هناك انقسام ما بين من يشجع الفتاة على الإلتزام بالدراسة الجامعية، حتى تؤمن مستقبلها وتحصل على المستوى التعليمي والثقافي الكافيين لمواكبة حداثة هذا العصر، وفي الجانب الآخر هناك من يرى أنه لا داع من أن تتأخر الفتاة عن الزواج، حيث يمكنها أن تتزوج أثناء دراستها الجامعية، لما يوفره لها الزواج من استقرار نفسي وعاطفي، مع امكانية التوفيق بين التزامات الحياة العائلية وصعوبة المتطلبات الجامعية. مجلة «المرأة» قامت باستطلاع حول هذه الآراء …
استطلاع: علياء الجردانية
ليس لها وقت محدد
فاطمة بنت جمعة المسعودية تقول: «إن الدراسة مهمة جداً للفتاة، فهي في البداية ستحصل على مؤهل جامعي ومن بعدها تنتقل لمرحلة التوظيف وهي مرحلة الاستقرار المادي والإعتماد على النفس، وبذلك تصبح صاحبة قرار ورأي خاص بها».
وتضيف: «وبإمكان الفتاة أن تتزوج وهي على مقاعد الدراسة بحيث تكون قدوة لأبنائها مستقبلا، فمن وجهة نظري أن الدراسة ليس لها وقت محدد». وتؤكد أن الزواج أمر هام للإستقرار، أما الدراسة فهي للمعرفة والخبرة.
عدم التوافق
عزيزة بنت راشد المقبالية تعلّق: «أرى أنه لا يوجد توافق بين الزواج والدراسة، لأن للزواج مسؤولياته والفتاة في هذه الحالة لا تملك القدرة على التوفيق بين الاثنين ولا تستطيع أن تؤدي واجباتها تجاههما في الوقت ذاته، أما عندما تنهي دراستها فبذلك ستصبح في سن مناسب للزواج، أو يمكن أن تتم الخطوبة في فترة الدراسة، وبعد الإنتهاء من الدراسة يتم الزواج، فالدراسة لها وقتها والزواج له وقته أيضا».
وتختم: «المسألة تعتمد على الفتاة نفسها ومدى تحملها للمسؤوليات، دون أن يكون هناك تدخل من الأهل، لأن هذا الأمر يعتبر شأناً شخصياً خاص بالفتاة نفسها».
لا تعتبر عائقاً
ابتسام بنت جمعة البلوشية – خريجة جامعية – تقول: «أنا ضد فكرة أن تؤجل الفتاة الزواج من أجل الدراسة، لأن المسألة تعتمد على الفتاة نفسها فإذا كانت قادرة على اعطاء الدراسة حقها والزواج حقه أيضا، عندها الدراسة لا تؤثر على الزواج، وهناك حالات كثيره فيها يشجع الزوج الفتاة على اكمال دراستها اذا كانت راغبة في ذلك، كما يمكن أن يكون اكمالها لدراستها الجامعية شرطاً لا يقل أهمية عن الشروط الأخرى التي تسبق عقد القران، لذلك نصيحيتي للفتيات أن لا تجعل الدراسة عائقاً لها وإنما تقبل عليه وتكمل دراستها وتثبت ذاتها».
الدراسة ضمان
جمال المحروقي يؤيد فكرة تأجيل الزواج من أجل الدراسة مبرراً بقوله: «أولا هناك عدة أسئلة منها هل الفتاة بحاجة إلى وظيفة؟ أو تحتاج إلى مرتب تعين بها أسرتها؟ فهناك العديد من النساء ممن يهربن من الزواج بحجة مساعدة واعانة أسرتها» ويضيف: «من وجهة نظري إذا كان الزوج مقتدر ولديه ما يكفيه لتغطية كافة التكاليف فلا مانع للفتاة أن تتزوج، ولكن للأسف الفتاة في عصرنا هذا باتت تعامل على أساس سلعة، فكلما ارتفع المستوى التعليمي ارتفع المهر وشروط الزواج».
ويختم: «الدراسة أهم لأنه كما يقال( محد يضمن حد) فالفتاة عندما تملك مؤهل جامعي يضمن لها حقها مستقبلا ويكون لديها دخل مستقل».
لابد من التفرغ
غزلان النوفلية – طالبة جامعية – ضد فكرة الزواج في مرحلة الدراسة وتعلّل بقولها «الأمر سيصبح صعباً، والدراسة ستفتقر للتركيز، لذلك لا أفضل أن تتزوج الفتاة وهي في مرحلة الدراسة لأن ذلك سيؤثر عليها سلباً، أما بعد الدراسة ستكون متفرغة، ورغم ذلك هناك بعض الطالبات اللاتي تفوقن وهن متزوجات وأمهات، فالأمر يعتمد على الفتاة نفسها، ولكن هذه حالات استثنائية لا تنطبق على الجميع، لذلك أفضل أن تتزوج الفتاة وهي قد أنهت دراستها لتعطي الزواج حقه وواجباته».
الأمر يعود للفتاة
ابراهيم الفارسي – طالب جامعي – يقول:«نعلم جميعاً أن الدراسة تمتد ما بين ٤ إلى ٥ سنوات، لذلك الأمر يعود للفتاة إن كانت ترغب بالدراسة أو الزواج، وفي حالة اختيارها للزواج، فالزوج له دور كبير في مساندتها، ويعتمد ذلك على مدى ثقافته ووعيه بأهمية الدراسة لشريكة حياته، فالحياة لم تعد كالسابق حيث كان الأهل يضغطون على ابنتهم لقبول الزواج، أما الآن فهناك حريات وحقوق وواجبات يعرفها جميع الأطراف، وعلى الشاب المقبل على الزواج أن يتفهم الفتاة المتقدم لها، والتي ترغب بإكمال دراستها وأن يساندها في ذلك».
السن المناسب للزواج
عبير المعمري – طالبة جامعية – تتحدث: «الدراسة تحتاج إلى تفرغ كامل، وقد لاحظت على زميلاتي اللاتي تزوجن أثناء دراستهن الجامعية معاناتهن في التوفيق ما بين المنزل والدراسة، وأحيانا كانت تضطر بعضهن الانقطاع عن الدراسة بسبب متاعب الحمل والفترة التي تتبعه، لذلك أرى أن السن المناسب للزواج يبدأ من ٢٥ عاماً، أي بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية تماماً» .
وعي شريك الحياة
أمة اللطيف – طالبة جامعية – تقول : « لم تعد الدراسة تشكل عائق، فهناك الكثير من النساء المتزوجات قد أكملن دراستهن، والفضل يعود إلى دعم المحيط العائلي وخاصة شريك الحياة، الذي لابد أن يتمتع بالوعي والثقافة والعقلية المتسامحة لمساعدة زوجته على إيفاء متطلبات دراسة زوجته الجامعية، أما بالنسبة للمسؤولية الأسرية فتستطيع المرأة تحملها بشكل تلقائي مع الأيام، لذلك لا يجب الخوف من خوض التجربة» .
الدراسة أهم
حسين حيدر اللواتي يشير إلى : «أن الدراسة أهم من الزواج لأنها تضمن حق الفتاة في المستقبل، فإذا حصل انفصال بينها وبين شريك حياتها، ستجد الشهادة الجامعية خير معين لها لمواجهة تحديات الحياة، كما أن الفتاة مع الدراسة الجامعية تكتسب الثقة والشعور بالاستقلالية المغلفة بالثقافة المطلوبة، لأنه في الوقت الحالي يقيّم المرء بمدى ثقافته، وهناك فئة من الشباب الذي يفضلون المرأة المثقفة التي تناسب مستواهم العلمي والعقلي حتى يتحقق التوافق بينهما، فأنا لا أعارض الخطوبة في فترة الدراسة لكن الزواج لابد أن يكون بعد انتهاء الدراسة، أما فيما يخص المسؤولية فهي ليست لها أية صلة بالدراسة فهي تأتي تلقائياً، وأخيرا الأمر يعود للفتاة ومدى تقبلها لفكرة الزواج في فترة الدراسة».