تسهم الأعمال التطوعية في تقديم العديد من الخدمات للمجتمع وأفراده ، وشهدت مثل هذه الأنشطة نمو متزايدا خلال الفترة الماضية تعكس الوعي بأهمية العمل التطوعي والإنساني الذي تقوم به ، كما شهد هذا المجال تطورا ملحوظا حيث برزت بعض الأعمال أكثر تخصصية وأكثر تنظيما ، الا ان هذا القطاع لا يزال يعاني العديد من التحديات ، ولا تزال الكثير من الأسئلة حائرة في أذهان منتسبيه تبحث عن إجابة لها ، الرواية على الراوي في هذه السطور.
استطلاع: علياء الجردانية
ينقصها اهتمام
تقول زينب الجابرية “أرى وأسمع عن الفرق التطوعية فهي قليلة جدا وبعضها لا نسمع عنها إلا مراتٍ قليلة، ربما يكون السبب في غياب مفهوم التطوع والعمل الذي تقوم به هذه الفرق، ومن وجهة نظري ربما ينقصها اهتمام من الجهات المعنية بها والتي تساهم في تطوير ومساعدة الفرق التطوعية، التي قد يحتاج فيها الأعضاء المشرفين لمساعدات مادية ومعنوية، وكذلك عمل يوم مخصص للإشراف على هذه الفرق ومساعدتها من دعم وتوزيع المستلزمات للمحتاجين في حال قلّ عدد المساهمين لإنشغالهم في أعمال تطوعيه أخرى.
في ازدياد مستمر
زهرة مُبارك اللمكية تقول ” العمل التطوعي عمل انساني نبيل لا يبغي من وراءه الكسب المادي إنما أجر من الله وثوابه،ويسعدني أن أرى جماعات كثيرة من أبناء الوطن ممن اختاروا هذه الوجهة الخيرة ولازالت الفرق في تزايد مستمر ما يعني إدراكهم وشعورهم الوفي باحتياجات الناس والرغبة في تحسين معيشتهم، ومن وجهة نظري أرى الكثير من يقودون خطواتهم نحو هذا المجال دائماً ما تكون غايتهم إسعاد الناس المحتاجين قبل اسعاد أنفسهم وتوثيقها بالصور، فالصور الملتقطة التي تعرض علينا غالبيتها تجسيد سوء المكان والحالة التي تعانيها الفئة المحتاجة والتي تهدف الى إثارة مشاعر الناس للتكافل والتعاون وإبراز ما أُخفي من الحقيقة، ربما القليل منهم من يهدف الى إشهار أنفسهم بالصور ولكن لا أشجع ذلك حتى لا نلطخ سمة هذا العمل الانساني بدوافع جانبية”.
صعوبات وتحديات
استقلال العلوية مؤسسة فريق أنوار الخير بوﻻية صور تقول أن هناك ثقافة تطوع في المجتمع العماني وهي لا تشترط أن تكون مقرونة بالانتساب للفرق التطوعية.
وتقول عن الصعوبات التي تواجه الفريق “الفريق غير مسجل فهناك صعوبات من وزارة التنمية الاجتماعية ،فعندما ذهبنا لوزارة التنمية تم اخطارنا بأن التصريح أصبح من اختصاص الهيئة العمانية للأعمال الخيرية وأنه يجب علينا إحضار ورقة موافقة من مكتب الوالي، و لكن للأسف لم نحصل عليها ، وعلل ذلك أنها ليست من اختصاصه، أما بالنسبة للهيئة العمانية فأجابوا أنه لم يتم إبلاغهم بالإجراءات التي من الممكن اتخاذها للموافقة على الفرق.
وتضيف” هناك ثقة كبيرة من قبل المجتمع باستثناء بعض المضايقات التي تأتينا من قبل بعض الفرق التطوعية، محاولة منهم لإعاقة عمل الفريق وﻻسيما أنه قد اكتسب شعبية في الوﻻية وخارجها خلال فترة قصيرة جدا.
وعن ما اذا كانت الفرق التطوعية مجرد بهرجة اعلامية تعلّق قائلة”ﻻ نستطيع الحكم على الفرق فرب القلوب هو أعلم بها، أما بالنسبة لفريق أنوار الخير فنحاول جاهدين الإبتعاد عن وسائل الإعلام والتكريم وذكر اسم الفريق في المحافل حتى ﻻ ندع مجاﻻ للرياء.
وتشير إلى أن هناك بعض الفرق التي تفتقر المركزية،وتقول عن فريقها” بالنسبة لفريق أنوار الخير فهو مختص بتوفير مصروف الوجبة المدرسية للطلبة الأيتام وشراء الحقائب المدرسية و تفصيل ملابس المدرسة فقط، ﻻ نقوم بعمل مساعدات ﻻ تختص بالتعليم إﻻ نادرا عندما نقوم بعمل مبادرات قصيرة،وقمنا بتقديم المساعدات في رمضان الماضي ولكن ليست لدينا أي نية لتوزيع مساعدات أو القيام بفعاليات خلال هذا العام، حيث آثرنا أن تكون المساعدات فردية خاصة بالأعضاء إن أرادوا ذلك”.
تتمنى استقلال من المسؤولين إيجاد حل سريع لمشكلة التصاريح للفرق التطوعية، لتتمكن من توسيع عمل الفريق خارج نطاق الوﻻية، وتختم” نرغب في الحصول على تصريح لنستطيع جمع تبرعات بكل أريحية ولكن ليست لدينا النية للحصول على جائزة في مسابقة ما أو الحصول على شهرة سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي”.
وجود ثقافة التطوع
رحمة سالم التمتمية من فريق الروح وهو فريق نسائي يعمل على عدة مشاريع أساسية ومنها مشاريع فرعية كمساعدة الأسر المعسرة وفك كربة وفتح باب رزق للأرامل والمطلقات ، تقول “وجود ثقافة التطوع في مجتمعنا العماني ساعدنا في إيجاد مجتمع متعاون ولا نواجه أي صعوبات من قبله،ففريقنا لا زال في انتظار تسجيله فهو غير مسجل للآن،ولكن ولله الحمد لم نواجه أي صعوبات، وفي رمضان هناك الكثير من المشاريع التي سننفذها لعل من بينها مشروع افطار صائم وقد بدأنا في التجهيزات لذلك”.
تأخير إشهار الفريق رسميا
ليلى بنت محمد الخروصية من فريق مدها الخيري،تعرّف الفريق بقوله” هو فريق خيري حاملا رسالة “الله على مدتك خيرك يزيده” لينشرها في ربوع السلطنة، هادفا إلى مساعدة كل محتاج من أسر معسرة وأيتام وذو حالات خاصة، مساهما في ترميم منازل وسقيا للمحتاجين في الحر الشديد وغطاء دافئ لهم في قسوة البرد ، طالبا الآجر والتوفيق من الله العلي القدير، حيث أن الفريق يكفل عشرات الأيتام والأسر ويساهم أيضا في الإغاثات داخل السلطنة وخارجها ، حيث وصلت التبرعات التي قمنا بجمعها إلى غزة وزنجبار”.
“ ثقافة المجتمع موجودة ولكن ليست بتلك الصورة التي نأمل تواجدها بين مختلف شرائح المجتمع، وأرى أن العمل التطوعي يختلف في حجمه وشكله واتجاهاته ودوافعه من مجتمع إلى آخر ومن فترة زمنية إلى أخرى فمن حيث الحجم يقل في فترات الإستقرار والهدوء ويزيد في أوقات المناسبات والكوارث والنكبات والحروب ومن حيث الشكل فقد يكون جهدا يدويا وعضليا أو مهنيا أو تبرعا بالمال أو غير ذلك، ومن حيث الاتجاه فقد يكون تلقائيا أو موجها من قبل جهات معنية أو أفراد في أنشطة اجتماعية أو تعليمية أو تنموية، ومن حيث دوافعه فقد تكون دوافع نفسية أو اجتماعية” كما تقول الخروصية.
وعن الفريق تقول” الفريق غير مسجل فقد قمنا بتقديم طلب للترسيم منذ عامين ولازالنا ننتظر الاشهار رغم موافقة وكيل الوزارة منذ أكثر من سنة، إلا أننا نعتقد بأن الجهة المعنية بالتنفيذ في الولاية تريد بعض الوقت حتى تنتهي من اجراءاتها ونظن فيها الخير والمصداقية وتنفيذ موافقة سعادة الوكيل، ولكن رغم ذلك فهذا لا يكبلنا عن فعل الخير، ولا ننكر بأننا نواجه صعوبات ولكن كل صعوبة تتحول إلى دافع بجهد أعضاء فريق مدها الخيري فالصعوبة التي تواجهنا تتلخص في مسألة تأخر أو تأخير اشهار الفريق رسميا !! ولكن بهمة الشباب نرقى إلى السحاب.
وتضيف “لا ننكر بأننا نواجه ضغوطات من جهتين من المجتمع ، الأولى من جهة المستفيدين والثانية من جهة الناقمين على الخير، أما الجهة الاولى فأننا نواجه ضغط كبير من كثرة المتقدمين لطلب المساعدة حيث أنها شكلت ضغط كبير على هواتفنا، ونواجه أيضا طلبات غريبة من بعض الناس لا تمت للتطوع بصلة، كذلك تجد أن البعض يتصرف تصرفات غير أخلاقية في التعامل معنا تصل إلى القذف والشتم، ولكن من جهة آخرى كل ما يدفعنا للخير هو حب الله ولا غيره لذلك من شيمنا الصبر وماضون في مسيرة الخير. أما عن الجهة الثانية فنجد الكثيرين من أصحاب النفوذ يحاولون معاداتنا!! ولا نعرف فالحقيقة لماذا يعادي الانسان انسان آخر وهو يقوم بخدمة منطقته وابنائها!! بل تجدهم حريصين على عدم تواجدنا في المحافل وعرقلة الخطط التي نضعها، لكن لا أمر أعلى من أمر الله، ونتمنى من الله السداد والتوفيق”.
وعن أبرز فعالياتهم في رمضان تقول “في رمضان لدينا العديد من البرامج أهمها مؤنة رمضان، إفطار صائم، كسوة العيد، عيدية يتيم، مسابقة الصائم الصغير ، توزيع الزكاة والصدقات التي تصل من المتبرعين في شهر رمضان بكثرة ولله الحمد”.
وأخيرا التطوع إثبات للذات من خلاله ترتقي الأمم والحضارات، ومن أراد التطوع عليه الاقتناع أنه خدمة لدينه أولا، ووطنه ثانيا لما يعود التطوع من نفع لجميع شرائح المجتمع ، حيث أن الناس اذا استقر حالهم المجتمعي وتوفر لهم الرزق ستكون النتيجة لخدمة الدين والوطن وأخيرا أقول إزرع خيرا فسوف يأتي يوما لتحصده هكذا ختمت ليلى كلامها.
قوانين تعرقل العمل التطوعي
هلال بن خميس الجهوري من فريق سراج للتوعية ضد المخدرات يقول أن ثقافة التطوع ليست بجديدة على المجتمع العماني لأنها أساس العقيده الإسلامية، ولكن من وجهة نظره يرى أنها أخذت شكلا آخر وهو شكل الفرق التطوعية والتي لم تكن متواجدة سابقا، ففريق سراج تابع لمكتب والي السيب تحت لجنة التنمية الإجتماعية كما أشار إليه الجهوري.
وعن الصعوبات التي تواجه الفريق يقول هلال”لا يوجد ما يمهد ويسهل من قوانين وغيرها من قبل الوزارة للفرق التطوعية، وحتى قوانين الوزارة تسبب عرقلة للعمل التطوعي الشبابي”.
ويضيف”المجتمع العماني واعي تماما ويرحب بكل عمل خيري ويشجع عليه، حيث أن غالبية الفرق التطوعية همها خدمة المجتمع والنهوض بالوطن، واكمال دور الحكومة.
ويشير إلى أن بعض الفرق تحتاج إلى إرشاد وإلى مرونة القوانين لتسهل لهم عملهم وأن يقدموا كل ما هو مفيد لمجتمعهم، فيقول أن الفرق التطوعية أفضل من المؤسسات تخطيطا وتنفيذا.
وعن فريق سراج يوضح” فريق سراج يهدف إلى التوعية ضد المخدرات فقط لاغير، والفريق يتبع الخطة السنوية التي تم وضعها لتنفيذها على مدار السنة”.
ويختم بقول”أتمنى أن يتم إنشاء مؤسسات شبابية تهتم وتنظم العمل الشبابي، فالمؤسسات الحكوميه غير جاهزة لاحتواء العمل الشبابي، وهي كثيرا ما تعرقل الفرق التطوعية، كذلك نتمنى من وزارة التنمية الاجتماعية أن تطرح قوانين لتسهيل العمل الشبابي وليس لعرقلته بهدف تنظيمه، فمثلا أسلوب الفرض للفرق التطوعية للإنضمام تحت مظلة ما، في وقت لا يوجد في الساحة ما يستوعب هذه الفرق سيتسبب بقتل العمل الشبابي.
عدم وجود دعم مادي
سهام سعيد السالمية مؤسسة فريق سخاء تتحدث عن فريقها بقوله أنه عبارة عن مجموعة من الشباب العماني المحب للخير الطامح بالتغير والتطوير، وتتركز أعمال الفريق على الأنشطة التنموية والخدمية والتي تمثل أربعة أركان وهي”الصدقة، التعليم، القيم الفاضلة، المساعدة”
تقول السالمية” في السنوات الأخيره لوحظ ازدياد كبير في أعداد الفرق التطوعية بالسلطنة وذلك إن دلّ على شي فانما يدل على انتشار الوعي بأهمية العمل التطوعي على صعيد الفرد والمجتمعي، وكل ذلك أتى من توجيهات صاحب الجلالة – حفظه الله- مما أدى إلى تسهيل تطبيق الأعمال التطوعية وتقبل المجتمع والمواطنين وإشادتهم بهذا العمل النبيل والتعاون مع الفرق وهم بتمام رضاهم وسعاتهم ، ومن هنا أتى فريق سخاء التطوعي، فهو واحد من مئات الفرق التطوعية التي تأسست في السلطنة، فالفريق غير تابع لمؤسسة أو جهة رسمية وغير متخصص في مجال معين”.
أما عن الصعوبات تبيّن سهام أن الصعوبات موجودة ولكن هناك مبادئ تكمن في نفس المتطوع، والتي تحده من التخلي عن أهدافه وتمكّنه أيضا من إكمال مسيرته التطوعية بكل حماس وشغف واخلاص ومن هذه الصعوبات تشير إليها السالمية بقولها “ومن الصعوبات التي نواجهها هي الدعم المادي، وعدم تقبل طرح الفرق التطوعية لأعمالها في حسابات التواصل الاجتماعية واعتبارها نوع من أنواع التفاخر والتشهير، فلا يمكننا الحُكم على الفرق ولكن النية هي من تحكم ذلك، وبالنسبة للفريق لقد تعرض لمثل هذه الصعوبات ولكن هدف الفريق من اظهار أعماله هو ليتمكن المجتمع من أخذ أي عمل وتطبيقه، وهذا ينطلق من رؤية الفريق (عمل لا ينقطع .. علم ينتفع به..) وأيضا لتشجيع الشباب للإنخراط في الفرق التطوعية، وتطوير ذواتهم واستغلال أوقاتهم بما يرجع من فائدة لهم ولمجتمعهم”.
وعن عدم تخصص الفريق في مجال واحد تعلّق قائلة” تأتينا العديد من الأسئلة منها (لماذا لا يكون فريق سخاء متخصص في جانب معيّن) وسرعان ما تأتيهم الإجابات بأننا مجموعة من الشباب ونختلف من ناحية التفكير والعمر، ولكن الهدف الذي يجمعنا هو العمل التطوعي، وبما أننا بدأنا من الصفر يحق للفريق التمكن في الأعمال التطوعية وتجربة مجالات كثيرة ومختلفة، حيث إننا لسنا ضد فكره التخصص بل وضعناها كخطة مستقبلية لأن التخصص هو التفرد بعمل معين ويحتاج إلى البحث والتقصي عن نواقص المجتمع والتروي لإتخاذ قرار مصيري كهذا
وعن فعاليات الفريق في شهر رمضان تؤكد السالمية على أن شهر رمضان هو وقت الذروة للأعمال التطوعية والخيرية في السلطنة، والذي سيقوم الفريق بوضع بصمة متميزة بما في ذلك تطوير الأعمال التقليدية كإفطار صائم وتوزيع مؤن وغيرها.
المتطوع ينقصه التدريب
مريم المعمرية ، نائبة المنسق العام ومنسقة لجنة الإعلام بالشبكة العمانية للمتطوعين “تعاون”، تعرّف المؤسسة بقولها أنها مؤسسة تطوعية تهدف إلى تدريب وتأهيل المتطوعين في العمل التطوعي من خلال منهج تدريبي مستدام وتطبيقي مقترن بمجموعة من المشاريع والبرامج التطوعية ذات المجالات المتعددة معتمدين على التنمية المستدامة للمتطوعين من خلال (جواز تقدم المتطوع)، وتسعى الشبكة الى ارساء ثقافة العمل التطوعي لدى افراد المجتمع بمختلف توجهاتهم ومعارفهم من خلال تفعيل دور المتطوع في كافة اشكال وأنواع العمل التطوعي الاجتماعي.
وتضيف ” ثقافة العمل التطوعي بالمجتمع العماني موجودة منذ القدم وأثبت الإنسان العماني جدارته وهمته في هذا المجال، ومن خلال الكثير من الأحداث التي شهدتها السلطنة وخاصة اعصار جونو، لكن ما لامسناه من خلال الشبكة وجدنا أن المتطوع هنا ينقصه التدريب والهوية، والكثير من المؤسسات والجمعيات التطوعية بالسلطنة تهتم بالتطوع وليس المتطوع، فجاءت فكرة الشبكة التي تهتم بالمتطوع وتأهيله وتدريبه وتمكينه بمجال العمل التدريبي، ويمكننا القول بأنها هي الحاضنة للمتطوعين من خلال البرامج والدورات التدريبة التي تعقدها الشبكة في ثقافة العمل التطوعي والتخطيط في إدارة المشاريع التطوعية وبناء الفرق التطوعية”
ففريق تعاون مسجل ومعتمد من قبل وزارة التنمية الإجتماعية كما قالت المعمرية وهو حائز على المركز الثالث في جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي.
وعن الصعوبات تقول”ولله الحمد لم نواجه أية صعوبات، فالشبكة على تواصل مستمر مع الوزارة، وهناك جهود تبذلها الوزارة للرقي بالعمل التطوعي ووضع استراتيجيات وخطط جديدة لتنظيم العمل التطوعي بالسلطنة.
وعن المجتمع العماني تؤكد على انه مجتمع معطاء، فأي أعمال تطوعية وخيرية تلاقي صدى رائع ومميز لدى المجتمع العماني، وبحمد لله لاقت الشبكة تفاعل جبار وكبير من المتطوعين ومن المؤسسات الحكومية والخاصة على حد سواء منذ بداية تدشينها وانطلاقها، منظومة العمل لدى الشبكة وفكرها الجديد نوعا ما من حيث التدريب والتأهيل كان هو الدافع وراء هذا التفاعل، تفاعل المتطوعين كان كبيرا جدا ويمكنني القول بأنهم هم الدافع وراء استمرار جهود الشبكة، كما أن الجهات الحكومية المختلفة لها دور كبير في إعطاء الشبكة فرص في التواجد في المناشط والبرامج المحلية، أما المؤسسات الخاصة فهي الداعم الكبير للشبكة في كل برامجها وخططها.
وتضيف”العمل التطوعي قائم من أساسه على الإخلاص في العمل بين المتطوع وربه، فليس من العدل الحكم على أي فريق بأنه يقوم ببهرجة إعلامية لأن نية العمل التطوعي هي بين المتطوع وربه لا مجال للتشكيك أو الدخول فيها، ولكن مع تطور وتفاعل المجتمعات وتقدم ثقافة العمل التطوعي فيها وازدياد الفرق التطوعية بالمجتمع وتواجد شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت الفرق التطوعية لها حيزها في تلك القنوات وكل فريق يرغب في إبراز مناشطه وبرامجه من خلال تلك الوسائل وهو حق مشروع بالطبع .
وعن عدم مركزية بعض الفرق التطوعية تعّقب قائلة”بالطبع، ألآف من الفرق التطوعية بالسلطنة ولا زالت الأعداد والمسميات تتزايد يوما بعد يوم، ولكن للأسف نجد الكثير من الفرق التطوعية تصب في نفس المجال وتجدها بنفس المنطقة ولا نتائج ولا احصائيات حقيقية حول برامجها، وهذا الجانب ركزت فيه الشبكة العمانية للمتطوعين من خلال كتاب (آفاق جديدة في مجالات العمل التطوعي) والذي يستعرض 21 مجالا تطوعيا جديدا على الشباب العماني بدء التفكير في التخصيص بتلك المجالات ونبذ التكرار في المشاريع والافكار “.
في شهر رمضان المبارك أشارت المعمرية إلى أن فريق تعاون سيقيم مشروع “المتطوعون في رمضان” للسنة الخامسة على التوالي، والذي يعتبر من أنجح المشاريع للشبكة حيث تقدم الشبكة دورة “المتطوعون في رمضان” ومن ثم توزع المشاركين إلى مجموعات تطوعية كل مجموعة تختار مجال معين وتبدأ بعمل مشروعها الخاص فيه لمدة 3 اسابيع في شهر رمضان، ومن ثم يتم اختيار الفرق الفائزة من ناحية مجموعة من المجالات التي تعدها إدارة الشبكة، وقد لاقى هذا البرنامج تفاعل كبير كما تقول مريم وذلك من الشباب المتطوعين على مدى السنوات الماضية وهذه السنة سيتخلله برنامج للمتطوعين الصغار .
“كلمة أخيرة أوجهها أن الشباب العماني لديه الطاقة ولديه الإمكانية للتغيير ولديه الموهبة والمهارة فقط يحتاج لمن يأخذ بسواعدهم ويوجههم ويتيح لهم الفرص والامكانيات الجديدة، ليبدعوا ويخدموا وطنهم بروح الولاء والإنتماء وهذه فرصة ودعوة أوجهها لكل الشباب أن عليهم بالمبادرة وسيجدون من يحتوي أفكارهم وهمتهم “كذلك تختم المعمرية حديثها.
هناك فرق هدفها الشهرة وليس التطوع
تقوى الكيومي نائبة فريق أصالة عمانية التطوعي، فهو فريق مختص بالتراث العماني وحث الشباب السير على خطى الأجداد والمحافظة على العادات والتقاليد.
تقول” بشكل كبير وواضح لمسنا ثقافة التطوع في المجتمع من خلال الفعاليات التي أقمناها ولاحظنا مبادرات شبابية كبيرة “
فريق أصالة يسعى للحصول على الموافقة من قبل وزارة التنمية الاجتماعية فهو إلى الآن لم يتم تسجيله، فكما تقول تقوى أن الفريق لا يواجة أية صعوبات من قبل الوزارة وكذلك الحال بالنسبة للمجتمع حيث تقول” هدف الفريق واضح والمجتمع بحاجة له ومن وجهة نظري أن المجتمع متعصب قليلا إتجاه الفرق التي تجمع التبرعات المالية ولكن فريقنا لا يجمع التبرعات وإنما يحقق هدف الجميع بحد ذاته”.
تضيف أن هناك فرق تطوعية هدفها كسب الشهرة، وليس من أجل التطوع.
وتختم بالشكر” أشكر كل من يتابع الفرق التطوعية والشكر أيضا لكل من يتطوع فيها ولكن انبه على من يحاول نيل مصالحه تحت غطاء الأعمال التطوعية والخيرية،وآخر ما يسعني قوله (كنا وسنكون بأخلاقنا عمانيون).
غياب تواصل الفرق مع المجلة
زيد الناعبي مؤسس مجلة مبادر الإلكترونية وهي أول مجلة متخصصة في العمل التطوعي والخيري. يقول عن المبادرات الشبابية”المبادرة هي سمة انسانية جميلة في المجتمعات المتحضرة التي تنشد الترابط والألفة بين شعوبها، والشباب العماني بطبعه مبادر من ذاته بحكم الدين والعادات والتقاليد ويوما بعد يوم نرى ونسمع عن مبادرة دشندت وأطلقت سواءا كانت تطوعية أو خيرية أو بيئية أو صحية فهي دائما حاضرة في شتى المجالات التي تتنوع بحسب حاجة المجتمع لها .
ويضيف”الثقافة هي الخبرات والمعارف التي اكتسبها الشخص من خلال الممارسة والتعلم، واذا نظرنا إلى ثقافة الشباب العماني في مجال العمل التطوعي يمكن أن نصف أنها ترتقي إلى مستوى متوسط، فالواضح لدينا أن الشباب ينتسبوا إلى الفرق التطوعية من باب التجربة أو المعارف من الأصدقاء ونحو ذلك، حيث أنهم لم يحضروا دورة تدريبية واحدة ولم يقرأوا كتاب يتحدث عن التطوع، وهذا ما يجعل بعض الفرق التطوعية تعمل بلا مرجعية علمية تطوعية، ونجدها تدور في دائرة مفرغة، وسرعان ما تختفي ولا نجد لها أي تأثيرلأنها وجدت أصلا بلا أي أساس علمي أو حتى رؤية واضحة وهدف سامي، وإذا دققنا النظر حيث لا نجد أي مركز أو جمعية أو نادي يتبنى مثل هذه الدورات التي تثقف المتطوع قبل الإنضمام لأي فريق تطوعي .
وعن الصعوبات يعلّق قائلا”بداية لا يختلف اثنان على أن الصعوبات والتحديات موجودة في أي مشروع أو هدف في هذه الحياة، وخاصة في مجال العمل المجتمعي، والصعوبات التي تواجه الفرق التطوعية أولا منشأها الفريق التطوعي نفسه من خلال عدم وجود رؤية وهدف واضح مما يسبب تشتت في الأعمال والبرامج وعدم وجود جهة تتبنى الفكرة والمشروع، مما يتسبب بتبدد الطاقات والمهارات التي كان الفريق يطمح لتحققيقها، وتكمن الصعوبات ايضا في عدم وجود مقر دائم للفريق وعدم وجود جهة تتبنى الفريق والمشروع .
ويتحدث الناعبي عن دور مجلة مبادر فكما يقول أنه دور إعلامي تخصصي بحت، حيث أنه يسعى بكل الإمكانيات للوصول للفريق وتوصيل رسالته وأعماله ومناشطه وفعالياته للمجتمع ونشرها في جميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ويسعى لإبرازالفريق التطوعي وكسب ثقته واحترام المجتمع.
ويضيف زيد”لا يخلو أي مشروع أو فكرة من التحديات والصعوبات، فمشروع كمجلة مبادر أول مجلة إلكترونية عربية عمانية متخصصة في مجال العمل التطوعي والمبادرات الشبابية تحتاج إلى تسويق محترف وواضح وتواصل مع الفرق التطوعية الموجودة على الساحة، فأهم التحديات التي تواججها المجلة هو عدم وجود التواصل الواضح مع الفرق المبادرات التطوعية .
ويقول” إن الدور الذي نأمله من الفرق التطوعية هو التواصل المتبادل بيننا وبينها حيث نسعى للإبراز دورها في المجتمع ونشر فعاليتها ومناشطها، ونتمنى أيضا تزويدنا بكل المعلومات المتعلقة بالفريق لكي يتم وضعها في قاعدة البيانات التي نطمح ونعمل الآن لتفعيلها في موقع المجلة، حيث ستكون هذه القاعدة هي الدليل الإلكتروني لكل من يبحث عن الفرق التطوعية والمبادرات الشبابية الموجودة في السلطنة، ونأمل كذلك إلى وجود نوع من العمل المؤسسي في الفرق بدل هذه العشؤائية التي بدأت تطفوا على الساحة التطوعية في السلطنة وبدأت تشكل نوع من السخط المجتمعي وسوء الفهم لدى المجتمع .
ويختم بقول”أتوجه بالتحية لكل متطوع في هذا العالم الذي أبى أن يغادر الحياة من غير أن يضع له بصمة انسانية في جبين هذا الكون، وللشباب أقول هذه المرحلة هي مرحلتكم فلتكونوا سواعد خير تكمل مسيرة البناء والتنمية ولتقدموا كل ما بوسعكم لرد الجميل لهذا الوطن المعطاء”.
Categories: المجتمع
