إن العيد عبارة عن احتفالية دينية عائلية في المقام الأول، لذلك تتشكل نكهته الخاصة وسط أجواء العائلة والأهل والأحباب، ورغم ذلك تحرص العائلات العربية المسلمة في بلاد الغربة على استنساخ أجواء العيد التي تتميز بها أوطانهم حتى يتمكن الصغار والكبار ـ على حد سواء ـ من اختبار فرحة العيد نفسها، وذلك من خلال الاستعدادات المطلوبة كتجهيز أجمل الملابس والحلي لاستقبال المهنئين بالعيد، وإعداد الأطباق والحلويات التي تزين مائدة العيد في الوطن البعيد. «المرأة» سلطت الضوء على نساء مقيمات في السلطنة اللاتي تحدثن عن استعداداتهن الخاصة لاستقبال عيد الفطر السعيد:
كعك العيد
هديل نشأت محمد من الأردن تقول:«قبل العيد بأيام نقوم بعمل (كعك العيد)، وفي صباح العيد نذهب لأداء صلاة العيد، ومن ثم نزور بعضاً من الأهل والأصحاب المقيمين معنا في السلطنة، ونحرص على أن نجتمع معا لتقضية أجمل الأوقات معهم، ولا ننسى طبعاً أن نتحدث مع أهلنا في الأردن ونبارك لهم بالعيد، وفي العيد أيضاً نتبادل نحن والجيران الزيارات والتهاني، كما نستغل فرصة العيد للتنزه وتناول الغداء خارج المنزل، وفي المساء نقوم بزيارة الجيران والمعارف الذين لم تسنح لنا الفرصة بزيارتهم في الصباح».
ألذ الوجبات
عائشة أم محمد من المغرب تتحدث قائلة: «كوني متزوجة من رجل عماني فلابد أن أتبع العادات العمانية، حيث نقوم في صباح العيد بعمل (العرسية)، ومن بعدها يقوم الرجال بذبح الذبيحة، ونطبخ (مقلب) للغداء، والعصر نزور الأهل والأقارب،أما في ثاني يوم عيد فيكون الغداء هو (شواء) والذي تم الإعداد له في أول يوم العيد، والعصر نزور باقي الأهل والأصحاب، وفي ثالث يوم يكون نقوم برحلة عائلية يتم فيها عمل (المشاكيك)،وألذ ما يتم طبخه هو العرسية مع الترشة وكذلك الشواء الساخن».
طقوس مصرية
سلمى راغب من مصر تعلّق بقولها: «للعيد بهجة خاصة ومختلفة لكل منا حيث نحن المصريين نستقبل العيد ببعض الطقوس التي اعتدنا عليها منذ الصغر، والتي أصبحت جزءً منا مهما اختلف المكان، حيث أننا كأسرة مصرية مقيمة في عمان نحتفل بالعيد كما تعودنا الاحتفال به في بلدنا الحبيب، نقوم بشراء ملابس العيد الجديدة ونقوم بتنظيف المنزل وتزيينه استعدادا لاستقبال العيد، ومن ثم نقوم بخبز حلوى العيد المصرية التي تعتبر شيئاً أساسياً تجده في كل منزل في مصر، وتجده معروضا في المخابز ومحلات الحلويات بمختلف الأشكال والأنواع، لكن نظرا لعدم توافرها في عمان نقوم بخبزها بالمنزل ونقوم بتناولها على الإفطار بعد الإنتهاء من صلاة العيد مع الشاي ونقدم منها للجيران والأصدقاء، بعد ذلك نقوم بمعايدة الأهل والأقارب في مصر عبر الهاتف أو مواقع التواصل الإجتماعي، ونقوم بتشغيل الأغانى المصرية القديمة كأغنية (أهلا أهلا بالعيد والعيد فرحة) حيث تبث جو من البهجة والسرور وتمنح شعوراً احتفالياً كما في مصر، بعد ذلك نقوم بأخذ العيدية من أبي ونستعد للخروج والإستمتاع، حيث الخروج أول يوم يكون مع الأصدقاء، ونذهب إلى احدى المولات مثل جراند مول او سيتى سنتر، بينما تجلس أمي تعد للشواء لثاني أيام العيد للخروج مع الأصدقاء والأهل، ونقوم بالشواء على البحر أو في أحد الحدائق حيث يلعب الأطفال ويستمتع الكبار بالتسالي ولعب الشطرنج وصيد السمك والاستمتاع بالمناظر الطبيعية والجو المعتدل، أما في اليوم الثالث نقوم بعمل رحلة إلى أحد المناطق التي لم نقم بزيارتها في عمان مثل جبل شمس، الجبل الأخضر وشاطئ السوادي للإستمتاع بالطبيعة الخلابة واكتشاف جمال عمان، وبهذا نكون قد استمتعنا بإجازة العيد وفق الطقوس المصرية ولكن بروح عمانية».
أقرب ما يكون
خديجة جوملي من تونس تضيف: «عندما نقضي العيد في عمان نحاول أن نقضيه بطريقة تكون أقرب ما تكون في تونس، حيث يبدأ بصلاة العيد وبعدها تبادل التهنئة بالعيد مع الوالد الوالدة وأخواني عن طريق الهاتف، ومن ثم نقوم بتجهيز الفطور ويكون عبارة عن قهوة وبعض الحلويات التي تكون مجهزة خصيصاً للعيد، وبعدها نذهب لزيارة أصدقائي في منزلهم ونتناول وجبة الغداء معا، ومن عاداتنا أن نأخذ معنا بعضا من الحلويات التي تم اعدادها سابقا عندما نتزاور في هذه المناسبة، ويكون غداء أول أيام عيد الفطر أكل بسيط لأن الجسم لم يتعوّد بعد على الأكل الدسم بعد فترة صيام امتدت لثلاثين يوماً، أما في المساء نقضيه بالتجول في الأسواق والمولات».
العيد في عمان
بندو بيجام من الهند تقول: «منذ خمسة عشر عاما ونحن نحتفل بالعيد في عمان جنباً إلى جنب مع أقاربي والأصدقاء والعائلة، وفي الواقع نبدأ بالتخطيط من الأيام الأخيرة من شهر رمضان عن المكان الذي سنقضي فيه عطلة العيد، والمواد الغذائية التي سنعدها لطهي الطعام، وشراء اللباس للعيد، وغالبا ما تكون الأفكار مستمدة من المحيط الذي نعيش فيه والذي يتميز بتنوع غني يضفي لفرحة العيد فرحة مضاعفة، حقاً إن العيد في عمان هو الملهم».
تمضية أروع الأوقات
أما رميشا من باكستان تعقب قائلة: « عادة ما نجتمع في العيد مع الأصحاب والأقارب لتمضية أروع الأوقات معا، كذلك لابد أن نقوم بمهاتفة أهلي المتواجدين في باكستان وكندا ودبي والبحرين، ومن ثم أشاهد برامج العيد عبر التلفاز، ونقضي عطلة العيد إما بالتنزه في داخل السلطنة أو خارجها، وإذا صادفت أن تكون العطلة طويلة ففي هذه الحالة نقصد مدينة دبي».
عمان بلد جميل
كات من الفلبين تقول: «كثيرا ما أسعد بعطلة العيد لأخطط أنا وزميلاتي للذهاب في نزهة لأحد الأماكن السياحية في عمان، فنحن دائما نحب الإستكشاف والبحث عن أماكن سياحية جميلة لنتجول فيها، ففي مرات سابقة ذهبنا إلى نزوى لرؤية قلعة نزوى ومن ثم قلعة بهلاء، ولكن للأسف لم نتمكن من رؤيتها من الداخل بسبب العطلة وتغير توقيت الزيارات، فاكتفينا بالتقاط الصور من خارج هذه القلعة الجميلة، والتي تعتبر من أقدم القلاع، وتم بناؤها منذ مئات السنين، وأنه لأمر مدهش حقاً، فهذه الرحلة بمثابة السفر عبر الزمن، وبعد أن انتهينا من التجول في نزوى ذهبنا للعب البلياردولمدة ساعة، وبعدها ذهبنا لتناول الطعام العماني المفضل لدي وهو”البرياني”». وتضيف:« هكذا أقضي العيد في عمان، وهي تجربة رائعة ذلك أن عمان لأنها بلد جميل، يحافظ على ثقافته وتقاليده والأماكن التاريخية التي تقع فيه».
كرستينا من أمريكا تعلق قائلة”لقد كنت في عمان لأكثر من ست سنوات وأذكر أول عيد قضيته في عمان هو أنني دعيت من قبل أحد تلاميذي للاحتفال بالعيد في وسط أجواء عائلية.
وبعدما ذهبنا إلى منزله ما هي إلا ثوان حتى تحدث إلينا أهله بقوله “مرحبا وعيد مبارك” ومن ثم توجهت إلى غرفة جلوس كبيرة تجلس فيها النساء والأطفال، ثم دخلت زوجته وبحرارة ترحب بي مما جعلني ذلك أشعر بموضع ترحيب كبير،وكان في غرفة الجلوس سجادة جميلة تجلس بها مجموعة من السيدات، فقد كنت مرتاحة لأول 10 دقيقة، فكما نعلم الغرباء غير معتادين على الجلوس على الأرض،حاولت لطالما استطعت الجلوس بالتحول تارة لليسار وتارة أخرى لليمين، ولكن شعرت بأن قدامي قد تخدرتا، فطلبت منهم أن يحضرون لي كرسي فسرعان ما حصلت عليه، فشبهت نفسي بالمعلم الذي يجلس حوله الطلاب، كان يوم ممتعا مع الطعام اللذيذ وودية السيدات، فضحكنا كثيرا في الطريقة التي تعاملت بها في كسر العربية والإنجليزي، والكثير من حركات اليد.
وتضيف”فواحدة من الآنسات أرادت أن تزوجني أخيها، والأخرى أرادت أن تعلمني كيفية صنع أكلة”خلية نحل” بعد أن أبديت اعجابي بها، ولعبت قليلا مع الفتيات الصغيرات في ملابسهن الفاخرة، وعلاوة على ذلك كان طبق من الحلويات بجانبي فأخذته وقمت بتوزيعه على الفتيات ولكن كلما أطلب منهن أن يأخذن قطعة من الحلويات يجبن ب”لا شكرا” واكتشفت بعدها أن العمانين لا يقبلون من العرض الأول رغم أنهم يرغبون فيه، إلا أن تعرض لهم لأكثر من 3 مرات ومن ثم سيأخذونه”.
وتختم”تعلمت الكير من العادات والتقاليد في ذلك اليوم وكان لي الشرف بحضور دعوة تلميذي، وفي النهاية شكروني على الحضور، فقد كان يوما جميلا حقا”.