تحقيقات

السلوكيات السلبية للطالبات ظاهرة تتضخم والآلية غير مفعّلة

 

في الآونة الأخيرة، نلاحظ فئة ليست بقليلة من الطالبات اللاتي انشغلن بالموضة واتباع آخر صيحاتها عن الدراسة والتحصيل العلمي، إضافة إلى التهاون بأمر التطاول على المعلم ومخالفة القوانين المدرسية، وكذلك التلفظ بألفاظ بذيئة والتنابز بالألقاب.

تفاقم هذه الظاهرة يستلزم البحث بالأسباب والدوافع من جهة، والجهة المسؤولة التي تلعب دور المراقبة والتوجيه من جهة الأخرى، وفي هذه الحالة يتلاقف الكرة كل من المدرسة والأسرة والمجتمع وأطراف أخرى. «المرأة» اقتربت من هذه الظاهرة من خلال الآراء التالية:

صديقات السوء

تقول مروج البجالية وهي طالبة في الصفوف الأخيرة: «إن أبرز السلوكيات التي ألاحظها على الطالبات هي العناد و قلة الإحترام والكسل، ويعود ذلك إلى صديقات السوء من وجهة نظري، فمن المواقف التي عايشتها هي يتم توجيه الانتقاد لإحدى الطالبات بقصد تنفيرها من المجموعة، وهنا يجب أن يكون للمعلم دور للتأثير على الطالب ومراقبته لعدم اختيار أصدقاء السوء».

نظرة المجتمع للمعلم

أسماء محمد-معلمة صفوف (الثامن وحتى العاشر)-تقول: »قد يتحدث الكثير عن بعض السلوكيات مثل وضع مساحيق التجميل وطلاء الأظافر، ومثل هذه السلوكيات ملتصقة بفئة صغيرة من الطالبات، وأعول هنا على دور الأهل في المنزل ورقابتهم على تصرفات بناتهم أكثر من دور المدرسة، ولكن يجب أن لا نعير جل اهتمامنا لمثل هذه السلوكيات لأن هناك ما هو أهم».

وتوضح قولها: «أرى أن المدرسة يجب أن تهتم بضرورة تعزيز احترام المعلم واحترام الطالبات لبعضهن البعض، حيث نواجه اليوم مشكلة ليست ببسيطة، وهي عدم احترام المعلم من قبل الطالبات، وإذا عقدنا مقارنة ما بين طالبات الجيل السابق وطالبات الجيل الحديث لوجدنا فرقاً كبيراً، ويرجع ذلك ـ من وجهة نظري ـ لعدة أسباب منها نظرة المجتمع للمعلم ونظرة المعلم لنفسه وشخصه. وإن استطاع المعلم أن يفرض على الطلاب احترامه لابد أن تجد هناك طالب مشاكس يحب أن يثير الفوضى في قاعة الصف، وغالباً ما أواجه مشاكسات الطالبات في وقت الدرس بمعاقبتها دون ترك المجال لها لتبرير فعلتها، لأني لا أحبذ أن تتم مناقشة أي أمر آخر غير الدرس، لأن هذا الأمر قد يؤثر سلباً على الطالبات الأخريات وفرصتهن في التعلم، وفي حال تكرار التصرف نفسه من احدى الطالبات أقوم بمحادثتها بعد الحصة».

وعن السلوكيات السلبية الأخرى التي قد تصدر عن الطالبات تقول أسماء: «يحدث أحياناً التلفظ بألفاظ بذيئة، ومثل هذا السلوك حدث أمامي، ظناً من الطالبة بأني منشغلة ولا أسمع ما يدور بينهن من حوار، فما كان أمامي إلا أني حوّلت الموضوع لإدارة المدرسة، لتعاقبها بالطريقة المناسبة مثلما جاء في لائحة تنظيم شؤون الطلاب، التي  تضم جميع القوانين المنظمة لسلوكيات الطالب في المدرسة».

أما في قاعة الاختبار فيحدث ما لا يحمد عقباه، وتعقب أسماء قائلة: « الغش من السلوكيات الشائعة والذي أصبح أمراً لا بد منه وله فنونه وأساليبه، وهنا أعتب على المعلمات اللاتي يتهاونّ عن تبليغ إدارة المدرسة بحالات الغش مما يزيد الأمر سوءًا، لأن عند التبليغ عن الغش سوف تعاقب الطالبة بعقوبات مختلفة قد تصل إلى الفصل لمدة 3 ايام، الأمر الذي قد يساعد في الحد من هذه الظاهرة في مدارسنا بشكل تدريجي إلى أن تنتهي».

وعن قدوة المعلمات وانسياق العديد من الفتيات لتقليدهن تعقب متحدثة:«الطالبات لا يقتدين بمعلماتهن إلا بالأمور الشكلية، فالطالبة لا تقتدي بشيء من أفعال وتصرفات المعلمة ولكنها تقتدي بمظهرها فقط، ولو أنها جعلت المعلمة قدوة لها في كل شيء لكان الحال في مدارسنا مختلف، وهنا لا أريد تلميع صورة المعلمات ولكن كلمة الحق تقال بأن الغالبية العظمى من المعلمات هن قدوة حسنة لمن اقتدى بهن فعلا شكلا ومضمونا!».

وتضيف: «جميع سلوكيات الطالبات لا تساهم في تقويمها المدرسة بشكل كامل، فإن الأساس في تقويم سلوك الطالبة هو البيت والأسرة، من لم ينشئ التنشئة الصالحة في بيته لن تساهم المدرسة كثيرا في تغيير سلوكه، وأغلب سلوكيات الطالب وتصرفاته هو انعكاس لما تلقنه في صغره وتربى عليه في منزله، فلا نحمل المدرسة أكبر مما تحتمل!، كما لن يتغير سلوك الطالب دون إشراك أسرته في تحسين سلوكياته».

وتختم: “أرى في لائحة شؤون الطلاب من القوانين ما يكفل سير العملية التعليمية بسلاسة ولكن يجب تطبيق هذه القوانين بحذافيرها ودون تجاوزات من إدارات

المدارس، حتى يستفاد منها بشكل أفضل».

رقابة مدرسية وأسرية

مزنى البندرية ـ طالبةـ تقول:«مع التطور الذي نشهده في أيامنا هذه ظهرت بعض السلوكيات غير المحمودة من قبل بعض الطالبات تبعها تدني في مستوى تحصيلهن الدراسي أيضا، ومن أبرزها عدم الإلتزام بالزي المدرسي،وعدم احترام المعلم، وعدم المحافظة على الممتلكات العامة، وقلة الاهتمام بالمذاكرة المنزلية، واحضار الهواتف النقالة».

وتضيف مزنى: «السبب الأول  في ذلك هو التقليد الأعمى وتغير نمط الحياة الذي يغير من فكر الطالبة والذي لاشك أن ما يتبعه في  رأيي هو قلة وضعف الرقابة الأسرية، أما السبب الثاني فيتعلق بأسلوب المعلمة نفسها وشخصيتها إن كانت تؤثر على الطالبة سلبا أو ايجابا، بالإضافة إلى قيام المدرسة نفسها بدورها الرقابي، فإن ضعف هذا الدور كان التأثير السلبي على سلوكيات الطلبة واضحاً».

وتكمل: «في بعض الأحيان كنت أصادف مضايقات لم اعتاد عليها كالتعامل بقلة أدب مع المعلمة، وعدم احترام المعلمة ورفع الصوت بحضرتها، أو عدم الإلتزام بالزي المدرسي والقيام بالمخالفات التي هي محظورة علي في منزلي قبل أن تكون محظورة علي في مدرستي، ورغم ذلك كنت وما زلت أحترم كل فعل أقوم به تجاه من علمني حرفا فهذا أبسط رد جميل له ولمكان اكتسابي لعلمي».

أسباب ودوافع متعددة   

تقول أم خليل وهي أخصائية اجتماعية: «بشكل عام في مجتمعنا والمجتمعات الأخرى هنالك الكثير من السلوكيات والمخالفات التي تصدرعن الطلبة في المدارس أهمها الغياب بدون عذر مقبول، ومخالفات في الزِّي المدرسي، واحضار الممنوعات إلى المدرسة كالهواتف والكاميرات والأجهزه اللوحية والمأكولات غير الصحية كالعلكة والمشروبات الغازية وغيرها».

وحول طريقة التعامل مع هذه السلوكيات تقول: «هنالك تدرج في الإجراءات المتخذة لتعديل مثل تلك السلوكيات، حيث تبدأ بفهم السلوك ودوافعه والأسباب التي أدت لحدوثه، لأنه في أحيان كثيرة تكون الطالبة ضحية إهمال أو تحت ضغط معين أو تحريض من قبل زميلاتها، بعد ذلك يتم نصح الطالبة وتبصيرها بسلبيات السلوك الذي قامت به وتأثيره على علاقتها بمعلماتها وزميلاتها ووضعها الدراسي، وفي حال تكرار السلوك وعدم استجابتها للنصائح والتوجيه يجب البدء بالإجراءات المعمول بها في لائحة شؤون الطلاب التي وضعتها الوزارة».

وعن الأسباب والدوافع تتحدث: «كما هو معروف فالسلوك البشري أمر معقد لا يمكن حصر أسبابه في أسطر، ولكن هنالك أسباب بيئية تتعلق بالتنشئة الاجتماعية، ومحيط الأسرة والأصدقاء، وطبيعة الحي الذي تعيش فيه الطالبة، وهناك أسباب مدرسية لها علاقة بمدى توفر عوامل ايجابية محفزة للطالبة وعدم اقتصارها على النمط التقليدي في التعليم، أما الأسباب الذاتية فهي لها علاقة بغياب الوازع الديني، وعدم وجود دافعيه للتعلم، وغياب الهدف والطموح، وعدم وجود الشخص المناسب لصقلها وتعزيزها عند الصغر، وهناك أيضاً أسباب صحية لها علاقة بوجود عرض  مرضي لدى الطالبة يتطلب في بعض الأحيان تدخل طبي، كفرط النشاط الزائد، وبعض الإعاقات، والأمراض النفسية كالتوحد والإنفصام، لذلك كل مشكلة ولها أسبابها الخاصة ولها ظروفها وآلية خاصه للتعامل معها».

وتؤكد بقولها: « إن بعض السلوكيات المدرسية والتي بحاجة إلى تعديل سلوك غالبا ما  تكون امتداداً لظروف عائلية او بيئية، والتي من الضروري اشراك ولي الأمر في حلها، وكما نقول دائما المدرسة والأسرة وجهان لعملة واحدة لا يمكن فصلهما لأن الهدف واحد (التربية والتعليم)، وتهيئة الفرد لأن يحيا حياة كريمة في المستقبل».

وتختم: «برأيي أن الطالبة ليست بحاجة إلى عقاب صارم أو اُسلوب رادع، بل هي بأمس الحاجة إلى بيئة أسرية ومدرسية مستقرة تربي الطالبة على أسس دينية وأخلاقية سامية، والطالبة في هذا العمر كل ما تحتاج إليه هو وجود من ينصت لأفكارها ولآرائها مع تقدير ظروفها ومشاعرها وأحساسها وغير محتقرة لابداعاتها ولو كانت صغيرة».

غياب الرقابة

تعلّق براءة بنت خلفان العامرية ـ طالبةـ- قائلة: «أكثر السلوكيات التي تمارسها الطالبات هي استخدام أدوات التجميل، وعدم الإلتزام بالحجاب، والتكبر ورفع الصوت على المعلمات، والكتابة على الجدران، واصطحاب الهواتف النقالة، ومصاحبة أصدقاء السوء، وأحياناً يكون السبب تقليد بعض الطالبات معلماتهن في وضع المكياج وطريقة اختيار الملابس، فأصبح شغلهن الشاغل، وفي بعض الأحيان أصادف بعض الطالبات وهن يستخدمن أدوات التجميل خلسة في دورات المياه».

أما وصال جمعة الجردانية ـ طالبة ـ-فتقول: «أشاهد الكثير من الطالبات من يخالفن  الزي المدرسي، ويتغيبن كثيراً عن المدرسة لعدم الاهتمام بالدراسة، والأسباب تتعدد منها: عدم مراقبة أولياء الأمور للطلبة، فغالبا ما يكون أولياء الأمور منشغلين بأعمالهم، مهملين بذلك دورهم في مراقبة أبنائهم وترشيدهم ونصحهم، كما لا توجد رقابة ذاتية من قبل الطالبة نفسها، بالإضافة إلى التقليد الأعمى لرفقاء السوء، وأخيراً عدم التشديد والرقابة من قبل إدارة المدرسة.»

التطاول على المعلم

بدرية النهدي ـ معلمةـ -تقول: «كوني أدرس طالبات في المرحلة الأخيرة أجد أنهن في هذا العمر أكثر تهذيباً واحتراماً للمعلمات والزميلات أيضا، ولكنهن غالباً ما يهملن بالواجبات المنزلية وضرورة التحضير الأولي للدروس، وعادة ما أتعامل مع هذا النوع من الإهمال بمحاورة الطالبة ومناقشتها في الأسباب التي أدت إلى اتباع هذا السلوك واعطائها مقترحات لكيفية التحضير للدروس وتوضيح أهمية أداء الواجبات».

وتسرد تفاصيل موقف واجهته في السابق من قبل إحدى الطالبات المشاكسات:« أثناء حضوري لحصة احتياط تطاولت عليّ إحدى الطالبات، ورفعت صوتها بعدما طلبت منها أنت تلتزم الهدوء والرجوع لمقعدها، ولكنها رفضت وزادت في سلوكها السلبي، فلم يكن أمامي في تلك اللحظة سوى الذهاب لإدارة المدرسة والأخصائية الإجتماعية، وهذا الموقف يبين بشكل واضع أن السبب وراء هذا السلوك هو أن المراهق في هذه المرحلة عادة يحاول أن يلفت أنظار الناس حتى لو بسوء الخلق والتمرد، ولكن عندما تتم توعية الطالبات بما تحتويه بنود لائحة الشؤون الطلابية من تعليمات وعقوبات، فلابد أن تأخذها الطالبات في الحسبان قبل أن تفكر بأي تصرف يخل بهذه البنود».

السبب يكمن في شخصية الطالبة

أشارت ريان الغافرية-ـ طالبةـ-إلى إحدى السلوكيات التي باتت منتشرة بين الطالبات اللاتي يطمعن بالعلامة العالية دون بذل أي جهد لتحقيق ذلك فتقول: « أصبحنا نلاحظ في مدارسنا الطالبة التي تسعى إلى رفع تحصيلها الدراسي من خلال احتيالها على أعمال زميلاتها الطلبة، فتلجأ إلى تلك الأساليب الخاطئة والتي تظلم فيها أخواتها الطالبات، كما لا نستطيع أن نغفل لباس بعض الطالبات، حيث أصبحنا لا نميز بين لباس الشاب والفتاة، فنجد أخواتنا الطالبات يحرصن على اتباع “الموضة”والتي في العادة تكون من تعاليم الغرب ومخالفة تماما لشريعتنا الاسلامية، وهناك العديد من السلوكيات والتصرفات التي ترتكبها الطالبات من ضمنها التأخر على الدوام الدراسي والسرقة واحضار الهواتف النقالة».

وتضيف: «في الحقيقة السبب يكمن في شخصية الطالبة فإن تعودت على ممارسة التصرفات الخاطئة والأخلاق المذمومة سنجدها باستمرار تفعل ما تشاء وستواجه تبعات أكبر، ولا ننسى تأثير أصدقاء السوء والمجتمع من حولنا، وأيضا عدم اتباع نهج رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد يكون أيضا وقت الفراغ له دور كبير في ما يحصل لطالباتنا».

وتختم: «أخيرا ادعوا أخواتي الطالبات بالإلتزام والحرص على اتباع نهج قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما يجب عليهن الإلتزام بالقوانين المدرسية وأن يتعاملن مع بعضهن البعض كالأخوات وترك كل ما لا يليق بها كفتاة تنتمي إلى الدين الاسلامي».

اللائحة مجدية

أم هند-ـ ولية أمر ـ تقول: « يجب الاهتمام بتقويم السلوكيات السلبية التي تصدر عن الطالبات في المدرسة، وهي فترة حرجة ولكنها مؤقتة، لذلك يجب ملاحظتها والاهتمام بها من قبل كل من الأخصائية الاجتماعية وولي الأمر، لذلك يجب أن يكون هناك تواصل مستمر مع ولي الأمر حتى يكون على دراية تامة عن سلوكيات بناته أو أبنائه».

وعن لائحة شؤون الطلبة تعقب قائلة: «إن اللائحة التي تنظم شؤون الطلبة مجدية، وتضم الكثير من القوانين التي لا يجب التساهل بها، ومنها ما يلزم ولي الأمر بالمتابعة، حتى يكون يكون طرفاً فاعلاً، ولا تستفحل المشكلة ونصل لطريق مسدود، فهنا مصلحة الطالبة على المحك».

وعن ردة فعلها اذا ما تم ابلاغها عن سلوكيات بناتها تقول: «أحاول أن أجد حلاً دون تضخيم الأمر، فبالتفاهم والمتابعة المستمرة نستطيع تجاوز الأمر، وفي هذا العمر الأخطاء واردة والمهم هو الإحتواء والإنصات».  

وتضيف: «فكما نعلم أن بيئة المدرسة تعج بالكثير من الطالبات المختلفات سلوكياً وتربوياً ونفسياً واجتماعياً واقتصادياً وجميعها عوامل تسهم في بناء شخصية الطالبة، فمثلا الطلاق أو وفاة إحدى الوالدين أو عدم الاهتمام أو الضرب أوالحرمان ينتج عنه سلوكيات خاطئة، كما تمر الطالبات بمرحلة حرجة تحدث فيها الكثير من التغيرات جسمانية والنفسية، ولا ننسى التقليد الأعمى لنماذج قد تكون في المدرسة أو خارجها أو من خلال وسائل التواصل الإجتماعي والتلفزيون».

وعن الحلول تقول:« أرى أنه من الواجب عقد محاضرات توعوية مستمرة للطالبات، واجتماعات مجلس الأمهات لمناقشة السلوكيات السلبية للطالبات وكيفية احتواءها، واتخاذ القوانين وتطبيقها من أجل مصلحة الطالبة، وأخيرا استدعاء تربويين وتنظيم حلقات نقاش».

إزالة الشوائب بالكلمة الطيبة

عزيزة الرحبية-ـ معلمة-ـ تقول:«التطاول على المعلمة أثناء حديثها واللامبالاة من قبل الطالبة أثناء الحصة من أبرز السلوكيات التي تمارسها الطالبات، ولكل سلوك تعامل خاص على حسب الموقف وما يتوجب عليه»

وتتحدث عن عذر بعض الطالبات في تقليد المعلمات بقولها: «ينبغي ألا نعمم هذا التصرف على أنه ناتج عن تقليد الطالبة لمعلمتها، وقد يكون مظهر المعلمة أحد الأسباب الثانوية ولكن يبقى السبب الرئيسي هو تربية الطالبة ونشأتها في أسرتها على السلوك الحسن».

وعن الحلول لهذه المشكلة تقول: «لابد من النصح والإرشاد والتقرب من الطالبة قدر الإمكان، 

فمن تجربتي أن كسب الطالبة كأخت خير لها من الوعيد والتنفير والتهديد، فالطالبات قد نشأن في بيئة صالحة والحمدلله، ولكن قد يخالطها أحيانا شيئاً من الشوائب وتحتاج إلى من يزيل هذه الشوائب «بالكلمة الطيبة».

اللجوء لأسلوب الإقناع

منى المسرورية ـ ولية أمر ومعلمة-ـ تقول: «بالنسبة لمتابعة ولي الأمر للطالبة عبر البوابة التعليمية مجدية نوعاً ما لولي الأمر الذي يصبح لديه دراية واطلاع بالبوابة التعليمية فقط، أما غير المطلع فلا تجدي لديه نفعاً».

وعن سلوكيات الطالبات تقول: «الفتاة في هذه المرحلة العمرية تحتاج إلى طرق وأساليب للإقناع وتعديل السلوك، لذا يجب علينا ألا نتسرع في اتخاذ أساليب خاطئة تجعل الفتاة في حالة عناد ورفض للنصح والإرشاد، وبالتالي تلجأ إلى مخالفة الأوامر بطرق مختلفة وبدون دراية الأهل».

غياب الرقابة الذاتية

زينب بنت عيسى الوهيبية ـ طالبة-ـ تقول: «إن السبب وراء هذه السلوكيات هي عدم المراقبة من قبل ولي الأمر لانشغاله بأمور الحياة، كما أن أصدقاء السوء لهم دور في تغيير سلوكيات الطالب، وعدم التشديد من قبل ادارة المدرسة، وأحيانا يرجع السبب إلى أسلوب المعلم غير الملائم، وأخيرا يجب أن لا نقلل من أهمية أن يكون عند كل طالبة رقابة ذاتية، والتي تتحقق عندما تكون الطالبة واعية ومطلعة».

الاخطارات عبر البوابة التعليمية

أم زهرة ـ اخصائية اجتماعية ـ تقول: «من أكثر الشكاوي التي نتلاقها هي السلوك العدائي بين الطالبات، وعدم احترام المعلمة، ومخالفة الزي المدرسي كارتداء البنطال الضيق جداً الذي لا يتناسب مع البيئة المدرسية، والسبب يعود لتقليد ما يعرض في وسائل الإعلام».

وتكمل: «وفق لائحة شؤون الطلبة في البوابة التعليمية الإلكترونية نقوم بتسجيل مواقف الطالب اليومية، وفي حال تكرار الموقف سيحول إلى اخطار الكتروني عن طريق البوابة التعليمية الالكترونية، وذلك من خلال ادخال اسم الطالب وبياناته ومن ثم تسجيل السلوك، ويعطى للطالب ليوقعه من قبل ولي الأمر وتعود الورقة للمدرسة حيث نحتفظ بها في ملف الاخطارات، فأول اخطار يكون موجهاً لولي الأمر، والثاني يصدر تنبيهاً الطالب، والثالث يصدر نصحاً الطالب وأخيرا يستلتزم الأمر تعهداً من قبل ولي الأمر، ونستخدم هذه الاخطارات في الغياب المتكرر والسلوكيات السلبية، ويعتبر هذه الآلية مجدية جداً لأن باستطاعة ولي الأمر أن يتصل بالبوابة التعليمية الكترونياً فتصله رسائل نصية عن كل الاخطارات المسجلة».

Categories: تحقيقات

أضف تعليقاً