عمانيات

(كِداني) … توليفة متناغمة تجمع ما بين العراقة والحداثة

kidani06   kidani05

وقفت عن مفترق طرق، ما بين عملها في المجال التربوي، وما بين شغفها بالثقافة والفن والابداع، فما كان لها إلا أن تسلك الطريق الذي يحاكي مكنوناتها الابداعية في التعبير عن عشقها العميق لإرث بلادها، من خلال تصميم حلي فضية تعكس صورة عُمان الأمس واليوم في الوقت ذاته. إنها منى بنت حميد الخصيبية التي أصبحت من الرائدات في هذا المجال بتأسيسها لـ«دار الوشي» لصياغة وانتاج الحلي والمجوهرات والتحف إلى جانب تصميم الأزياء، والتي تحمل العلامة التجارية «كِداني» والموجودة في متحف بيت الزبير.

تكريم المرأة المبدعة

إلى جانب حصول منى الخصيبية على شهادة الليسانس في الآداب، فقد حصلت أيضاً على دبلوم في تصميم الأزياء، وحرصت على الانضمام إلى دورات وورشات عمل متخصصة بصياغة المجوهرات، واهتمامها المستمر بالثقافة والفنون والأدب والموسيقى والتراث جعلها من المترشحين الأقوياء للتقدير والتكريم، وفي هذا الصدد تقول:”حصلت على جائزة المرأة للإجادة في مجال الفنون التشكيلية لعام2013م، كما شاركت في عدة ملتقيات ومعارض محلية ودولية، وتم تكريمي في حفل تدشين أكبر زي تقليدي عماني بدار الأوبرا السلطانية، وذلك ضمن احتفالات البلاد بالعيد الوطني 43 المجيد مع المصممة آلاء السيابية، كما تم تكريمي بوسام سفير دعم المرأة، في احتفالية الأمم المتحدة باليوم العالمي للمرأة، والذي كان برعاية نادي النوايا الحسنة  الدولي 21 مارس 2015م”.

صاحبة مشروع

قامت منى بتأسيس مشروع خاص بها وهو «دار الوشي» للتجارة في عام ٢٠١٣، وهي تعتبر مؤسسة فردية تعمل في مجال صياغة وانتاج الحلي والمجوهرات والتحف إلى جانب تصميم الأزياء، وتحمل «دار الوشي» علامتها التجارية «كداني» والتي تمتزج بقالب حداثي وتراثي في الوقت ذاته، وتعلق قائلة: «إن «كِداني»هي العلامة التجارية والهوية التسويقية لدار الوشى للتجارة، وهي توليفة متناغمة تجمع بين الفضة العمانية الخالصة المطلية بالذهب والأحجار الكريمة وشبه الكريمة، مغموسة بحب عميق لإرث هذا الوطن، وتَبرز جماليات الفن العماني في قالب جديد ومعاصر في أُطر جديدة من الحلي والمجوهرات والتحف، بحيث تتناسب مع ميزانية الزبائن وتتماشى مع أذواقهم ورغباتهم، حيث تنفرد بتقديم تجربة فردية وحصرية لمجموعة من الفئات المستهدفة”. كما تعرض منى مجموعة من التصاميم الحصرية لـ ” كِداني” في متحف بيت الزبير، إضافة إلى تشكيلة واسعة في منزلها الكائن بالحيل الجنوبية، وتسعى دوماً لتوفير منافذ أخرى للعرض والبيع في الأيام القادمة.

رؤى وأهداف

الحلي والمجوهرات الفضية التي تحمل العلامة التجارية (كِداني) ليست فقط للزينة بل هي ترجمة لمجموعة من الرؤى والأهداف التي تسعى منى الخصيبية بالتضافر مع الفريق الذي يعمل معها إلى تحقيقها، حيث تقول: (من خلال (كِداني) نسعى إلى أن نقدم تجربة عمانية مستوحاة من التراث العماني للعالم، وإبراز جماليات الفن العماني مع المحافظة على الهوية العمانية ونشرها بروح عصرية). وتؤكد الخصيبية: (إننا نحرص على استخادم المواد الخام الأصيلة، وأحدث التقينات والتصميمات في الصياغة). وتزامناً مع توجه الحكومة لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تسعى الخصيبة إلى طرح رؤي وأفكار جديدة من خلال إقامة الورش التدريبية، والتي من خلالها يتم إبراز الإبداعات العمانية والطاقات الشبابية وتنميتها.

معوقات وتحديات

وعن المعوقات التي واجهت الخصيبية، تعلّق قائلة: (من أكبر التحديات التي واجهتها هو ضرورة دخولي عالم الريادة في هذا المجال، وبما أن دراستي الأساسية ومجال عملي تربوي بحت، فقد كان من الصعب علي الانتقال من مجال إلى مجال آخر أرحب وجديد، ولكني حاولت التغلب على هذا الأمر من خلال المشاركة في ورش عمل وندوات ومحاضرات متخصصة). وعند الحديث عن أهم الدورات المتخصصة التي شاركت بها الخصيبية فقد أكدت: (إن دورة الصياغة في دولة الكويت الشقيقة من أهم الدوات التي حضرتها في هذا المجال، ذلك أن لها دور كبير في صقل مهارتي واكتشاف طاقتي الابداعية في صياغة الحلي والمجوهرات، وقد شملت الدورة على عدة محاور من بينها: التصميم، والتفريغ، والبرادة، والسنفرة، واللحام، والتشكيل، والتخميير، والطلاء بالمينا والطلاء بالذهب). وأضافت: (كما أن الإحتكاك برواد بهدف تبادل الخبرات قد ساعدني كثيرا في اكتساب الخبرة العملية اللازمة لانجاح مشروعي).

تشكيلة جديدة

تستعد منى الخصيبية حالياً لإطلاق تشكيلة جديدة من مجوهرات (كِداني) أطلقت عليها اسم (كرم)، وذلك بتشجيع من مركز الزبير بهدف البدء في الخطة التسويقية لمخرجات (كِداني)، وعن هذه المجموعة تقول: (إن مجموعة (كرم) الحصرية تأتي لتضيف حياة أخرى للأشياء، وتستوحي رونقها كأسطورة عربية خالصة، وتسعى من خلال تصاميمها المنسجمة مع بساطة الابتكار، وعمق الفكرة لتكون سماء أخرى تتدلى على مساحات الجمال الفضّي). وتضيف: (إن مجموعة (كرم) هي عبارة عن تشكيلات من الفضة الخالصة تلائم ذوي الذوق الراقي، وتعكس أصالة الماضي وروح الحاضر وإشراقة المستقبل). كما أشارت الخصيبية إلى السمات الجديدة التي تسعى إلى استحداثها في تصاميمها المستقبلية وهي امكانية ادخال خامات من النسيج العماني ودمجها بالقطع الفضية العمانية المطلية بالذهب، إضافة إلى البدء بطرح التصاميم الرجالية.

كلمة أخيرة

وتختم حديثها بنصيحة توجهها لكل بنات جيلها فتقول: (إذا أحببت عملك، وآمنت بحلمك، ووثقت بنفسك وقدراتك ، وتوكلت على ربك، فستصبح الظروف والصعاب والمشاكل وإحباطات الناس سراباً أمام اصرارك،كما أن صقل الموهبة بالدراسة، والإلتزام بالعمل وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقك، والاستفادة من الفرص المتاحة للرائدات من قبل الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والهيئات الحكومية والخاصة، والتي تسير على النهج وتسعى لتحقيق الرؤية الإقتصادية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، من شأنها أن تنمي من قدراتك وتطور مهاراتك، تلك هي نصيحتي لكل رائدات الأعمال).

اقتباسات

(من خلال (كِداني) نسعى إلى أن نقدم تجربة عمانية مستوحاة من التراث العماني للعالم، وإبراز جماليات الفن العماني مع المحافظة على الهوية العمانية ونشرها بروح عصرية، إن الإحتكاك برواد بهدف تبادل الخبرات قد ساعدني كثيرا في اكتساب الخبرة العملية اللازمة لانجاح مشروعي).

 

Categories: عمانيات

أضف تعليقاً