وفق ما ذكر في احصائية صدرت عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن الشباب العماني الذين تترواح أعمارهم ما بين (١٥-٢٤ عاماً) يشكلون حوالي ٢٢٪ من اجمالي العمانيين حتى مارس ٢٠١٣، وهذه نسبة لا يستهان بها إذا ما تم توجيهها بشكل صحيح، فتصبح قوة حقيقية ودافعة لعجلة التنمية الوطنية. تنبه لهذا الأمر محمد الوهيبي وهو شاب عمره لا يتجاوز ٢٢ عاماً، دفعه شغفه بريادة الأعمال وبناء المشاريع وتطوير الشباب من أبناء جيله إلى الإنطلاق مشروع أطلق عليه اسم «الرُدهة»، والتي تهدف إلى تجميع الطاقات الشبابية تحت سقف واحد، لمعرفة المزيد عن هذا المشروع كان الحوار التالي …
كيف بدأت”الرُدهة”؟
روادتني الفكرة عندما كنت أحرص على حضور ملتقيات وفعاليات خاصة بالشباب، حيث تعرفت على عدد كبير من الشباب المهتمين بريادة الأعمال، بل كان معظهم على دراية كافية بإدارة المشاريع، مما دفعني إلى عرض فكرتي عليهم ومناقشتها معهم، فوجدت قبولاً وتشجيعاً كبيراً، لذلك اتفقنا على بدء هذا المشروع، وشرعنا بالمرحلة الأولى من خلال تجمع شبابي اشتمل على ٦ أعضاء و٣ شركاء تتراوح أعمارهم ما بين ٢٠-٢٢ عاماً.
ما الذي دفعك إلى الإنطلاق بهذا المشروع؟
عندما شاركت في تنظيم فعاليات وملتقيات شبابية، لمست أن الشباب بحاجة ملّحة إلى وجود مركز يجمع هذه الطاقات الشبابية، لإحتضان ابداعاتهم وطاقاتهم، فما كان لنا إلا أن ندرس هذه الفكرة جيدا، واستغرق منا الأمر بضعة أشهر قمنا خلالها بالتواصل مع العديد من الشباب حتى استطعنا أن نلمس احتياجاتهم وفهم تطلعاتهم بشكل جيد، ولله الحمد بلغ الآن عدد المنتسبين لـ«الردهة» 70 عضوا، رغم أن افتتاح المشروع كان قبل ٥ أشهر فقط أي بنهاية شهر أبريل من هذا العام.
لما “الرُدهة” دون غيره من الأسماء؟
المقصود بـ«الردهة» هو المدخل للشيء الأكبر ، ومثال على ذلك ردهة الفندق أو الزاوية.
ما آلية التسجيل، وما الخدمات التي تقدم للأعضاء؟
تقدم «الردهة» مساحة للعمل والتواصل والإجتماعات، كذلك نقوم بتنظيم ورش عمل مختلفة وفعاليات متنوعة.
أما آلية التسجيل والحضور في الردهة فتكون عن طريق شراء باقات معينة للإشتراك في العضوية، تتنوع ما بين 3 أو 6 أشهر أو سنة تبعاً لما يحتاجه العضو.
ما هي رسالتك للشاب الذي يود افتتاح مشروعه الخاص؟
نحن دائما رسالتنا (ابدأ بنفسك)، فنحن خلقنا الدعم من أنفسنا من الشباب إلى الشباب، ولا تنتظر الدعم وإنما بادر حتى يصلك الدعم، فنحن نحاول أن نغير من الواقع لأننا موجودين، ومما لاشك فيه أن أفكار ومشاريع كـ«الردهة» قد تساهم بشكل كبير في التغيير الإيجابي، فشعارنا (كن استثنائيا) ونحاول أن نكون نموذجاً يحتذى به من قبل الشباب، ونتمنى أن يتشكل لديهم الحافز القوي عندما يراقبون نجاح مشاريعنا.
برأيك، ما الذي يحتاجه الشباب العُماني؟
الشباب يحتاج للدعم والإرشاد الصحيح من أيام المدرسة وحتى الحياة الجامعية، فالتحفيز مهم جدا فهذا ما ينقصهم من وجهة نظري، وكل ذلك يعتمد على البيئة اذا كانت محفزة له أم لا، وكذلك يعتمد على الشخص نفسه مهما كانت العوامل والتحديات التي تعيق تقدمه.
ماذا عن تمويل «الردهة»؟
أستطيع أن أقول أننا بدأنا من الصفر، وقمنا بتنظيم فعالية من خلال الحصول على الرعاية اللازمة من قبل بعض الشركات، الأمر الذي ساعدنا على إيجاد رأس مال انطلقنا به للوصول لهذه المرحلة، وفي هذه المرحلة كان هناك مستثمرون وشركاء يعملون بصمت في هذا المشروع الذي يؤمنون به.
ما الذي يميز «الرُدهة»؟
لعضو ملف خاص به يشتمل على ملخص يعكس مهاراته وقدراته مما يساعد على فهم احتياجاته وكيفية تنمية مواهبه واستثمارها في الملتقيات التي نقوم بها، كذلك تحرص «الردهة» على توفير مكان واحد وملائم يجتمع فيه الشباب للتواصل مع بعضهم البعض، بالإضافة إلى الاستفادة من المميزات التي يحظى بها الأعضاء كاستخدام خدمة الانترنت والتواجد في (كافيه) خاص بالأعضاء، كما أن «الدرهة» تضم ثلاث أندية وهي: نادي الكتاب، ونادي التصوير، ونادي ريادة الأعمال.
من هي الفئة المستهدفة؟
الفئة المستهدفة من سن 18 إلى 30 سنة، ولكننا لا نتقيد بها فالمكان مفتوح للجميع.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتموها؟
يعتبر الظهور بفكرة جديدة كليا لم تكن موجودة سابقا في السلطنة ونشر ثقافة جديدة في السوق من أكبر التحديات، ناهيك عن الإجراءات الأولية كونها فكرة جديدة، ولكن ولله الحمد بدأت الفكرة تنتشر وحظينا باقبال كبير من قبل الشباب والشابات، وتجدر الإشارة هنا أن مؤسسة نادي رواد الأعمال هي فتاة.
ما هي طموحات «الرُدهة»؟
«الردهة» هي جزء من مشروع متكامل، يشكل منصة حقيقية ومستدامة، وأركز هنا على كلمة مستدامة، لتكون دائما ومتجددة وتنتج مشاريع جديدة وابتكارات من الأعضاء أنفسهم، وتخلق شباب لديه ثقافة العمل والإبداع ويكونوا سفراء حقيقيين للرُدهة.
كلمة أخيرة؟
أقول لكل شاب أنت تستحق الأفضل، ابدأ بنفسك فلا أحد سيعطيك ما تريد إلا إذا كنت مبادراً، طاقاتك وابداعاتك جميعها تستحق الاستثمار، فالشباب قادر على أن يكون عضواً فعالاً في بناء عمان، والشباب هم نفط المستقبل.
Categories: المجتمع, النصف الآخر