والوقوف على قدم المساواة مع الرجل، ومحاولة إنجاز شيئاً ملموساً على أرض الواقع. أعتقد أن علينا جميعا التحلي بالمثابرة وروح التحدي حتى نحقق ما نصبوا إليه».

 

كيف يتم تطبيق الدروس المستفادة من البرنامج في السياق المحلي؟

«من الناحية المهنية ومن خلال البرنامج تعرفت على الكثير من دراسات الحالة والنماذج الدولية، ولذلك من المهم أن نفهم ما الذي يحدث في السوق العالمي فالسلطنة عبارة عن سوق صغيرة إلى حد ما ولذلك كنت أركز على كيفية الإستفادة من الخبرات والتجارب الدولية في السياق المحلي، وقد ساعدني الإحتكاك والتعرف على الخبرات الدولية في زيادة إلمامي بالوسائل التي يمكن تطبيقها للإستفادة من هذه المعارف في السوق العماني».

ما هي رسالتكِ لجيل الشابات العمانيات؟

«أنا على قناعة أن السلطنة تتوفر فيها فرص مساوية بين الرجال والنساء، وأنا بنفسي كنت رئيسة تنفيذية في فترة ما، لذلك على المرأة أن تشارك بشجاعة في الحياة العملية، وأن تسعى لإقتناص الفرص التي تلوح أو تظهر أمامها، وأن لا تتردد في إثبات ذاتها، كذلك تعتبر سلطنة عمان من الدول التي يتم فيها تعزيز وتقدير الدور الذي تقوم به المرأة في المجتمع، ومن  رأيي أن العقبة الأساسية قد تكون في المرأة ذاتها التي تحتاج إلى تعزيز الثقة في ذاتها وقدراتها وإمكانياتها، وأنها قادرة على تخطي الصعاب، كما تحتاج المرأة إلى أن تعرف كيف تنظم وقتها وتحقق أقصى استفادة منه، وأعتقد أيضا أن الدعم الأسري سيكون له دور كبير في مساعدة المرأة وتمكينها من الوصول إلى آفاق أكثر رحابة».

كلمة أخيرة

«أريد أن أقوم بتطوير مهارات المرأة في السلطنة بشكل أكبر وعلينا أن نبدأ بفهم الإحصاءات والأرقام والمؤشرات لأن جمع المعلومات يجعلنا ندرك المكان الذي تشغله المرأة ضمن الوظائف القيادية، بعد ذلك نحن بحاجة إلى برامج تطوير لتعزيز قدرات المرأة ومساعدتها على النمو، وفي النهاية من المهم أن نتواصل مع النساء القادرات على أن يكن ملهمات وقدوات حسنة للشابات، كما على الشركات أن تركز على رعاية وخلق فرص مناسبة للنساء، من خلال الإهتمام بزيادة أعداد النساء المجيدات في مختلف الوظائف وأن لا يتحيزوا ضد المرأة، وأن لا يكون لديهم قناعة مسبقة بأن المرأة أقل قدرة من الرجل، وعليهم أيضا العمل على تنويع المهارات والمواهب داخل مختلف الشركات والمؤسسات».

عائشة الخروصية

كيف تصفين نفسكِ ومشواركِ المهني؟  

«إن طبيعة عمل والدي في السلك الديبلوماسي أثرت على حياتي كثيراً لأنها أتاحت لي الفرصة للتعرف على ثقافات متعددة، كما أني عشت سنوات عديدة خارج السلطنة بدافع العمل، وعندما انتقلت للإقامة في السلطنة كنت في أوائل الثلاثينيات. بالنسبة لدراستي فقد التحقت بالدراسة في أحد المدارس في مدينة صغيرة في وودبردج في سوفوك في المملكة المتحدة، والتي تشتهر بقواربها الشراعية على نهر ديبين، ثم حصلت على منحة من وزارة التعليم في التسعينيات ودرست في الجامعة الأمريكية في العاصمة واشنطن، ومن ثم حصلت على الماجستير في تصميم الإتصالات من جامعة سانت مارتينيز في لندن المملكة المتحدة، بعد ذلك حصلت على درجة الدراسات العليا في مجال إدارة الأعمال، وفي الوقت الحالي أعمل مديرة أولى تسويق في بنك العز الإسلامي».

تكمل:«عملت عضوة مجلس إدارة للعديد من الشركات مثل إنجاز عمان، وأويسكو عمان، ومنتدى صاحبات الأعمال الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة عمان، وكان لي دور حيوي خلال عملي في شركة بوينج حيث تم تعييني في فرع الشركة في دبي وهو الفرع المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط كلها، وكنت عضوة في مبادرة القادة العرب الشباب المنبثق عن المنتدى الإقتصادي العالمي، وفي إبريل 2012، توفرت لي فرصة الحديث أمام مركز وودرو ويلسون الدولي للدارسين في جامعة العاصمة واشنطن ، الولايات المتحدة.

كيف كان شعوركِ عندما علمت أنه تم اختياركِ للبرنامج؟ ما الذي يعنيه البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين لكِ؟

«انتابني القلق قبل الإعلان عن أسماء الدفعة الأولى، وإن لم يتم اختياري كنت مصممة ما بيني وبين نفسي أن أتقدم للمشاركة في الدفعة الثانية،  لذلك أشعر بالإمتنان لإعطائي هذه الفرصة للحصول على مزيد من المعارف مع كوكبة من الأفراد المتميزين والرائعين في مجالاتهم، فحين شاركت في برنامج لكبار التنفيذيين في كلية لندن للأعمال في المملكة المتحدة استطعت التواصل مع تنفيذين من مختلف الدول، ولقد شعرت بالحماس وأنا أتبادل الحديث معهم حول أفضل الممارسات، ولازلنا على تواصل مع من تحدثت معهم خلال هذا البرنامج».

وتضيف:«بالنسبة للبرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين فإنه يمنح المشارك فيه الفرصة للتواصل مع تنفيذيين عمانيين من مختلف التخصصات والمجالات، وهو ما يمثل إضافة لي في المستقبل وأعتقد أن العلاقات القوية التي نجحنا في تحققيها خلال فترة البرنامج ستساعدنا كثيرا في تحقيق ما نصبو إليه في المستقبل، لأننا سندعم بعضنا البعض ونعمل كفريق واحد وككيان واحد ولن يعمل أي منا بمعزل عن الآخرين، وبشكل عام إن موضوع القيادة من بين الموضوعات المثيرة بالنسبة لي. إلى جانب توفر الفرصة لنا من خلال البرنامج للتواصل مع أفضل العقول في المعهد الدولي لتطوير الإدارة IMD فقد سعدنا بالجلوس في كلية السياسات العامة في لي كوان يو في سنغافورة، وقد كانت هذه التجربة مثيرة وملهمة بالنسبة لي لاسيما وأن من بين الأساتذة الذين كانوا يحاضروننا كاتب رئيس الوزراء وسفير فوق العادة له خبرة كبيرة جدا في تطبيق نظريات الإدارة العامة والإقتصاديات الصغرى كما كان السكرتير الخاص الأول لرئيس وزراء سنغافورة».

هناك عدد قليل من النساء في الوظائف القيادية في السلطنة، كيف يمكن للبرنامج أن يغير من هذا الأمر؟

«تشير الإحصاءات إلى أن النساء اللاتي يشغلن منصب الرئيس التنفيذي في قائمة ستاندر و بورز لأكبر 500 شركة هي 4.2% ، وأعتقد أن هذه النسبة تزداد بشكل واضح في السنوات الأخيرة بفضل السياسات الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم، وإيمان جلالته بقدرة المرأة العمانية على تولي مختلف الوظائف، كذلك بدأ الكثير من الأشقاء من الرجال يدركون قيمة وفائدة وجود مزج بين خبرات وقدرات وتجارب الرجال والنساء في مؤسسات القطاعين العام والخاص، وأصبح الكثير من المسؤولين يدرك مدى الحاجة لإعطاء الفرصة للنساء لتولي أدوار قيادية، وأن الأساس في تولي هذه المناصب ليس النوع ذكر أو أنثى وإنما الكفاءة والأداء، وأنا لا أعتقد بأن دور البرنامج هو دمج المرأة في المجتمع ولكن وعلى أية حال فإن وجود 6 من النساء من بين الدفعة الأولى في البرنامج سيشجع الأخريات على التقدم للإستفادة من هذه المبادرة الوطنية الرائدة، وكذلك أعتقد أن البرنامج الوطني للتنفيذيين فرصة لتقييم قدرات المتقدمين من الرجال والنساء وبالتالي تحديد الفجوات والعمل على إصلاحها».

كيف قمتِ بإحداث التوازن المطلوب بين واجبات العمل والبرنامج وبين واجباتكِ الأسرية؟

«لتحقيق أفضل استفادة من الوقت، أقوم بتحديد الأولويات وهي بالطبع مسألة ليست سهلة ومليئة بالتحديات، وفي كل الأحوال عليك أن تأخذ القرار وأن تضحي من أجل هذا القرار، وأن تلتزم بما توصلت إليه من قرار، أنا شخصيا لا أعتقد أن هناك ما يقال عنه التوازن بين العمل والحياة وقد قرأت مؤخرا مقابلة مع رئيس مجلس إدارة بيسيكو والرئيسة التنفيذية أندر ناوي التي قالت لا يمكن للإنسان أن يحصل على كل شيء وعليه أن يضحي، وعلى أية حال أنا مقتنعة أن المعين في هذا الأمر هو الله سبحانه وتعالى، ومن بين الأسباب التي دفعتني للتقدم إلى البرنامج الوطني للتنفيذيين رغبتي في أن أكون رئيسة تنفيذية لإحدى الشركات العمانية، وكنت محظوظة أنني حصلت على تشجيع ودعم من رئيس مجلس الإدارة ومن الرئيس التنفيذي، وفي المنزل حصلت على الضوء الأخضر من أسرتي وعلى دعمهم، وقد كان لهذا الدعم دور حيوي في التخفيف من شعوري بالذنب وهو الشعور الذي تشعر به كافة النساء العاملات عندما يحاولن إثبات جدارتهن وتحقيق النجاح في العمل».

ما هي الرسالة التي تودين قولها للعمانيات اللاتي لديهن طموحات كبيرة؟

«المستقبل مشرق وليس هناك حلاوة بدون نار، ولكي تحققي أهدافك في الحياة يجب عليك التركيز على هذه الأهداف والإستفادة من كل الفرص التي تلوح في الأفق أمامك، ولا تفوتيها لأن الفرص لا تتكرر كثيرا، لقد تعلمت من جدتي رحمها الله المثابرة والإجتهاد والعزيمة والإصرار وحب الحياة والثقة في الله سبحانه وتعالى، وأن تكوني دوما منشرحة ومتفائلة ولديكِ حس الدعابة لأن مثل هذه المشاعر تساعدك على التغلب على العديد من التحديات التي ستظهر أمامك».

علياء العوفية

عندما تنظر إلى السيرة الذاتية لعلياء العوفية تدرك من أول وهلة أنك أمام إنسانة مثابرة، ويتجلى هذا الأمر في الشهادات الأكاديمية التي حصلت عليها ومن الأدوار المهنية التي قامت بها، وقد حصلت علياء على درجة جامعية في اللغة الروسية والدراسات الدولية، وبعد التخرج انتقلت للعمل في جمهورية التشيك حيث عملت في العديد من الشركات الدولية مثل هانيويل، وبعد ذلك ماركوس إيفانز ( المبيعاـ) حيث قامت بتأسيس وإدارة قسم المؤتمرات الدوائية، وتركت علياء عملها في شركة ماركوس إيفانز من أجل الحصول على درجة الماجستير في الأعمال الدولية من الولايات المتحدة، ثم عادت إلى سلطنة عمان عام 2008 وانضمت إلى البنك الوطني العماني حيث تولت العديد من الوظائف الإدارية، بعدها انتقلت إلى تكاتف عمان حيث تولت العديد من الوظائف في أقسام الموارد البشرية، وفي نفس الوقت أسست جزء من فريق القيادة الذي كان مسؤولاً عن بناء تكاتف كشركة، وفي الوقت الحالي تشغل منصب مديرة تطوير الأعمال.

ماذا كان هدفكِ من التقدم إلى البرنامج الوطني للتنفيذيين؟

«كان هدفي في تحقيق أمرين هامين: أولهما كنت أرى أنني جاهزة للإنتقال من القيادة الوظيفية إلى القيادة التنظيمية، أما ثانيهما كنت حريصة على استثمار أية فرصة لبناء شبكة محلية من جديد، لذلك شعرت بمنتهى الحماس من الفرص التعليمية التي سيوفرها هذا البرنامج، وكذلك من التجارب والخبرات التي ستتوفر للمشاركين نتيجة الإحتكاك مع مجموعة من أبرز العقول على مستوى العالم، ولا أستطيع وصف إحساسي بالسعادة عندما علمت أنه تم اختياري لهذا البرنامج، وتضاعفت سعادتي عندما إلتقيت بالزملاء الآخرين الذين تم اختيارهم لهذا البرنامج، فقد أعطاني اللقاء معهم ثقة في مستقبل عمان وأن عمان زاخرة بالعقول النيرة والخبرات الواسعة، نعم كان هناك قلق وتعب ومشقة ولكن كانت هناك عزيمة وإصرار وحماس من جانب الجميع وإحساس عميق بالإمتنان».

ما هو تعليقكِ على وجود عدد قليل من النساء في الوظائف القيادة، وهل يمكن للبرنامج أن يساهم في تغيير الوضع؟

«لا أعتقد أن المسالة هي الأرقام والأعداد لأننا يجب أن نفرق الأمور التي تحت سيطرتنا والأمور الأخرى التي تقع خارج السيطرة، فكل النساء هنا في البرنامج لديهن إحساس بالمسؤولية تجاه وطننا الغالي وتجاه الشركات اللاتي يعملن بها. وعلى المستوى الشخصي، فقد توليت الكثير من المهام التي تتسم بالقيادة، وكانت بمثابة فرصة لإكتساب خبرات واسعة والتعرف إلى أشخاص كثيرين ومع هذا لدي الرغبة في تحقيق المزيد، وأرجو أن يكون هذا التوجه مصدر إلهام للأخريات، كما أن كل مشاركة من المشاركات الستة لديها أيضا القدرة على أن تكون مصدر إلهام للأخريات في المجتمع، وفي اعتقادي أنه ليس بالضرورة أن أكون مصدر إلهام لمن هم مثلي، ففي النهاية هناك قطاع عريض من النساء يتطلعن إلى تفجير طاقاتهن وإبداعاتهن ويبحثن فقط عمن يرشدهن إلى معالم الطريق لتحويل أحلامهن إلى واقع ملموس وهذا هو دورنا».

كيف تمكنتِ من الموائمة بين واجباتكِ تجاه العمل وإلتزاماتكِ الأسرية والبرنامج؟

«من المهم جدا أن يتم تحديد الأولويات التي يجب القيام بها، وبالطبع فإن أسرتي من أهم أولوياتي، ومن المهم أيضا المحافظة على السعادة الأسرية التي نعيش فيها وأن نشعر بالفخر بما وصلنا إليه ونعمل على إسعاد من حولنا. بالنسبة لي كانت أسرتي خير عون لي فقد شعروا بالحماس من التجربة وكانوا يودون التعرف على ما أدرسه من خلال المتابعة اليومية، وكانوا يحرصون على توفير الأجواء المناسبة التي تساعدني على التركيز من خلال تقدير إلتزاماتي وواجباتي تجاه البرنامج، فعندما نكون في السلطنة فإننا نتواصل مع أفراد العائلة وفي بعض الأحيان يكون لدينا الوقت للمناسبات الإجتماعية المختلفة، وأحيانا لا تتوفر لنا هذه الفرصة والجميع يقدر هذا الأمر، لذلك فإن الأمر لا يتعلق بتقسيم نفسك 50% للعمل و50% للأسرة، وإنما يتعلق بتحقيق أقصى استفادة من الوقت المتاح ومحاولة عمل توازن قدر الإمكان بحيث لا يطغى جانب على الآخر».

 

ما الذي تعلمتيه من البرنامج؟

«نحن محظوظات بشكل كافٍ في تكوين شبكة دعم قوية، فقد رأيت 30 شخصاً وأنا على ثقة من أنه سيكون لهم دور كبير في صياغة مستقبل هذا البلد الغالي، لقد استفدت كثيرا في هذا البرنامج ومن الأدوات التي يمكن أن استخدمها في حياتي العملية، واستفدت كذلك من المعرفة النظرية وأصبح لدينا الآن أدوات مفيدة نستطيع استخدامها في مكان العمل، وفي أي مكان نذهب إليه، وهناك أدوات يمكنك اللجوء إليها مدى ما دعت الحاجة إلى ذلك. كذلك فإن وجود هذه الشبكة التي تضم 30 فرداً أمر مفيد جدا ويمكن اللجوء لهم لطلب المساعدة أو تبادل الأفكار معهم أو لتوفير أي دعم ممكن».

ما هي رسالتكِ للعمانيات اللاتي لديهن أحلام كبيرة؟

«أود أن أشير إلى بعض الأمور الهامة في هذا الصدد وهو أننا يجب أن ننظر إلى الرجل على أنه شريك حقيقي في هذه الرحلة تماما كما هو الحال مع النساء الأخريات في حياتك، لذلك من المهم بناء علاقات مهنية جيدة معهم ودعمها بشكل مستمر. كما يجب أن تحدد المرأة أهدافها وتأخذ القرارات اللازمة سواء كانت هذه القرارات متعلقة بعملها أو حياتها الأسرية، وأن تنفذها بدون تردد والأهم من ذلك أن تتذكر بأنه من طلب العلا سهر الليالي وأن نيل المطالب ليس بالتمني وإنها بالعمل الجاد والمثابرة ».

غادة اليوسف

غادة اليوسف هي المديرة التنفيذية للتواصل والإستدامة في مجموعة نماء (المعروفة سابقا بمجموعة الكهرباء القابضة) وهي مسؤولة عن الإشراف وإدارة الجهود المبذولة في مجال التواصل والإستدامة، كذلك العمل الجاد الذي قامت به غادة لم يذهب سدى فقد كانت محل تقدير وإشادة عالمية حيث احتلت مرتبة في قائمة مجلة فوربس لعام 2014 لأقوى النساء العربيات، وقد جاء هذا الإختيار تقديرا لدورها في إدارة 11 شركة في مجال الكهرباء. وتقديرا من مجلة المرأة لدور غادة فقد تم اختيارها للحصول على جائزة (المرأة للعام). علاوة على ذلك فإن غادة هي المديرة التنفيذية لشركة الضيافة العصرية التي تدير أول مطعم عماني حديث ” أوبار” ومرافق ضيافة أخرى. كما تشرف غادة أيضا على مشاريع أسرتها باعتبارها عضو في مجلس إدارة مجموعة اليوسف صاحبة الإستثمارات الكبيرة، والتي تغطي عملياتها مجموعة واسعة من الأنشطة مثل الخدمات المالية والنفط والغاز ومشاريع التطوير العقاري والخدمات والتجارة، وتشتهر غادة بدورها في مساندة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة وسعيها من أجل نشر ثقافة العمل الحر في المجتمع، وتشجيع رواد ورائدات الأعمال على النمو من خلال دورها كمدربة في الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة)، وقد بدأت غادة حياتها العملية في البنوك حيث عملت في البنك الوطني العماني وفي بنك إتش إس بي سي، كما كانت جزء من الفريق المؤسس لشركة رنه موبايل.

ما هو شعوركِ تجاه المشاركة في البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين؟

« تم إبلاغنا بأن عدد المتقدمين 1800 بينهم 400 امرأة، وقد تم اختيار  6 نساء فقط للمشاركة في هذا البرنامج، وعملية الإختيار كانت ترتكز على مدى كفاءة وجدارة المتقدم للبرنامج، وكانت العملية تتم بكل شفافية داخل النظام على يد جهات راقية لها مصداقية كبيرة جدا، وقد سعيت إلى المشاركة في هذا البرنامج لتحقيق هدفي في اكتساب المهارات المطلوبة لأن أكون رئيسة تنفيذية في المستقبل».

استمر البرنامج لمدة عام وتطلب الكثير من العمل الشاق. كيف تمكنتِ من الموائمة بين واجباتكِ تجاه العمل ومسؤولياتكِ الأسرية ومشاركتكِ في هذا البرنامج؟

«لن يكون هناك توازن بين العمل والحياة إلا عندما يكون العمل جزءاً من حياتك، إذا كان العمل والحياة الشخصية شيئين مختلفين فسوف تكون المرأة بالذات في صراع دائم، وكذلك الحال مع كل شيء في حياتك. ارم كرة لي وأنا سأواصل الركض ولكن السؤال هل أنا عداءة؟ لا، أنا لست كذلك. الأمر إذا متعلق بتحديد الأولويات والعمل الجماعي ومتعلق بالدعم الذي تحصل عليه المرأة من الأسرة ومن الأصدقاء والمدرسة ومن كل شخص في حياتها، لذلك يجب أن تحاول المرأة أن تجعل كل شيء حولها نظاماً متكاملاً يعمل كوحدة واحدة».

في نهاية العام، ما هي الدروس المستفادة التي خرجتِ بها من البرنامج؟

«لقد تشرفت كوني عضوة في هذا البرنامج وسنسعى إلى إثبات جدارتنا كوكلاء للتغيير ونحن ممتنون للحصول على هذه الفرصة، وأعتقد أن المهمة التي سنسعى لتحقيقها في المستقبل أصبحت الآن أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، كما أن الجميع لديه الرغبة في قيادة عملية التغيير، وفي تحقيق المزيد من النمو والتطور، وقد جعلنا هذا البرنامج أكثر حماسا وجعل الصورة أكثر وضوحاً، وزودنا بالأدوات التي تجعل أثر ما نقوم به في المجتمع ملموساً ومُقدراً».

كنموذج يُحتذى به من جانب جيل الشباب، ما هي رسالتكِ لهم؟

«من المهم أن يكون لدينا حلم وأن نسعى لتحقيق هذا الحلم، وأن نحدد الوسائل التي تساعدنا على الوصول إلى النجاح المنشود، ويجب أن نضع في اعتبارنا أن المسألة ليست متعلقة بالإنتقال من نجاح إلى نجاح آخر، ولكن بالحصول على العديد من النقاط التي توصلنا من نجاح إلى نجاح، وبمجرد الإنتقال إلى المرحلة التالية من النجاح سوف تدرك أنك أمام آفاق أرحب تفتح لك مجالات أكبر للنمو والتطور، ولذلك أدعوا الجميع لأن يكتشف ذاته ويتعرف على كل ما هو جديد فيه وأن يثق في نفسه وفي قدراته وألا يكف عن المحاولة والتجريب».

شريفة البرعمية

تزخر مسيرة شريفة البرعمية بالعديد من النجاحات المتميزة، فهي استشارية ريادة أعمال وموجهة وصاحبة أعمال، وحصلت على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في مجال العلوم الحيوية من المملكة المتحدة ثم عادت إلى السلطنة لتنضم إلى وزارة الصحة، ومن خلال عملها في مجال الكيمياء الحيوية أصبحت شريفة مقيم جودة معتمد، وبعد عدة سنوات من العمل في القطاع الحكومي أرادت أن تبدأ بتطوير ذاتها على المستوى الشخصي، وأن تتمتع بقدر أكبر من الحرية لإحداث التغيير المنشود بالنسبة لها، لذلك قررت الإستقالة من الوظيفة في وزارة الصحة ودخلت في شراكة مع زوجها وأسست شركة تدريب وهي الجزيرة للحلول الفنية والتدريب. في بداية الأمر كان تركيز الشركة على المهارات الناعمة ولكن بعد ذلك قررت شريفة أن تركز على مهارات متخصصة، ولذلك انضمت إلى أميدست عمان من أجل تأسيس معهد سيسكو لريادة الأعمال في عام 2010، وقد أصبحت مديرة معتمدة لبرنامج الريادة في العمل معترف بها من جانب معهد سيسكو للريادة في العمل، وعادت بعد ذلك إلى نشاطها في مجال الأعمال وركزت على تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومنذ ذلك الحين شاركت شريفة في العديد من المبادرات وفي مساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال على بدء مشاريع خاصة بهم.

ما هو شعوركِ عندما تم اختياركِ للمشاركة في البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين؟

«هناك اعتقاد خاطئ بأنه تم اختيارنا للمشاركة في هذا البرنامج، وفي الواقع أنه لم يتم اختيارنا بل نحن من ساهم في تأهيلنا من خلال عملية انتقاء في منتهى الصعوبة والدقة، حيث كانت هناك اختبارات كتابية ومقابلات مدروسة، لذلك من المهم التأكيد على أن عملية الإختيار كانت تنافسية تتسم  بأعلى درجات الشفافية والمصداقية. وعندما تم إبلاغي بأنني تأهلت وأنه تم اختياري شعرت بسعادة غامرة. كنت أعرف بأنه إذا تم اختياري فإنه علي التفرغ لمدة عام كامل، وفي ذلك الوقت كنت قد وضعت طفلي مما شكل لي تحدي كبير، ولكني كنت على قدر هذا التحدي، واستطعت تحقيق النجاح على المستوى الشخصي والمهني رغم الظروف التي يمكن أن تعوق تقدمي».

هل ترين بأن عدد النساء في الوظائف القيادية قليلاً؟ هل سيساهم البرنامج في تغيير هذا الوضع؟

«من بين الأمور التي شجعتني للتقدم لهذا البرنامج هو أنني أعرف أن هناك الكثير من القدرات الكامنة لدى النساء، وقد قابلت العديد من النساء اللاتي لديهن قدرات لم يتم استغلالها بعد لدرجة أن بعضهن أكثر قدرة وكفاءة من الرجال الذين يشغلون الآن وظائف المدير التنفيذي في العديد من الشركات، لذلك أعتقد أنه من الضروري أن يكون هناك برنامج كهذا يركز على الجدارة والكفاءة والقدرات الموجودة لدى المرأة، وأعتقد أن النساء لديهن قدرات هائلة ولهذا السبب أتفق مع عبير فيما يتعلق بمجالس الإدارات وأرى بأن هناك حاجة ماسة لأن يكون هناك تنوع بين الجنسين في مجالس الإدارات، وأنه عندما يكون هناك تنوع فإن أداء الشركة يكون أفضل بنسبة 30% وهذا ما أثبتته الأبحاث والدراسات التي تم إجراؤها في هذا الجانب، ومرة أخرى الأمر ليس متعلقا بالنوع البيولوجي ولكن بقيادة النمو والأداء ولتحقيق هذا لابد أن يكون هناك تنوع وأن تزيد مشاركة المرأة في مجالس الإدارات والوظائف القيادية».

كيف تمكنتِ من المواءمة ما بين إلتزاماتكِ تجاه الأسرة والعمل والبرنامج في وقت واحد؟

« أتفق مع الكثير من النساء اللاتي يؤكدن على مسألة تحديد الأولويات وأهمية ذلك في إحداث التوازن المطلوب . كما أعتقد أن النجاح لا يتوقف على المرأة وحدها ولكن على وجود الدعم اللازم من الشبكة المحيطة بها ومن أسرتها وأصدقائها والقائمين عليها ومن الناس الذين تلتقي بهم في الطريق، لذلك يجب على المرأة أن تعطي الفرصة للآخرين لتقديم المساعدة، وأن تساعدهم هي أيضا عندما تسمح الظروف، والرسائل المهمة التي أريد أن أنقلها للكثير من النساء هو أنه إذا حاولت بمفردها لن تنجح، لأنه بمساعدة الآخرين لها تستطيع مواصلة الطريق إلى النهاية وسبر أغوار جديدة، مع الإشارة إلى أن الدعم الأسري أكثر ما تحتاجه المرأة في مسيرتها المهنية».

ما هي الدروس المستفادة من البرنامج والتي تودين تطبيقها في السلطنة؟

«على المستوى الشخصي، اكتسبت معرفة متخصصة، وأدوات جديدة، ومعارف أعمق، أما على المستوى العام فإن الإنضمام للبرنامج أتاح لنا الفرصة لمعرفة التحديات التي تواجهها السلطنة على المستوى الإقتصادي، والآن أصبحت لدينا القدرة على التواصل مع بعضها البعض، وبناء شبكة نستطيع من خلالها التعاطي مع هذه التحديات واقتراح حلول ذكية للتغلب عليها، وعلى الرغم من أننا نفكر بنفس الطريقة إلا أنه لدينا وجهات نظر ونظريات فكرية مختلفة، لذلك عندما يجتمع الجميع فإن الصورة تكون مكتملة والحلول المقترحة تكون ناجعة، كنا نناقش القضايا نفسها ونخرج بحلول متنوعة، وننظر إلى الصورة نفسها ولكن من زوايا مختلفة، وفي الوقت ذاته كنا نحرص على التواصل مع بعضنا البعض، وفي هذا البرنامج اكتشفنا أهمية تبادل الأفكار والرؤى».

ما هي الرسالة التي تودين إيصالها للشابات العمانيات؟

« يجب عليهن أن تكون لديهن الثقة في أنفسهن، وأن يعملن بجد لأن الثقة وحدها لا توصل إلى النجاح، بل النجاح يتحقق نتيجة العمل الجاد والمثابرة وإتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب، وأنا أشجع الشابات على العمل على إصلاح أي قصور داخلي قبل التعامل مع التحديات الخارجية، وإذا كنت تريدين تغيير شيء حولك، يجب عليك قبول التغيير الذي يحدث داخلك لذلك يجب علينا أن ندرك أنه ليس هناك شيء مستحيل إذا ما توفرت لدينا الإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تفل، وإذا ثارت فسوف تصلين في النهاية إلى ما تصبين إليه من نجاح وأكثر».

زينة الحارثية

زينة رائدة أعمال لديها خبرة 14عاماً في العمل في مجال الإتصالات والإستثمار الإجتماعي في العديد من المجالات، وهي حاصلة على درجة الماجستير في الدراسات الأوروبية والإعلام من المملكة المتحدة، إضافة إلى دبلوم في اللغة والحضارة الفرنسية من جامعة السربون في باريس، كما حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة السلطان قابوس، وهي محبة للسفر والتعرف على الثقافات الأخرى، لذلك تجوب الدنيا شرقا وغربا لإكتساب لغات جديدة، وتتحدث الفرنسية والبرتغالية إلى جانب الإنجليزية والعربية.

ماذا تقولين عن اشتراككِ في البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين؟

«بالنسبة لي كان الأمر متعلقاً بالتوقيت لأنني تقدمت للمشاركة وأنا كنت أدير إحدى وكالات الإتصال وكنت حريصة على الحصول على فرص التواصل مع معارف عالمية في مجال القيادة والقطاع الخاص، ولذلك كنت مؤمنة بأن هذه الفرصة كما لو كانت مصممة لي، أو كما يقولون ( على مقاسي)» .

ما رأيكِ في عدد النساء اللاتي يتولين وظائف قيادية، وهل سيكون للبرنامج دور في تغيير هذا الأمر؟

«على الرغم من أن زيادة مشاركة النساء في الوظائف القيادية ليس أحد أهداف البرنامج إلا أنه وبلا شك سيكون له دور في هذا الأمر، وآمل أن يزيد عدد النساء في الوظائف القيادة في المستقبل القريب وأن يتم تحقيق الأثر المطلوب».

كيف نجحتِ في عمل الموازنة بين متطلبات العمل وحياتكِ الخاصة والبرنامج؟

«على مر التاريخ، تمكنت المرأة العمانية من تحقيق النجاح في العديد من المسارات والمجالات ونحن نسير على نفس الدرب الذي سار عليه أسلافنا».

ما الدروس المستفادة من البرنامج؟

« تعلمنا أن ننظر من وجهة نظر الآخرين حتى نسبر أغوار جديدة وتكون رؤيتنا أكثر وضوحاً، وسوف تكون الخبرة الفريدة التي حصلنا عليها والرابطة القوية التي نشأت بيننا من أهم العوامل الممكنة التي سيكون لها دور في تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية المنشودة في السلطنة».

ما نصيحتكِ للشابات العمانيات ؟

«النجاح ليس له معنى واحد وليس مرتبط بوظائف أو مجالات معينة فالنجاح بالنسبة لي هو القدرة على مواجهة الخوف من الفشل وأخذ المخاطرة. واللحظة التي تبدأ فيها المرأة العمانية بالقيام بعمل أو القيام بعدة نشاطات تحبها هي اللحظة التي تضع قدمها فيها بقوة على طريق النجاح، وقد إلتقيت بالعديد من العمانيات اللاتي يرعين الأغنام في الجبال وقلوبهن مليئة بالحب والسلام، وفي هذا البرنامج إلتقيت بصاحبات أعمال عمانيات ناجحات وأنا فخورة بهن جميعاً، كما أني سأكون فخورة كذلك بكل إمرأة تسعى لتحقيق حلمها والقيام بدورها تجاه مجتمعها على أكمل وجه بكل ثقة وحب وبدون أي خوف».

أضف تعليقاً