المجتمع

المعتصم المعمري: فكّر، وحاور، واعمل أكثر مما تظن

RB0_4299 - Copyطموحه وإيمانه بالفكرة دفع الشباب إلى الانخراط معه في انتاج حلقات يوتيوبية قيّمة تسلط الضوء على قضايا المجتمع وفئاته المختلفة، بهدف ايجاد الحلول المناسبة لها، بعيداً عن أية ضغوطات قد يتعرض لها من قبل الرعاة أو الداعمين لهذا العمل، من منطلق أن الاستقلالية والحرية في الطرح هو الأساس الذي تقوم عليه هذه المبادرة. مجلة   (المرأة) إلتقت بالمعتصم المعمري وكان الحوار التالي:  

 

  • كيف تعّرف بنفسك؟

عماني و(عماني) تعني الكثير وتختصر الكثير، أمتهن الطب ففيه خير العطاء غير المنقطع، وأميل للإعلام فهو المحرك الأكبر للحوار والنقاش المجتمعي، وأهوى الأدب لاسيما المناظرات التي تهذّب النفوس وتنعش العقول وترقى بالأمم .

أما الصفة الأحب لنفسي والتي أرددها دائماً  أنني( عماني دون حزب ، مسلم دون مذهب ).

 

ما الذي دفعك لعمل برنامج يوتيوبي؟

البرنامج اليوتيوبي هو حلقة ضمن سلسلة متواصلة من الأعمال التي اجتهدت فيها في العشر سنوات الأخيرة، بهدف رفع مساهمة الشباب في التنمية الوطنية .

فقد عملت مع رفاقي في مجموعات عديدة من الأعمال التطوعية، لتحقيق هذه الغاية، وقبل عام ونصف وجدنا أن الوسيلة الأفضل هي اليوتيوب، وهو الموقع الأكثر استخداماً في السلطنة، وكانت توقعاتنا صحيحة ولله الحمد .

 

ولما اخترتم اسم (والله نستاهل) عن غيره؟

#والله_نستاهل ، هو اسم اتفقنا عليه لبساطته وسهولة استخدامه، وهو يمثل إيماننا الراسخ بأننا كشباب وكعمانيين عموماً نستحق الأفضل في كل المجالات وعلى جميع الأصعدة .

ما الهدف الذي يطمح البرنامج لتحقيقه؟

هناك ٣ أهداف رئيسية لبرنامجنا ، أختصرها في التالي :

– أن نكون المنبر الأبرز للشباب لعرض أفكارهم ومقترحاتهم وحلولهم فيما يخدم المصالح الوطنية.

– أن نقدم ما يعين المؤسسات الوطنية على تطوير أدائها وتحسين خدماتها .

– أن نغرس ثقافة الحوار، والنقد البنّاء، الذي يؤدي إلى حلول عملية ونتائج إيجابية.

 

  • كيف ترى ثقافة النقد في مجتمعنا وهل ترى أن هناك جمهور يتقبله؟

هناك مخزون حضاري وتاريخي ضخم يدعم ثقافة النقد والحوار، والذي نأمل أن يتحول من شكله العفوي الفردي، إلى شكل مهني مؤسساتي .

فمستوى الحوار، واحترام تعدد الآراء، وتقبل الاختلاف، وثقافة النقد كلها ركائز أساسية لا يمكن لنا التقدم دونها أبداً. ومن الملاحظ أن المجتمع يسير بوتيرة مرضية نحو استيعاب هذه المفاهيم وتطبيقها عملياً في الحياة اليومية .

 

هل توجد سهولة في الحصول على المعلومة؟

 حتماً لا ..

يكاد جميع الباحثين في عمان يتفقون على صعوبة وجود المعلومات، لقلة البيانات المسجلة والمحدّثة . 

ولكن الوضع ليس سيئاً لدرجة كبيرة، فنحن نصل لمعظم المعلومات التي نود الحصول عليها أثناء الإعداد للحلقة والذي يستغرق ٤٠ يوماً في المتوسط .

وهنا أتوجه بشكر خاص للمركز الوطني للإحصاء على جهودهم المقدّرة في هذا المجال .

 

هل تم منع احدى حلقات البرنامج؟ واذا نعم فكيف تصرفتم حيال ذلك؟

 لم تواجهنا أية ضغوطات أو تحفّظات من أية جهة رسمية، ونحن نعمل في جو مليء بالحرية والاستقلالية، وهذه نعمة عظيمة نعي قدرها، ونشعر بالإمتنان للأب القائد الذي يقف دائماً مع حرية التعبير، واستقلالية الفكر .

ومن باب المصداقية فقد واجهنا صعوبة في تدشين إحدى حلقاتنا في أمسية بجامعة السلطان قابوس، ولكننا تمكنا من نشرها على اليوتيوب بعد ساعة من موعد الفعالية.

 

  • ما الآلية المتبعة لإختيار أعضاء الفريق؟

المجموعة المؤسسة للفريق كانت مجموعة متطوعة من طلاب جامعة السلطان قابوس، اتفقت على رسالة وأهداف الفريق بشكل عفوي ودون اختيار دقيق .

أما بعد ذلك فقد وضعنا شروط للإنضمام، تتعلق في مجملها بمهارات البحث والتقصي، أو مهارات التصوير والإنتاج، أو مهارات التسويق .

 

كيف ترى تجاوب الجمهور؟

تجاوب الجمهور هو ما يجعلنا نواصل بكل عزيمة وإصرار .

إنه تجاوب رائع حقاً .. 

هناك كثير من الإشارات الإيجابية، فعدد المشاهدات تتخطى عشرات الآلاف في فترة قصيرة جداً . والوسم الخاص بنا في موقع (تويتر) يصل إلى المرتبة الأولى في عمان في فترة عرض الحلقات .والأهم من ذلك، أن عدد كبير من متابعينا يقدمون الكثير من الرؤى والمقترحات الثمينة، التي تثري من يهمه أمر القضايا المطروحة .

 

  • ماذا عن الدعم؟

لا نتلقى أي دعم مادي أو رسمي من أي جهة، لأننا بإختصار نريد التمسك باستقلاليتنا، وحرية أفكارنا وأطروحاتنا، ولا نريد أن نحيد عن مسارنا أبداً .

الإعداد للحلقات وإصدارها مكلف جداً، ولكننا نكابد المشقة والتكاليف، من أجل أن نقدّم ما يجعل عمان كما نحب أن نرى، وما نحب لأبنائنا أن يروا .

 ما هي أبرز القضايا التي تسلطون الضوء عليها؟

كل ما يشغل بال العماني -سواءً أكان مسؤول رفيع أو موظف بسيط – في منظورنا هو موضوع يستحق العرض .

ولكننا نراعي الأولويات، ونراعي توفّر المعلومات والظروف المناسبة لعرض القضية .

 

ماذا عن دورية البرنامج؟

 هناك خطط زمنية نضعها للفريق لإنجاز العمل بدقة عالية، ولكننا لا نقدم للجمهور تواريخ محددة للحلقات القادمة .

العمل هو عمل تطوعي ، الهدف منه الخروج بمقاطع تقدم الحلول والتحليلات الصحيحة ، ونتعامل مع الوقت بكل مرونة من أجل المحافظة على مستوى عالٍ جد في الطرح والتحليل. 

من هي الفئة المستهدفة؟

عُمان والعمانييون جميعاً دون استثناء، هم جمهور نود الوصول إليه، لأننا نؤمن بأن لديهم الكثير من الأفكار والمقترحات المثرية التي يمكنهم طرحها إن سنحت الفرصة لذلك .

ربما نركز بشكل أكبر على فئة الشباب ، بحكم أن مجتمعنا مجتمع فتي، والشباب قادرين على التطوير والتغيير أكثر من غيرهم .

 

  • ماذا يطمح (والله نستاهل ) مستقبلا؟

(والله نستاهل) لا يحمل في أجندته أي طموحات خاصة، إنما يختصر طموح كل عماني يعشق هذا الوطن، ويعلم يقيناً أننا لا نقنع إلا بالصدارة ومنصات التتويج .

كل الأجيال العمانية المكافحة والمناضلة على أرضنا ترسم لنا خارطة طريق نحو المجد ، لا يمكن لنا أن نرضى بسواها .

 

  • كلمة توجهها للشباب العماني؟

اقرأوا التاريخ من يبني الحضارات؟ من يحقق أمجاد الأمم؟ من يرفع الأوطان ؟ 

الشباب هم المحرك الأساس لكل دولة، وسرعة تقدمها يُقاس بسرعة إبداعهم وإنجازهم ..

فكّر ، وحاور ، واعمل.. يمكنك فعل أكثر مما تظن .

 

  • كلمة أخيرة؟

أتساءل دائماً ..

ماذا سيقول عنا أحفادنا في عمان بعد ٥٠ سنة من الآن ؟

هل سيقولون بأننا جيل تمتّع بالنفط دون أن ينجز شيئاً يحقق لهم ما يطمحون إليه ؟!

أم أنهم سيقولون أننا جيل خالد، صنعنا لهم بأيدينا مستقبلا يفخرون به بين الشعوب والأمم ؟!

على ما يبدو الإجابة على هذا السؤال، يحددها عملنا في هذه الأيام ، دعونا نعمل معاً لنسجل هذا الجيل في سجل تاريخ عمان المجيد

أضف تعليقاً