بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية تنطلق خريجات الإعلام نحو فضاء العمل، على أمل أن يجدن مكاناً لهن في إحدى المؤسسات الإعلامية المحلية، متسلحات بالمعرفة اللازمة، والطموح والإصرار المطلوبين لخوض معترك مهنة المتاعب، ولكن الواقع على عكس ما هو متوقع، حيث تواجه خريجة الإعلام أزمة قلة الوظائف في المؤسسات الصحفية والإعلامية من ناحية، وتفضيل القائمين على هذه المؤسسات الذكور عن الإناث، انطلاقاً من ادعائهم أن المرأة لا تستطيع تحمل ظروف العمل الإعلامي كالرجل، وبذلك يتلاشى الطموح الذي خططن من أجله ويذهب إما سدى أو يظل عالقاً في سماء الأحلام، «المرأة» استطلعت عدداً من آراء من عايشن هذه الحالة:
الجانب النظري والعملي مترابطان
الغالية الحراصية ـ خريجة بكالوريوس صحافةـ تقول: «يوجد الكثير من المعوقات أمام خريجات الإعلام منها شدة التنافس على الوظيفة الإعلامية، وطبيعة الدوام الرسمي، وعدم تطبيق حقوق تساوي الأجر مع الرجل، كما أن هناك بعض الوظائف التي تلائم الشاب أكثر من الفتاة وخاصة التي تتطلب ساعات عمل ليلية متأخرة، لذلك تقلص دور الفتاة في إيجاد العمل الإعلامي المناسب لها في الآونة الأخيرة، وذلك استناداً لبعض الأقاويل حول صعوبة ظروف العمل الإعلامي للمرأة.»
تضيف: «إن عدد الشركات الإعلامية في الدولة محدود وذلك بسبب قلة الأعمال الإعلامية المقدمة للمشاهد، كما يفضل أصحاب هذه الشركات توظيف نخبة من العمالة الوافدة ذوي الخبرة مقابل أجر شهري أقل مما تدفعه للمواطن، فهناك العديد من الشباب الذين يحملون شهادة علمية مدعمة بدورات وخبرات متنوعة لا يقبلون العمل إلا براتب شهري قد يتجاوز امكانيات هذه الشركات، وفي الوقت ذاته لا تجد هذه الشركات ما تنتجه للمشاهد وفقا لسياسيات وقوانين البلد، مما يؤثر على انتاجها ومردودها لدرجة أنها لا تستطيع معه أن تغطي تكاليف الإنتاج ودفع الرواتب المطلوبة لموظفيها»
وتقول الحراصية: « إن سنوات الخبرة والدورات التدريبية المكثقة من العوامل الأساسية لشغل المناصب الإدارية الكبرى في المجال الإعلامي، والشهادة العملية قد تكون اضافة بسيطة لهم لا أكثر، وقد يعتبر البعض أن هذا الأمر فيه شيء من الظلم يقع على من يحمل الشهادة العلمية، وفي هذه الحالة لا أحد يعرف من هو أحق بتلك المناصب ووفق أية شروط !»
وتكمل حديثها: « إن خريج الاعلام يتسلح ببعض الأفكار التي قد تغير شيئا ايجايبا في مجال العمل، أما الخبرة فلا تكتسب إلا بالممارسة والتدريب المستمر، ولا بأس من ارتكاب الأخطاء، فهي تعطي فرصة للفرد لتطوير نفسه مع تكييف نفسه حسب سياسة المؤسسة، وبهذا فإن الجانب الجانب النظري والعملي يجب أن يكونا مرتبطان لإنجاح العمل»
وتختم قائلة: «قد يكون الأمر صحيحا فيما يتعلق بأن المرأة لا تفضل العمل بالمناوبة، ذلك أنه يصعب عليها التواجد لساعات متأخرة في العمل كونها ملتزمة بعائلة وتربية جيل، الأمر الذي يمنعها من التضحية لصالح وظيفتها، أما الرجل فظروفه الإجتماعية تسمح له العمل والمناوبة الليلية مع زملائه».
شح في الوظائف الإعلامية
أنوار الهادية ـ خريجة بكالوريوس علاقات عامةـ تعقب: «لا توجد وظائف إعلامية كافية تشغلها الأعداد المتزايدة من خريجات الإعلام، لذلك تلجأ معظم الخريجات إلى شغل وظائف لا تناسب التخصص الجامعي، فتذهب الدراسة هدراً، إضافة إلى أن الكثير من المؤسسات الإعلامية حكومية أو خاصة ( بدون ذكر أسماء ) تشترط في التوظيف توفر الخبرة اللازمة، فكيف نكتسب الخبرة دون أن نحصل على فرصة عمل تناسب تخصصاتنا الإعلامية المختلفة، وخاصة أننا خريجات جدد ولم يسبق لنا العمل».
وتضيف: « إن أقرب مثال على شح الوظائف الإعلامية هو الوظائف المعلنة عن طريق الخدمة المدنية حيث لا توجد سوى وظيفة واحدة يتنافس عليها الكثير من الباحثين عن عمل».
من وجهة نظر أنوارالتي تعتقد أن الفهم الخاطئ والنظرة المحدودة للإعلام هي التي تضيق الخناق على خريجي الإعلام، فرغم قلة المؤسسات الإعلامية فإنه يمكن أن يكون هناك استثمار واسع للإعلام من قبل قطاعات مختلفة، وذلك من خلال التطوير والترويج والإنتاج والإبداع الإعلامي، عندها يمكن فتح باب أوسع للخريجين يتيح لهم تطبيق ما درسوه في الجامعات في مجالات اعلامية متنوعة ومختلفة.
تضيف: «يبقى السؤال لماذا لا يفتح هذا الباب للخريجين المختصين في مجال الإعلام أعتقد أنهم أكثر قابلية وليونة على تقبل العمل والتعامل معه وهم أكثر إبداعاً وانتاجاً، فهناك الكثير من المبدعين الخريجين الإعلاميين ولكنهم لم يحظوا بفرصة”.
وفيما يتعلق بظروف العمل الإعلامي تختم بقولها: « إن الأسباب التي تدع الفتاة لا تعمل بنظام المناوبة تعود لتحفظ المجتمع والثقافة السائدة التي ربما لا تأخذ عمل المرأة على محمل الجد، ومثل هذه الظروف قد تمنع الفتاة من العمل، وتتساءل أنوار: «لماذا لا يتم تقنين هذا العامل وازالة هذا العائق من قبل الجهات المختصة».
فجوة بين المؤسسات التعليمية والإعلامية
أسماء عبدالله القطيبية-خريجة اتصال- تبدأ بقولها: «أعتقد أن السبب أولا هو عدم التنسيق بين كليات الإعلام والمؤسسات الإعلامية لاستقبال خرجين مستعدين للعمل الاعلامي، ذلك أن كليات الإعلام تعتمد بشكل كبير على المناهج الدراسية النظرية، مما يجعل المؤسسات الإعلامية تتوجس من إعطاء الخرجين الجدد فرصتهم في العمل، متعللة بقلة خبرتهم، كذلك الحال بالنسبة للوظائف فهي غير منصفة للفتيات، فأغلب الوظائف التي تعرض حاليا تستهدف الشباب، لقدرتهم على التنقل والعمل بساعات غير منتظمة بعكس الفتيات».
وتضيف: «إن قلة المؤسسات الإعلامية لها علاقة وثيقة بالشروط الصارمة والإجراءات المعقدة التي تستلزم لتأسيس شركة إعلامية، إضافة إلى عدم توفر الدعم الكافي لمثل هذه المشاريع التي لا شك أن فيها مخاطرة كبيرة، فينتج عن ذلك قلة الوظائف المتوفرة. أما بالنسبة للراتب فلم يكن الراتب عائقاً في قبول أو رفض الوظيفة، رغم أن الطالب الجامعي يحتاج إلى راتب معقول مقابل عمله يغطي تكاليفه الشخصية على الأقل في بداية طريقه، خاصة أن العمل الإعلامي مرهق ويحتاج لمتابعة مستمرة».
ترى أسماء أن الموهبة مهمة جداً في المجال الإعلامي، والخبرة أيضا لها دور في جودة العمل، فهي ليست ضد أن يكون الأكفاء من غير الدارسين للإعلام في هذا المجال، لكن بالمقابل لابد أن تعطى الفرص الأكبر للطلبة الذين درسوا هذا المجال.
وتؤكد أسماء بقولها: «هناك فجوة بين المؤسسة التعليمية والمؤسسة الإعلامية نتج عنها حالة من عدم الثقة بالمخرجات الجديدة، لذا لابد من تدريب الطلاب تدريب عملي قبل تخرجهم ليكونوا على قدر المسؤولية».
وعن سبب عدم قبول الفتاة في المجال الإعلامي نظراً للدوام بالمناوبة تختم أسماء بقولها: «نعم هذا أحد الأسباب، ولكنه بالنسبة لي غير مقنع، لأنه بالتنسيق يمكن أن تعطى الفتيات مهام لا تتطلب المناوبات، ويوكل أمر الوظائف التي تحتاج للمناوبة للشباب،وهكذا يجد كل واحد منهم فرصته.»
الفتيات والتحديات في المجال الاعلامي
خلود بنت عيد الشكيلية ـ خريجة بكالوريوس اعلام رقمي ـ تضيف قائلة: «خريجو الإعلام وبالتحديد فئة الفتيات يواجهن تحديات كثيرة داخل سوق العمل أهمها عدم توفر فرص للمجال الدراسي الذي تخصصن به في مؤسساتهم الأكاديمية، كما أن المؤسسات والشركات الإعلامية تستهدف المختصين والخبراء في المجال ونادرًا ما تستهدف حديثي التخرج، وتواجه الفتيات بشكل خاص تحديات في المجال الإعلامي، كعدم تقبل بعض المجتمعات والأهالي إنخراط الفتيات فيه ويرون أنه تخصص لا يناسب الفتيات، وهناك نظرة أخرى عند أصحاب المؤسسات الإعلامية وهي أن الوظائف الإعلامية لا تناسب طبيعة الفتاة، فهي وظائف شاقة وتحتاج إلى طاقة وقوة جسمانية، لذلك يميلون إلى توظيف فئة الشباب أكثر، وأرى أن الوظائف ليست منصفة للفتيات بعض الشيء حيث أن أغلب الوظائف المطروحة تطلب أن يكون المتقدم من فئة الذكور ونادرًا ما نجد وظيفة للفتيات».
وترى خلود أن بعض مؤسسي المؤسسات الإعلامية والقائمين عليها ليسوا من المختصين أو الدارسين للمجال الاعلامي والأغلب أنهم من محبي المجال أو مجرد مستثمرين، وقد تكون هذه الفئات لها مناصب ووظائف أخرى لها علاقة بتخصصهم الجامعي، أي أنهم يشغلون وظيفتين في آن واحد، وهذا الأمر قد يؤثر سلبًا على المخرجات الإعلامية لعدم توفر شواغر لهم.
وتعلق خلود: «قد يكون هناك الكثير والكثير من مخرجات الإعلام الذين لا يتقنون المهام الإعلامية ككتابة الأخبار والتحقيقات والاستطلاعات وغيره، وهذا ما يجعل المسؤولين في سوق العمل يرفضون توظيفهم، ولكن هذا الأمر لا يشمل كل المخرجات ، فهناك مخرجات متمكنة ومبدعة في المجال أكثر من المختصين والموظفين الحاليين، لذلك لا يجب على المسؤولين رفض كل المخرجات الحديثة وتعميم هذه الفكرة السلبية على الجميع، فمن الممكن إجراء إختبارات شاملة للطالب في حال تقدمه للوظيفة ومعرفة قدراته ومدى امكانياته لنيل الوظيفة».
وتضيف: «قد يكون صحيحًا أن بعض المؤسسات الأكاديمية تعتمد على الجانب النظري أكثر من الجانب العملي مما يؤثر على مخرجاتها سلبًا في سوق العمل الذي يعتمد على الجانب العملي ، ولكن قد يستطيع الطالب تجاوز ذلك حيث أن بعض الطلبة يقومون بممارسة وتطبيق ما يتعلمونه دون الاعتماد على مؤسستهم التعليمية مما يكسبهم خبرة في مجال تخصصهم، وبالتالي يصبح قادرًا على التجاوب مع سوق العمل والوظائف المطروحة»
غياب مفهوم الإعلام
أما سكينة اللواتية ـ خريجة بكالوريوس بث اعلامي ـ فتبدأ حديثها بسؤال: «أولا ما هو الإعلام وتخصصاته لدينا في عمان ؟! إعلام شامل، مخرج، كاتب صحفي مصور، ممثل، مذيع، فالمسمى واسع جدا، فنحن عندما نقول بأننا ندرس تخصص إعلام سيظن الجميع أننا مذيعون أو صحفيون، وعندما يتخرج طالب الإعلام لا يعرف هدفه بالضبط، لأن الجهة التعليمية لم تحدد له المجال ليتخصص به ويصقل قدراته وامكانياته، ليحقق حلمه وطموحه!»
وتضيف سكينة: «برأيي أن الجهة الاعلامية يفترض أن توظف وفق الشهادة والخبرة والموهبة التي يمتلكها الإعلامي أو الإعلامية، كذلك فإن هناك شركات صغيرة ومتوسطة تتعامل بعقود مؤقتة لمواسم معينة كموسم إعداد المسلسلات الرمضانية، فهنا أتحدث عن شركات الفن والإنتاج لأني أبحث عن وظيفة في الإخراج والمونتاج كوني قد أحببت هذا التخصص.»
أما بالنسبة للقائمين على المؤسسات الإعلامية تقول سكينة: « من يشغل المناصب العليا بحكم جهدهم وخبرتهم يفترض أنهم قد حصلوا على مؤهل أكاديمي والذي يختصر سنوات الخبرة، ويجعل عملية التعلم من الأخطاء أفضل » وفي الوقت ذاته تؤكد سكينة بقولها « إن مستوى تعليم كليات الإعلام في السلطنة ضعيف نوعاً ما، وأغلب المدرسين غير متخصصين في مجال الإعلام، ولا يوجد للمادة الدراسية مرجعاً نظرياً وتطبيقاً عملياً للطلبة، إلا إذا كان التخصص في مجال الصحافة، أما تخصص الإعلام الشامل فالطالب يقوم بدراسة مادة أو مادتين عن كل تخصص من تخصصات الإعلام، دون أن يشار إلى شهادته إلى أنه(اعلامي/مصور/كاتب/مخرج/
التركيز على القطاع الخاص لا الحكومي
ناهد بنت سعيد الريسية ـ خريجة بكالوريوس صحافةـ تقول:« يجب أن تركز خريجات الإعلام على القطاع الخاص لا القطاع الحكومي فقط، لأن في هذا القطاع فرصاً إعلامية تستحق أن نستغلها، وأرى أن شروط الوظائف التي يتم الإعلان عنها تراعي مصلحة العمل وبما يتناسب مع الوظيفة المعلن عنها».
وتضيف: «هناك سعي حثيث في تطوير الإعلام العماني، كذلك هنالك الكثير من الناس التي تتخصص في مجال معين وتعمل في مجال آخر، وأنا عندي الرغبة في خوض مثل هذه التجربة في المستقبل، فلا أرى أي خطأ في ذلك، لأني أكتسب خبرة في المجالين وأحصل على معرفة أوسع أيضا».
إن مسألة أن خريج الإعلام لا يمتلك القدرة على كتابة الخبر، تعتبره ناهد أمر شخصي، فإذا كان الفرد ليست لديه الرغبة في أن يصبح إعلامياً فلن يسعى لذلك حتى لو درس في أرقى الجامعات الاعلامية، وتنظر ناهد إلى أن من لديه الرغبة والعزيمة في التعلم سوف يبذل في ذلك كل جهده، ويحرص على التدريب والممارسة بشتى الطرق، ومن المفترض أن لا نعمم هذه الفكرة على جميع خريجي الإعلام.
تشجيع الذكور دون الإناث
سلطانة الحجرية ـ خريجة دبلوم صحافةـ تقول: « إن البيئة العمانية لا ترحب بعمل المرأة كون الثقافة العامة فقط تشجع الذكورعلى الخروج للميدان والسماح لهم بالظهورالإعلامي والتحفظ على خروج المرأة، كما أن بيئة العمل غير منصفة للفتيات، وقلة الوظائف يعود سببها إلى قلة المؤسسات الاعلامية وعدم السماح بافتتاح أو امتلاك مؤسسات إعلامية إلا باتباع اجراءات طويلة واستخراج تصاريح بشروط معقدة».
افتقار الطلبة للخبرة
أسماء خلفان العامرية ـ خريجة دبلوم علاقات عامةـ تقول: «أحياناً نجد أن التخصص لا يتناسب مع سوق العمل أي أن التخصص له شواغر محدودة، وأيضاً يوجد عائق أكبر من هذا والذي جعل معظم طلبة الإعلام عاطلين عن العمل بعد انتهاء مدة دراستهم وهو افتقار الطلبة للخبرة الكافية في العمل، نظراً لعدم وجود أي تطبيق عملي أثناء الدراسة وتهيئة الطالب فيما بعد للعمل بتخصصه، فالمواد الدراسية التي تم طرحها من قبل الكلية أو الجامعة الإعلامية تعتمد على الحفظ فقط ولا يوجد أي تطبيق عملي مرافق لها، وبعد التخرج لا يستطيع الخريج تجاوز أي اختبار أو مقابلة فيرفض طلبه، ولا يجد حينها أي مؤسسة تحتضنه حتى تدربه وتؤهله من البداية.»
وتضيف: «في السابق كانت الفتيات ترفض العمل بالمناوبة، مما ترسخ في أذهان رؤساء المؤسسات الإعلامية أن هذا رأي الفتيات فأصبح التوجه نحو توظيف الشباب فقط، مما أدى إلى ضياع فرصة الفتيات القادرات على تحمل جميع أعباء مسؤولية العمل الإعلامي ودوام المناوبة، فلذلك كل ما على رؤساء المؤسسات إعادة النظر مرة أخرى وإعطاء فرصة للراغبات في هذا العمل، لأنه من حق الفتاة أن تأخذ فرصتها وتثبت جدارتها أمام زميلها الرجل، فهناك فتيات ناجحات أبدعن ونجحن في مجال العمل الإعلامي».
المناوبة ليست في الإعلام فقط
مريم الشكيلية ـ خريجة بكالوريوس صحافةـ تقول: «برأيي هناك العديد من المعوقات التي تقف أمام خريجات وخريجي الإعلام لتحقيق طموحهم، منها ما هو مرتبط بالخريج نفسه وهو تدني الراتب، ومنها ما هو مرتبط بالمؤسسة وهو ندرة الوظائف فيها أو اشتراط وجود خبرة لا تقل عن سنة للحصول على الوظيفة».
وتقول: «على حسب ما رأيناه سابقا نلاحظ أن وظائف الإعلام محصورة للشباب فقط أو وجود عدد قليل من الفتيات في هذا المجال، أما في الوقت الحاضر فالإنصاف في التوظيف الإعلامي بين البنات والشباب بات ملحوظاً بشكل كبير، فعدد الشباب لا يكاد يتفوق عن عدد البنات في الوظائف الإعلامية المختلفة».
أما عن قبول الوظيفة براتب أقل فتقول مريم: «من حق خريجي الإعلام عدم القبول بوظيفة راتبها قليل لأن درجتهم العلمية بكالوريوس وهي أعلى من الدبلوم، فأنا كخريجة إعلام لا أقبل براتب أقل.»
وعن عدم امتلاك خريج الإعلام بالمهارة الكتابية اللازمة تقول مريم: «هذا الكلام غير صحيح ولا أسمح به لأننا خريجي من كليات معروفة بمناهجها التعليمية سواء النظرية أو التطبيقية، فنحن منذ أن بدأنا الدراسة ونحن ندرس كيفية كتابة الخبر الصحفي وقواعده حتى أتقناه.»
وتقول مريم: «أن على المؤسسات الأكاديمية أن تركز على الجانب التطبيقي أكثر من النظري لأن تخصص الإعلام يحتاج إلى العمل التطبيقي أكثر من النظري. » فرأيها أن تكون محاضرات النظري أقل بكثير من التطبيقي حتى يعرف الطالب ويفهم طريقة العمل في هذا المجال أو التخصص وليكتسب خبرة عملية تسانده بعد التخرج.
أما عن رفض الفتيات للدوام بالمناوبة فتقول: «لا يجب أن نعمم ذلك فهناك الكثير من الفتيات يعملن وفق نظام المناوبة في أوقات مختلفة قد يرى البعض أنها غير مناسبة لهن، ولكن لو ألقينا نظرة مثلا على وظيفة الممرضة أو الدكتورة سنلاحظ أنها تعمل بنظام المناوبة حالها كحال حال الممرض أو الدكتور سواء في الصباح أو المساء، فالممرضة لا تختلف كثيرا عن الإعلامية فهن يشتركن في هدف واحد وهو خدمة المجتمع”.