إن القالب التعليمي التقليدي الذي يعتمد على التلقين قد انكسر، وانبثق ـ كبديلا عنه ـ التعليم التفاعلي الذي يعتمد على البحث والنقاش والمشاركة المعرفية، فتسابقت كبرى الشركات على التطوير الحثيث لكل أدوات التقنية التي تعزز مفهوم العملية التعليمية الجديدة، وتعمل على تفعيل دور المتلقي فيها.
وفي ظل هذا المناخ، بادرت مجموعة من الشباب العماني الطموح بإطلاق مجلة إلكترونية تهتم بالتعليم الإلكتروني التفاعلي، وهي مجلة ( نوت )، لتكون أول منصة رقمية تفاعلية عمانية توفر مادة علمية رصينة، ومساحة كافية للنقاش وتفعيل العقل، وإمكانية للمشاركة لإبراز المهارات المتميزة.
مجلة (المرأة) أفردت هذه الصفحات لتحاور موسى البلوشي وهو أحد مؤسسي مجلة (نوت)، وذلك للحديث عن الأهداف والتحديات والرؤى المستقبلية لمثل هذه المبادرة الطيبة …
حدثنا عن مجلة ( نوت ) …
يجسد مشروع مجلة (نوت) حلم وطموح مجموعة من الشباب في إيجاد منصة تعليمية تفاعلية تساهم بالدرجة الأولى في تحسين المحتوى العلمي المتاح عبر الانترنت، وذلك من خلال توفير المادة العلمية بطريقة تفاعلية وسهلة، وإيجاد مساحة كافية لعرض نقاشات المهتمين والمتخصصين بمجال التعليم بمختلف مجالاته، كما أننا نعني بقضايا الطفولة فنفرد لها مواضيع خاصة بها، إضافة إلى القراءة التي أصبحت تلاقي شغفا واهتماما في مجتمعنا العماني بدليل تواجد عدة مبادرات قرائية فاعلة تُنشط طوال العام بفعالياتها ومناسباتها.
أطلقنا هذا المشروع إيمانا منا أن التعليم هو قضية الجميع ويجب أن نوليه اهتماما أكبر وأن نسعى لتوضيح أدوار الجميع وكيف يمكنهم المساهمة لتطوير وتحسين مسيرة التعليم.
و(نوت) في اللغة هي: نغمة، تعليق،علامة، درجة، وبهذا الاسم أردنا أن يكون هذا المشروع علامة بارزة ونغمة في مجال التعليم، كما أن الكلمة مرتبطة بعنصرين مهمين في التعليم قديما وحديثا وهما المذكرة والأجهزة اللوحية ومعها الهواتف الذكية، فأردنا أن نستغل هذا الربط وهذا الشغف لجذب فئة مهمة وللتركيز على تقنيات التعليم كونها توجه عالميّ تحرص الأنظمة التعليمية على توظيفه في التعليم خاصة أننا في عصر المعلومة السريعة وذات الأبعاد البصرية.
ما هي رؤية المجلة؟
نطمح أن نكون أول منصة الكترونية تفاعلية عمانية توفر دورات ودروس لجميع الفئات ولمختلف الاهتمامات.
ما أبرز الأهداف التي تسعى المجلة لتحقيقها؟
إن أبرز أهداف المجلة المساهمة في صناعة محتوى تعليمي، وزيادة المحتوى العربي على الإنترنت، وطرح القضايا التربوية والتعليمية وعرض وجهة نظر الرأي العام تجاهها، وإلقاء الضوء على التجارب المحلية الناجحة في مجال التعليم، وعرض التجارب العالمية في مجال التربية والتعليم
ما مميزات مجلة (نوت)؟
ميزة مجلة (نوت) في فريقها؛ فهي تضم شباب عمانيين من مختلف التخصصات جمعهم حب المعرفة ومشاركتها، وتضم نوت طلابا جامعيين وموظفين في القطاع الحكومي والخاص، كما تضم معلمين مجيدين لهم إساهماتهم في الميدان التربوي.
وكلنا أمل أن تصبح مجلة (نوت) علامة مميزة في مجال الإعلام الإلكتروني التخصصي في السلطنة بما تضخه من مواد لاقت استحسان وتفاعل المهتمين بهذا المجال في السلطنة وخارجها، فلدينا اليوم متابعين دائمين للمجلة من دول الخليج وبقية الدول العربية.
كما حضينا بفرصة استكتاب أكاديمين وتربويين مختصين في عدة مجالات مهمة كالجودة وتكنولوجيا التعليم والأطفال والقراءة.
لا تخلو مجلة إلكترونية من وجود التحديات، فما هي أبرز التحديات التي تواجه (نوت) وكيف يتم التعامل معها؟
يبقى عامل الوقت والتفرغ هو أهم عامل، فأي مشروع إعلامي يقتضي وجود فريق متفرغ لإدارة المشروع ومتابعة ردود الفعل ومستجدات القضايا والمجال الذي نتخصص فيه وهو مجال متسارع ومرتبط ببقية المجالات كالتكنولوجيا والإقتصاد والسياسة وغيرها.
لكن نعالج هذه الإشكالية بتوزيع الأدوار والمهام على فرق المجلة، وإسناد مهام إلى بعض الأعضاء النشطين.
ما هي القضايا التي تتناولها(نوت) في العادة؟
قضايا تعليمية يكون لها صدى في المجتمع وبعض الأحيان نحن من يصنع هذا الصدى لنقل الأفكار والخبرات، وكذلك القضايا المرتبطة بالطفل والقراءة والتعليم الإلكتروني.
من هي الفئة المستهدفة لـ(نوت)؟
تستهدف (نوت) كل من يؤمن أن التعليم يجب أن يأتي أولا، لذا هي موجهة لكل الفئات لكن هناك مواضيع نخصصها لأولياء الأمور وبعضها لأعضاء الهيئة التدريسية، كما أننا لا نغفل الأطفال.
ما هي أبرز الخدمات التي تقدمها (نوت) ؟
نخطط لعقد عدة فعاليات بأفكار جديدة، وكنا قد أقمنا معرضا في الفترة الماضية حول التعليم التفاعلي عرضنا فيه عدة تجارب وأدوات في مجال التعليم الإلكتروني مثل الروبوت التعليمي والسينما التعليمية وغيرها.
كيف ترى متابعي (نوت) عبر مواقع التواصل الإجتماعي وبالتحديد(تويتر)؟
هناك تفاعل كبير وإيجابي ينم عن الإيمان والتفاؤل بهذا المشروع، وهناك رغبة بالمساهمة في دعم هذا المشروع ونشر المواضيع التي يطرحها.
ما الذي تطمح له (نوت) مستقبلا؟
منصة رقمية تفاعلية تقدم المعلومة مع مصدرها بطريقة سهلة وجاذبة وفي أي وقت.
نصيحة تقدمها لشباب وفتيات عُمان؟
البحث والإطلاع هو مفتاح الوصول إلى المعرفة، تخصصوا في طرحكم وساهموا في مشاركة أفكاركم، فالأفكار إنما تنبت وتزهر بالمشاركة.
كلمة أخيرة؟
كلمة شكر لفريق مجلة (نوت) على جهودهم ونشاطهم المستمر، ولمؤسسي المجلة وإدارتها الحالية ومن يقف معها ويدعمها.
Categories: المجتمع, النصف الآخر